د. معاذ الروبي - تكوين علاقات جيدة

التفكير الإيجابي يعني أن تكون إيجابيًا مع الآخرين وكذلك مع نفسك. يؤدي التعامل الجيد مع الآخرين إلى تكوين علاقات جيدة، وكلما زادت العلاقات الجيدة في حياتك، زادت مرونتك العاطفية وسعادتك. وكلما زاد ارتباطك بالآخرين، كلما بدت حياتك ذات مغزى أكبر. تستند جميع العلاقات الناجحة على الاحترام المتبادل. لذا كن منفتحا على الآخرين وأخبرهم عن مشاعرك واحترامك اتجاههم إذا أعجبوك لأنهم سيقدرون ذلك كثيراً. حاول أن تبني علاقتك مع محيطك على الثقة دائماً حيث يعتبر ذلك من أفضل الطرق لاستمراريتها وتعزيزها.

-أشياء يجب تجنبها:
✗ تجنب الثناء في كل وقت. فقد يعتقد الناس أن هناك خطأ ما إذا توقف الثناء فجأة.
✗ تجنب مدح الأشياء من أجل المجاملة؛ مثل هذه المجاملات الكاذبة تقلل من قيمة الثناء الحقيقي.
✗تجنب مدح النجاح فقط، فهذا يعطي رسالة مفادها أن الجهد لا قيمة له إذا لم يحقق الهدف دائماً.
-الأشياء الذي ينبغي فعلها:
✓ اعتد على إظهار الثناء والتقدير بانتظام.
✓قدم المدح مرفقاً ببعض الملاحظات الإيجابية التي تتضمن اقتراحًا أو طلبًا للتحسين.
✓ اتبع كلمات المديح بلغة جسد إيجابية مثل ابتسامة ، أو إيماءة.

تجنب دائماً النقد الشديد. إذا كنت تشعر بأنك بحاجة إلى إعطاء ملاحظات نقدية لشخص معين، فابدأ بالإشارة إلى الجوانب الإيجابية ثم حدد ما تريد منه فعله، في الإيجابيات وليس السلبيات. حاول دائما البحث عن تحسين السلوك لدى الآخرين وعززه بالثناء عليه. الموافقة من خلال لغة الجسد هي الطريقة المباشرة التي يمكنك من خلالها إخبار شخص ما أنك تشعر بالإيجابية تجاهه وجعله يشعر بالرضا عن نفسه ويستجيب لك بشكل جيد.
إذا انتقدك أحدهم، حافظ على هدوئك. دع ناقدك يقول مقالته حتى يشعر أنه مسموع. لكن لا تأخذ في الاعتبار إلا ما تشعر أنه صحيح؛ عوض أي شيء أزعجك عن طريق تذكر الأوقات التي قمت فيها بعمل جيد. إذا شعرت أن النقد صحيح، فاطلب من ناقدك أن يرشدك لتحسين سلوكك. هذا لا يعني فقط أنك ستحصل على نصيحة من طرفه؛ بل ستجعله أيضًا في صفك، وتبني علاقة جيدة معه. عندما يحدث خطأ ما ولا يمكنك أن تجد المسامحة على الفور (لنفسك أو لشخص آخر) انظر بعناية إلى ما حدث، فقد ترى الموقف من منظور مختلف. ربما كانت هناك أسباب وجيهة وراء قيامك أنت أو الشخص الآخر بما فعله، أو ربما كان ذلك وقتًا أو موقفًا صعبًا. قد يكون ما حدث في الواقع لم يسبب أي ضرر، أو أن الأشياء الجيدة تفوقه. إذا وجدت أنه يمكنك مسامحة الشخص الآخر، بادر إلى القيام بذلك مباشرة.

تجنب الأشخاص السلبيين، الذين يستنزفون طاقتك، أو يضجرونك، أو يرون دائمًا أسوأ جوانب الحياة، أو يحبطونك. إذا أمكن، توقف عن رؤيتهم ببساطة. إذا كان عليك قضاء بعض الوقت معهم، فقلل من مقدار الاتصال واقض وقت فراغك مع الأشخاص الذين يتركونك تشعر بالرضا عن نفسك والعالم. حاول توسيع نطاق الأصدقاء الداعمين لك؛ إذا قابلت شخصًا يبدو راضيًا عن نفسه وحياته، فاقترح عليه قضاء الوقت معًا. إذا وجدت نفسك، على الرغم من جهودك، تستمر في الاختلاط مع الأشخاص المزعجين أو غير المتعاونين، فمن المحتمل أنك تعاني من الاعتقاد بأنك لا تستحق أفضل من ذلك. استخدم التأكيدات مثل تلك الواردة أدناه لإعادة التفكير في هذا الاعتقاد بشكل أكثر إيجابية. كررها لنفسك بانتظام. "أنا أستحق أن أكون محاطًا بأشخاص يقدرونني ويحترمونني." "إنه لأمر جيد بالنسبة لي أن آخذ من الناس كما أعطيهم." "كلما كان الأشخاص الذين أختلط معهم أكثر إيجابية، سأكون أكثر قدرة على نقل تلك الإيجابية إليهم."

تأكد من أنك تحيط نفسك بأنواع مختلفة من الأشخاص الإيجابيين، الأشخاص الذين، بطريقة أو بأخرى، يعززون طاقتك بدلاً من استنزافها. للحصول على أشخاص إيجابيين من حولك، قم بالتواصل بشكل نشط. الأصدقاء والداعمون لا يظهرون عن طريق السحر، فقد تضطر إلى مقابلة العديد من الأشخاص قبل أن ترتبط بشخص ما وتصبحوا أصدقاء. اذهب بانتظام إلى فعاليات التواصل المهني والاجتماعي. تذكر أن الآخرين قد يكونون خجولين، وسيكونون ممتنين إذا اتخذت الخطوة الأولى. تبادل تفاصيل الاتصال معهم. وفي اليوم التالي، اتصل أو أرسل رسالة توضح مدى جودة اللقاء الذي تم معهم؛ ثم، بعد بضعة أسابيع، قم بالمتابعة بموعد ووقت للقاء مرة أخرى. عليك الإبقاء على العلاقات القائمة والجديدة من خلال إجراء اتصال على أساس منتظم. اكتب رسائل للأصدقاء والعائلة بشكل دوري، وقم بتهنأتهم في المناسبات الدينية والاحتفالات السنوية الأخرى. من الجيد أيضاً دعوتهم أو مشاركتهم في بعض الحفلات والنزهات والرحلات. يقول أفلاطون: "يمكنك اكتشاف المزيد عن شخص في ساعة من اللعب أكثر مما تعرفه عنه في عام من المحادثة".

علاوة على ذلك، يسعد معظم الناس بالمساعدة إذا طلب منهم ذلك؛ لأن ذلك يجعلهم يشعرون بالحاجة وبالتالي بالتقدير. لكنهم سوف يقدمون الدعم بسهولة أكبر إذا كان جزءًا من ترتيب متبادل منتظم. لذا ضع قائمة بالأشخاص في حياتك الذين تقدر مهاراتهم ومواهبهم. سيكون هذا هو نظام الدعم الخاص بك. في المرة القادمة التي تقابل فيها أحد هؤلاء الأشخاص، اطلب المساعدة بطريقة بسيطة، وقدم خدمة مماثلة في المقابل. حافظ على هذا الأخذ والعطاء، بحيث إذا احتجت إلى المزيد من المساعدة بشكل أكبر، فسيكون من الأسهل بعد ذلك طلبها وطرحها.

د. معاذ الروبي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى