جسدك سطح تترجم عليه انفعالاتك الناتجة عما تراه وتسمعه متحولا الى ردود فعل يبرز فيها سلوكك ، خلال ذلك ثمة مخيلة تغربل وتطحن بمساعدة من امتداد الذاكرة ، متحفزة للتوهج في أي لحظة ، وكلما كان الاصغاء محموما معرفيا ، كلما كانت النتائج أكثر مصداقية وحميمية على سطح المتلقي .
إنك تعيش في العالم ،تصغي في امتداده ،متأرجحا في سلوكه ، هو الآخر يعيش فيك يتغذى من سلوكك ، ينتشر في امتدادك ،أنت وهو جزء لا يتجزأ .
كل هذا لا يحتاج منك سوى الاصغاء ،كيما ترى وتكتشف ما لا يراه الكثيرون ،
هذه هي الكتابة ..
لكن ماذا يصاحب عملية الكتابة ، كيف تخرج المفردات ؟ ما الذي تحمله اثناء مسارها من المخيلة الى سطح الورقة ؟
إنها بكل بساطة وتعقيد تحملك معها ، تسلخ روحك مع كل صورة متوهجة تخرج ، انها قبل أن تخرج تنغمس في دمك وهذا ما يؤكده مارتن هيدجر في كتابه ما الفلسفة ، ما الميتافيزيقيا حين يقول (الشعر العظيم لابد أن يكون مغموسا بالدم ). لذلك كانت الكتابة تطهير وشعور بنشوة مؤقتة بعد الوصول للصيغة النهائية لكل نص تكتبه .
الكتابة وثيقة ، تاريخ مدون ،اذا ما فكرت بذلك أثناء ممارستها فانك ستحتاج الى بيت من الأرواح لينسلخ معها وليس روح واحدة .
الكتابة ليس بمعضلة كبيرة وربما تكون معضلة ومثلها حياتك التي سالت بعد فارزة وستصل في نهاية الأمر الى خفوت الضوء عند فارزة أخرى ، لكنها ليس الأخيرة ، ثمة فوارز وحيوات أخرى .
أنا مثلا حين أكتب أعتقد خلال كتابة نص ما ، ان الحياة بكل ما فيها تحولت الى شعر ، بصراحة أكثر هي شعر حتى بدون الكتابة ، واتعذب كثيرا حين لا أجد المفردة الأشد تناسبا مع الصورة المعلقة في مخيلتي ، انه صراع نبيل تتصادم فيه مخيلتي مع مخيلة العالم المحلقة فيه جميع الصور الشعرية المكتوبة من قبل والتي لم تكتب بعد ، وكيما أصطادها أبقى هائما ، محلقا ما بين الهنا والهناك ، احاول ترجمة كل شيء حولي الى شعر والمخيلة مشغولة بالطحن والاستقصاء والغربلة وو ، حتى أصل الى مفرداتي المناسبة لتكتمل عندي الصورة .
خلاصة ذلك إنك انسان قبل أن تكون شاعر وانسانيتك هي التي تمنح الشعر شعريته أو الكتابة مصداقيتها وبالتالي تكون الكتابة ممارسة انسانية جمالية ،تحمل في نهاية النص المكتوب توقيع روحك المنسلخة في ظاهر النص وباطنه .
....
هذه المقالة منشورة سابقا لكن لأهمية ما تتناوله اعيد نشرها مع كل الود .
إنك تعيش في العالم ،تصغي في امتداده ،متأرجحا في سلوكه ، هو الآخر يعيش فيك يتغذى من سلوكك ، ينتشر في امتدادك ،أنت وهو جزء لا يتجزأ .
كل هذا لا يحتاج منك سوى الاصغاء ،كيما ترى وتكتشف ما لا يراه الكثيرون ،
هذه هي الكتابة ..
لكن ماذا يصاحب عملية الكتابة ، كيف تخرج المفردات ؟ ما الذي تحمله اثناء مسارها من المخيلة الى سطح الورقة ؟
إنها بكل بساطة وتعقيد تحملك معها ، تسلخ روحك مع كل صورة متوهجة تخرج ، انها قبل أن تخرج تنغمس في دمك وهذا ما يؤكده مارتن هيدجر في كتابه ما الفلسفة ، ما الميتافيزيقيا حين يقول (الشعر العظيم لابد أن يكون مغموسا بالدم ). لذلك كانت الكتابة تطهير وشعور بنشوة مؤقتة بعد الوصول للصيغة النهائية لكل نص تكتبه .
الكتابة وثيقة ، تاريخ مدون ،اذا ما فكرت بذلك أثناء ممارستها فانك ستحتاج الى بيت من الأرواح لينسلخ معها وليس روح واحدة .
الكتابة ليس بمعضلة كبيرة وربما تكون معضلة ومثلها حياتك التي سالت بعد فارزة وستصل في نهاية الأمر الى خفوت الضوء عند فارزة أخرى ، لكنها ليس الأخيرة ، ثمة فوارز وحيوات أخرى .
أنا مثلا حين أكتب أعتقد خلال كتابة نص ما ، ان الحياة بكل ما فيها تحولت الى شعر ، بصراحة أكثر هي شعر حتى بدون الكتابة ، واتعذب كثيرا حين لا أجد المفردة الأشد تناسبا مع الصورة المعلقة في مخيلتي ، انه صراع نبيل تتصادم فيه مخيلتي مع مخيلة العالم المحلقة فيه جميع الصور الشعرية المكتوبة من قبل والتي لم تكتب بعد ، وكيما أصطادها أبقى هائما ، محلقا ما بين الهنا والهناك ، احاول ترجمة كل شيء حولي الى شعر والمخيلة مشغولة بالطحن والاستقصاء والغربلة وو ، حتى أصل الى مفرداتي المناسبة لتكتمل عندي الصورة .
خلاصة ذلك إنك انسان قبل أن تكون شاعر وانسانيتك هي التي تمنح الشعر شعريته أو الكتابة مصداقيتها وبالتالي تكون الكتابة ممارسة انسانية جمالية ،تحمل في نهاية النص المكتوب توقيع روحك المنسلخة في ظاهر النص وباطنه .
....
هذه المقالة منشورة سابقا لكن لأهمية ما تتناوله اعيد نشرها مع كل الود .