د. محمد عباس محمد عرابي - الجهات الأصلية في ديوان عبق الأمسيات للشاعر الدكتور حمزة الشريف

للجهات الأصلية العديد من الدلالات في شعرنا العربي ويكفي أن نذكر ارتباطها بالريح في قول امرئ القيس :
فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمهاَ
لما نسجتْها من جَنُوب وَشَمْأَلِ
وغيره كثير هذا، ولقد تحدث الشاعر الدكتور حمزة أحمد الشريف في ديوان عبق الأمسيات عن الجهات الأصلية (الشمال – الجنوب – الغرب)، حيث يبين أن السير شمال مع أن الدرب جنوب الأهواء حيث يقول في قصيدة "وعثاء ":
الدرب خواء ...
والليل رفيق الغرباء
ونشيج الغربة والوعثاء
ومواويل الصبر حداء
يا من تنظر الشمس وقافلة الدهماء
وتعيد على سمع الأيام. نداء
وتوسد جفنك حلمًا من تلك الأحلام الرعناء
ويرش ندى الشاطئ كفك بالأنواء
وتسير شمالًا لا تدري أن الدرب جنوب الأهواء
الرمل تناسى الأمس ورحلته الجوفاء
واليوم يسطر في الرمل لتلك الأسماء (1)

كما تحدث عن ريح الشمال والجنوب حيث يقول في قصيدة (على شاطئ الأمس) حيث يقول:
وهو يمحو من أمسنا ما نلاقي
آه يا شاطئا يرسل العطر نديًا يمس حر التراقي
ليس لي في سواك مأوى ولا كف راق
لا ولا مؤنسًا وفي عينه ورد ساق
كلما هبت الشمال توهمتها دليل فراقي
وإذا هبت الجنوب توسمتها لاتفاق
يا اشتياقي ..وانطلاقي .......
يا شاطيء ..ورفاقي .......(2)
وها هو في قصيدة "نهار وليل "يدعو روحه للتمتع بليالي
الجنوب، وتحدث عن الغربة التي عادت إلى شاطئ لا يمل الغروب؛ حيث يقول:
يمر النهار كئيب المحيا **على وجنتيه الضنا والشحوب
ويأتي المساء كما قد تهيا **وفيه تتيه الخطا في الدروب
وكنا نمر عليه مليا **وكانت لرؤياه تحيا القلوب
فقلت لروحي تعالي سويا **لندرك باقي ليالي الجنوب
هناك طيب الثرى والثريا **نراها وفيها الليالي تذوب
وتغريدة الفجر تثري الرويا **بما نثرت من رذاذ الطيوب
محت غربتي ثم عادت إليا **على شاطئ لا يمل الغروب
ونادت بصوت تبدى جليا **كلحن الكناري وراء الغيوب (3)



المراجع
الدكتور حمزة أحمد الشريف، ديوان عبق الأمسيات، نادي الطائف الأدبي ،دار الخشرمي للنشر والتوزيع ،2008م


(1) الدكتور حمزة أحمد الشريف، ديوان عبق الأمسيات، نادي الطائف الأدبي، قصيدة "وعثاء "، ص 75
(2)الدكتور حمزة أحمد الشريف ،ديوان عبق الأمسيات، قصيدة (على شاطئ الأمس) ،ص 134
(3)الدكتور حمزة أحمد الشريف ،ديوان عبق الأمسيات، قصيدة "نهار وليل "،ص 137-138

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى