د. معاذ الروبي - أنشطة يومية تخفف من الاكتئاب

قد يجعلك الاكتئاب تشعر بالعجز وعدم القدرة على الابداع، لكن لحسن الحظ يمكنك محاربته وتحسين مزاجك من خلال ادخال بعض التعديلات البسيطة في نمط حياتك وأنشطتك اليومية.

هذا بالتأكيد يكون جنبًا إلى جنب مع العلاج في حالة كان الاكتئاب شديدا، لكن إذا كان بسيطا او متوسطا فيمكن الاعتماد على بعض الأنشطة والإجراءات اليومية التي تساعد في تحسين المزاج والصحة.

من أهم هذه الأنشطة هو ممارسة الرياضة، حيث تساعد التمارين المنتظمة في التعافي من الاكتئاب، حاول أن تتمرن 30 دقيقة كل يوم إذا كنت لا تفعل ذلك بانتظام. ممارسة الرياضة مع الأصدقاء أو أفراد الأسرة سيجعلك تتشجع على الاستمرار في ذلك.

إضافة لذلك، حاول أن تعرّض جسمك لأشعة الشمس لان ذلك يحسن من المزاج، فأحد أنواع الاكتئاب يسمى بالاكتئاب الموسمي الذي يحدث خلال أشهر السنة المظلمة أي التي تقل فيها اشعة الشمس مثل أشهر فصل الشتاء وسرعان ما يتلاشى هذا الاكتئاب في الربيع والصيف. ضمن هذا السياق، ظهر نوع من علاج الاكتئاب وهو العلاج بالضوء الذي يتضمن الجلوس بالقرب من صندوق ينبعث منه أشعة شمس اصطناعية.

من الأمور المهمة أيضا هو حصولنا على قسط كافٍ من النوم يوميا. حيث يعمل الاكتئاب على اضطراب في النوم. بينما الحصول على وقت كافي من النوم بشكل منتظم يعتبر مهم من الناحية الصحية.
معدل النوم الطبيعي للأشخاص البالغين هو من 7 إلى 9 ساعات. هناك بعض النصائح التي قد تساعد على ضبط النوم مثل المحافظة على نفس الروتين في النوم وعدم كسره حتى في عطلات نهاية الأسبوع. أيضا من المفيد الحصول على قيلولة يوميا لمدة ربع ساعة بالإضافة لبعض التمارين الرياضية خلال اليوم. إن ممارسة أنشطة الاسترخاء قبل الذهاب إلى الفراش يساعد في انتظام النوم، بعض هذه الأنشطة تتضمن القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى وغيرها. لكن من المهم تجنب مشاهدة التلفاز أو الهاتف المحمول، بل يجب أغلاق الأجهزة الإلكترونية قبل ساعة من موعد النوم.

يمكن أن يؤدي التوتر إلى تفاقم الاكتئاب، ولكن يمكن تجاوزه من خلال التمارين والنوم الصحي كما ذكرنا سابقا. هناك أنشطة أخرى مثل التأمل واليوجا يمكنها أن تساعد على التركيز (الذي يضعف مع التوتر والاكتئاب) من خلال مساعدة الدماغ على معالجة الشعور بالألم وتقلب العواطف.

أمور أخرى يمكنها المساعدة في التغلب على الاكتئاب مثل التعوّد على تمارين التنفس التي تشمل الاستنشاق ببطء، كذلك تكوين صداقات مبنية على الثقة، فضلاً عن الانخراط في العمل التطوعي الخيري الإنساني.

من المهم أيضا أن يقوم الشخص دائما بفحص أفكاره وكتابة الأفكار أو السيناريوهات غير السارة التي تتكرر باستمرار ثم محاولة مناقشتها وتفنيدها بطريقة نقدية تظهر حقيقتها وتكشف خطئها وزيفها. من ناحية أخرى، من الضروري لنا دوماً أن نفكر بإيجابية ونركز على العادات الجيدة.

في النهاية يمكننا القول بأن هناك العديد من الطرق البسيطة التي يمكننا فعلها واستخدامها في حياتنا اليومية في محاربة الاكتئاب. هذه الطرق لها تأثير فعال وقوي بشرط أن نواظب عليها حتى تصبح عادة ونمط حياتي وسلوكي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى