إذا حاولنا أن ننظر بحيادية إلى المشهد الثقافي السكندري، وهو بلا ريب جزء من المشهد العربي الراهن،
فلا شك أننا سنواجه بمجموعة من السلبيات والتحديات الكبرى.
وللحق فإنه رغم وجود العديد من الأعمال الابداعية ذات القيمة العالية، لكتاب محترمين، إلا أن الغث في مجمله يفوق الإبداع الحقيقي القائم على قيم إنسانية وابداعية أصيلة.
علينا أن نتذكر قامات سكندرية كبيرة قد رحلت مؤخرا دون أن تأخذ حقها في الوسط الثقافي المصري والعربي مثل :
الكاتب الكبير سعيد بكر، وأحمد حميدة، وعبدالفتاح مرسي، والمسرحي أنور جعفر،والقدير محمد الجمل، والقاص العبقري خالد السروجي، والعديد من الأسماء الكبيرة التي لا يتسع المجال لسردها.
هذا بخلاف الراحلين من الشعراء الكبار مثل الشاعر الكبير أحمد مبارك
، ولا يمكننا أن ننسي الناقد الكبير عبدالله هاشم وما خلفه أثر رحيله من فراغ كبير في الوسط الثقافي،
والقائمة طويلة وكبيرة ممن خسرتهم الثقافة السكندرية والعربية، وقد رحلوا ونحن في الحقيقة لم نستغل وجودهم حق الاستغلال...
فهل أن لنا أن ننتبه للجواهر النادرة التي لازالت بيننا قبل أن نفقدها، وهي على قلتها تعاني أشد المعاناة؟!
كتاب ومفكرين عالميين على سبيل المثال وليس الحصر :
مصطفى نصر، إبراهيم عبدالمجيد، سعيد سالم، محمد محمود الفخراني، جابر بسيوني، سمير حكيم، منير عتيبة، محمد عطية، محمد عباس
... إلخ
وقد نواجه بحالة شبه عامة لابد أن نعترف بها، ألا وهي ابتعاد معظم الشباب عن الثقافة، وانخفاض عدد قراء الكتب بصورة كبيرة.
مما يؤكد على تراجع دور المثقفين وانخفاض مدى تأثيرهم في شتى مناحي الحياة.
.
لا شك أن الوضع الراهن مختلف تماما عن القرن المنصرم، من حيث النشاط الإبداعي والوعي التنويري القائم على تعلية القيم الجمالية.
ونحن كمبدعين وضعنا في ضرورة حتمية للدفع بالعقل والوجدان العربي إلى النهوض وإعادة الوهج والألق لمسيرتنا الثقافية، بعيدا عن اللهاث خلف المادة ومغريات العولمة، وتلك المظاهر الزائفة التي شملت كل مناحي حياتنا.
كما أن مهمة هذا الجيل من المبدعين أضحت أكثر صعوبة، إلا أننا مطالبون بصناعة لغة ومنهج يقرب القارئ ويجذبه إليه بشتى الوسائل الممكنة، بعيدا عن كتابات الانكفاء على الذات.
المهمة باتت فعلا صعبة وسط مغريات الحياة وكذلك ضغوطها المضنية، وليس المقصود بذلك التسطيح أو مسايرة الموجة، بل المزيد من الاقتراب من الشخص العادي وإعادته إلى الحظيرة الثقافية.
الشكل يجب أن يكون جذابا والموضوع حيويا يلامس الأعماق النفسية، ويرتبط بواقعنا الحقيقي بدون أي زيف أو مجاملة، والفن عموما لا يهتم فقط بالمضمون، بل يكون الشكل في كثير من الأحيان أحد أسباب النجاح والوصول إلى المضمون الذي هو بالضرورة يحمل قيمة إنسانية وجمالية وفكرية
لتعكس وبصدق هموم وقضايا مجتمعاتنا العربية.
قد نحتاج إلى المزيد من الفعاليات الثقافية، التي تشعل الحماس في نفوس الأجيال الجديدة، وتمنحهم الثقة في ثقافتهم، وتاريخهم، وهويتهم العربية الأصيلة.
كما أنه لابد من الربط والتواصل بين اتحادات الكتاب العربية، وروابط الأدباء التي باتت مثل الجزر المنعزلة، عن بعضها البعض.
ولدينا العديد من المواقع الثقافية العربية المميزة ،في العديد من الدول العربية مثل المغرب، والسعودية والسودان،و اليمن، والأردن ، على الشبكة العنكبوتية
فليس من سبيل لمواجهة ثقافة الانبطاح وانعدام الهوية المشربة بالاستسلام والهزيمة إلا بالمزيد من الحوارات الثقافية، والفكرية والسياسية الجادة التي تواجه المشهد العربي كله وليس السكندري فقط.
لابد من التركيز على ترجمة الأعمال السكندرية الأصيلة للغات الأجنبية، والاهتمام بتحويلها إلى أعمال دراميةتحمل القيمة والطابع السكندري المميز
فهذه المدينة الكوزموبوليتان تمتلئ بالكنوز الفكرية والعقلية والثقافية،
حيث تمتزج فيها العديد من الحضارات في تميز عبقري تاريخي ، وكذلك جغرافي بما لها من موقع فريد باطلالتها المميزة على البحر المتوسط في قلب ثلاث قارات،
ولا شك أن الجهود الفردية لها دور ولكن الجهود الجماعية، والرسمية، يمكن أن تضمن لها استمراية أكبر، كما أن تضافر الجميع واعترافه بأهمية القوي الناعمة ومعادلة ذلك بتوفير المال الذي يضمن الحياة الكريمة لأي شخصية معنوية أو حقيقية، هو السبيل الحقيقي للوصول إلى المكانة الحقة التي يستحقها الإبداع والفن السكندري
فلا بد من تدخل الجهات الرسمية ، وكذلك أصحاب رؤوس المال ورعايتهم
لعدة جهات...
كيان منظم يتم تكوينه من نخبة يكون دورها. ترجمة الأعمال السكندرية القيمة وما أكثرها
وكذلك كيان آخر يهتم بتحويل ما يصلح إلى دراما تلفزيونية و إذاعية، أو سينيمائية.،
وتوفير البيئة الصالحةللكوادر التدريبية التي تقدم لنا أجيالا جديدة من المبدعين الحقيقين الذين هم للأسف الشديد، في طريقهم للانقراض.
إذا حاولنا أن ننظر بحيادية إلى المشهد الثقافي السكندري، وهو بلا ريب جزء من المشهد العربي الراهن،
فلا شك أننا سنواجه بمجموعة من السلبيات والتحديات الكبرى.
وللحق فإنه رغم وجود العديد من الأعمال الابداعية ذات القيمة العالية، لكتاب محترمين، إلا أن الغث في مجمله يفوق الإبداع الحقيقي القائم على قيم إنسانية وابداعية أصيلة.
علينا أن نتذكر قامات سكندرية كبيرة قد رحلت مؤخرا دون أن تأخذ حقها في الوسط الثقافي المصري والعربي مثل :
الكاتب الكبير سعيد بكر، وأحمد حميدة، وعبدالفتاح مرسي، والمسرحي أنور جعفر،والقدير محمد الجمل، والقاص العبقري خالد السروجي، والعديد من الأسماء الكبيرة التي لا يتسع المجال لسردها.
هذا بخلاف الراحلين من الشعراء الكبار مثل الشاعر الكبير أحمد مبارك
، ولا يمكننا أن ننسي الناقد الكبير عبدالله هاشم وما خلفه أثر رحيله من فراغ كبير في الوسط الثقافي،
والقائمة طويلة وكبيرة ممن خسرتهم الثقافة السكندرية والعربية، وقد رحلوا ونحن في الحقيقة لم نستغل وجودهم حق الاستغلال...
فهل أن لنا أن ننتبه للجواهر النادرة التي لازالت بيننا قبل أن نفقدها، وهي على قلتها تعاني أشد المعاناة؟!
كتاب ومفكرين عالميين على سبيل المثال وليس الحصر :
مصطفى نصر، إبراهيم عبدالمجيد، سعيد سالم، محمد محمود الفخراني، جابر بسيوني، سمير حكيم، منير عتيبة، محمد عطية، محمد عباس
... إلخ
وقد نواجه بحالة شبه عامة لابد أن نعترف بها، ألا وهي ابتعاد معظم الشباب عن الثقافة، وانخفاض عدد قراء الكتب بصورة كبيرة.
مما يؤكد على تراجع دور المثقفين وانخفاض مدى تأثيرهم في شتى مناحي الحياة.
.
لا شك أن الوضع الراهن مختلف تماما عن القرن المنصرم، من حيث النشاط الإبداعي والوعي التنويري القائم على تعلية القيم الجمالية.
ونحن كمبدعين وضعنا في ضرورة حتمية للدفع بالعقل والوجدان العربي إلى النهوض وإعادة الوهج والألق لمسيرتنا الثقافية، بعيدا عن اللهاث خلف المادة ومغريات العولمة، وتلك المظاهر الزائفة التي شملت كل مناحي حياتنا.
كما أن مهمة هذا الجيل من المبدعين أضحت أكثر صعوبة، إلا أننا مطالبون بصناعة لغة ومنهج يقرب القارئ ويجذبه إليه بشتى الوسائل الممكنة، بعيدا عن كتابات الانكفاء على الذات.
المهمة باتت فعلا صعبة وسط مغريات الحياة وكذلك ضغوطها المضنية، وليس المقصود بذلك التسطيح أو مسايرة الموجة، بل المزيد من الاقتراب من الشخص العادي وإعادته إلى الحظيرة الثقافية.
الشكل يجب أن يكون جذابا والموضوع حيويا يلامس الأعماق النفسية، ويرتبط بواقعنا الحقيقي بدون أي زيف أو مجاملة، والفن عموما لا يهتم فقط بالمضمون، بل يكون الشكل في كثير من الأحيان أحد أسباب النجاح والوصول إلى المضمون الذي هو بالضرورة يحمل قيمة إنسانية وجمالية وفكرية
لتعكس وبصدق هموم وقضايا مجتمعاتنا العربية.
قد نحتاج إلى المزيد من الفعاليات الثقافية، التي تشعل الحماس في نفوس الأجيال الجديدة، وتمنحهم الثقة في ثقافتهم، وتاريخهم، وهويتهم العربية الأصيلة.
كما أنه لابد من الربط والتواصل بين اتحادات الكتاب العربية، وروابط الأدباء التي باتت مثل الجزر المنعزلة، عن بعضها البعض.
ولدينا العديد من المواقع الثقافية العربية المميزة ،في العديد من الدول العربية مثل المغرب، والسعودية والسودان،و اليمن، والأردن ، على الشبكة العنكبوتية
فليس من سبيل لمواجهة ثقافة الانبطاح وانعدام الهوية المشربة بالاستسلام والهزيمة إلا بالمزيد من الحوارات الثقافية، والفكرية والسياسية الجادة التي تواجه المشهد العربي كله وليس السكندري فقط.
لابد من التركيز على ترجمة الأعمال السكندرية الأصيلة للغات الأجنبية، والاهتمام بتحويلها إلى أعمال دراميةتحمل القيمة والطابع السكندري المميز
فهذه المدينة الكوزموبوليتان تمتلئ بالكنوز الفكرية والعقلية والثقافية،
حيث تمتزج فيها العديد من الحضارات في تميز عبقري تاريخي ، وكذلك جغرافي بما لها من موقع فريد باطلالتها المميزة على البحر المتوسط في قلب ثلاث قارات،
ولا شك أن الجهود الفردية لها دور ولكن الجهود الجماعية، والرسمية، يمكن أن تضمن لها استمراية أكبر، كما أن تضافر الجميع واعترافه بأهمية القوي الناعمة ومعادلة ذلك بتوفير المال الذي يضمن الحياة الكريمة لأي شخصية معنوية أو حقيقية، هو السبيل الحقيقي للوصول إلى المكانة الحقة التي يستحقها الإبداع والفن السكندري
فلا بد من تدخل الجهات الرسمية ، وكذلك أصحاب رؤوس المال ورعايتهم
لعدة جهات...
كيان منظم يتم تكوينه من نخبة يكون دورها. ترجمة الأعمال السكندرية القيمة وما أكثرها
وكذلك كيان آخر يهتم بتحويل ما يصلح إلى دراما تلفزيونية و إذاعية، أو سينيمائية.،
وتوفير البيئة الصالحةللكوادر التدريبية التي تقدم لنا أجيالا جديدة من المبدعين الحقيقين الذين هم للأسف الشديد، في طريقهم للانقراض.
فلا شك أننا سنواجه بمجموعة من السلبيات والتحديات الكبرى.
وللحق فإنه رغم وجود العديد من الأعمال الابداعية ذات القيمة العالية، لكتاب محترمين، إلا أن الغث في مجمله يفوق الإبداع الحقيقي القائم على قيم إنسانية وابداعية أصيلة.
علينا أن نتذكر قامات سكندرية كبيرة قد رحلت مؤخرا دون أن تأخذ حقها في الوسط الثقافي المصري والعربي مثل :
الكاتب الكبير سعيد بكر، وأحمد حميدة، وعبدالفتاح مرسي، والمسرحي أنور جعفر،والقدير محمد الجمل، والقاص العبقري خالد السروجي، والعديد من الأسماء الكبيرة التي لا يتسع المجال لسردها.
هذا بخلاف الراحلين من الشعراء الكبار مثل الشاعر الكبير أحمد مبارك
، ولا يمكننا أن ننسي الناقد الكبير عبدالله هاشم وما خلفه أثر رحيله من فراغ كبير في الوسط الثقافي،
والقائمة طويلة وكبيرة ممن خسرتهم الثقافة السكندرية والعربية، وقد رحلوا ونحن في الحقيقة لم نستغل وجودهم حق الاستغلال...
فهل أن لنا أن ننتبه للجواهر النادرة التي لازالت بيننا قبل أن نفقدها، وهي على قلتها تعاني أشد المعاناة؟!
كتاب ومفكرين عالميين على سبيل المثال وليس الحصر :
مصطفى نصر، إبراهيم عبدالمجيد، سعيد سالم، محمد محمود الفخراني، جابر بسيوني، سمير حكيم، منير عتيبة، محمد عطية، محمد عباس
... إلخ
وقد نواجه بحالة شبه عامة لابد أن نعترف بها، ألا وهي ابتعاد معظم الشباب عن الثقافة، وانخفاض عدد قراء الكتب بصورة كبيرة.
مما يؤكد على تراجع دور المثقفين وانخفاض مدى تأثيرهم في شتى مناحي الحياة.
.
لا شك أن الوضع الراهن مختلف تماما عن القرن المنصرم، من حيث النشاط الإبداعي والوعي التنويري القائم على تعلية القيم الجمالية.
ونحن كمبدعين وضعنا في ضرورة حتمية للدفع بالعقل والوجدان العربي إلى النهوض وإعادة الوهج والألق لمسيرتنا الثقافية، بعيدا عن اللهاث خلف المادة ومغريات العولمة، وتلك المظاهر الزائفة التي شملت كل مناحي حياتنا.
كما أن مهمة هذا الجيل من المبدعين أضحت أكثر صعوبة، إلا أننا مطالبون بصناعة لغة ومنهج يقرب القارئ ويجذبه إليه بشتى الوسائل الممكنة، بعيدا عن كتابات الانكفاء على الذات.
المهمة باتت فعلا صعبة وسط مغريات الحياة وكذلك ضغوطها المضنية، وليس المقصود بذلك التسطيح أو مسايرة الموجة، بل المزيد من الاقتراب من الشخص العادي وإعادته إلى الحظيرة الثقافية.
الشكل يجب أن يكون جذابا والموضوع حيويا يلامس الأعماق النفسية، ويرتبط بواقعنا الحقيقي بدون أي زيف أو مجاملة، والفن عموما لا يهتم فقط بالمضمون، بل يكون الشكل في كثير من الأحيان أحد أسباب النجاح والوصول إلى المضمون الذي هو بالضرورة يحمل قيمة إنسانية وجمالية وفكرية
لتعكس وبصدق هموم وقضايا مجتمعاتنا العربية.
قد نحتاج إلى المزيد من الفعاليات الثقافية، التي تشعل الحماس في نفوس الأجيال الجديدة، وتمنحهم الثقة في ثقافتهم، وتاريخهم، وهويتهم العربية الأصيلة.
كما أنه لابد من الربط والتواصل بين اتحادات الكتاب العربية، وروابط الأدباء التي باتت مثل الجزر المنعزلة، عن بعضها البعض.
ولدينا العديد من المواقع الثقافية العربية المميزة ،في العديد من الدول العربية مثل المغرب، والسعودية والسودان،و اليمن، والأردن ، على الشبكة العنكبوتية
فليس من سبيل لمواجهة ثقافة الانبطاح وانعدام الهوية المشربة بالاستسلام والهزيمة إلا بالمزيد من الحوارات الثقافية، والفكرية والسياسية الجادة التي تواجه المشهد العربي كله وليس السكندري فقط.
لابد من التركيز على ترجمة الأعمال السكندرية الأصيلة للغات الأجنبية، والاهتمام بتحويلها إلى أعمال دراميةتحمل القيمة والطابع السكندري المميز
فهذه المدينة الكوزموبوليتان تمتلئ بالكنوز الفكرية والعقلية والثقافية،
حيث تمتزج فيها العديد من الحضارات في تميز عبقري تاريخي ، وكذلك جغرافي بما لها من موقع فريد باطلالتها المميزة على البحر المتوسط في قلب ثلاث قارات،
ولا شك أن الجهود الفردية لها دور ولكن الجهود الجماعية، والرسمية، يمكن أن تضمن لها استمراية أكبر، كما أن تضافر الجميع واعترافه بأهمية القوي الناعمة ومعادلة ذلك بتوفير المال الذي يضمن الحياة الكريمة لأي شخصية معنوية أو حقيقية، هو السبيل الحقيقي للوصول إلى المكانة الحقة التي يستحقها الإبداع والفن السكندري
فلا بد من تدخل الجهات الرسمية ، وكذلك أصحاب رؤوس المال ورعايتهم
لعدة جهات...
كيان منظم يتم تكوينه من نخبة يكون دورها. ترجمة الأعمال السكندرية القيمة وما أكثرها
وكذلك كيان آخر يهتم بتحويل ما يصلح إلى دراما تلفزيونية و إذاعية، أو سينيمائية.،
وتوفير البيئة الصالحةللكوادر التدريبية التي تقدم لنا أجيالا جديدة من المبدعين الحقيقين الذين هم للأسف الشديد، في طريقهم للانقراض.
إذا حاولنا أن ننظر بحيادية إلى المشهد الثقافي السكندري، وهو بلا ريب جزء من المشهد العربي الراهن،
فلا شك أننا سنواجه بمجموعة من السلبيات والتحديات الكبرى.
وللحق فإنه رغم وجود العديد من الأعمال الابداعية ذات القيمة العالية، لكتاب محترمين، إلا أن الغث في مجمله يفوق الإبداع الحقيقي القائم على قيم إنسانية وابداعية أصيلة.
علينا أن نتذكر قامات سكندرية كبيرة قد رحلت مؤخرا دون أن تأخذ حقها في الوسط الثقافي المصري والعربي مثل :
الكاتب الكبير سعيد بكر، وأحمد حميدة، وعبدالفتاح مرسي، والمسرحي أنور جعفر،والقدير محمد الجمل، والقاص العبقري خالد السروجي، والعديد من الأسماء الكبيرة التي لا يتسع المجال لسردها.
هذا بخلاف الراحلين من الشعراء الكبار مثل الشاعر الكبير أحمد مبارك
، ولا يمكننا أن ننسي الناقد الكبير عبدالله هاشم وما خلفه أثر رحيله من فراغ كبير في الوسط الثقافي،
والقائمة طويلة وكبيرة ممن خسرتهم الثقافة السكندرية والعربية، وقد رحلوا ونحن في الحقيقة لم نستغل وجودهم حق الاستغلال...
فهل أن لنا أن ننتبه للجواهر النادرة التي لازالت بيننا قبل أن نفقدها، وهي على قلتها تعاني أشد المعاناة؟!
كتاب ومفكرين عالميين على سبيل المثال وليس الحصر :
مصطفى نصر، إبراهيم عبدالمجيد، سعيد سالم، محمد محمود الفخراني، جابر بسيوني، سمير حكيم، منير عتيبة، محمد عطية، محمد عباس
... إلخ
وقد نواجه بحالة شبه عامة لابد أن نعترف بها، ألا وهي ابتعاد معظم الشباب عن الثقافة، وانخفاض عدد قراء الكتب بصورة كبيرة.
مما يؤكد على تراجع دور المثقفين وانخفاض مدى تأثيرهم في شتى مناحي الحياة.
.
لا شك أن الوضع الراهن مختلف تماما عن القرن المنصرم، من حيث النشاط الإبداعي والوعي التنويري القائم على تعلية القيم الجمالية.
ونحن كمبدعين وضعنا في ضرورة حتمية للدفع بالعقل والوجدان العربي إلى النهوض وإعادة الوهج والألق لمسيرتنا الثقافية، بعيدا عن اللهاث خلف المادة ومغريات العولمة، وتلك المظاهر الزائفة التي شملت كل مناحي حياتنا.
كما أن مهمة هذا الجيل من المبدعين أضحت أكثر صعوبة، إلا أننا مطالبون بصناعة لغة ومنهج يقرب القارئ ويجذبه إليه بشتى الوسائل الممكنة، بعيدا عن كتابات الانكفاء على الذات.
المهمة باتت فعلا صعبة وسط مغريات الحياة وكذلك ضغوطها المضنية، وليس المقصود بذلك التسطيح أو مسايرة الموجة، بل المزيد من الاقتراب من الشخص العادي وإعادته إلى الحظيرة الثقافية.
الشكل يجب أن يكون جذابا والموضوع حيويا يلامس الأعماق النفسية، ويرتبط بواقعنا الحقيقي بدون أي زيف أو مجاملة، والفن عموما لا يهتم فقط بالمضمون، بل يكون الشكل في كثير من الأحيان أحد أسباب النجاح والوصول إلى المضمون الذي هو بالضرورة يحمل قيمة إنسانية وجمالية وفكرية
لتعكس وبصدق هموم وقضايا مجتمعاتنا العربية.
قد نحتاج إلى المزيد من الفعاليات الثقافية، التي تشعل الحماس في نفوس الأجيال الجديدة، وتمنحهم الثقة في ثقافتهم، وتاريخهم، وهويتهم العربية الأصيلة.
كما أنه لابد من الربط والتواصل بين اتحادات الكتاب العربية، وروابط الأدباء التي باتت مثل الجزر المنعزلة، عن بعضها البعض.
ولدينا العديد من المواقع الثقافية العربية المميزة ،في العديد من الدول العربية مثل المغرب، والسعودية والسودان،و اليمن، والأردن ، على الشبكة العنكبوتية
فليس من سبيل لمواجهة ثقافة الانبطاح وانعدام الهوية المشربة بالاستسلام والهزيمة إلا بالمزيد من الحوارات الثقافية، والفكرية والسياسية الجادة التي تواجه المشهد العربي كله وليس السكندري فقط.
لابد من التركيز على ترجمة الأعمال السكندرية الأصيلة للغات الأجنبية، والاهتمام بتحويلها إلى أعمال دراميةتحمل القيمة والطابع السكندري المميز
فهذه المدينة الكوزموبوليتان تمتلئ بالكنوز الفكرية والعقلية والثقافية،
حيث تمتزج فيها العديد من الحضارات في تميز عبقري تاريخي ، وكذلك جغرافي بما لها من موقع فريد باطلالتها المميزة على البحر المتوسط في قلب ثلاث قارات،
ولا شك أن الجهود الفردية لها دور ولكن الجهود الجماعية، والرسمية، يمكن أن تضمن لها استمراية أكبر، كما أن تضافر الجميع واعترافه بأهمية القوي الناعمة ومعادلة ذلك بتوفير المال الذي يضمن الحياة الكريمة لأي شخصية معنوية أو حقيقية، هو السبيل الحقيقي للوصول إلى المكانة الحقة التي يستحقها الإبداع والفن السكندري
فلا بد من تدخل الجهات الرسمية ، وكذلك أصحاب رؤوس المال ورعايتهم
لعدة جهات...
كيان منظم يتم تكوينه من نخبة يكون دورها. ترجمة الأعمال السكندرية القيمة وما أكثرها
وكذلك كيان آخر يهتم بتحويل ما يصلح إلى دراما تلفزيونية و إذاعية، أو سينيمائية.،
وتوفير البيئة الصالحةللكوادر التدريبية التي تقدم لنا أجيالا جديدة من المبدعين الحقيقين الذين هم للأسف الشديد، في طريقهم للانقراض.