أظن أن هذه المسرحية لكاتبنا الكبير توفيق الحكيم يمكنها أن تقف مع روائع التراجيديات القصيرة ذوات الفصل الواحد
وقد لجأ توفيق الحكيم في استلهام موضوعها للبيئة المصرية في الصعيد حيث توجد عادة الأخذ بالثأر بين بعض القبائل فيه - خاصة في الفترة التي كتب فيها الحكيم هذه المسرحية -
وبدون خطابة ولكن بتصوير درامي فذ عرض لنا أبعاد هذه العادة وما يمكن أن يحدث عنها من كوارث أحيانا
وتحكي المسرحية عن عساكر التي تنتمي للعزايزة وكان زوجها قد قتل وأرسلت جثته لبيته داخل خرج يحمله حمار وبه سكينه التي قتل بها وكان له ابن عنده سنتان آنذاك فأشيع أنه مات وأرسلته أمه عند بعض أقاربها في القاهرة ليكبر بعيدا عن أعين الطحاوية الذين أشيع أن سويلم الطحاوي وهو منهم هو الذي قتل زوج عساكر
وأوصت عساكر من يربي ابنها في القاهرة أن يعلمه الجزارة ليحسن مسك السكين حين يكبر وينتقم لأبيه ولكن الصبي علوان نَفَر من مهنة الجزارة والتحق بالأزهر وصار طالب علم به
وبعد مرور سبعة عشر عاماعلى إقامة علوان بالقاهرة تنتظر أمه عودته لبلده ليأخذ السكين الذي قتل به أبوه ويقتل به سويلم الطحاوي
وتتشكك مبروكة أخت عساكر في أن علوان وقد صار طالب علم في الأزهر يمكن أن يمسك السكين وينتقم لأبيه ولكن عساكر ترفض كلامها وتقول هو ابن أبيه ولابد سينتقم له
وتكون عساكر قد اتفقت مع صميدة ابن مبروكة على أنه عند وصول علوان في القطار أن يغني لها أغنية بصوت عال لتعرف أنه وصل
ويغني صميدة وتسمع عساكر ومبروكة غناءه وتعرفان أن علوان وصل في القطار وهو في طريقه للبيت مع صميدة
وتنفرد عساكر بابنها وتطالبه بالثأر لأبيه ويقول لها هل أنت متأكدة أن سويلم الطحاوي هو الذي قتل أبي؟ فتقول له الجميع يقولون هذا ويقول لها وبعد أن أقتل سويلم سيقتلني ابنه بعد خمس سنوات تقريبا حينما يكون شابا
ويسأل أمه عن بداية الخلاف بين العزايزة والطحاوية وتقول له إنها لا تعرف ويقول لها إنه يظن أنه في الغالب قام لسبب واه ثم زاد الخلاف بين القبيلتين ولا بد من إيقاف الدماء بينهما وهذا دوره كرجل دين وشخص متعلم
وتغضب منه أمه وتشعر بالعار منه لأنه لا يريد أن يثأر لأبيه
ويقول لها إنه سيعود للقاهرة الآن وحين تهدأ سيتحدث معها
ويدخل صميدة على خالته وتحرضه على قتل علوان قبل أن يركب القطار العائد به للقاهرة حتى لا يعير به العزايزة وتقول له لو لم تقتله ستعير به أنت ويقول الناس حرمة تسترت على حرمة وهنا يغضب صميدة ويقول لخالته سألحق بعلوان وأقتله قبل أن يركب القطار وسأغني لك أغنية لو قتلته
ويخرج صميدة وتدخل مبروكة على عساكر وتشعر باضطرابها وتشعر عساكر أنها تسرعت في طلبها إلى صميدة قتل ابنها وتتمنى لو أنه لم يدركه
ويسمع صفير القطار وتظن عساكر أن صميدة لم يدرك ابنها فتفرح ولكنها ما تلبث أن تسمع غناء صميدة فينتابها الشعور بالأسى وتنتهي المسرحية بهذه النهاية المأساوية
وقد شاهدت الفيلم القصير المأخوذ عن هذه المسرحية وكتب حواره الشاعر عبد الرحمن الأبنودي وأخرجه سعيد مرزوق وهو فيلم أقرب في بنائه لشكل المسرحية ففيه مكان يكاد لا يتغير طوال الفيلم هو غرفة المعيشة في بيت عساكر
وليس في الفيلم ما يخالف المسرحية في الأحداث ومضمون الحوار سوى أن الفيلم نرى في حواره مسحة من الشاعرية باستخدام بعض الصور المأخوذة من البيئة في الصعيد فيه لاسيما على لسان مبروكة
د. علي خليفة -
وقد لجأ توفيق الحكيم في استلهام موضوعها للبيئة المصرية في الصعيد حيث توجد عادة الأخذ بالثأر بين بعض القبائل فيه - خاصة في الفترة التي كتب فيها الحكيم هذه المسرحية -
وبدون خطابة ولكن بتصوير درامي فذ عرض لنا أبعاد هذه العادة وما يمكن أن يحدث عنها من كوارث أحيانا
وتحكي المسرحية عن عساكر التي تنتمي للعزايزة وكان زوجها قد قتل وأرسلت جثته لبيته داخل خرج يحمله حمار وبه سكينه التي قتل بها وكان له ابن عنده سنتان آنذاك فأشيع أنه مات وأرسلته أمه عند بعض أقاربها في القاهرة ليكبر بعيدا عن أعين الطحاوية الذين أشيع أن سويلم الطحاوي وهو منهم هو الذي قتل زوج عساكر
وأوصت عساكر من يربي ابنها في القاهرة أن يعلمه الجزارة ليحسن مسك السكين حين يكبر وينتقم لأبيه ولكن الصبي علوان نَفَر من مهنة الجزارة والتحق بالأزهر وصار طالب علم به
وبعد مرور سبعة عشر عاماعلى إقامة علوان بالقاهرة تنتظر أمه عودته لبلده ليأخذ السكين الذي قتل به أبوه ويقتل به سويلم الطحاوي
وتتشكك مبروكة أخت عساكر في أن علوان وقد صار طالب علم في الأزهر يمكن أن يمسك السكين وينتقم لأبيه ولكن عساكر ترفض كلامها وتقول هو ابن أبيه ولابد سينتقم له
وتكون عساكر قد اتفقت مع صميدة ابن مبروكة على أنه عند وصول علوان في القطار أن يغني لها أغنية بصوت عال لتعرف أنه وصل
ويغني صميدة وتسمع عساكر ومبروكة غناءه وتعرفان أن علوان وصل في القطار وهو في طريقه للبيت مع صميدة
وتنفرد عساكر بابنها وتطالبه بالثأر لأبيه ويقول لها هل أنت متأكدة أن سويلم الطحاوي هو الذي قتل أبي؟ فتقول له الجميع يقولون هذا ويقول لها وبعد أن أقتل سويلم سيقتلني ابنه بعد خمس سنوات تقريبا حينما يكون شابا
ويسأل أمه عن بداية الخلاف بين العزايزة والطحاوية وتقول له إنها لا تعرف ويقول لها إنه يظن أنه في الغالب قام لسبب واه ثم زاد الخلاف بين القبيلتين ولا بد من إيقاف الدماء بينهما وهذا دوره كرجل دين وشخص متعلم
وتغضب منه أمه وتشعر بالعار منه لأنه لا يريد أن يثأر لأبيه
ويقول لها إنه سيعود للقاهرة الآن وحين تهدأ سيتحدث معها
ويدخل صميدة على خالته وتحرضه على قتل علوان قبل أن يركب القطار العائد به للقاهرة حتى لا يعير به العزايزة وتقول له لو لم تقتله ستعير به أنت ويقول الناس حرمة تسترت على حرمة وهنا يغضب صميدة ويقول لخالته سألحق بعلوان وأقتله قبل أن يركب القطار وسأغني لك أغنية لو قتلته
ويخرج صميدة وتدخل مبروكة على عساكر وتشعر باضطرابها وتشعر عساكر أنها تسرعت في طلبها إلى صميدة قتل ابنها وتتمنى لو أنه لم يدركه
ويسمع صفير القطار وتظن عساكر أن صميدة لم يدرك ابنها فتفرح ولكنها ما تلبث أن تسمع غناء صميدة فينتابها الشعور بالأسى وتنتهي المسرحية بهذه النهاية المأساوية
وقد شاهدت الفيلم القصير المأخوذ عن هذه المسرحية وكتب حواره الشاعر عبد الرحمن الأبنودي وأخرجه سعيد مرزوق وهو فيلم أقرب في بنائه لشكل المسرحية ففيه مكان يكاد لا يتغير طوال الفيلم هو غرفة المعيشة في بيت عساكر
وليس في الفيلم ما يخالف المسرحية في الأحداث ومضمون الحوار سوى أن الفيلم نرى في حواره مسحة من الشاعرية باستخدام بعض الصور المأخوذة من البيئة في الصعيد فيه لاسيما على لسان مبروكة
د. علي خليفة -
