د. معاذ الروبي - اضطراب ثنائي القطب

اضطراب ثنائي القطب (Bipolar disorder) هو حالة تتميز بالتقلبات الشديدة التي تشمل مزاج مرتفع (الهوس) ومنخفض (الاكتئاب) بحيث تؤثر في مستويات طاقة الشخص ونشاطه، وهذا هو سبب تسميته سابقاً بالاكتئاب الهوسي. هناك أربعة أنواع من الاضطراب ثنائي القطب: 1-هوس شديد يستمر لأكثر من أسبوع (قد يحتاج الشخص إلى دخول المستشفى) ؛2-تقلبات بين هوس أقل حدة وسوء في المزاج ؛3-اضطراب المزاج الدوري الذي يتميز بفترات طويلة من الهوس الخفيف والاكتئاب تستمر لمدة تصل إلى عامين ؛4-الاضطراب ثنائي القطب غير المحدد وهو خليط من الثلاثة أنواع السابقة. أثناء تقلب المزاج، يمكن للفرد أن يخضع لتغييرات شديدة في الشخصية، مما يضع العلاقات الاجتماعية والشخصية تحت ضغط شديد وتهديد بالضياع والخراب.

يعتقد أن السبب الرئيسي للاضطراب ثنائي القطب هو عدم توازن بعض المواد الكيميائية والنواقل العصبية في المخ. تشمل هذه المواد الكيميائية المعروفة بالناقلات العصبية النوربينفرين والسيروتونين والدوبامين ومقويات نقل الإشارات بين الخلايا العصبية. تلعب الوراثة والجينات أيضًا دورًا مهماً، فالاضطراب ثنائي القطب يسري في العائلات، ويمكن أن يتطور ويظهر في أي عمر. يُعتقد أن 2 من كل 100 شخص يمرون بنوبة من هذا الاضطراب في مرحلة ما من حياتهم؛ البعض لديه عدة نوبات فقط في حياتهم، في حين أن البعض الآخر يمر بالكثير من هذه النوبات المرضية. قد تكون النوبات ناتجة عن الإجهاد؛ أو مرض عضوي؛ أو المصاعب في الحياة اليومية، مثل صعوبات العلاقة أو مشاكل متعلقة بالمال أو العمل.

يتم تقييم الشخص المصاب من قبل طبيب نفسي أو أخصائي نفسي سريري، حيث يسأل عن الأعراض ومتى حدثت لأول مرة. يتم أيضًا استكشاف المشاكل التي أدت إلى حدوث نوبات المرض. يتطلع الطبيب أيضًا إلى استبعاد الحالات العضوية الأخرى التي يمكن أن تسبب تقلبات مزاجية شبيهة. يُعالج الفرد عادةً بالأدوية وأساليب وطرق إدارة نمط الحياة، أيضاً من خلال العلاج النفسي المعرفي السلوكي.

أنماط نوبات أعراض مرض ثنائي القطب (الاكتئاب والهوس):
هناك مراحل مميزة للتقلبات المزاجية لاضطراب ثنائي القطب. يمكن أن يختلف المدى والجدول الزمني للتقلبات والطريقة التي تظهر بها الحالة المزاجية وتؤثر على الشخصية بشكل كبير.
-مزاج متوازن (عادي)/ هذه حالة بين الحلقات المتعددة التي يمكن للشخص أن يتعامل فيها مع الروتين اليومي المنتظم ويمكنه التخطيط والتنبؤ بعواقب الإجراءات اليومية للأحداث.
-كآبة/ هنا لا يمكن للشخص أن يشعر بالمتعة؛ وتكون لديه صعوبة في النوم مع فقدان الشهية، وأحيانا تترافق مع أوهام وهلاوس وأفكار مضطربة، وحتى انتحارية.
-هوس خفيف/ في هذا النوع من الهوس، الذي يستمر لبضعة أيام، يمكن للفرد أن يكون منتجًا للغاية ويعمل بشكل جيد، وهذه الحالة يمكن أن تسبق الهوس الكامل أو الشديد.
-اكتئاب طفيف/ يتميز هذا بالحزن وانخفاض الطاقة وعدم القدرة على التركيز، وقد يفتقر الشخص إلى الدافع ويفقد الاهتمام بالأنشطة اليومية.
-هوس/ قد يستمر هذا الشكل الحاد من الهوس أسبوعًا أو أكثر، حيث تشمل الأعراض فرط النشاط والكلام السريع وغير المنقطع والصاخب؛ الميل إلى المجازفة وقلة النوم؛ وتضخم الصورة الذاتية وزيادة الثقة بالنفس.
-دورة أو نوبة مختلطة/ يعاني الشخص هنا من الهوس في نفس الوقت الذي يشعر فيه بالاكتئاب، وقد يكون الفرد، على سبيل المثال، مفرط النشاط ولديه أعراض اكتئابيه في نفس الأوان.

علاج اضراب ثنائي القطب يشمل:
-العلاج السلوكي المعرفي.
-إدارة نمط الحياة بما في ذلك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ نظام غذائي أفضل، روتين صحي للنوم، والذي قد يحسن من تنظيم الحالة المزاجية؛ واستخدام اليوميات وطرق التوعية الذاتية التي قد تساعد الفرد على التعرف على علامات التغيرات المزاجية.
-أدوية مثبتات الحالة المزاجية، حيث يتم أخذها على المدى الطويل لتقليل احتمالية التقلبات المزاجية؛ يتم تعديل الجرعة غالبًا أثناء نوبات الهوس الخفيف أو الهوس الكامل أو الاكتئاب.

د. معاذ الروبي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى