محمد السلاموني - الكتابة إلى حد التَّعرى... [1] الأدب والحب:

[1] الأدب والحب:

ما من موضوع أثير للأدب والفن مثل "الحب"...
لماذا؟.
رافقنى هذا السؤال طوال عمرى تقريبا، وما أن أبدأ فى قراءة عمل أدبى أو الفرجة على فيلم سينمائى أو عرض مسرحى، حتى أبحث عن "العلاقات العاطفية"، وكيف يتناولها العمل؟...
وأذكر أننى ذات مرَّة، سألت أحد أساتذتى فى معهد المسرح عن هذا الأمر: لماذا الحب دائما؟
، ألا يمكن لنا أن نعثر على نص مسرحى كبير أو عمل روائى أو سينمائى... يتناول العلاقات الإنسانية دون أن يتَعَّرَّض للعلاقات العاطفية بين الرجل والمرأة؟.
أجابنى الأستاذ بأن هناك أعمال قليلة تغاضت عن هذا الأمر، لكنها كانت جافة بما لا يوصف، على الرغم من محاولة كُتَّابها تعويضه ببدائل عنه، تمت إليه بصلة قرابة؛ كالصداقة والبنوَّة، على سبيل المثال...
نعم، ما من عمل إلاَّ ويتضَمَّن بُعدا عاطفيا من زواية ما، مباشرة أو غير مباشرة، ذلك لأن "الحب" هو أحد أهم أشكال العلاقة بالآخر؛ فى "الحب"، يرى الإنسان نفسه فى "مرآة الآخر"... وإذا كانت كل رغبة هى "رغبة فى..." فـ "الحب" هو الذى يكشف لنا عن أحد أهم أبعاد "موضوع الرغبة- الدرامية"...
"الحب" ليس موضوعا إنسانيا فقط ، بقدر ما هو "موضوع الإنسان".
وكثيرا ما تستعين به الدراما "بأشكالها العديدة"، لتضعه فى مفارقة مع الموت أو الجنون- باعتباره هو المقابل لهما.
// يستحق التناول الجمالى لموضوع "الحب" دراسة شاملة، مفردة... لكننى لن أفعل.
ـــ ومن قبل انشغلت بموضوع "التناول الجمالى للقتل"، وجمعت أكواما هائلة من المواد العلمية والأدبية، وبعد عدة أشهر من المعاناة تذكرت أن المصريين أجهل وأحقر حشرات المجارى، فقررت التَّوَقُّف عن مواصلة العمل، وبصقت من النافذة...
ما يمكن قوله، هو أن المصريين لا يكتبون أدبا- وفى الحقيقة هم لا يعرفون "ما الأدب؟"، وكل ما يمكنهم قوله هو الإستعانة بأحد الغربيين لينقلوا عنه قوله. أما "الأدب" لديهم فلا يزيد عن "اعترافات"، تصلح فقط كشواهد على أوضاع تاريخية، إجتماعية، سيكولوجية... أعنى أنها لا تعدو كونها مجرد "مواد"- نعم، المصريون يقفون عند حدود المواد "التى هى حياتهم ذاتها"، أما "الرؤى الجمالية المتعلقة بالأدب والفن" فيجهلونها... المصريون منشغلون بأنفسهم
، لذا يكتبون "مذكرات شخصية، سير ذاتية..."، ولا يكتبون أدبا.
من هنا كان مفهوم "الشكوى- لديوان المظالم"؛ المعلوم أو المجهول، هو شُغلهم الشَّاغِل.
ما أذهب إليه هنا، هو "تعريف الأدب"، كما انتهت إليه الثقافة المصرية؛ أعنى بما هو شرط "العَقد الثقافى" المُبرَم بين "الأدباء والجمهور"... / إنه تعريف المجتمع المصرى للأدب .
الأدب والحب :

يتبع...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى