د. معاذ الروبي - هل يؤثر نمط شخصية معين على صحة العقل؟

وفقًا لبحث حديث في مجال علم النفس الاجتماعي، قد يكون لبعض الصفات الشخصية دور فيما إذا كان الأفراد سيصابون بضعف إدراكي في وقت لاحق من الحياة.

وفقًا للباحث في جامعة فيكتوريا بكندا توميكو يونيدا فإن كونك أكثر وعيًا وانفتاحًا قد يحد خطر التدهور المعرفي في حين أن وجود درجات أكبر من العصابية يزيد من ذلك.
تفسير ذلك يعود الى أن السمات الشخصية تعكس أنماطًا ثابتة نسبيًا من التفكير والتصرف، والتي قد تؤثر بشكل تراكمي على السلوكيات الصحية أو غير الصحية وأنماط التفكير خلال فترة الحياة.
أيضا قد تؤدي التجارب الحياتية إلى التعرض لأمراض أو اضطرابات معينة أو فروق فردية في مدى القدرة على مقاومة بعض المشاكل العصبية العقلية المرتبطة بالعمر.

قد تزيد صفات شخصية محددة من المخاطر بسبب السلوكيات التي تعرض الشخص خلال حياته للإصابة بالتدهور المعرفي،
من الأمثلة على هذه السمات الشخصية هي العصابية.
حيث يمر أصحاب هذه الصفة الشخصية بقلق مزمن يؤدي الى ضعف في قدرات الدماغ.

هناك ثلاث صفات شخصية مهمة تؤثر على كيفية تعامل الأفراد مع ضعف الإدراك في وقت لاحق من الحياة. هذه الصفات تتضمن يقظة الضمير (بالإنجليزية: Conscientiousness)‏ وهي إحدى سمات الشخصية التي يتميز صاحبها بالتنبه واليقظة.
كذلك سمة الانفتاح (بالإنجليزية: Extraversion) والتي تعني أن يكون الانسان اجتماعياً وأنيساً. أما الصفة الثالثة فهي العصابية (بالإنجليزية: Neuroticism) والتي تترافق مع التقلبات الحادة في المزاج ومشاعر متنوعة من القلق، والخوف، والاكتئاب، وغيرهم. أيضا العصابية هي خاصية شخصية تضعف قدرة الشخص على التعامل مع التوتر.
وجد الباحثون أن الأفراد المصابون بالعصابية أكثر عرضة للمشاكل العقلية الادراكية من الأشخاص الذين لديهم صفة الانفتاح والنشاط الاجتماعي أو صفة اليقظة التي يتمتع أصحابها بمستويات عالية من الانضباط الذاتي ويكونون منظمون وموجهون نحو أهدافهم في الحياة.
لذا فصفتا الانفتاح واليقظة تمكنان أصحابهما من الوقاية أو على الأقل تأخير ظهور التدهور المعرفي والخرف عند الكبر في السن.
العكس من ذلك هو صفة العصابية التي كلما زادت درجتها زادت احتمالية حدوث التدهور المعرفي أو الخرف.

باختصار يمكننا القول إن الأفراد الأكثر انفتاحا واجتماعية وأقل عصبية، يكون التدهور الإدراكي لديهم أقل بمرور الوقت، وتنخفض نسبة اصابتهم بالخرف عند التقدم في العمر.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى