السؤال الذي يعاود الظهور الدائم ويتكرر دائما عن العلاقة بين الكاتب وما يكتبه ، فالكثير من النقاد بل والرأي العام ذاتة يخلط كثيرا بين العمل الأدبي وبين الكاتب بحيث أحيانا كثيرا يتم تألية الكاتب لأنه أنتج أعمالا أدبية عظيمة ، وكثيرا ما يتم الحط من قيمة الكاتب أو رفعها لانة اتخذ مواقف سياسية معينة .
وبرغم أن المعتقدات الفكرية للكاتب ستنعكس ، بالضرورة على أعماله الأدبية ، إلا أن الأعمال الأدبية تكتسب كينونتها المستقلة ويجب أن يكون التعرض لها فى حدودها وفى حدود تطور كتابات الكاتب نفسها .
وأحد أهم الكتاب المصريين الذين يجب التوقف عند ادبهم فقط هو نجيب محفوظ ، أما نجيب محفوظ المواطن فهو شىء أخر رغم أن آراء محفوظ المواطن تنعكس بشكل غير مباشر فى كتاباته الأدبية ، ولا أريد أن أتوسع فى نقاش محفوظ المواطن وسأكتفي بمثال من أراء محفوظ المنشورة فى خطاب له إلى صديقة أدهم رجب حيث يكتب
" عزيزي أدهم
أخبار الشيوعية غطت عندنا على المعاهدة نفسها، فضلا عن الأدب والسينما، فما ندري إلا والبوليس يطرق على البيوت، ويسوق الشابات والشبان إلى السجون، وكلهم من المثقفين ثقافة عالية، ثم صودرت الجرائد والمجلات التي تدافع عن العدالة الاجتماعية، وعلى رأسها “الوفد المصري''.. الخ، وقيل من ضمن ما قيل الآن أن الدكتور محمد مندور مقبوض عليه، طبعا واسطة بين النحاس باشا وروسيا، وأن الوفد متهم بالشيوعية، وقد جاوز المقبوض عليهم ال،300 ويخيل إليّ أن لهذا القبض صلة بالسياسة الداخلية، ويخيل إليّ أيضا أن مهمة إسماعيل صدقي باشا في الحكم هي القضاء على ما يسمونه باليسارية قبل كل شيء (هذا شيء يسرني لأنني في طريق الرأسمالية) وبعد .............."
المخلص.."
ولا نحتاج إلى التوقف عند الجزء الاول من الخطاب لأنه مكتوب في هيئة إخبارية ليبلغ صديقة موقف رئيس الحكومة ، إسماعيل صدقى ، فى محاولته تمرير مشروع معاهدة صدقى بيفن سنة 1946 ، هذه المعاهدة التي عارضها الشعب المصرى وكل قواه الحية وقادت اللجنة الوطنية للطلبة والعمال إضرابا عاما فى كل البلاد أسفر في النهاية عن أستقالة حكومة صدقى نفسها التي حاربت مقاومة الشعب المصرى وقبضت على قياداته بتهمة الشيوعية ، التهمة التقليدية القديمة والدائمة .
ويبدو أن المواطن محفوظ لا يدرك الهدف الحقيقى من حكومة صدقى ، حكومة الاعتداء على الديمقراطية والدستور والمعاهدة المرفوضة شعبيا وهي الوصول الى الاتفاق مع الاحتلال إلى الاتفاقية المرفوضة ، ويبدو أن المواطن محفوظ يؤيد الاعتداء على الديمقراطية ما دامت تلتقي مع معتقداته السياسية .
أن هذا المواطن يتبنى ، لاحقا ، مواقف سياسية تتناقض تناقضا واضحا حتى مع آماله وآمال الشعب المصرى فى تناقض واضح مع مواقف العديد من المثقفين والأدباء الآخرون سواء من الأجيال السابقة أم اللاحقة مثل طه حسين وسلامة موسى ونعمان عاشور وأمل دنقل الذين استمروا فى تطوير مواقفهم انسجاما مع تطور مصالح الشعب المصرى .
أن نجيب محفوظ المواطن ليس نجيب محفوظ الكاتب وحتى كتاباته يجب النظر إليها بنظرة نقدية في كافة جوانبها الادبية والاجتماعية بل والسياسية فليس لدينا الهة ولا يجب تألية أحد ، ولا يجب التوقف عن ذلك فجائزة نوبل ليس لها علاقة بالنقد الأدبي.
وبرغم أن المعتقدات الفكرية للكاتب ستنعكس ، بالضرورة على أعماله الأدبية ، إلا أن الأعمال الأدبية تكتسب كينونتها المستقلة ويجب أن يكون التعرض لها فى حدودها وفى حدود تطور كتابات الكاتب نفسها .
وأحد أهم الكتاب المصريين الذين يجب التوقف عند ادبهم فقط هو نجيب محفوظ ، أما نجيب محفوظ المواطن فهو شىء أخر رغم أن آراء محفوظ المواطن تنعكس بشكل غير مباشر فى كتاباته الأدبية ، ولا أريد أن أتوسع فى نقاش محفوظ المواطن وسأكتفي بمثال من أراء محفوظ المنشورة فى خطاب له إلى صديقة أدهم رجب حيث يكتب
" عزيزي أدهم
أخبار الشيوعية غطت عندنا على المعاهدة نفسها، فضلا عن الأدب والسينما، فما ندري إلا والبوليس يطرق على البيوت، ويسوق الشابات والشبان إلى السجون، وكلهم من المثقفين ثقافة عالية، ثم صودرت الجرائد والمجلات التي تدافع عن العدالة الاجتماعية، وعلى رأسها “الوفد المصري''.. الخ، وقيل من ضمن ما قيل الآن أن الدكتور محمد مندور مقبوض عليه، طبعا واسطة بين النحاس باشا وروسيا، وأن الوفد متهم بالشيوعية، وقد جاوز المقبوض عليهم ال،300 ويخيل إليّ أن لهذا القبض صلة بالسياسة الداخلية، ويخيل إليّ أيضا أن مهمة إسماعيل صدقي باشا في الحكم هي القضاء على ما يسمونه باليسارية قبل كل شيء (هذا شيء يسرني لأنني في طريق الرأسمالية) وبعد .............."
المخلص.."
ولا نحتاج إلى التوقف عند الجزء الاول من الخطاب لأنه مكتوب في هيئة إخبارية ليبلغ صديقة موقف رئيس الحكومة ، إسماعيل صدقى ، فى محاولته تمرير مشروع معاهدة صدقى بيفن سنة 1946 ، هذه المعاهدة التي عارضها الشعب المصرى وكل قواه الحية وقادت اللجنة الوطنية للطلبة والعمال إضرابا عاما فى كل البلاد أسفر في النهاية عن أستقالة حكومة صدقى نفسها التي حاربت مقاومة الشعب المصرى وقبضت على قياداته بتهمة الشيوعية ، التهمة التقليدية القديمة والدائمة .
ويبدو أن المواطن محفوظ لا يدرك الهدف الحقيقى من حكومة صدقى ، حكومة الاعتداء على الديمقراطية والدستور والمعاهدة المرفوضة شعبيا وهي الوصول الى الاتفاق مع الاحتلال إلى الاتفاقية المرفوضة ، ويبدو أن المواطن محفوظ يؤيد الاعتداء على الديمقراطية ما دامت تلتقي مع معتقداته السياسية .
أن هذا المواطن يتبنى ، لاحقا ، مواقف سياسية تتناقض تناقضا واضحا حتى مع آماله وآمال الشعب المصرى فى تناقض واضح مع مواقف العديد من المثقفين والأدباء الآخرون سواء من الأجيال السابقة أم اللاحقة مثل طه حسين وسلامة موسى ونعمان عاشور وأمل دنقل الذين استمروا فى تطوير مواقفهم انسجاما مع تطور مصالح الشعب المصرى .
أن نجيب محفوظ المواطن ليس نجيب محفوظ الكاتب وحتى كتاباته يجب النظر إليها بنظرة نقدية في كافة جوانبها الادبية والاجتماعية بل والسياسية فليس لدينا الهة ولا يجب تألية أحد ، ولا يجب التوقف عن ذلك فجائزة نوبل ليس لها علاقة بالنقد الأدبي.