حرف مخمور
1 القصيدة حرف مخمور
يترنح في رقصة غجرية
الليل...
زاوية ينسكب فيها رماد البسطاء
اقفل نوافذك
وغادر
اترك تذكارك الأخير
نجمة وحيدة
تضيء عتمة الحنين...
2 الحب أمامي
يمر معلبا في أكياس الوهم
مختنقا
يعبر إلى الضفة الأخرى
3 لا تصدقوا...!
أن الأرض تتسع للجميع
كانت رغبة ميتة
مات شي غيفارا...
وأورثنا الوهم...
4 هذا البؤس...!
لا يشبهني
أنا مشاغبة كطيور الصباح
أفتح نافذة النهار
على ابتسامة بكر
لكن أنين الأرواح المتعبة يتجاوزني
حين أرمقهم...
مثقلين بالهزائم
على رصيف أحلامهم
بحقائب الإنكسار
5 ماذا لو...
أعدنا تشكيل هاته الأرض ؟
ألا تمتلئ شقوق الروح
بنبوءة الحب ...؟
تورية لغريب
للحب نبوءته حين يجسد قيمتك كإنسان؛
والشعر رفيق يسافر مع القصيدة المجنحة كي يثمل منها..
في النص المعنون ب"حرف مخمور" دلالة رمزية وهي كناية عن الأنا الشاعرة التي يختمر الشعر داخلها، كي تنسج نصا من مورفيمات دالة على تأثير الشعر في تشكيل الذات المبدعة...
ماالشعر سوى خمرة معتقة كلما شربناها سكرنا وقلنا:
هل من مزيد...؟
اليوم خمر وغدا شعر
يا أيها الحرف المخمور..!
للشعر لذة الإنتشاء...
إنه المخدر الذي يخلق داخلك عالما من السكينة...
وكأنه يرتب فوضانا بنشوته...
لكن هذا الشعر /الخمرة يجعلها واعية بأن واقعا خاصا، ترك بصمة تجعلها تطلب إغلاق النوافذ، وهي إحالة إلى انغلاق الأفق...
لكنه الأفق الذي مازال يأمل إضاءة لتنفتح العتمة على الأمل...
في المقطع الموالي يظهر عمق المعاناة من خلال توصيف يتعارض وقيمة الحب
إنه الحب المعلب؛ الحب المصطنع؛ ضد الحب التلقائي الفوري، وكأنها تشير إلى تغير في قيمة إنسانية، طالما تغنى بها الإنسان في مجالات ابداعه إنه الحب دالة الإبداع...
يتشكل منه محور المتون بغض النظر عن طبيعتها وجنسها، إنه الحب لايختار نوعيته الملائمة.
الحب عابر لكل الأجناس والألوان، والفئات والطبقات، لايعترف بجغرافيا الأمكنة والأزمنة له جغرافياه الخاصة، يحدد مواقعه وفق علاقة المحبين والمحبات به...
لكن هذا العابر للقارات يعترضه موقف الإحباط، حين يشقه الوهم فيغدو نقيض ذاته اللاَْحب...
وبهذا اليأس تمر الشاعرة إلى اليأس المطلق،
بالتماس عدم تصديق أن الحب أرض تسع الجميع...
أليست هي صرخة محمود درويش:
بأن "على هذه الأرض مايستحق الحياة" ... ؟
أليست دعوة قائمة بأن:
" نحب الحياة مااستطعنا إليها سبيلا" ... ؟
إنه الانتقال من مدارات الذات إلى مدارات الآخرين، أسسه عشاق الحياة من أجل الإنسان.. فضحوا بحياتهم ومكتسباتهم من أجل الآخر...
وكأنها توجه نقدا ذاتيا من خلال استحضار رمز بطولي،" تشي غيفارا" الذي استقطب جيلا بأكمله كي يحقق حبا إنسانيا دون فروق وتمييز خارج الطبقات...
وتصف خيبتها من اعتناق نموذج خانه محبوه البسطاء، الذين ضحى من أجلهم،
وكأنها في موقف فقدان الثقة بالحب، انطلاقا من هزيمة مشروعه الإنساني واقعيا...
التجربة التاريخية تسجل خيانة الحب
خيانة جعلت الوعي النضالي؛ يعيش يأسا مضاعفا...
غياب الحب معادلة للبؤس
معادلة حقيقية تؤكدها الأحداث،
بؤس ضد البؤس يجعل الشاعرة تنتفض...
المقطع التالي يشرح موقفها أنها ليست معنية بالبؤس لأنها لاتشبهه...
هي مقاومة الشاعرة الذاتية ضد البؤس
شغب الشعر كما تمارسه الشاعرة المغربية تورية لغريب يؤسس للحب ؛لكنه حب يشوش عليه أنين الآخرين، أنين ينتقل منهم إليها، وهو إحساس باطني يمثل حساسيتها وتعاطفها مع الغير...
إلا أنها تعترف بأنه أكبر منها يتجاوزها، كأنها تشير إلى فشل الذات في احتواء الآخرين؛
ذكرتني بفيلم في سينما الثمانينات يتحدث بلغة غرامشي الفيلسوف الإيطالي الذي تحدث عن المثقف العضوي، عنوانه
"l'accent"
يصور المثقف كعلامة فاصلة ~ بعيدا قريبا من الناس... أهذا ما استبطنته ذائقة الشاعرة.. ؟
حين تقول يتجاوزني الأنين والوعي بمسبباته... ؟
يعني أن الذات وحدها منفصلة لاتحقق الهدف..
فهل يكون الشعر دالة العالم... ؟
يفضحه ويغيره... ؟
إنها تُحمِّل الشعر مهمة تاريخية شاقة ،
لكن المقطع الأخير ينتهي بقفلة موازية لبداية النص جوابا مُقْنِعا لامقَنَّعاً...
نلامس استشراف الشاعرة :ماذا لو.... ؟
تغير العالم من بؤس راكمته أحداث مأساوية تضج بها الخريطة... ؟
ألم يعرف العالم شعراء كانت لهم بصمتهم في تثوير الوعي... ؟
الأسماء كثيرة مؤشرها "نزار قباني" حين اغتيلت "بلقيس" زوجته بالسفارة اللبنانية ، حول الحب رصاصا ضد الأنظمة العربية..
وحين صرخ صرخته المدوية قبلها بعد هزيمة 1967:
ياوطني الحزين...!
حولتني في لحظةمن شاعر
يكتب بالحب والحنين
إلى شاعر يكتب بالسكين...!
والغرب لايشد عن قاعدة أن للشعر والإبداع عامة وظيفة ايديولوجية ضد أو لاضد..
ف"بابلو نيرودا" أمريكا اللاتينية.. و"لوركا" إسبانيا... و غيرهم في مجالات كثيرة قد وقفوا ضد الظلم و"بيكاسو" تمثل لوحة الغيرونيكا نموذجا للثورة ضد فرانكو...
تساؤلات حول :
ألا يستطيع الحب أن يعيد تشكيل أرض نخرتها الحروب... ؟
حروب الجوع والفقر
حروب التمييز العنصري
حروب الفيروسات
أخطرها فيروس العولمة في زمن الرأسمالية المتوحشة...؟
إنه الحب دالة الشعر
إنه الشعر دالة العالم
فألا يحملان نبوءة التغيير...؟
النص دعوة إلى استعادة الشعر لدوره الريادي في زمن الموت... ؟
هي ليست قراءة..
هي انطباعات فورية أشارت الي حروف الخمر الشعري...
فشكرااا للشاعرة تورية لغريب..
على نص يدعونا إلى إعادة النظر نقديا في ما آل إليه وضعنا الإنساني بغياب قيمة القيم وهي الحب...
صدقت حين أعلنت أن للحب نبوءة خاصة يترجمها الشعر...
1 القصيدة حرف مخمور
يترنح في رقصة غجرية
الليل...
زاوية ينسكب فيها رماد البسطاء
اقفل نوافذك
وغادر
اترك تذكارك الأخير
نجمة وحيدة
تضيء عتمة الحنين...
2 الحب أمامي
يمر معلبا في أكياس الوهم
مختنقا
يعبر إلى الضفة الأخرى
3 لا تصدقوا...!
أن الأرض تتسع للجميع
كانت رغبة ميتة
مات شي غيفارا...
وأورثنا الوهم...
4 هذا البؤس...!
لا يشبهني
أنا مشاغبة كطيور الصباح
أفتح نافذة النهار
على ابتسامة بكر
لكن أنين الأرواح المتعبة يتجاوزني
حين أرمقهم...
مثقلين بالهزائم
على رصيف أحلامهم
بحقائب الإنكسار
5 ماذا لو...
أعدنا تشكيل هاته الأرض ؟
ألا تمتلئ شقوق الروح
بنبوءة الحب ...؟
تورية لغريب
للحب نبوءته حين يجسد قيمتك كإنسان؛
والشعر رفيق يسافر مع القصيدة المجنحة كي يثمل منها..
في النص المعنون ب"حرف مخمور" دلالة رمزية وهي كناية عن الأنا الشاعرة التي يختمر الشعر داخلها، كي تنسج نصا من مورفيمات دالة على تأثير الشعر في تشكيل الذات المبدعة...
ماالشعر سوى خمرة معتقة كلما شربناها سكرنا وقلنا:
هل من مزيد...؟
اليوم خمر وغدا شعر
يا أيها الحرف المخمور..!
للشعر لذة الإنتشاء...
إنه المخدر الذي يخلق داخلك عالما من السكينة...
وكأنه يرتب فوضانا بنشوته...
لكن هذا الشعر /الخمرة يجعلها واعية بأن واقعا خاصا، ترك بصمة تجعلها تطلب إغلاق النوافذ، وهي إحالة إلى انغلاق الأفق...
لكنه الأفق الذي مازال يأمل إضاءة لتنفتح العتمة على الأمل...
في المقطع الموالي يظهر عمق المعاناة من خلال توصيف يتعارض وقيمة الحب
إنه الحب المعلب؛ الحب المصطنع؛ ضد الحب التلقائي الفوري، وكأنها تشير إلى تغير في قيمة إنسانية، طالما تغنى بها الإنسان في مجالات ابداعه إنه الحب دالة الإبداع...
يتشكل منه محور المتون بغض النظر عن طبيعتها وجنسها، إنه الحب لايختار نوعيته الملائمة.
الحب عابر لكل الأجناس والألوان، والفئات والطبقات، لايعترف بجغرافيا الأمكنة والأزمنة له جغرافياه الخاصة، يحدد مواقعه وفق علاقة المحبين والمحبات به...
لكن هذا العابر للقارات يعترضه موقف الإحباط، حين يشقه الوهم فيغدو نقيض ذاته اللاَْحب...
وبهذا اليأس تمر الشاعرة إلى اليأس المطلق،
بالتماس عدم تصديق أن الحب أرض تسع الجميع...
أليست هي صرخة محمود درويش:
بأن "على هذه الأرض مايستحق الحياة" ... ؟
أليست دعوة قائمة بأن:
" نحب الحياة مااستطعنا إليها سبيلا" ... ؟
إنه الانتقال من مدارات الذات إلى مدارات الآخرين، أسسه عشاق الحياة من أجل الإنسان.. فضحوا بحياتهم ومكتسباتهم من أجل الآخر...
وكأنها توجه نقدا ذاتيا من خلال استحضار رمز بطولي،" تشي غيفارا" الذي استقطب جيلا بأكمله كي يحقق حبا إنسانيا دون فروق وتمييز خارج الطبقات...
وتصف خيبتها من اعتناق نموذج خانه محبوه البسطاء، الذين ضحى من أجلهم،
وكأنها في موقف فقدان الثقة بالحب، انطلاقا من هزيمة مشروعه الإنساني واقعيا...
التجربة التاريخية تسجل خيانة الحب
خيانة جعلت الوعي النضالي؛ يعيش يأسا مضاعفا...
غياب الحب معادلة للبؤس
معادلة حقيقية تؤكدها الأحداث،
بؤس ضد البؤس يجعل الشاعرة تنتفض...
المقطع التالي يشرح موقفها أنها ليست معنية بالبؤس لأنها لاتشبهه...
هي مقاومة الشاعرة الذاتية ضد البؤس
شغب الشعر كما تمارسه الشاعرة المغربية تورية لغريب يؤسس للحب ؛لكنه حب يشوش عليه أنين الآخرين، أنين ينتقل منهم إليها، وهو إحساس باطني يمثل حساسيتها وتعاطفها مع الغير...
إلا أنها تعترف بأنه أكبر منها يتجاوزها، كأنها تشير إلى فشل الذات في احتواء الآخرين؛
ذكرتني بفيلم في سينما الثمانينات يتحدث بلغة غرامشي الفيلسوف الإيطالي الذي تحدث عن المثقف العضوي، عنوانه
"l'accent"
يصور المثقف كعلامة فاصلة ~ بعيدا قريبا من الناس... أهذا ما استبطنته ذائقة الشاعرة.. ؟
حين تقول يتجاوزني الأنين والوعي بمسبباته... ؟
يعني أن الذات وحدها منفصلة لاتحقق الهدف..
فهل يكون الشعر دالة العالم... ؟
يفضحه ويغيره... ؟
إنها تُحمِّل الشعر مهمة تاريخية شاقة ،
لكن المقطع الأخير ينتهي بقفلة موازية لبداية النص جوابا مُقْنِعا لامقَنَّعاً...
نلامس استشراف الشاعرة :ماذا لو.... ؟
تغير العالم من بؤس راكمته أحداث مأساوية تضج بها الخريطة... ؟
ألم يعرف العالم شعراء كانت لهم بصمتهم في تثوير الوعي... ؟
الأسماء كثيرة مؤشرها "نزار قباني" حين اغتيلت "بلقيس" زوجته بالسفارة اللبنانية ، حول الحب رصاصا ضد الأنظمة العربية..
وحين صرخ صرخته المدوية قبلها بعد هزيمة 1967:
ياوطني الحزين...!
حولتني في لحظةمن شاعر
يكتب بالحب والحنين
إلى شاعر يكتب بالسكين...!
والغرب لايشد عن قاعدة أن للشعر والإبداع عامة وظيفة ايديولوجية ضد أو لاضد..
ف"بابلو نيرودا" أمريكا اللاتينية.. و"لوركا" إسبانيا... و غيرهم في مجالات كثيرة قد وقفوا ضد الظلم و"بيكاسو" تمثل لوحة الغيرونيكا نموذجا للثورة ضد فرانكو...
تساؤلات حول :
ألا يستطيع الحب أن يعيد تشكيل أرض نخرتها الحروب... ؟
حروب الجوع والفقر
حروب التمييز العنصري
حروب الفيروسات
أخطرها فيروس العولمة في زمن الرأسمالية المتوحشة...؟
إنه الحب دالة الشعر
إنه الشعر دالة العالم
فألا يحملان نبوءة التغيير...؟
النص دعوة إلى استعادة الشعر لدوره الريادي في زمن الموت... ؟
هي ليست قراءة..
هي انطباعات فورية أشارت الي حروف الخمر الشعري...
فشكرااا للشاعرة تورية لغريب..
على نص يدعونا إلى إعادة النظر نقديا في ما آل إليه وضعنا الإنساني بغياب قيمة القيم وهي الحب...
صدقت حين أعلنت أن للحب نبوءة خاصة يترجمها الشعر...