أ. د. لطفي منصور - عَبْدُ الرَّضِيِّ ينُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْوَلِيُّ: مِنْ شُعَراءِ مَوْسوعَةِ نَفْحَةِ الرَّيْحانَةِ لِلْمُحِبِّي (٣: ١٨٢).

قالَ عَنْهُ الْمُحِبِّي: الرَّضِيُّ الشِّيمَةِ، الْمُتَعادِلُ الطُّرَفِ وَالطَّرَفِ (الطَّرَفُ: تَعادُلُ الشَّرَفِ في نَسَبِ الْوالِدّيْ ، الطُّرَفُ جَمْعُ طْرْفَةٍ وَهِيَ النُّكْتَةُ أَوِ الْقَفْشَةُ). كانَ الشّاعِرُ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ: بَحْرِ الْعَمَلِ وَبَحْرِ الْعِلْمِ، وَمُقَلِّدِ النَّحْرَيْنِ (بالْقَلائِدِ الشِّعْرِيَّةِ) نَحْرِ الْكَمالِ، وَنَحْرِ الْحِلْمِ.
لَهُ أَدَبٌ أَوْقَعُ مِنْ حَلاوَةِ الرِّضا،وَشِعْرٌ ما نالَهُ الرَّضِيُّ وَلا الْمُرْتَضَى (يَعْنِي الْأَخَوَيْنِ الْأَدِيبَيْنِ الشّاعِرَيْنِ الشَّرِيفَ الرَّضِيَّ وِالشَّرِيفَ الْمُرْتَضَى).
مِنْ شِعْرِهِ: مِنَ الرَّمَلِ
باتَ يَسْقِينِي مِنَ الثَّغْرِ مُداما
ذُو جَمالٍ يُخْجِلْ الْبَدْرَ التِّماما
(التَّمامُ أَوِ التِّمامِ: الْبَدْرُ الْمُكْتَمِلُ)
حَلَّلَ الْوَصْلَ وَقَدْ كانَ يَرَى
وَصْلَ مَنْ يَشْتاقُهُ شَيْئًا حَرامَا
وَيَرَى سَفْكَ دَمِ الْعُشّاقِ فَرْضًا
في هَواهُ أَوْ يَمُوتُونَ غَرامَا
(غَرامًا: مَفْعُولٌ لِأَجْلَهِ)
زارَنِي وَهْنًا وَلَا أَعْرِفُ لِيْ
مِنْهُ مِيعادًا فَأَدْرَكْتُ الْمَرامَا
(وَهْنًا: قَليلًا، الْمَرامَ: الْمَقْصَدُ)
جاءَ في حُلَّةٍ مِنْ سُنْدُسٍ
ثَمِلِ الْأَعْطافِ سُكْرًا يَتَرامَى
فَاعْتَرَتْنِي دَهْشَةٌ مِنْ حُسْنِهِ
حِينَ أَرْرْخَى لِيَ عَنِ الْوَجْهِ اللِّثاما
لَيْلَةٌ كانَتْ كَإبْهامِ الْقَطا
أَوْ كَرَجْعِ الطَّرْفِ قِصْرًا وَانْصِراما
(إبْهامُ الْقَطا أَقْصَرُ مَخالِبِهِ. المَعْنَى قِصَرُ اللَّيْلَةِ)
حَيْثُ كانَ الْعَيْشُ غَضًّا وَالصِّبا
مَجْمَعَ اللَّذّاتِ وَ الدَّهْرُ غُلاما
يا حَمامًا لاحَ لِيْ في أَيْكَةٍ
صادِحًا ما كُنْتَ لِيْ إلَّا حِمامَا
(الْحِمامُ، بِكَسْرِ الْحاءِ، الْمَوْتُ)
تَنْدُبُ الْإلْفَ وَلا تَذْرِي دَمًا
وَدُمُوعِي تُشْبِهُ الْغَيْثَ انْسِجاما
(يُقارِنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَمامِ في بُكاءِ الْحَبيبِ. هَدِيلُ الْحَمامِ بِلا دُموعٍ وَلا دَمٍ، لَكِنَّ الشّاعِرَ دُمُوعُهُ بِغَزارَةٍ الغَيْثِ دائِمًا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى