( 9 )
صُدمت صدمة قاسية ، حين اكتشفت أن جارتي الفضلى التي كنت أتحدث إليها عن امرئ الفيس ، قد استغرقت في نوم عميق ، فكرت أن أوقظها وأعيد عليها ما حكيته لها ، ثم ثبت إلى رشدي ، فهي لن تمتحن فيه .
وكان وقوف المترو في محطة الدمرداش مؤذنا بحركة تنقلات وترقيات معتادة ، فقد هبط شابان ممن كانوا بإزائنا من الجهة المقابلة ، وصعدت فجلست في مكانيهما سيدتان فضليان ، إحداهما فيما يبدو آنسة غارقة في هاتفها المحمول ، والأخرى تحمل على صدرها طفلا ، بدأت أقارن بينهما ( من حيث الجمال) بقدر ما يسمح لي بَصَري من رؤية شرعية مقننة ، فاستغربت أن السيدة المرضع تنظر إليَّ ..
انزعجت جدا وحولت بصري جهة الباب لأنشغل عن نظراتها المحققة المدققة بمن يعتزمون النزول ، فوجدتهم جميعا منكبين على هواتفهم باهتمام شديد .. سرح بصري قليلا في الفضاء ودار عقلي عدة دورات ، وهو يقارن بين ما يحدث في بلادنا من هذا الاندماج التاريخي في الرغي الهاتفي المستمر ، وما يحدث في بلدان أخرى من انكباب على كتاب من أول لحظة في الجلوس إلى قرب محطة النزول..فهل ما نحن فيه من تخلف ثقافي ، وما هم فيه من رقي وتقدم بسبب " اعوجاج " حال القراءة بيننا وبينهم ؟ أو بسبب ما نحن فيه من حب للرغي والرغي المضاد ، والخلافات الثائرة الدائرة بين أي طرفين منا يتحاوران طوال اليوم ؟
فوجئت بالسيدة التي كانت نائمة تسألني عن محمد فريد ، فسعدت جدا أن لثقافتها جانبا تاريخيا ، وليست ثقافة شعرية فقط ، فقلت لها : إن محمد فريد رحمه الله بطل قومي راااااائع خلف مصطفى كامل رحمه الله في الكفاح ضد المستعمر الانجليزي الغاشم ، وقد ولد محمد فريد رحمه الله في20 يناير 1868 في القاهرة ، وتوفي يوم 15 نوفمبر 1919 في برلين وهو سياسي وحقوقي مصري أصيل وإن كان من أصل تركي، وقد أنفق ثروته في سبيل القضية المصرية ..وكان كثيرا ما ....
فوجئت بالسيدة تمد يدها تكاد تغلق فمي ، وهي تقول : يا ادلعدي أنا باسألك عن محطة محمد فريد مش عن قصة زواجه !!
بلَّمت تبليما تاريخيا ، وانكسفت كسوفا بحجم الأزمة اليمنية/ الحوثية .. وحولت وجهي عن جارتي إلى الفتاتين اللتين وطئتا القطار فوجدت ذات الطفل مازالت تسدد نظرتها إليَّ بشراسة ..فسرحت بخيالي : أهذه السيدة تعرفني؟ أحدث بيني وبينها خلاف سابق؟ أكانت يوما ما طالبة تدرس معي ؟ أهي قريبة لي وأنا لا أعرفها ؟
كدت أهم بسؤالها من شدة قلقي ، والتقت عينانا وهي تنظر لي بحدة شديدة وكأنها تحاول هي أيضا أن تسألني .. لولا أن صوت ميكروفون المترو قد ارتفع منبها الناس إلى الاقتراب من الباب للنزول في المحطة ...
صُدمت صدمة قاسية ، حين اكتشفت أن جارتي الفضلى التي كنت أتحدث إليها عن امرئ الفيس ، قد استغرقت في نوم عميق ، فكرت أن أوقظها وأعيد عليها ما حكيته لها ، ثم ثبت إلى رشدي ، فهي لن تمتحن فيه .
وكان وقوف المترو في محطة الدمرداش مؤذنا بحركة تنقلات وترقيات معتادة ، فقد هبط شابان ممن كانوا بإزائنا من الجهة المقابلة ، وصعدت فجلست في مكانيهما سيدتان فضليان ، إحداهما فيما يبدو آنسة غارقة في هاتفها المحمول ، والأخرى تحمل على صدرها طفلا ، بدأت أقارن بينهما ( من حيث الجمال) بقدر ما يسمح لي بَصَري من رؤية شرعية مقننة ، فاستغربت أن السيدة المرضع تنظر إليَّ ..
انزعجت جدا وحولت بصري جهة الباب لأنشغل عن نظراتها المحققة المدققة بمن يعتزمون النزول ، فوجدتهم جميعا منكبين على هواتفهم باهتمام شديد .. سرح بصري قليلا في الفضاء ودار عقلي عدة دورات ، وهو يقارن بين ما يحدث في بلادنا من هذا الاندماج التاريخي في الرغي الهاتفي المستمر ، وما يحدث في بلدان أخرى من انكباب على كتاب من أول لحظة في الجلوس إلى قرب محطة النزول..فهل ما نحن فيه من تخلف ثقافي ، وما هم فيه من رقي وتقدم بسبب " اعوجاج " حال القراءة بيننا وبينهم ؟ أو بسبب ما نحن فيه من حب للرغي والرغي المضاد ، والخلافات الثائرة الدائرة بين أي طرفين منا يتحاوران طوال اليوم ؟
فوجئت بالسيدة التي كانت نائمة تسألني عن محمد فريد ، فسعدت جدا أن لثقافتها جانبا تاريخيا ، وليست ثقافة شعرية فقط ، فقلت لها : إن محمد فريد رحمه الله بطل قومي راااااائع خلف مصطفى كامل رحمه الله في الكفاح ضد المستعمر الانجليزي الغاشم ، وقد ولد محمد فريد رحمه الله في20 يناير 1868 في القاهرة ، وتوفي يوم 15 نوفمبر 1919 في برلين وهو سياسي وحقوقي مصري أصيل وإن كان من أصل تركي، وقد أنفق ثروته في سبيل القضية المصرية ..وكان كثيرا ما ....
فوجئت بالسيدة تمد يدها تكاد تغلق فمي ، وهي تقول : يا ادلعدي أنا باسألك عن محطة محمد فريد مش عن قصة زواجه !!
بلَّمت تبليما تاريخيا ، وانكسفت كسوفا بحجم الأزمة اليمنية/ الحوثية .. وحولت وجهي عن جارتي إلى الفتاتين اللتين وطئتا القطار فوجدت ذات الطفل مازالت تسدد نظرتها إليَّ بشراسة ..فسرحت بخيالي : أهذه السيدة تعرفني؟ أحدث بيني وبينها خلاف سابق؟ أكانت يوما ما طالبة تدرس معي ؟ أهي قريبة لي وأنا لا أعرفها ؟
كدت أهم بسؤالها من شدة قلقي ، والتقت عينانا وهي تنظر لي بحدة شديدة وكأنها تحاول هي أيضا أن تسألني .. لولا أن صوت ميكروفون المترو قد ارتفع منبها الناس إلى الاقتراب من الباب للنزول في المحطة ...