د. معاذ الروبي - كيف نكون أكثر مرونة في مواجهة ضغوط الحياة؟

غالبًا ما نمر بالكثير من المحن والمصاعب وصعوبة الحفاظ على الاتزان العاطفي في مجابهتها. فالكثير منا عانى هو أو أحد أفراد أسرته سواء من أمراض خطيرة (أو دخول في المستشفى) أو مشاكل مالية ومعيشية نتيجة لفقدان العمل وغيرها من الأسباب. أيضا لقد مررنا جميعًا بالكثير من الاضطرابات الاجتماعية والعاطفية.
د. دينيس تشارني (طبيب نفسي وعميد كلية الطب ف احدى جامعات في مدينة نيويورك) له خبرة طويلة في التعامل مع اضراب ما بعد الصدمة (وهو اجهاد نفسي يحدث غالباً بعد وقوع الانسان بمشكلة كبيرة خلال حياته) وجد من خلال بحثه أن هناك خواص وسمات للأشخاص الأكثر قدرة على التكيف مع هذا النوع من الاضطرابات حيث يمكن للإنسان الذي تكون نفسيته مرنة ان يتغلب عليه.
من هذه السمات والأنشطة التي يستخدمها الأشخاص المرنون لتحقيق التعافي هو أن يكافح الانسان دائما من أجل الفرح حيث أن التفاؤل هو سمة أساسية للأشخاص ذوي النفسية المرنة التي لا تنكسر أمام المشاكل الكبيرة التي يواجهونها في حياتهم، ولكن هذا التفاؤل يجب أن يكون واقعي بحيث يدرك هؤلاء الأشخاص التحديات التي يمرون بها ولكنهم في نفس الوقت لا يستسلمون لها بل يستمرون بالعمل على التغلب عليها.
الصفة الأخرى المهمة هي تقبل الفشل والتعامل معه من باب اكتساب الخبرة في الحياة. وكذلك استخدام التجارب السابقة الإيجابية في المساعدة
علي التغلب على الأزمات الحالية.
هناك نصيحة مهمة في هذا السياق وهي تحديد الأشخاص الذين تعجبك مهاراتهم في التغلب على التحديات واتخاذهم قدوة. يمكن لأي منا إيجاد مثل هؤلاء في أي مجتمع يعيش فيه أو حتى القراءة عن قصص ملهمة لأشخاص واجهوا العديد من التحديات في حياتهم (مثل بعض مرضى السرطان وغيرهم) ونجحوا في التغلب عليها أو على الأقل التكيف معها.

من السمات المهمة أيضاً لنكون أكثر مرونة في مواجهة ضغوط الحياة هو أن يكون لدينا بوصلة أخلاقية بحيث نتذكر دائما أن فعل الصواب لا يمكن أن يسوئنا مهما كانت النتائج المترتبة عليه وأن نقوم ببعض العمل التطوعي الذي حتما سيساعد في خلق درجة كافة من المرونة لتحمل ضغط معيشتنا. علاوة على ذلك يجب أن يكون لكل منا هدف في الحياة لأن ذلك يجعلنا نقاوم الصعوبات بحمية أكثر حتى نصل الى تحقيق مقاصدنا.
يضيف الدكتور تشارني بأن حس الفكاهة يعتبر سمة مهمة تساعدنا في مواجهة التحديات اليومية والخروج من الاضطرابات الناتجة عن أزمات كبيرة.
أيضا تساعد الشبكة الاجتماعية القوية من الأصدقاء أو العائلة في بناء المرونة التي تجعلنا قادرين على الصمود أو التعافي بسرعة من الظروف الصعبة.
وأخيرا، يوصي العديد من الباحثين المختصين في علم النفس الإكلينيكي بالمرونة أيضا في اختيار الأدوات المناسبة لتجاوز الصعوبات وإمكانية التعديل عليها او تبديلها في حال عدم نجاحها.

مع الوقت والتكرار يصبح ما ذكر أعلاه عادة في طريقة التفكير تقودنا إلى تحقيق شخصية ونفسية مرنة قادرة على تجاوز الصعوبات والتكيف مع مختلف التحديات.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى