هل يتصور دعاة جوامعنا وكنائسنا ومدارسنا وجامعاتنا ومحتكرو التوك شوك بفضائياتنا وتليفزيوناتنا انه بكلمات الوعظ والإرشاد فقط سوف تنصلح أخلاقنا وتنتعش أحوالنا وتنخفض مواليدنا ويزيد أنتاجنا..!
لا أحد يتعجب لماذا مع انتشار التوك شو والدعاة المحدثين فى بلادنا زاد الفساد ومع تخفى النساء فى الملابس انتشر التحرش..الكل يتناسى ويزايد علينا وينفقون أوقاتهم فى تقريعنا ولومنا ووعظنا وإرشادنا والإشادة بالسلف الصالح وتصويرهم كأنهم ليسوا بشرا وربما أفضل من الملائكة ولا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا حتى من خلفهم..وكأننا لم نقرا تاريخ السلف وكم الدماء التى سفكت على مدى التاريخ!
لماذا نغمض عيوننا عن ان جوامعنا أيام الجمع وكنائسنا أيام الآحاد تعج بالبشر وتصدح حناجر الوعاظ بالخطب المسجوعة الرنانة وبالويل والثبور لمن يعصى ويرتكب الآثام حتى تحتقن الحناجر, ومع ذلك تسوء أحوالنا وترتبك حياتنا ويضيع من تحت أقدامنا الطريق ولا يتغير أحد ..!
ولا أحد حتى يتساءل كيف راجت التجارة بالدين فى أيامنا هذه بهؤلاء الدعاة أصحاب الياقات البيضاء والبنطلونات الجينز ومع انتشارهم تلاشت أخلاقنا..ونسمع كل يوم عن بائعى الضمير والمرتشى يحج للبيت الحرام برشوته وتعج النواصى بالمتحرشين وكذب معلن وخفى يغلف حياتنا وسقوط كبار فى فخ بيع الضمير..!!
وما زلنا نصر على أن صلاح أحوالنا بالوعظ والإرشاد وان حياتنا ضاعت لأننا بعدنا عن سيرة السلف الصالح ونسينا أخلاقنا وعاداتنا القديمة ولا اعرف اى اخلاق قديمة... هل الاخلاق المطلخة بالدماء والخيانة..!!
ونصر على ان إي مجرد كلمات عن الأمانة والشرف والكرامة وحواديت عن الأمانة والخيانة وبعض المفارقات التى تظهر شجاعة البعض أمام ولاة الأمور يمكن ان تغيرنا وتعدل من طبيعتنا البشرية.. ومع ذلك لايتغير أحد..!
ونتغافل ان البشر لا يمكن إصلاحهم بكلمات الوعظ والإرشاد وحديث الجنة والنار وتلك الكلمات التى لا يتعدى تأثيرها فى أفضل الأحوال عن بضع دقائق ونعود بعدها لما نحن فيه من خيبة لا تنتهى بل تزادا ولا يتغير أحد..!.
لماذا لا نتعظ بمن درسوا النفس البشرية وطبيعتها ونتذكر ما قال فرنسيس بيكون " حتى يمكن لنا تغير الطبيعة ونسيطر عليها لابد ان ندرسها ونفهممها ..والانسان جزء من الطبيعة .".. فلا يمكن تغيير الناس بالقاء خطب مليئة بعبارات على شاكلة هذبوا أخلاقكم وأحسنوا أعمالكم وأحبوا بلادكم " لا أحد يتغير ولا أحد يسأل نفسه لماذا لا نتغير ولا نحب بلادنا سوى فى الاغانى..؟!
فى بلاد الدنيا التى أدركت ووعت كيفية التعامل مع الطبيعة البشرية وكيف يمكن تغيرها وتفعليها نحو الخلق الصالح والعمل القويم.. يترك البشر يعبرون عن أنفسهم بكثير من الحرية ولا يلجئون لخطب الحناجر والوعظ التاريخى.. ويدركون شهوات البشر فيتركون لها مساحة بعيدا عن الكبت وقتل الطبيعة الإنسانية التي يستحيل قتلها.. ولا احد يمكن ان يتغير دون تحسين احواله المادية والمعيشية لا أحد يتغير فى ظل تفاوت طبقى يزكى الحقد فى النفوس ويقتل حب الخير فى النفوس... بغير ذلك صدقنى لا أحد يتغير..!
د. محمود عطية
لا أحد يتعجب لماذا مع انتشار التوك شو والدعاة المحدثين فى بلادنا زاد الفساد ومع تخفى النساء فى الملابس انتشر التحرش..الكل يتناسى ويزايد علينا وينفقون أوقاتهم فى تقريعنا ولومنا ووعظنا وإرشادنا والإشادة بالسلف الصالح وتصويرهم كأنهم ليسوا بشرا وربما أفضل من الملائكة ولا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا حتى من خلفهم..وكأننا لم نقرا تاريخ السلف وكم الدماء التى سفكت على مدى التاريخ!
لماذا نغمض عيوننا عن ان جوامعنا أيام الجمع وكنائسنا أيام الآحاد تعج بالبشر وتصدح حناجر الوعاظ بالخطب المسجوعة الرنانة وبالويل والثبور لمن يعصى ويرتكب الآثام حتى تحتقن الحناجر, ومع ذلك تسوء أحوالنا وترتبك حياتنا ويضيع من تحت أقدامنا الطريق ولا يتغير أحد ..!
ولا أحد حتى يتساءل كيف راجت التجارة بالدين فى أيامنا هذه بهؤلاء الدعاة أصحاب الياقات البيضاء والبنطلونات الجينز ومع انتشارهم تلاشت أخلاقنا..ونسمع كل يوم عن بائعى الضمير والمرتشى يحج للبيت الحرام برشوته وتعج النواصى بالمتحرشين وكذب معلن وخفى يغلف حياتنا وسقوط كبار فى فخ بيع الضمير..!!
وما زلنا نصر على أن صلاح أحوالنا بالوعظ والإرشاد وان حياتنا ضاعت لأننا بعدنا عن سيرة السلف الصالح ونسينا أخلاقنا وعاداتنا القديمة ولا اعرف اى اخلاق قديمة... هل الاخلاق المطلخة بالدماء والخيانة..!!
ونصر على ان إي مجرد كلمات عن الأمانة والشرف والكرامة وحواديت عن الأمانة والخيانة وبعض المفارقات التى تظهر شجاعة البعض أمام ولاة الأمور يمكن ان تغيرنا وتعدل من طبيعتنا البشرية.. ومع ذلك لايتغير أحد..!
ونتغافل ان البشر لا يمكن إصلاحهم بكلمات الوعظ والإرشاد وحديث الجنة والنار وتلك الكلمات التى لا يتعدى تأثيرها فى أفضل الأحوال عن بضع دقائق ونعود بعدها لما نحن فيه من خيبة لا تنتهى بل تزادا ولا يتغير أحد..!.
لماذا لا نتعظ بمن درسوا النفس البشرية وطبيعتها ونتذكر ما قال فرنسيس بيكون " حتى يمكن لنا تغير الطبيعة ونسيطر عليها لابد ان ندرسها ونفهممها ..والانسان جزء من الطبيعة .".. فلا يمكن تغيير الناس بالقاء خطب مليئة بعبارات على شاكلة هذبوا أخلاقكم وأحسنوا أعمالكم وأحبوا بلادكم " لا أحد يتغير ولا أحد يسأل نفسه لماذا لا نتغير ولا نحب بلادنا سوى فى الاغانى..؟!
فى بلاد الدنيا التى أدركت ووعت كيفية التعامل مع الطبيعة البشرية وكيف يمكن تغيرها وتفعليها نحو الخلق الصالح والعمل القويم.. يترك البشر يعبرون عن أنفسهم بكثير من الحرية ولا يلجئون لخطب الحناجر والوعظ التاريخى.. ويدركون شهوات البشر فيتركون لها مساحة بعيدا عن الكبت وقتل الطبيعة الإنسانية التي يستحيل قتلها.. ولا احد يمكن ان يتغير دون تحسين احواله المادية والمعيشية لا أحد يتغير فى ظل تفاوت طبقى يزكى الحقد فى النفوس ويقتل حب الخير فى النفوس... بغير ذلك صدقنى لا أحد يتغير..!
د. محمود عطية