بمناسبة عيد المرأة الوطني، أهنيء كل النساء بالتخلي عن الشكل النضالي الذكوري البدائي هو كذلك لأنه لم يكن يوما نضالا حقيقيا نابعا من صميم المرأة، بل توجه ذكوري وسياسي يتمثل في خطابات جوفاء يلعب فيها الذكر دور الواصي على حقوقها وتجارة اعلامية ، وبيع للوهم..، اليوم أهنيء النساء لأنهن بطريقة ما اهتدين الى مكمن التغيير الحقيقي وهو دواخلهن، فهن اليوم اخرجن انفسهن من لعب دور الضحية الذي يحتاج الى منقد الى مسؤولات عن كل ما يحصل لهن ، فاشتغلن على تكوينهن واستقلالهن المادي، وقول لا لكل ما لا يريحهن أو يستنزفهن نفسيا وطاقيا، استطعن ايجاد طريق لأنفسهن واكتشفن مكمن القوة بداخلهن ..، واكتشفن لذة الاستغناء ، وقرف الإحساس بالحاجة للآخر الى سعادة معرفة ان كل ما يحتجن اليه يوجد بداخلهن، أجيال من النساء بيعت لها الأوهام ، وأكاذيب الإنتظار، يا الهي كم انتظرت النساء في أصعب الظروف!! يا الهي كم التهت بتفاصيل جسدها لتداري ضعفها وخواء عقلها ، وقلبها القاحل الذي لم يُسق يوما بماء صاف، كم اعتقدت أنها جزءا من أصل ، ونصفا من كل ...
إن معايدتي اليوم للنساء ليست كغيرها ، وادرك جيدا ما أقوله ، وليست روتينا سنويا ، بل فرحا بانتهاء الإنتظار ..، وسماع صوت الداخل بدل اصوات الخارج المتضاربة والذي يرجع صداها بالمنفعة على أصحابها ..، تهنئة بإيجاد الطريق ..، فما أصعب أن يظل الإنسان تائها..، لا يهم كم من المصاعب قد تعترضها في هذه الطريق .. ، المهم أنه طريق صحيح، المهم أنها اختارته هي بنفسها وليس اختيار غيرها... انه بكل التأكيد الخيار الصحيح ليس فقط للمرأة بل للرجل ايضا لأنها ستزيح من تحته الأعمدة التي كان يتكيء عليها ليظهر بكل هذه القوة والجبروت ...، لتزيل عن وجهه قناع الزيف والنفاق الاجتماعي، لتعفيه من المجهود الذي يبدله ليظهر للمجتمع كاملا ومثاليا، ليبكي ضعفه وقهره دون أن يخاف ان ينتقص المجتمع من رجولته..، ليصرف نفسه عن التركيز على اجساد النساء الى تطوير عقله وتطهير قلبه لأنه سيعي جيدا أن الكائن الضعيف الذي كان يلعب بالأمس دور الضحية اصبح منافسا له في كل المجالات..، وإن لم يجد لنفسه مكانا فحاله سيكون أسوأ مما كانت عليه النساء أمس.. فطاقة الأنوثة جامحة تعادل اضعافا مضاعفة طاقة الذكورة، خصوصا أن النساء توقفن عن استنزاف هذه الطاقة لإرضاء الذكر..، وكل يوم يمضي تكبر هذه الطاقة وتتقوى...
إن هذا الكلام ليس انحيازا للمرأة، بل حقيقة مجتمعية يمكن لمن يملك قليلا من الوعي ادراكها والتنبه لها..، ولا وقت لرفضها لأن كل رفض هو تكريس لها، واخشى أن يحصل للذكر ما حصل للنساء، سنوات كثيرة من الرفض لم تزد الا ان عمقت وضعها، ولم ينته وضعها الا بالتركيز على نفسها وتنميتها والقطع مع لوم الآخر ولعب دور الضحية..، وهذا ما ينبغي للذكور ايضا فعله، لأنهم للأسف كادوا يفقدون حتى جاذبية الذكورة فيهم بعدما فقد أغلبهم رجولته منذ زمن بعيد..، وهذه حقيقة لن تزول بالتنكر لها بل بإيجاده طريقا صحيحا ينتهي بالتقائه هو والمرأة في ملتقى طريقهما وتحقيق التوازن على الأرض...
‐‐-----
زينة اقللوش
إن معايدتي اليوم للنساء ليست كغيرها ، وادرك جيدا ما أقوله ، وليست روتينا سنويا ، بل فرحا بانتهاء الإنتظار ..، وسماع صوت الداخل بدل اصوات الخارج المتضاربة والذي يرجع صداها بالمنفعة على أصحابها ..، تهنئة بإيجاد الطريق ..، فما أصعب أن يظل الإنسان تائها..، لا يهم كم من المصاعب قد تعترضها في هذه الطريق .. ، المهم أنه طريق صحيح، المهم أنها اختارته هي بنفسها وليس اختيار غيرها... انه بكل التأكيد الخيار الصحيح ليس فقط للمرأة بل للرجل ايضا لأنها ستزيح من تحته الأعمدة التي كان يتكيء عليها ليظهر بكل هذه القوة والجبروت ...، لتزيل عن وجهه قناع الزيف والنفاق الاجتماعي، لتعفيه من المجهود الذي يبدله ليظهر للمجتمع كاملا ومثاليا، ليبكي ضعفه وقهره دون أن يخاف ان ينتقص المجتمع من رجولته..، ليصرف نفسه عن التركيز على اجساد النساء الى تطوير عقله وتطهير قلبه لأنه سيعي جيدا أن الكائن الضعيف الذي كان يلعب بالأمس دور الضحية اصبح منافسا له في كل المجالات..، وإن لم يجد لنفسه مكانا فحاله سيكون أسوأ مما كانت عليه النساء أمس.. فطاقة الأنوثة جامحة تعادل اضعافا مضاعفة طاقة الذكورة، خصوصا أن النساء توقفن عن استنزاف هذه الطاقة لإرضاء الذكر..، وكل يوم يمضي تكبر هذه الطاقة وتتقوى...
إن هذا الكلام ليس انحيازا للمرأة، بل حقيقة مجتمعية يمكن لمن يملك قليلا من الوعي ادراكها والتنبه لها..، ولا وقت لرفضها لأن كل رفض هو تكريس لها، واخشى أن يحصل للذكر ما حصل للنساء، سنوات كثيرة من الرفض لم تزد الا ان عمقت وضعها، ولم ينته وضعها الا بالتركيز على نفسها وتنميتها والقطع مع لوم الآخر ولعب دور الضحية..، وهذا ما ينبغي للذكور ايضا فعله، لأنهم للأسف كادوا يفقدون حتى جاذبية الذكورة فيهم بعدما فقد أغلبهم رجولته منذ زمن بعيد..، وهذه حقيقة لن تزول بالتنكر لها بل بإيجاده طريقا صحيحا ينتهي بالتقائه هو والمرأة في ملتقى طريقهما وتحقيق التوازن على الأرض...
‐‐-----
زينة اقللوش