علي سيف الرعيني - وللهامش حرية اخرى!!

تدفعنا الحياة باتجاهات مختلفة وتدوربنا في فلكها ولا تستقر بنا او ترسوا في طرف معين وننتقل من جهةالى اخرى بين ضفافها لكننا احيانا يكون انتقالنا بالخيال فقط .. اي اننا نجول بخواطرنا ونحن على مقاعدنا او اسرتنا وتجول بنا الاماكن وقد ترحل بنا الى اماكن بعيده او حتى قريبه .. اذا هي الحياة لااستقرار معها وإن لم يكن بالجهد البدني فقديكون جهدا ذهني
سارت بي الحياة لكل مكان وقابلت آلاف البشر دون أن أعرف كم سأستمر ولا أدري متى ينتهي مشواري الذي بدأ منذ فترة طويلة ، أسير وأدعي أني أتعلم مع إن اغلب الاحداث في حياتي أصبحت مكررة والمتغير الأكبر هي الأماكن والأشخاص لكن المواقف اغلبها مكررة ، تواجهنا مشكلة أحياناً تكون بسيطة وأحياناً معقدة وهي اللحاق بالركب أو مسايرة الزمن الذي أعيش فيه ورغم شعوري بأني اكتفيت إلا اني يجب أن أعيش واستمر في الحياة إلى متى لا ادري .

ليس منا احد لا يريد الحياة لكن الروتين الذي يتكرر باستمرار يجعلك تتساءل كيف استمر ؟ وما الذي يمكنني فعله في هذه المرحلة من العمر ؟ انقل خبرتي مثلاً أم اعتزل البشر وأتفرغ للمطالعة أو أذهب لأمور أخرى في الحياة ، التجارة مثلاً أو أي عمل يستطيع أن يشعرني بأن الحياة يمكنها أن تمنحني المزيد من الخبرة أو المعرفة .

أحياناً انظر للحياة بتفاؤل ، واحياناً انظر لها نظرة ممل ، ثم اعود وادفع نفسي للتفاؤل من جديد إلا أن نظرة الملل تكبر وتتحول لاحتقار للحياة في بعض الأحيان ، وتعود الشمس لتشرق مؤذنة بروتين جديد يتكرر وبأشخاص حفظنا وجوههم وتصرفاتهم ، وبشوارع اصبحنا نتوقع فيها كل شيء قبل حدوثه ، فالسيارات لازالت تمشي على اربع ، كطفل سريع الحبو ، وأتوقع أن تكبر وتمشي على عجلتان بدلاً من اربع .

لا يمكنني أن أرى الأشياء خارج نطاق الواقع أو خارج حدوده ، لأني لو نظرت لها بشكل مختلف أنا متأكد أني سأرسم لها شكلاً جميلاً لا يمكنه الحياة في الواقع ، ولا أن يستمر لو أستطاع الحياة ، فالحياة خليط بين جميل وقبيح ، وبين طيب وشرير ، وبين غبي وذكي ، وبين أناس تتصدر الحياة وأناس تعيش في الهامش ، وأنا اجد نفسي في الهامش أكثر مما اجدها في الصدارة فالهامش الذي يحتقره الكثيرون يعطيني مساحة شخصية لا اتمتع بها لو أني كنت في الصدارة ، مساحة تجعلني اتحدث بصوت عالي مع نفسي وتجعلني انتقل من مكان لآخر دون أن يعرفني احد .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى