السارق هو الذي يتسلّل خلسة لينشل مالاً أو مجوهرات او أغراضاً بهدف الربح المادي غير المشروع، بسبب الجشع أو الحاجة أو الطمع، ناهيك بالشق الأخلاقي المعدوم لديه. إلاّ أنّ ثمة حالات سرقة تختلف عن سواها، وهي ما يُعرف ب «مرض السرقة» أي الكليبتومانيا، حيث يكون المسبّب الإضطراب النفسيّ والمحرّك اللذة الآنيّة، والهدف الإثارة والنزوة!
في مجتمعاتنا الشرقيّة، لا تزال هذه الحالة النفسية طيّ الكتمان، خوفاً من «الفضيحة» وتفادياً لردّات الفعل غير المستحبّة، كوننا نميل إلى تصنيف الناس ووضعهم في خانة «السارقين»، أي المخلّين بالأنظمة والقوانين. ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ مرض السرقة لا يزول من تلقاء نفسه، فهو وليد إضطرابات متداخلة ويحتاج بالتالي إلى علاج ومتابعة.
مرض السرقة أو الكليبتومانيا هو عدم القدرة على التوقّف عن السرقة، لكسب منافع غير شرعيّة، بغية الحصول على الإثارة الفوريّة واللذة الآنيّة. يتغذّى هذا الإضطراب النفسيّ من النزوة الجامحة بالقيام بشيء «خطر» ومثير، وهو لا يهدف إلى الربح الماديّ ولا ينبع من عوز أو حاجة. لذلك، لا يمكن القول إن الشخص المريض هو سارق، وإنما يعاني من حالة نفسيّة إضطرابيّة، تتمثّل بعدم القدرة على مراقبة النزوات والسيطرة على الرغبات الجامحة Impulse control Disorder. هذا الهوس بالسرقة شبيه إلى حدّ ما بحالات الإدمان او المقامرة أو الشراهة في الأكل، بحيث يرتفع مستوى الأدرينالين في الجسم إثر القيام بالعمل، ليشعر المرء بحالة من اللذة الفوريّة والنشوة العارمة.
يتحدّث الدكتور دوري هاشم، الطبيب الاختصاصيّ في الأمراض النفسيّة والعقليّة، عن مرض الكليبتومانيا، عارضاً لأبرز التفسيرات المحيطة به، وموضّحاً طرق العلاج. كما تتطرّق ريما هادي، حائزة شهادة ماجستير في علم النفس من الجامعة الأميركية في بيروت، إلى الحالات التي تعايَن والأسباب الكامنة خلف هذه التصرّفات.
مرض السرقة
يقول هاشم «إنّ ال Kleptomania هي حالة نفسية إضطرابيّة مرضيّة، تتجلّى بسرقة أغراض تحت تأثير الإندفاع والغريزة الداخليّة للإنسان. هي ببساطة نابعة من تشعّب إضطرابات مختلفة، كإضطرابات الأكل وإدمان المخدرات والهوس الجنسيّ والوسواس المرضي... لتتكوّن شخصيّة المريض بحيث لا يستطيع الإمتناع عن القيام بعمل كهذا».
يتابع الدكتور هاشم: «تجدر الإشارة إلى أنّ السرقة المرضيّة لا تتعلّق مطلقاً بالربح الماديّ أو بالقيمة الغالية للغرض المسروق، وإنما تنمّ عن توليد المتعة السريعة واللذة الآنية لإشباع نزوة دفينة بالحصول على شيء ما من دون معرفة الآخرين». وغالباً ما تنتشر هذه الظاهرة بسرقة أغراض ذات قيمة عاطفيّة أكثر منها ماديّة. وفي الكثير من الأحيان، لا يستعمل الشخص ما سرقه، وقد يردّه أحياناً - كما سرقه- من دون أن يقول لأحد!
سرقات مختلفة
يشدّد هاشم على أنّ «الكليبتومانيا مختلفة تماماً عن السرقة العادية، إذ تعود أسبابها إلى الإضطرابات العاطفيّة وغالباً ما ترجع إلى الطفولة. فيعمد المرء إلى التعويض عمّا حُرم منه عاطفياً أو إجتماعياً، إشباعاً لنزوة وبسبب عدم القدرة على ضبط الإندفاع والتصرّف دونما تفكير مسبق. بينما السرقة العادية تكون قد خضعت لتخطيط مسبق ويكون هدفها الربح الماديّ الفوريّ غير المشروع».
وفي المقابل تقول هادي: «لا يزال مسبّب هوس السرقة غير معروف حتى الآن. هناك العديد من النظريات التي تشير إلى أن التغيرات في الدماغ قد تكون من مسبّبات هذا الهوس. كما قد يكون ذلك مرتبطاً بإنخفاض مستويات مادة كيميائية في الدماغ هي السيروتونين (ناقل عصبي) التي تساعد على تنظيم المزاج والعواطف. فإنخفاض السيروتونين يجعل الشخص عُرضة لسلوكيات متهورة. وقد يكون هوس السرقة ذا صلة بإضطرابات الإدمان، ويمكن أن يتسبب إفراز الدوبامين - ناقل عصبي آخر- بذلك، كونه يولّد المشاعر الممتعة».
شخصيّة السارق
يقول هاشم: «أجمعت التفسيرات على أنّ الدافع إلى السرقة قد يكون تهدئة توتّر وقلق يشعر بهما المرء، فيعمد إلى إنتشال غرض بسيط ليشعر بالراحة بعد إنجاز الأمر. ومن الصعب جداً معرفة أنّ الشخص مصاب بهذه الحالة النفسيّة، إذ يظهر متّزناً نفسياً وتغيب عنه حالات الهذيان». إلاّ أنه في بعض الأحيان، قد تظهر بعض علامات الإضطراب عليه، كأن يعاني من حالة نفسيّة معيّنة، أو يجد صعوبة في لجم تصرّفاته والسيطرة على سلوكه وعواطفه. كما قد يترافق الأمر مع حالة إنهيار بعد فترة من الوقت.
يضيف: «يرجّح علماء النفس أن يكون هذا الهوس بالسرقة مرتبطاً بحالات نفسية أخرى تطال الإنسان مثل الإكتئاب أو الإدمان وغيرها. وبالإمكان مرادفة هذا الشعور الجامح بالرغبة مع عدم الإكتفاء والرضى العاطفي. فيحاول الشخص إيجاد مخرج للتوتّر».
يتابع: «من الممكن أن يكون الكليبتومان قد تعرّض في حياته لمشاكل حرمان أو هجر أو بُعد عاطفي وعائلي في صغره، فتنطبع هذه الأمور في شخصيّته وتكون السرقة مجرّد واجهة لأشياء مكبوتة، ليحاول المريض إيجاد منفذ لقلقه ومتنفّس لتوتره وعلاقاته المتزعزعة».
«مشتبه بهم»
يشير الدكتور هاشم إلى أنّ «المشتبه بهم الأكثر إنتشاراً في حالات مرض السرقة هنّ النساء في العقد الثالث وما فوق، لسبب لا يزال مجهولاً. كما تكون حالتهنّ المادّيّة جيّدة، لأنّ هدف السرقة ليس المادة أو المال. كما من الملاحظ إزدياد هذه الحالة بين النساء الحوامل».
من الصعب جداً أن يعترف هؤلاء بهفوة إرتكبوها، لأنّ الإنسان بطبعه يحاول التملّص من التهم مدّعياً البراءة. وفي حالات الكليبتومانيا، من الصعب إكتشاف الأشخاص الذين يعمدون إلى سرقة أشياء تافهة قد لا نلاحظها. وقد يستمرّ الأمر سنوات طويلة ريثما يتمّ القبض عليهم متلبّسين.
يمكن تمييز هوس السرقة بعد إكتشافه، إذ يتكرّر ولا ينتهي من دون تدخّل وعلاج نفسيين، لأنّ الرغبة تظلّ موجودة والقدرة على السيطرة تكون غير موجودة.
علاج نفسيّ
يلفت هاشم إلى أنّ «الخطوة الأولى تبدأ بإعتراف الشخص بوجود مشكلة كي يتمّ العمل على حلّها. لكن للأسف، يبقى أنّ نسبة الأشخاص الذين يُقدمون على العلاج من تلقاء نفسهم لهذه المشكلة، ضئيلة جداً».
ويوضح أن «العلاج يتضمّن أدوية خاصة منظّمة للمزاج ورادعة للإدمان ومضادة للإكتئاب، إضافة إلى جلسات علاجيّة ليتمكّن المعالج من إكتشاف سير العلاقات الإجتماعيّة والتعامل مع الأهل، ليساعد المريض على فهم السبب وتخطّيه. كما تلعب العائلة والمحيط دوراً إيجابياً مسانداً.»
قد يتعرّض المرء لإنتكاسات بعض العلاج، لكنها لا تدوم وهي مرحلة إنتقالية عابرة.
وتقول هادي: «لقد استُخدمت مجموعة متنوعة من العلاجات لهذا الاضطراب، ولكن ليس من الواضح ما هو الأفضل. يمكن اللجوء إلى المشورة أو العلاج ضمن مجموعة أو فردياً. وقد ثبُتت فعالية هذه التقنيات. وقد يشمل العلاج أيضاً العلاج السلوكي، والعلاج النفسي التقليدي، والعلاج السلوكي المعرفي، والعلاج الأسري».
تربية وقائيّة
لا بدّ من التربية السليمة التي تضمن للطفل فسحة من الحرية مع وجوب التقيّد بالقوانين والأنظمة. إذ يجب مراقبته ولكن ليس السيطرة عليه، ليكوّن شخصيّة مستقلّة ومنفتحة إجتماعياً. ويجب متابعة التربية الوقائية بشكل طبيعيّ وتعليم الطفل الصواب والخطأ، ليميّز ما بينهما، إضافة إلى الإعتدال في العاطفة وتلبية الطلبات. فلا يجوز القسوة والحرمان من اللعب والحنان. وفي المقابل، من الممنوع التمادي في الإهتمام بالطفل وتلبية كلّ طلباته وعدم رفض أيّ أمر وتمكينه من الحصول على كلّ ما يريده.
أمّا الألعاب الرياضيّة والنشاطات الإجتماعية، فمفيدة جداً لتفريغ النشاط الزائد والمشاركة مع الغير وتعلّم مبدأ الربح والخسارة. يجب تحفيز الطفل على سياسة الصراحة والإنفتاح مع أهله، ليعبّر عمّا يشعر به، كي لا تتراكم الإضطرابات في سنّ لاحقة. والوقاية خير من العلاج!
ما يشعر به مدمن السرقة:
شعور بنزوة قوية لسرقة أغراض لا يحتاج إليها.
شعور بزيادة التوتر قبيل السرقة.
شعور بالمتعة أو بالإشباع أثناء السرقة.
شعور بالذنب أو بالخجل بعد السرقة.
ريما هادي, دوري هاشم
27 يناير 2014
في مجتمعاتنا الشرقيّة، لا تزال هذه الحالة النفسية طيّ الكتمان، خوفاً من «الفضيحة» وتفادياً لردّات الفعل غير المستحبّة، كوننا نميل إلى تصنيف الناس ووضعهم في خانة «السارقين»، أي المخلّين بالأنظمة والقوانين. ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ مرض السرقة لا يزول من تلقاء نفسه، فهو وليد إضطرابات متداخلة ويحتاج بالتالي إلى علاج ومتابعة.
مرض السرقة أو الكليبتومانيا هو عدم القدرة على التوقّف عن السرقة، لكسب منافع غير شرعيّة، بغية الحصول على الإثارة الفوريّة واللذة الآنيّة. يتغذّى هذا الإضطراب النفسيّ من النزوة الجامحة بالقيام بشيء «خطر» ومثير، وهو لا يهدف إلى الربح الماديّ ولا ينبع من عوز أو حاجة. لذلك، لا يمكن القول إن الشخص المريض هو سارق، وإنما يعاني من حالة نفسيّة إضطرابيّة، تتمثّل بعدم القدرة على مراقبة النزوات والسيطرة على الرغبات الجامحة Impulse control Disorder. هذا الهوس بالسرقة شبيه إلى حدّ ما بحالات الإدمان او المقامرة أو الشراهة في الأكل، بحيث يرتفع مستوى الأدرينالين في الجسم إثر القيام بالعمل، ليشعر المرء بحالة من اللذة الفوريّة والنشوة العارمة.
يتحدّث الدكتور دوري هاشم، الطبيب الاختصاصيّ في الأمراض النفسيّة والعقليّة، عن مرض الكليبتومانيا، عارضاً لأبرز التفسيرات المحيطة به، وموضّحاً طرق العلاج. كما تتطرّق ريما هادي، حائزة شهادة ماجستير في علم النفس من الجامعة الأميركية في بيروت، إلى الحالات التي تعايَن والأسباب الكامنة خلف هذه التصرّفات.
مرض السرقة
يقول هاشم «إنّ ال Kleptomania هي حالة نفسية إضطرابيّة مرضيّة، تتجلّى بسرقة أغراض تحت تأثير الإندفاع والغريزة الداخليّة للإنسان. هي ببساطة نابعة من تشعّب إضطرابات مختلفة، كإضطرابات الأكل وإدمان المخدرات والهوس الجنسيّ والوسواس المرضي... لتتكوّن شخصيّة المريض بحيث لا يستطيع الإمتناع عن القيام بعمل كهذا».
يتابع الدكتور هاشم: «تجدر الإشارة إلى أنّ السرقة المرضيّة لا تتعلّق مطلقاً بالربح الماديّ أو بالقيمة الغالية للغرض المسروق، وإنما تنمّ عن توليد المتعة السريعة واللذة الآنية لإشباع نزوة دفينة بالحصول على شيء ما من دون معرفة الآخرين». وغالباً ما تنتشر هذه الظاهرة بسرقة أغراض ذات قيمة عاطفيّة أكثر منها ماديّة. وفي الكثير من الأحيان، لا يستعمل الشخص ما سرقه، وقد يردّه أحياناً - كما سرقه- من دون أن يقول لأحد!
سرقات مختلفة
يشدّد هاشم على أنّ «الكليبتومانيا مختلفة تماماً عن السرقة العادية، إذ تعود أسبابها إلى الإضطرابات العاطفيّة وغالباً ما ترجع إلى الطفولة. فيعمد المرء إلى التعويض عمّا حُرم منه عاطفياً أو إجتماعياً، إشباعاً لنزوة وبسبب عدم القدرة على ضبط الإندفاع والتصرّف دونما تفكير مسبق. بينما السرقة العادية تكون قد خضعت لتخطيط مسبق ويكون هدفها الربح الماديّ الفوريّ غير المشروع».
وفي المقابل تقول هادي: «لا يزال مسبّب هوس السرقة غير معروف حتى الآن. هناك العديد من النظريات التي تشير إلى أن التغيرات في الدماغ قد تكون من مسبّبات هذا الهوس. كما قد يكون ذلك مرتبطاً بإنخفاض مستويات مادة كيميائية في الدماغ هي السيروتونين (ناقل عصبي) التي تساعد على تنظيم المزاج والعواطف. فإنخفاض السيروتونين يجعل الشخص عُرضة لسلوكيات متهورة. وقد يكون هوس السرقة ذا صلة بإضطرابات الإدمان، ويمكن أن يتسبب إفراز الدوبامين - ناقل عصبي آخر- بذلك، كونه يولّد المشاعر الممتعة».
شخصيّة السارق
يقول هاشم: «أجمعت التفسيرات على أنّ الدافع إلى السرقة قد يكون تهدئة توتّر وقلق يشعر بهما المرء، فيعمد إلى إنتشال غرض بسيط ليشعر بالراحة بعد إنجاز الأمر. ومن الصعب جداً معرفة أنّ الشخص مصاب بهذه الحالة النفسيّة، إذ يظهر متّزناً نفسياً وتغيب عنه حالات الهذيان». إلاّ أنه في بعض الأحيان، قد تظهر بعض علامات الإضطراب عليه، كأن يعاني من حالة نفسيّة معيّنة، أو يجد صعوبة في لجم تصرّفاته والسيطرة على سلوكه وعواطفه. كما قد يترافق الأمر مع حالة إنهيار بعد فترة من الوقت.
يضيف: «يرجّح علماء النفس أن يكون هذا الهوس بالسرقة مرتبطاً بحالات نفسية أخرى تطال الإنسان مثل الإكتئاب أو الإدمان وغيرها. وبالإمكان مرادفة هذا الشعور الجامح بالرغبة مع عدم الإكتفاء والرضى العاطفي. فيحاول الشخص إيجاد مخرج للتوتّر».
يتابع: «من الممكن أن يكون الكليبتومان قد تعرّض في حياته لمشاكل حرمان أو هجر أو بُعد عاطفي وعائلي في صغره، فتنطبع هذه الأمور في شخصيّته وتكون السرقة مجرّد واجهة لأشياء مكبوتة، ليحاول المريض إيجاد منفذ لقلقه ومتنفّس لتوتره وعلاقاته المتزعزعة».
«مشتبه بهم»
يشير الدكتور هاشم إلى أنّ «المشتبه بهم الأكثر إنتشاراً في حالات مرض السرقة هنّ النساء في العقد الثالث وما فوق، لسبب لا يزال مجهولاً. كما تكون حالتهنّ المادّيّة جيّدة، لأنّ هدف السرقة ليس المادة أو المال. كما من الملاحظ إزدياد هذه الحالة بين النساء الحوامل».
من الصعب جداً أن يعترف هؤلاء بهفوة إرتكبوها، لأنّ الإنسان بطبعه يحاول التملّص من التهم مدّعياً البراءة. وفي حالات الكليبتومانيا، من الصعب إكتشاف الأشخاص الذين يعمدون إلى سرقة أشياء تافهة قد لا نلاحظها. وقد يستمرّ الأمر سنوات طويلة ريثما يتمّ القبض عليهم متلبّسين.
يمكن تمييز هوس السرقة بعد إكتشافه، إذ يتكرّر ولا ينتهي من دون تدخّل وعلاج نفسيين، لأنّ الرغبة تظلّ موجودة والقدرة على السيطرة تكون غير موجودة.
علاج نفسيّ
يلفت هاشم إلى أنّ «الخطوة الأولى تبدأ بإعتراف الشخص بوجود مشكلة كي يتمّ العمل على حلّها. لكن للأسف، يبقى أنّ نسبة الأشخاص الذين يُقدمون على العلاج من تلقاء نفسهم لهذه المشكلة، ضئيلة جداً».
ويوضح أن «العلاج يتضمّن أدوية خاصة منظّمة للمزاج ورادعة للإدمان ومضادة للإكتئاب، إضافة إلى جلسات علاجيّة ليتمكّن المعالج من إكتشاف سير العلاقات الإجتماعيّة والتعامل مع الأهل، ليساعد المريض على فهم السبب وتخطّيه. كما تلعب العائلة والمحيط دوراً إيجابياً مسانداً.»
قد يتعرّض المرء لإنتكاسات بعض العلاج، لكنها لا تدوم وهي مرحلة إنتقالية عابرة.
وتقول هادي: «لقد استُخدمت مجموعة متنوعة من العلاجات لهذا الاضطراب، ولكن ليس من الواضح ما هو الأفضل. يمكن اللجوء إلى المشورة أو العلاج ضمن مجموعة أو فردياً. وقد ثبُتت فعالية هذه التقنيات. وقد يشمل العلاج أيضاً العلاج السلوكي، والعلاج النفسي التقليدي، والعلاج السلوكي المعرفي، والعلاج الأسري».
تربية وقائيّة
لا بدّ من التربية السليمة التي تضمن للطفل فسحة من الحرية مع وجوب التقيّد بالقوانين والأنظمة. إذ يجب مراقبته ولكن ليس السيطرة عليه، ليكوّن شخصيّة مستقلّة ومنفتحة إجتماعياً. ويجب متابعة التربية الوقائية بشكل طبيعيّ وتعليم الطفل الصواب والخطأ، ليميّز ما بينهما، إضافة إلى الإعتدال في العاطفة وتلبية الطلبات. فلا يجوز القسوة والحرمان من اللعب والحنان. وفي المقابل، من الممنوع التمادي في الإهتمام بالطفل وتلبية كلّ طلباته وعدم رفض أيّ أمر وتمكينه من الحصول على كلّ ما يريده.
أمّا الألعاب الرياضيّة والنشاطات الإجتماعية، فمفيدة جداً لتفريغ النشاط الزائد والمشاركة مع الغير وتعلّم مبدأ الربح والخسارة. يجب تحفيز الطفل على سياسة الصراحة والإنفتاح مع أهله، ليعبّر عمّا يشعر به، كي لا تتراكم الإضطرابات في سنّ لاحقة. والوقاية خير من العلاج!
ما يشعر به مدمن السرقة:
شعور بنزوة قوية لسرقة أغراض لا يحتاج إليها.
شعور بزيادة التوتر قبيل السرقة.
شعور بالمتعة أو بالإشباع أثناء السرقة.
شعور بالذنب أو بالخجل بعد السرقة.
ريما هادي, دوري هاشم
27 يناير 2014