أشرف البولاقي - في محبة عبدالجواد خفاجي

قل ما شئت في جماليات السرد عند عبد الجواد خفاجي.
وقِف أمام روايته "بغل المجلّي" معجبًا ومشيدًا.
وتَحدّث كيفما يحلو لك الحديث عن روايتيه "سيرة العريان"، و "أرض الخرابة".
والتقِط ما شئت من قصصه القصيرة التي كان ينشرها هنا وهناك بصفتها دالة وكاشفة على ما كان يتمتع به من قدرات سردية مدهشة.
لكن ستظل هناك قصة واحدة هي النموذج والمثال، هي التي يُظَن أنها مفتاح السرد عنده.
نعم هي طويلة بعض الشيء، إذا قيست بالقصصص القصيرة الشائعة الآن، لكنها تشبه من حيث طولها تلك القصص التي كتبها يوسف إدريس، ومستجاب، والغيطاني، وغيرهم.
القصة بعنوان "انفلاق البربرع"، فيها من المتعة والتشويق ما فيها، وفيها من جمال السرد وتقنياته ما فيها، وفيها من الإحالات والإشارات ما يهتف القارئ أمامَه (الله) عاليةً مدوية!
ولهذه القصة قصة، تبدأ بأن خفاجي لم ينشر في حياته غير مجموعةٍ قصصيةٍ واحدة، هي تلك التي صدرت بعنوان "تأريخ لسيرة ما- نصوص من كتاب البربرع- حلقة قصصية"، وذلك في مارس 2000 عن مطبوعات حتحور "نشر إقليمي" بفرع ثقافة قنا.
والحق أنها مجموعة قصصية غريبة على مستوى التشكيل والبناء، لكن هذه الغرابة حَملت دهشةً بسبب مستويات السرد وتحوّلاته داخل المجموعة التي تضمنت عدة عناوين،
ورغم أنها، كما أشار مؤلفها، "حلقة قصصية" مترابطة ومتصلة، إلا أن عنوان "انفلاق البربرع" ومادته السردية، شَكّلا قصةً قصيرة مستقلة، مما أغرى خفاجي أن يضعها في مجموعته القصصية الثانية "سيارةٌ فارغة وراكبٌ وحيد"، والتي تصدر خلال أيام.
نعم... انفلاق البربرع
هذا اسمها.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى