أقام الكاتب الصحفي السويسري أريك فون دانيكن الدنيا ولم يقعدها في ستينات القرن الماضي،حين زعم أن حضارات متقدمة من مجرات أخرى هي التي أقامت الحضارات على الأرض واستعمرتها،وذلك في كتابه الذي افتتح به سلسلة كتاباته "عربات الآلهة" واقتفى خطاه الصحفي المصري أنيس منصور فأصدر سلسلة كتب هي ترجمة عملبة لمقولات فون دينكن دون أن يذكره أو يشير إليه حتى فأصدر " الذين هبطوا من السماء" و"الذين عادوا من السماء".
لقيت الفكرة رواجاً كبيراً ويبدو أن الخيال الإنساني يبحث عن نظير له في الكون وتداعبه فكرة وجود مثل ذلك النظير،وطبعاً تلقف السينمائيون الفكرة وصنعوا عدداً من الأفلام مستوحاة من الفكرة إياها كان من أبكرها وأكثرها رواجاً" لقاء قريب من النوع الثالث"close encounter of the third kind".
وكنت أنا من الذين تصدوا لتفنيد الفكرة ودحضها وإقامة الشواهد على تهافت ذلك الزعم وبطلانه، وكان من بين ما قلته: أن لو كانت تلك الحضارات جاءت عبر المجرات لزيارتنا فلماذا لم تضع للبشرية دستوراً فكرياً يفسر الخلق ويرشدها للخالق ويوضح لها مثلاً أن الكواكب والمجرات والشمس والقمر ليست آلهة تعبد، وإنما هي صخورٌ وأحجار،ولكن ذلك لم يحدث واستمرت البشرية في عبادة الكواكب والنجوم والأوثان والقردة والفيلة والأبقار والوعول،لا بل قدمت لها القرابين البشرية من أبناءها،وبقي ذلك إلى ان جاءت الرسالات السماوية لتهدي البشرية وتضع لها الدستور وتدلها على خالقها،وظل الإرث الوثني وتسلل للرسالات السماوية إلى أن أنهته الرسالة المحمدية وراء كل ظلال للشك وبقطعية وحزم غير قابلة للدحض ولا للتنازل والخصم أو الأخذ والرد والمساومة.
وبالطبع وصفوني بالمتدين الساذج،فدخلت لهم من باب آخر علمي حسب معاييرهم وهو باب الأنثربولوجيا،فكل ما أورثتنا إياه الحضارات المزعومة هو مجسمات لإنسان برأس كلب أو جسد أسد،وخروف بجناحين وكبش مجنح وماعز بأرجل بشرية و أساطير عن آلهة بمواصفات خارج العقل والمنطق تبطش وتقتل وتخطف بلا أي معنى ولا مغزى.
ولكن السؤال يبقى مطروحاً وهو: كيف أقيمت كل تلك الصروح المعمارية الهائلة والمبهرة التي يعجز حتى العلم الحديث عن إنجاز مثلها بكل أدواته؟
والإجابة هي التي تضمنها النص القرآني ذاته الذي أكد تقدم هذه الحضارات وإمكانياتها وقدراتها الفائقة والمتفوقة، يقول الله سبحانه وتعالى واصفاً عاداً وثمود"إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب" ويقول " وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين" "وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين"
وإذن فقد وصلوا لمحاولة تخليد الحياة وقهر الموت"مصانع"
بمعنى مختبرات وتجارب، وربما تحويرجيني.
والبطش الجبار لا يكون بالسيف والرمح وإنما بقوة جبارة ماحقة كما يوحي النص.
وإذن فمنشأ هذه الحضارات هو أرضي و أرسل الله لهم الرسل ليردهم إلى الحق وهو عبادة الخالق الواحد وتوظيف الأدوات التي سخرها لهم في الإصلاح لا الإفساد،فلما أصروا وعاندوا دمّرهم وأ فناهم وترك آثارهم عبرة لمن يعتبر" وإنها لبسبيل مقيم" " و تركنا عليه في الآخرين" أي نوح عليه السلام،" وإنكم لتمرون عليهم مصبحين" "فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد"!
وهذه هي الشواهد قائمة فعلاً تحير العلماء فيذهبون في تفسيرها كل مذهب،ففسروها بالكوارث الطبيعية والنيازك الساقطة والزلازل والبراكين،إلا أن فون دينكن نفسه لم يطمئن إلى تلك التفسيرات وقال أنهم أهلكوا بقرار وبقوة عاقلة،ولكن كيف ؟ يجيب دانيكن أن التصميم الجيني للسلالة البشرية أنجزه أولئك الزائرون من الفضاء ولكنهم لم يتقنوه تماماً وكانت النتائج كارثية وبشرا بمواصفات متوحشة غير منضبطة وقدرات فائقة فأنهوا التجربة ودمروا تلك السلالة.
ماشي يا دانيكن ! ولكنك لم تقل لنا كيف نجحوا أخيرا ووجدت السلالة العاقلة الحكيمة التي تكافيء المحسن وتحاكم المسيء ضمن منظومة اخلاقية محكمة؟ وكيف تحول الإله من صورة الإله الاسطوري الأناني الذي يعشق ويخطف ويقتل منافسيه من البشر ويختفي تحت الارض الى إله عاقل حكيم منزه عن كل النوازع البشرية التي اتصف بها إله الأساطير؟
يتجنب دنيكن الإجابة لأنه لا يريد أن يقر بخالق وأديان الهية منزلة،و الذي يبدو أنه هو الجواب المنطقي الوحيد.
ولمزيد من الشواهد يقول الله سبحانه وتعالى" أتبنون بكل ريع آية تعبثون" وقد وجد علماء الآثار كتابة على أحد مسلات طريق الكباش تقول" وقد تعجبون لماذا قمت بنحت كل تلك الكباش؟لا لسبب لقد كنت أتسلى فقط".
.نزار حسين راشد
لقيت الفكرة رواجاً كبيراً ويبدو أن الخيال الإنساني يبحث عن نظير له في الكون وتداعبه فكرة وجود مثل ذلك النظير،وطبعاً تلقف السينمائيون الفكرة وصنعوا عدداً من الأفلام مستوحاة من الفكرة إياها كان من أبكرها وأكثرها رواجاً" لقاء قريب من النوع الثالث"close encounter of the third kind".
وكنت أنا من الذين تصدوا لتفنيد الفكرة ودحضها وإقامة الشواهد على تهافت ذلك الزعم وبطلانه، وكان من بين ما قلته: أن لو كانت تلك الحضارات جاءت عبر المجرات لزيارتنا فلماذا لم تضع للبشرية دستوراً فكرياً يفسر الخلق ويرشدها للخالق ويوضح لها مثلاً أن الكواكب والمجرات والشمس والقمر ليست آلهة تعبد، وإنما هي صخورٌ وأحجار،ولكن ذلك لم يحدث واستمرت البشرية في عبادة الكواكب والنجوم والأوثان والقردة والفيلة والأبقار والوعول،لا بل قدمت لها القرابين البشرية من أبناءها،وبقي ذلك إلى ان جاءت الرسالات السماوية لتهدي البشرية وتضع لها الدستور وتدلها على خالقها،وظل الإرث الوثني وتسلل للرسالات السماوية إلى أن أنهته الرسالة المحمدية وراء كل ظلال للشك وبقطعية وحزم غير قابلة للدحض ولا للتنازل والخصم أو الأخذ والرد والمساومة.
وبالطبع وصفوني بالمتدين الساذج،فدخلت لهم من باب آخر علمي حسب معاييرهم وهو باب الأنثربولوجيا،فكل ما أورثتنا إياه الحضارات المزعومة هو مجسمات لإنسان برأس كلب أو جسد أسد،وخروف بجناحين وكبش مجنح وماعز بأرجل بشرية و أساطير عن آلهة بمواصفات خارج العقل والمنطق تبطش وتقتل وتخطف بلا أي معنى ولا مغزى.
ولكن السؤال يبقى مطروحاً وهو: كيف أقيمت كل تلك الصروح المعمارية الهائلة والمبهرة التي يعجز حتى العلم الحديث عن إنجاز مثلها بكل أدواته؟
والإجابة هي التي تضمنها النص القرآني ذاته الذي أكد تقدم هذه الحضارات وإمكانياتها وقدراتها الفائقة والمتفوقة، يقول الله سبحانه وتعالى واصفاً عاداً وثمود"إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب" ويقول " وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين" "وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين"
وإذن فقد وصلوا لمحاولة تخليد الحياة وقهر الموت"مصانع"
بمعنى مختبرات وتجارب، وربما تحويرجيني.
والبطش الجبار لا يكون بالسيف والرمح وإنما بقوة جبارة ماحقة كما يوحي النص.
وإذن فمنشأ هذه الحضارات هو أرضي و أرسل الله لهم الرسل ليردهم إلى الحق وهو عبادة الخالق الواحد وتوظيف الأدوات التي سخرها لهم في الإصلاح لا الإفساد،فلما أصروا وعاندوا دمّرهم وأ فناهم وترك آثارهم عبرة لمن يعتبر" وإنها لبسبيل مقيم" " و تركنا عليه في الآخرين" أي نوح عليه السلام،" وإنكم لتمرون عليهم مصبحين" "فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد"!
وهذه هي الشواهد قائمة فعلاً تحير العلماء فيذهبون في تفسيرها كل مذهب،ففسروها بالكوارث الطبيعية والنيازك الساقطة والزلازل والبراكين،إلا أن فون دينكن نفسه لم يطمئن إلى تلك التفسيرات وقال أنهم أهلكوا بقرار وبقوة عاقلة،ولكن كيف ؟ يجيب دانيكن أن التصميم الجيني للسلالة البشرية أنجزه أولئك الزائرون من الفضاء ولكنهم لم يتقنوه تماماً وكانت النتائج كارثية وبشرا بمواصفات متوحشة غير منضبطة وقدرات فائقة فأنهوا التجربة ودمروا تلك السلالة.
ماشي يا دانيكن ! ولكنك لم تقل لنا كيف نجحوا أخيرا ووجدت السلالة العاقلة الحكيمة التي تكافيء المحسن وتحاكم المسيء ضمن منظومة اخلاقية محكمة؟ وكيف تحول الإله من صورة الإله الاسطوري الأناني الذي يعشق ويخطف ويقتل منافسيه من البشر ويختفي تحت الارض الى إله عاقل حكيم منزه عن كل النوازع البشرية التي اتصف بها إله الأساطير؟
يتجنب دنيكن الإجابة لأنه لا يريد أن يقر بخالق وأديان الهية منزلة،و الذي يبدو أنه هو الجواب المنطقي الوحيد.
ولمزيد من الشواهد يقول الله سبحانه وتعالى" أتبنون بكل ريع آية تعبثون" وقد وجد علماء الآثار كتابة على أحد مسلات طريق الكباش تقول" وقد تعجبون لماذا قمت بنحت كل تلك الكباش؟لا لسبب لقد كنت أتسلى فقط".
.نزار حسين راشد