فوزية رهكزر - فَتَاة صَغِيرَة بَرِيئَة.. ت: عبدالله نجاح

الفتَاة الصَّغيرة البريئة
لَقد رَسمُوا الحنَّاء على يديْهَا
وقاموا بِظَفر شِعْرهَا بِشَكل جميل
لَقد وَضعُوا اَلكُحل حَوْل عيْنيْهَا
ولوَّنوا حواجبهَا، ووضعوا مَكْيَاجا أَحمَر وأبْيض على دُمْيتِهَا مِثْل وجْههَا.
كمًّا دُمَى الفتيات البائسات الرَّثَّة
تَبدُو الآن تَافِهة.

الفتَاة الصَّغيرة البريئة
هِي لََا ترى نفْسهَا،
أبْهرتْهَا بدْلتهَا المنْسوجة بِخيوط ذَهَبيَّة، اَلغُرفة تَفُوح مِنهَا رَائِحة اَلوُرود القديمة - اَلْماء
والْحليب والْعَرق.
غصَّ فِي صُدورِهنَّ،
تُغْنِي النِّسَاء وترْقصن بِالدُّفوف والطُّبول،
تَبتَسِم الفتَاة الصَّغيرة.

تَعقِد النِّسَاء أزْهارًا بَيْضاء مِن أَجْل نصيب سعيد، وَفِي اَليَد اَلأُخرى مُجوْهرات ذَهَبيَّة مُسْتعْملة،
الجدائل مُبَللَة بِالْعِرْق

الفتَاة الصَّغيرة تَعتَقِد أَنهَا دُميَة
الفتَاة الصَّغيرة بَرِيئَة،
هِي لََا تَعرِف أيَّ شَيْء.
أُمهَا تَنظُر إِليْهَا ، وَهِي تُحْدِق فِي الفرَاغ،
بِعيون غَائِرة تَمتَلِئ بِالْأَلم.
فِي عَالَمِه اَلْخاص، والدهَا يَعُد الأمْوال
والزَّوْج العجوز،
هُو حقًّا سعيد،

الفتَاة الصَّغيرة البريئة
لََا تَعرِف الفرْق بَيْن الحنَّاء والدَّم،
أَعَدوهَا بِشَكل جميل لِلْبكَاء،
هِي لََا تَعرِف ، لََا تَعرِف . . .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى