( 8 )
.... شغلني هذا البغل الواقف ببنطلونه القصير ، ولحيته المنسقة ، وعنفقته المحلوقة بالموس ، عن حوار السيدتين الفضليين المندمجتين ، اللتين أجلسوني بجوارهما ،كانت إحداهما قد خفضت صوتها واقتربت من أذن أختها فلم أكد أسمع شيئا، فانشغلت بمتابعة ذلك البغل ، غير أن رد فعل المهموس لها جاء عاليا ، مباغتا ، حين قالت مفجوعة وهي تتلقى ذلك الهمس : يااااا لهوي !! فضحكت تلك التي تجلس بجواري ضحكة عميقة أرادتها حبيسة فانفجرت عالية ..
قلت للسيدة التي تجاورني : لقد سمعت حديثكما ، وفيه خطأ جسيم ، فهل تسمحين لي بتصويبه ؟ اندهشت السيدة وقالت : أكنت تتجسس علينا ؟ قلت : معاذ الله ! ، بل وصلني حديثكما واضحا ففي أذني سماعة داخلية تكبِّر أصوات الهامسين والهامسات ! ألم تكونا تتحدثان عن القبلات ؟!
احمرَّ وجه السيدة وقالت : بلى ! كنا نراجع نصوصا شعرية قديمة منسوبة لامرئ القيس .
قلت لها : هل تسمحين لي بالتصويب فأنا معلم للغة العربية . فأومأت موافقة فقلت : سيدتي الفضلى : امرؤ القيس الجاهلي القديم لم يقل هذه القصيدة التي كنتما ترددانها ، لكنها لشاعر معاصر هو : امرؤ " الفيس " لأنه تعود نشر شعره على الفيس بوك قبل أن تنشره له الهيئة العامة "للكباب" في ديوان مطبوع .
وقد قال قصيدته تلك وهو يركب دراجة [ = بسكليتة ] بها عدَّاد حديث يعد كل شيء ، فلما قابل حبيبته تلك أمام موقع كان العرب يسمونه (جمعية تعاونية استهلاكية ) وقد ذاب هذا الاسم وتلاشى مع موجة التغريب الضالة التي طالت الألسنة ، أسمى الوزراء المستغربون ذلك الموقع ( الماركت) أو ال( سوبر ماركت )
وكانت حبيبته قد وقفت تنتظر دورها في شراء أجنحة فروجة نافقة من تلك الفراريج النوافق التي يضن أصحاب المزارع الضخمة بدفنها يوميا ، فهم يبيعون موتاها [ التي بالمئات أو الآلاف يوميا ] لجهات مجهولة تفككها وتبيعها قطعا للفقراء عبر تلك ( الماركات) فيجدون في طبيخها رائحة اللحوم التي سمعوا عنها من آبائهم .
وقد انتهز امرؤ "الفيس " فرصة الزحام الجاثم فقبَّل محبوبته تلك مائة قبلة عدَّها عليه عداد بسكليتته وقال في قصيدته تلك :
فقبلتها تسعا وتسعين قبلة ....وواحدة أخرى ،وكنتُ على " عَجَل " !
صرخ ميكروفون الباص : اللي نازل الدمرداش يقرب ع الباب ...
فكدت أقرب على الباب ، حتى نبهني جاري بألا أقوم لأنني قلت له : نبهني عند محطة كوبري القبة . وأكد لي أن الدمرداش ليس معناها كوبري القبة ..
نظرت لأرى أثر كلامي وشروحي الطويلة لجارتي الفضلى ، فوجدتها تغط في نوم عمييييييييق !
.... شغلني هذا البغل الواقف ببنطلونه القصير ، ولحيته المنسقة ، وعنفقته المحلوقة بالموس ، عن حوار السيدتين الفضليين المندمجتين ، اللتين أجلسوني بجوارهما ،كانت إحداهما قد خفضت صوتها واقتربت من أذن أختها فلم أكد أسمع شيئا، فانشغلت بمتابعة ذلك البغل ، غير أن رد فعل المهموس لها جاء عاليا ، مباغتا ، حين قالت مفجوعة وهي تتلقى ذلك الهمس : يااااا لهوي !! فضحكت تلك التي تجلس بجواري ضحكة عميقة أرادتها حبيسة فانفجرت عالية ..
قلت للسيدة التي تجاورني : لقد سمعت حديثكما ، وفيه خطأ جسيم ، فهل تسمحين لي بتصويبه ؟ اندهشت السيدة وقالت : أكنت تتجسس علينا ؟ قلت : معاذ الله ! ، بل وصلني حديثكما واضحا ففي أذني سماعة داخلية تكبِّر أصوات الهامسين والهامسات ! ألم تكونا تتحدثان عن القبلات ؟!
احمرَّ وجه السيدة وقالت : بلى ! كنا نراجع نصوصا شعرية قديمة منسوبة لامرئ القيس .
قلت لها : هل تسمحين لي بالتصويب فأنا معلم للغة العربية . فأومأت موافقة فقلت : سيدتي الفضلى : امرؤ القيس الجاهلي القديم لم يقل هذه القصيدة التي كنتما ترددانها ، لكنها لشاعر معاصر هو : امرؤ " الفيس " لأنه تعود نشر شعره على الفيس بوك قبل أن تنشره له الهيئة العامة "للكباب" في ديوان مطبوع .
وقد قال قصيدته تلك وهو يركب دراجة [ = بسكليتة ] بها عدَّاد حديث يعد كل شيء ، فلما قابل حبيبته تلك أمام موقع كان العرب يسمونه (جمعية تعاونية استهلاكية ) وقد ذاب هذا الاسم وتلاشى مع موجة التغريب الضالة التي طالت الألسنة ، أسمى الوزراء المستغربون ذلك الموقع ( الماركت) أو ال( سوبر ماركت )
وكانت حبيبته قد وقفت تنتظر دورها في شراء أجنحة فروجة نافقة من تلك الفراريج النوافق التي يضن أصحاب المزارع الضخمة بدفنها يوميا ، فهم يبيعون موتاها [ التي بالمئات أو الآلاف يوميا ] لجهات مجهولة تفككها وتبيعها قطعا للفقراء عبر تلك ( الماركات) فيجدون في طبيخها رائحة اللحوم التي سمعوا عنها من آبائهم .
وقد انتهز امرؤ "الفيس " فرصة الزحام الجاثم فقبَّل محبوبته تلك مائة قبلة عدَّها عليه عداد بسكليتته وقال في قصيدته تلك :
فقبلتها تسعا وتسعين قبلة ....وواحدة أخرى ،وكنتُ على " عَجَل " !
صرخ ميكروفون الباص : اللي نازل الدمرداش يقرب ع الباب ...
فكدت أقرب على الباب ، حتى نبهني جاري بألا أقوم لأنني قلت له : نبهني عند محطة كوبري القبة . وأكد لي أن الدمرداش ليس معناها كوبري القبة ..
نظرت لأرى أثر كلامي وشروحي الطويلة لجارتي الفضلى ، فوجدتها تغط في نوم عمييييييييق !