عبدالله نجاح

خيالٌ أنا، على وجه القمر، ظِلٌ قاتم في الضوء. أنا خَيال صورة على وجه القمر لا ألوانَ فيها أو بَرِيق زاهِي ولكنها واضِحة وبَيِّنة لأنني انا الظُلمة، ظلمةٌ على وجه القمر. ظِلٌ أنا. يَنمو في الضوء، غَيرّ مفهوم كما هَو اليوم، ولكن تراه بسهولة لأنني ظِلٌ في الضوء.
مِثل الورود، يمضي الحُلم المُتوَهج، بعيدًا، سَرِيعًا و بِلَا صَوْت؛ مِثل قطرات النَدَى اللامِعة على العُشب، تَتلاشى تَحتَ أشعة الشمس. مِثل صَوتْ طائر القُنبُر* المُحلق، عَبرَ ضَباب الفجر الذهبي. تَسمعهُ وتنحني أجلالً، تَسمعهُ فقط ثُم يتلاشى. مِثل طائر القُنبُر يُحلق بجِناحه المُتألق، يُجاري...
الكُتب مكوّمة على المقرأ في كل مرةٍ أُشاهدها فكرةٍ تتبادر إلى الذهن لان معظم مؤلفيها لم يعودوا بين الأحياء بعضهم مات من مرض السل بعضهم مات في الثورات بعضهم مات بجنون كُتبهم في أنينها العاطفي هدايا مُرسلة من العالم السفلي أختار واحدً منهم أُقلب صفحاته واحدة تلو الأخرى أصابعي مثل حِجاجٍ مُتصوفون...
واحد وثلاثين. كَما الحَلزون أنا لِسنوات، جارٍ هواجِسِ خَلفي: حصان أحمر، أو سجادةً "ملكية" الأشياء التي خلفتُ، أثري عليها، والتي خَلفتَ أثرها عليَّ، دمِ الذي أُخلفه ورائي، مثل ذَنَب مُتطفِّل، الماكِر جريتيل، عندما أكل ضحيته كُلها. تَرَك دمها يسيلُ. عَلاَمةً، تدلُ على طَريق عودتها إلى المنزل...
الشُعرَ يَنقله صوت اجنحة النوارسِ على البحر الزُمُردِي البَرّاقَ الى نَافذة قَلبي تَطير لَكن السَتائر الفينيسة الخضراء المُعتمة أبدًا لن تُفتحَ مرة أُخرى عَلى حافة مِنديل الجَيب الكلماتَ مُطرَزة سلطعونات تَتسلق حَولَ نهايات ذاكرتي في قارب تَجديف على البحرِ يُلَونَ سَئِم السماء الخَريف اليقظُ...
الخِضار ناضِجةً وجاهِزةً للحَصادِ كانَت والدَتِي، تَتَطَلعُ إلىٰ مَكسبًا مِنهُ يَبَدأ بِالينُوعِ ثُم اِنْتَهَىٰ مِثلَ اِرتقَاءَ القَمرَ وأُفُولُ الشَّمْسِ لقد نَضِجنا عَلىٰ أيِدي أُمهاتِنا، وأكبرَ قُرعة والقُرع العَسَلي تَنمو إلىٰ أسفَلَ لِتَنمِو بِشكلٍ أكبرَ، مِثلَ شِكلَ قَطراتِ العَرقَ...
مِرَارًا أُغرَقُ ذكرياتي فِي قاعِ المُحيط السَحِيق ولكن الآن، وفِي أَرَق، هذهِ الليلة. أُريدُ أن أجُرَ ذكريات غابِرة، من تلك الأعماق المُندَثِرة. الذكريات هي لآلئ. الذكريات هي الشُعب المرجانية. أَبهَجُ الذكريات، تعوم كما أسراب الأسماك الملونة، داخِل حِبر - الأعشاب البحرية الخضراء.
وما بين المَضي والمِكُوثُ اليَوم يَضطربُ، مُغرم في صَفائهِ، لَونِهِ الكِسْتنائيّ، الأصيلِ. حَيثُ يَستَقرُ العَالمَ عَلى صِخورَ السِكُونِ. كُل شيءٍ جَلِيَّ وكُل شيءٍ مُربِكَ، كُل شيءٍ قَريبَ ولا يُمكَنَ الوِصولَ اليهِ. وَرَقَ، كُتابَ، قَلَم رِصاصَ، زُجاجَ، سَاكِنةٌ في ظِلِ أسَمائِها. صَدىَٰ...
ضَجرٌ مِن تِكرار الصباحات. وفي المساء يَخنقهُ الأمل، أمل... أن يَحيا أو يموت، المنذورُ للامعنى.
رَكبتُ قِطار الحياة مِن دون شيء مُجردًا مِن الملابس والمشاعر. ورقةٌ بيضاء فارِغة. الورقُ - الناشِف يمتصُ كلّ شيء. سأخرجُ مُثَقَّل برُزَم مِن الذكريات والدُمَغ. حَزمتهُم بعناية. بعضها ذاوٍ كمَا الحِبر في الرسائل العتيقة لقد عقدتهُم بشَرائِط من كلّ الألوان. هؤلاء البيض هُم ذكرياتي غير الضرورية.
تَنطَوِي على نَفسِك، تَحتَضِن نَفسَك وَتَنام، هذَا فقط، مَا تَستطِيع فِعْله، إِذَا كُنْت لاَ تَثِق بِالْوحْدة. كَمَا الفزَّاعة، تَتَمايَل ذهابًا وإيابًا، فِي مهبِّ الرِّيح. يَدَاك، سَتصبِح عُشًّا لِلْغرْبان، وقد سَرقُوا عيْنيْك . . .
إكتبْ ولا تخشَ، الأخطاء يمكن أن تحدثْ، اكتُب، إمحُ، كَمَا الله ضل لآلاف السنين، يكتُب و يَمحو، كَمَا نحن الأحياء، نَضطرِب، ننتَظِر، نَمحو.
كَوني هو القصيدة. لا أُريد أن تُحَاكي الطبيعة مثلَ الكاميرا. يجب أن أجعل الحياة نفسها تنبض بالحياة. أختتم القصيدة بـ شَطرٌ واحد، الشَطرُ هو كلمة واحدة: الكَون.
إبدأ مِنْ جديد ... إنْ إستطعت بِلا ألمٍ دون ما إستِعجال خَطَواتك التي تسير بها على طَريقِ المُستقبل المؤلم هذا ! إتْخذها بِحُرية حتّى وإنْ لم تْصل أبدا. لا ترتحْ أبداً لا ترضَ بنصف فاكهةٍ ولا تُتخمْ أبداً إقطف الوهم ، عِند بستان الوهم على الطريق إستمر في الحلم ،والمراقبة مُستيقظٌ تماماً أرهِقْ...
فِي المِرآة لَا وُجُود لِلصَّوْتِ رُبمَا لََا يُوجَد عَالَم بِهَذا اَلهُدوء وَفِي المِرآة، هَذِه أُذُني أُذنان يَائِسة لََا تسْتطيعان سَمَاع. فِي المِرآة أنَا أَعسَر، أَعسَر بِحَيث لََا أَقدِر أن أُصَافحَ يَدِي-مِن لََا يَعرِف كَيْف يُصَافِح. بِسَبب المِرآة لَا أَقدِر أن أَلمِس ( أنَا ) فِي...

هذا الملف

نصوص
27
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى