(7)
...أجلسني ذلك الفتى - ذو المروءة - مشكورا مكانه بجوار سيدتين فضليين ، كأنهما أمه وإحدى جاراتها أو قريباتها أو زميلاتها ، فقد كانتا مندمجتين اندماجا نسويا حادًّا في أحاديث تتصل بالزواج والنساء و" عمايلهن " ، وبالرغم من أن الشاب الذي كان في مقابلي بالجهة الثانية من المترو قد شدني بمنظره الغريب ، فقد وجدت نفسي مضطرا لمتابعة حكايات السيدتين الفضليين اللتين (تكومت ) بجوارهما ،
كانت إحداهما تحكي لأختها عن فشل زواج قريبتها ( ابنة ابن شقيق زوج بنت خالة حماة عمة ابن أخت سلفتها ) بسبب خلاف نشب بين أسرتي العروسين حول ( النيش) - بنون مشددة مكسورة بعدها ياء – وقد أردات إحدى الأسرتين التعجيل بشراء الثلاجة والغسالة والمراوح والمقشات ، وسكاكين المطبخ ...الخ ، مع تأجيل شراء ذلك ( النيش) - بنون مشددة مكسورة بعدها ياء – إلى قرب موعد الزفاف ، فأبت الأسرة الأخرى أشد الإباء ، ورأت في ذلك مساسا مهينا بوضعها الاجتماعي ، وتاريخها العائلي ، فجدتها نفيسة طيب الله ثراها – كما قالت – تزوجت ب " نيشها " قبل خمس وسبعين سنة ، فكيف نخالف تلك التقاليد . كانت المستمعة- فيما بدا لي - غير مقتنعة كثيرا بأهمية " تنييش " العرائس ، ولعلها كانت ترى أن ما في المطابخ من رفوف قد يكون كافيا وإن لم تصرح بذلك ، لكنني استشففته من بقايا مقاطع محاولاتها الموءودة لاقتحام حوار لم يتم قط بينها وبين محدثتها .
كان صوت ذلك الشاب الذي كان في مقابلي بالجهة الثانية من المترو ، وشدني بمنظره الغريب ، قد ارتفع قليلا ، فنقلت بصري إليه فرأيت ما لم أره في حياتي : كان للشاب لحية مثلثة الشكل ، تمتد لنحو ثلثي مسطرة إلى أسفل على هيئة مثلث متساوي الساقين ، منسقة كل التنسيق ، فلا تكاد تظهر منها شعرة واحدة شاذة خارج حدود ذلك المثلث المقلوب ، أما ما حول أذني الفتي ونصف رأسه الخلفي فكان محلوقا حلاقة حديثة ناعمة تنعيمية كأشد ما يكون التنعيم . أخذت أتأمل هذه الحلاقة العجيبة ، وأتخيل " منظر " أبيه الذي خلَّفه كيف يكون شكله ؟ وكيف سمح لهذا الفتى أن يحلق هذه الحلاقة ؟
غير أن تساؤلاتي تلك تضاءلت كل التضاؤل ، واضمحلت أشد الاضمحلال ، حين نزلت بعينيَّ على جسد الفتى لأكتشف أن بنطلونه إلى ركبتيه فقط .. !!
وهنا كدت ألطم ...
لولا أن بجواري سيدتين فضليين مندمجتين في حكايات أتابعها فخشيت إن لطمت أن تواسياني ببعض الصراخ فلا أسمع بقية حديثهما عن النيش - بنون مشددة مكسورة بعدها ياء –...
وإلى الغد ...
...أجلسني ذلك الفتى - ذو المروءة - مشكورا مكانه بجوار سيدتين فضليين ، كأنهما أمه وإحدى جاراتها أو قريباتها أو زميلاتها ، فقد كانتا مندمجتين اندماجا نسويا حادًّا في أحاديث تتصل بالزواج والنساء و" عمايلهن " ، وبالرغم من أن الشاب الذي كان في مقابلي بالجهة الثانية من المترو قد شدني بمنظره الغريب ، فقد وجدت نفسي مضطرا لمتابعة حكايات السيدتين الفضليين اللتين (تكومت ) بجوارهما ،
كانت إحداهما تحكي لأختها عن فشل زواج قريبتها ( ابنة ابن شقيق زوج بنت خالة حماة عمة ابن أخت سلفتها ) بسبب خلاف نشب بين أسرتي العروسين حول ( النيش) - بنون مشددة مكسورة بعدها ياء – وقد أردات إحدى الأسرتين التعجيل بشراء الثلاجة والغسالة والمراوح والمقشات ، وسكاكين المطبخ ...الخ ، مع تأجيل شراء ذلك ( النيش) - بنون مشددة مكسورة بعدها ياء – إلى قرب موعد الزفاف ، فأبت الأسرة الأخرى أشد الإباء ، ورأت في ذلك مساسا مهينا بوضعها الاجتماعي ، وتاريخها العائلي ، فجدتها نفيسة طيب الله ثراها – كما قالت – تزوجت ب " نيشها " قبل خمس وسبعين سنة ، فكيف نخالف تلك التقاليد . كانت المستمعة- فيما بدا لي - غير مقتنعة كثيرا بأهمية " تنييش " العرائس ، ولعلها كانت ترى أن ما في المطابخ من رفوف قد يكون كافيا وإن لم تصرح بذلك ، لكنني استشففته من بقايا مقاطع محاولاتها الموءودة لاقتحام حوار لم يتم قط بينها وبين محدثتها .
كان صوت ذلك الشاب الذي كان في مقابلي بالجهة الثانية من المترو ، وشدني بمنظره الغريب ، قد ارتفع قليلا ، فنقلت بصري إليه فرأيت ما لم أره في حياتي : كان للشاب لحية مثلثة الشكل ، تمتد لنحو ثلثي مسطرة إلى أسفل على هيئة مثلث متساوي الساقين ، منسقة كل التنسيق ، فلا تكاد تظهر منها شعرة واحدة شاذة خارج حدود ذلك المثلث المقلوب ، أما ما حول أذني الفتي ونصف رأسه الخلفي فكان محلوقا حلاقة حديثة ناعمة تنعيمية كأشد ما يكون التنعيم . أخذت أتأمل هذه الحلاقة العجيبة ، وأتخيل " منظر " أبيه الذي خلَّفه كيف يكون شكله ؟ وكيف سمح لهذا الفتى أن يحلق هذه الحلاقة ؟
غير أن تساؤلاتي تلك تضاءلت كل التضاؤل ، واضمحلت أشد الاضمحلال ، حين نزلت بعينيَّ على جسد الفتى لأكتشف أن بنطلونه إلى ركبتيه فقط .. !!
وهنا كدت ألطم ...
لولا أن بجواري سيدتين فضليين مندمجتين في حكايات أتابعها فخشيت إن لطمت أن تواسياني ببعض الصراخ فلا أسمع بقية حديثهما عن النيش - بنون مشددة مكسورة بعدها ياء –...
وإلى الغد ...