محمد السلاموني - هل نحن بحاجة لإعادة قراءة التراث؟

ربما التراث الدينى فقط، على نحو ما يذهب البعض ، هذا على الرغم من أن الإمام محمد عبده طالب بعدم العودة إليه وقال بأنه مضيَعَة للوقت .
ومع ذلك فهناك من يرى ضرورة العودة إلى التراث وقراءته بحثا عن " التقنيات" التى فاضت بها قريحة الأسلاف.
فى الحقيقة يتعذر تماما إحداث قطيعة مع التراث العربى، شريطة أن نعيد قراءته باعتباره تراثات- وليس تراثا واحدا- قابلة للنقد والنقض .
هذا فضلا عن أهميته فى معرفة المسارات التاريخية للوعى العربى ، وما آلت إليه تلك المسارات الآن . وما الذى تجَذَّر منها فى الوعى العام وصار بمثابة مرجعية مطلقة لكثير من الأفراد والجماعات- وهذا هو ما يحدث بالفعل لدينا منذ سنوات .
أما فكرة القطيعة المعرفية مع التراث، التى يطالب بها البعض، فعلى الرغم من أهميتها، إلاَّ أنها يستحيل أن تتحول لدينا إلى واقع فعلى ، ليس لتشابك بل وتماهى التراث بالوعى الجماهيرى العام فقط ، بل ، وفى الأساس ، لعدم وجود بديل " علمى" عربى معاصر منبثق من الواقع العربى . فالمفاهيم والمناهج التى لدينا كلها غربية، أى أنها ترتبط بالمجتمعات الغربية وبالظواهر السوسيوثقافية الغربية.
وعلى الرغم من بدهية هذا الأمر، إلاَّ أن الكثيرين يعترضون بدعوى عالمية تلك الظواهر .
يبدو أن علينا أن نصغى جيدا للمقاربات العلمية التي يأتيها بعض المفكرين والعلماء العرب، وأعنى بها تلك التى تحاول الإشتغال على الظواهر الخاصة بنا بعقلية علمية إبتكارية أصيلة ليست ناقلة أو مقلدة...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى