١ - الحَمْدُ للهِ الَّذِي نعَّمَنَا = بِكُلِّ مَطْعُومٍ بِهِ أَطْعَمَنَا
٢ - وَ كُلِّ مَشْرُوبٍ لَذِيذٍ أَطْيَبِ = حُلْوٍ حَلاَلٍ كَالغَمَامِ الصَّيِّبِ
٣ - مِثْل الأَتَاي الوَنْدَرِيزِ مَذْهَبَهْ = عَلَى صَفَا صِينِيَّةٍ مُلْتَهِبَهْ
٤ - تَطَايَرَ الهَمُّ لَدَيْهِ وَ انْشَرَحْ = صَدْرُ الَّذِي يَشْرَبُهُ مِنَ الفَرَحْ
٥ - فَإِنْ يَكُنْ مُعَنْبَرًا فَذَاكَ فِي = مَذْهَبِنَا المَعْرُوفِ خَيْرُ مَا اصْطُفِي
٦ - وَ ذَا إلَى ثَلاَثَةٍ أَوْ أَرْبَعَا = مِنَ الأَحِبَّةِ وَ مَا زَادَ ادْفَعَا
٧ - مَا لَمْ يَكُنْ مُغَنِّيًا أَوْ مُطْرِبَا = أَوْ ذَا مَلاَحَةٍ يُرَى مُحَبَّبَا
٨ - فَهْوَ الَّذِي يُقِيمُهُ وَ يُحْسِنُهْ = وَ كُلُّنَا مِنْ يَدِهِ نَسْتَحْسِنُهْ
٩ - وَ إِنْ يَكُنْ مُنَعْنَعًا فَذَاكَ لاَ = وَ حَقِّكُمْ يَصْلُحُ إِلاَّ لِلْمَلاَ
١٠ - أَوِ لِلَّذِي أَوْلَعَ بِالحَنَّاوِي = أَوْ اشْتَكَى ضُرًّا فَلِلتَّدَاوِي
١١ - خُذْهُ فَدَتْكَ النَّفْسُ مِنْ قَبْلِ الطَّعَامْ = أَوْ بَعْدَهُ فَمَا عَلَيْكَ مِنْ مَلاَمْ
١٢ - إِلاَّ إِذَا كَانَ الطَّعَامُ كُسْكُسَا = فَكُلُّ مَنْ أَخَّرَهُ فَقَدْ أَسَا
١٣ - وَوَقْتُهُ وَقْتُ سُرُورٍ وَ انْبِسَاطْ = وَحَيْثُمَا دُعِي لِشُرْبِهِ النَّشَاطْ
١٤ - وَقْتُ الصَّبَاحِ عِنْدَهُمْ مُسْتَحْسَنُ = لَكِنَّهُ بَعْدَ العِشَاءِ أَحْسَنُ
١٥ - إِذْ وَقْتُهُ وَقْتُ فَرَاغِ البَالِ = وَرَاحَةِ القَلْبِ مِنَ الأَشْغَالِ
١٦ - وَالأَمْنُ مِنْ كُلِّ ثَقِيلٍ يَدْخُلُ = أَوْ خَبَرٍ عَلَى النُّفُوسِ يَثْقُلُ
١٧ - مَعَ اتِّسَاعِ الوَقْتِ لِلمُنَادَمَهْ = وَلَذَّةِ الجُلُوسِ وَ المُكَالَمَهْ
١٨ - وَذَاكَ فِي الصَّبَاحِ لاَ يَتَّفِقُ = وَهُوَ مِنْ بَعْدِ العِشَا مُحَقَّقُ
١٩ - أَكْرِمْ بِذَاكَ الوَقْتِ وَقْتِ الكُرَمَا = وَإِنَّمَا اللَّيْلُ نَهَارُ النُّدَمَا
٢٠ - تُومِنُ فِيهِ مَعَ غَلْقِ البَابِ = وَسَدْلِ مَا يَسْتُرُ مِنْ حِجَابِ
٢١ - وَاخْتَرْ لَهُ مِنَ الشُّمُوعِ الأَبْيَضَا = كَأَلْسُنِ الأَفْعَا إِذَا تَنَضَّضَا
٢٢ - عَلَى قِوَامِ حَسَكِ التُنْبَاكِ = بِهَا يُرَى طُولُ الدَّيَاجِ بَاكِ
٢٣ - عَلَى دُخَانِ العُودِ إِذْ يَحْتَرِقُ = وَمَاءِ وَرْدٍ عِطْرُهُ يَنْتَشِقُ
٢٤ - وَلاَ أَرَى الأَتَايَ بِالقِنْدِيلِ = وَالزَيْتِ وَ المِنْخَاسِ وَالمِنْدِيلِ
٢٥ - إِذْ كُلُّ أَمْرِهِ عَلَى النَّظَافَهْ = قَدْ انْبَنَى وَ شَرْطُهُ اللَّطَافَهْ
٢٦ - لاَ سِيَمَا السَّاقِي الَّذِي يُنَاوِلُهْ = كَذَلِكَ الكَأْسَ الَّذِي نَسْتَعْمِلُهْ
٢٧ - وَشُرْبُهُ عَلَى خَلاَءِ المَعِدَهْ = جازَ عَلَى شَرْطِ حُضُورِ المَائِدَهْ
٢٨ - تَأْخُذُ مِنْهُ لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنْ = مِنْ قَبْلِ أَنْ تَشْرَبَ مِنْهُ حَلْقَتَيْنْ
٢٩ - وَأَخِّرَنْهُ مُطْلَقًا حَيْثُ تَلاَ = مَا كَانَ مَالِحًا يُرَى مُخَلَّلاَ
٣٠ - وَشُرْبُهُ عَلَى الشِّوَاءِ وَ الكَبَابْ = يَفْتَحُ لِلصِّحَةِ مِنْهُ أَلْفَ بَابْ
٣١ - وشُرْبُه على اللحوم جَيِّدُ = لكنّه على الدجاج أَجْوَدُ
٣٢ - وشُرْبُه على رُؤوس الضّأْن = مَشْوِيّةً شَأْنٌ وأيُّ شَأْنِ
٣٣ - وشُرْبُه على الكُفوتِ المُعْجِبَهْ = أحْبِبْ به مِن مُشتَهى ما أطْيَبَهْ
٣٤ - وشُرْبُه على الرَّغائف الّتي = بالزّبْد و العسل قد أعْمِلتِ
٣٥ - أحْسَنُ شَيء نِلْتَهُ صباحًا = وإن تُداوِمهُ تنَلْ صلاحًا
٣٦ - وشاع بالكَعْب الغَزالي و ما = أشْبَهَهُ في سلكه قد نُظِما
٣٧ - كالكَعْك و الغَريبة المُكرَّمَهْ = مَحْشُوَّةً طَيِّبَةً مُنَعَّمَهْ
٣٨ - وجوَّزوا البِشْكوتَ و هْو صُورَهْ = كذا القراشيل لَدى الضّرورَهْ
٣٩ - يُخْتارُ للأتاي بابورٌ غَدا = بلونه الأصفر يحكي العَسْجَدا
٤٠ - ورُجِّحَ البَقْراجُ عنه إلا = لعدْم مَن يأتي به وإلا
٤١ - إذا المَقامُ يقتضي البابورا = كأنْ تُرِدْ أن تُرْخِيَ السُّتورا
٤٢ - واخْتيرَ للبَقْراج ما يَحْمِلُهُ = مِن مِجْمَر الصُّفْر يكون مِثْلَهُ
٤٣ - ذا أرْجُلٍ غَدا عليها واقفا = فيه من الماء الزُّلالِ ما كَفى
٤٤ - ولا تَثِقْ بِصَوْتِهِ إذا غَلا = حتى ترى البُخارَ للجوِّ عَلا
٤٥ - وانْتَخِبِ الصِّينِيَّة السَّنِيَهْ = مِنَ الكُؤوسِ قد غَدَتْ مَلِيَّهْ
٤٦ - وقد جَرى العَمَلُ في الكؤوسِ = بأن تكون عَدَدَ الرؤوس
٤٧ - برّادُها كأنّه شَيْخٌ غَدا = يُمْلي على الكؤوس منه سَنَدا
٤٨ - وإن يَكُ المديرُ قَدْ حَازَ الجَمَالْ = فِي خُلْقِهِ و خَلْقِهِ فهْوَ الكَمالْ
الناظم: عبد السلام الزموري الفاسي المغربي
٢ - وَ كُلِّ مَشْرُوبٍ لَذِيذٍ أَطْيَبِ = حُلْوٍ حَلاَلٍ كَالغَمَامِ الصَّيِّبِ
٣ - مِثْل الأَتَاي الوَنْدَرِيزِ مَذْهَبَهْ = عَلَى صَفَا صِينِيَّةٍ مُلْتَهِبَهْ
٤ - تَطَايَرَ الهَمُّ لَدَيْهِ وَ انْشَرَحْ = صَدْرُ الَّذِي يَشْرَبُهُ مِنَ الفَرَحْ
٥ - فَإِنْ يَكُنْ مُعَنْبَرًا فَذَاكَ فِي = مَذْهَبِنَا المَعْرُوفِ خَيْرُ مَا اصْطُفِي
٦ - وَ ذَا إلَى ثَلاَثَةٍ أَوْ أَرْبَعَا = مِنَ الأَحِبَّةِ وَ مَا زَادَ ادْفَعَا
٧ - مَا لَمْ يَكُنْ مُغَنِّيًا أَوْ مُطْرِبَا = أَوْ ذَا مَلاَحَةٍ يُرَى مُحَبَّبَا
٨ - فَهْوَ الَّذِي يُقِيمُهُ وَ يُحْسِنُهْ = وَ كُلُّنَا مِنْ يَدِهِ نَسْتَحْسِنُهْ
٩ - وَ إِنْ يَكُنْ مُنَعْنَعًا فَذَاكَ لاَ = وَ حَقِّكُمْ يَصْلُحُ إِلاَّ لِلْمَلاَ
١٠ - أَوِ لِلَّذِي أَوْلَعَ بِالحَنَّاوِي = أَوْ اشْتَكَى ضُرًّا فَلِلتَّدَاوِي
١١ - خُذْهُ فَدَتْكَ النَّفْسُ مِنْ قَبْلِ الطَّعَامْ = أَوْ بَعْدَهُ فَمَا عَلَيْكَ مِنْ مَلاَمْ
١٢ - إِلاَّ إِذَا كَانَ الطَّعَامُ كُسْكُسَا = فَكُلُّ مَنْ أَخَّرَهُ فَقَدْ أَسَا
١٣ - وَوَقْتُهُ وَقْتُ سُرُورٍ وَ انْبِسَاطْ = وَحَيْثُمَا دُعِي لِشُرْبِهِ النَّشَاطْ
١٤ - وَقْتُ الصَّبَاحِ عِنْدَهُمْ مُسْتَحْسَنُ = لَكِنَّهُ بَعْدَ العِشَاءِ أَحْسَنُ
١٥ - إِذْ وَقْتُهُ وَقْتُ فَرَاغِ البَالِ = وَرَاحَةِ القَلْبِ مِنَ الأَشْغَالِ
١٦ - وَالأَمْنُ مِنْ كُلِّ ثَقِيلٍ يَدْخُلُ = أَوْ خَبَرٍ عَلَى النُّفُوسِ يَثْقُلُ
١٧ - مَعَ اتِّسَاعِ الوَقْتِ لِلمُنَادَمَهْ = وَلَذَّةِ الجُلُوسِ وَ المُكَالَمَهْ
١٨ - وَذَاكَ فِي الصَّبَاحِ لاَ يَتَّفِقُ = وَهُوَ مِنْ بَعْدِ العِشَا مُحَقَّقُ
١٩ - أَكْرِمْ بِذَاكَ الوَقْتِ وَقْتِ الكُرَمَا = وَإِنَّمَا اللَّيْلُ نَهَارُ النُّدَمَا
٢٠ - تُومِنُ فِيهِ مَعَ غَلْقِ البَابِ = وَسَدْلِ مَا يَسْتُرُ مِنْ حِجَابِ
٢١ - وَاخْتَرْ لَهُ مِنَ الشُّمُوعِ الأَبْيَضَا = كَأَلْسُنِ الأَفْعَا إِذَا تَنَضَّضَا
٢٢ - عَلَى قِوَامِ حَسَكِ التُنْبَاكِ = بِهَا يُرَى طُولُ الدَّيَاجِ بَاكِ
٢٣ - عَلَى دُخَانِ العُودِ إِذْ يَحْتَرِقُ = وَمَاءِ وَرْدٍ عِطْرُهُ يَنْتَشِقُ
٢٤ - وَلاَ أَرَى الأَتَايَ بِالقِنْدِيلِ = وَالزَيْتِ وَ المِنْخَاسِ وَالمِنْدِيلِ
٢٥ - إِذْ كُلُّ أَمْرِهِ عَلَى النَّظَافَهْ = قَدْ انْبَنَى وَ شَرْطُهُ اللَّطَافَهْ
٢٦ - لاَ سِيَمَا السَّاقِي الَّذِي يُنَاوِلُهْ = كَذَلِكَ الكَأْسَ الَّذِي نَسْتَعْمِلُهْ
٢٧ - وَشُرْبُهُ عَلَى خَلاَءِ المَعِدَهْ = جازَ عَلَى شَرْطِ حُضُورِ المَائِدَهْ
٢٨ - تَأْخُذُ مِنْهُ لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنْ = مِنْ قَبْلِ أَنْ تَشْرَبَ مِنْهُ حَلْقَتَيْنْ
٢٩ - وَأَخِّرَنْهُ مُطْلَقًا حَيْثُ تَلاَ = مَا كَانَ مَالِحًا يُرَى مُخَلَّلاَ
٣٠ - وَشُرْبُهُ عَلَى الشِّوَاءِ وَ الكَبَابْ = يَفْتَحُ لِلصِّحَةِ مِنْهُ أَلْفَ بَابْ
٣١ - وشُرْبُه على اللحوم جَيِّدُ = لكنّه على الدجاج أَجْوَدُ
٣٢ - وشُرْبُه على رُؤوس الضّأْن = مَشْوِيّةً شَأْنٌ وأيُّ شَأْنِ
٣٣ - وشُرْبُه على الكُفوتِ المُعْجِبَهْ = أحْبِبْ به مِن مُشتَهى ما أطْيَبَهْ
٣٤ - وشُرْبُه على الرَّغائف الّتي = بالزّبْد و العسل قد أعْمِلتِ
٣٥ - أحْسَنُ شَيء نِلْتَهُ صباحًا = وإن تُداوِمهُ تنَلْ صلاحًا
٣٦ - وشاع بالكَعْب الغَزالي و ما = أشْبَهَهُ في سلكه قد نُظِما
٣٧ - كالكَعْك و الغَريبة المُكرَّمَهْ = مَحْشُوَّةً طَيِّبَةً مُنَعَّمَهْ
٣٨ - وجوَّزوا البِشْكوتَ و هْو صُورَهْ = كذا القراشيل لَدى الضّرورَهْ
٣٩ - يُخْتارُ للأتاي بابورٌ غَدا = بلونه الأصفر يحكي العَسْجَدا
٤٠ - ورُجِّحَ البَقْراجُ عنه إلا = لعدْم مَن يأتي به وإلا
٤١ - إذا المَقامُ يقتضي البابورا = كأنْ تُرِدْ أن تُرْخِيَ السُّتورا
٤٢ - واخْتيرَ للبَقْراج ما يَحْمِلُهُ = مِن مِجْمَر الصُّفْر يكون مِثْلَهُ
٤٣ - ذا أرْجُلٍ غَدا عليها واقفا = فيه من الماء الزُّلالِ ما كَفى
٤٤ - ولا تَثِقْ بِصَوْتِهِ إذا غَلا = حتى ترى البُخارَ للجوِّ عَلا
٤٥ - وانْتَخِبِ الصِّينِيَّة السَّنِيَهْ = مِنَ الكُؤوسِ قد غَدَتْ مَلِيَّهْ
٤٦ - وقد جَرى العَمَلُ في الكؤوسِ = بأن تكون عَدَدَ الرؤوس
٤٧ - برّادُها كأنّه شَيْخٌ غَدا = يُمْلي على الكؤوس منه سَنَدا
٤٨ - وإن يَكُ المديرُ قَدْ حَازَ الجَمَالْ = فِي خُلْقِهِ و خَلْقِهِ فهْوَ الكَمالْ
الناظم: عبد السلام الزموري الفاسي المغربي