في الحادية عشرة صباحا دار السائق بحافلته حول رأس الرجاء الصالح . دار ولف ، وسار يسارا ، وسار يمينا ، بحثا عن ركاب . وكان بإمكاني أن اعترض ولكني آثرت الصمت ، فلعل الله يرزقه .
في المساء أرسل إلي صديق من غزة شريطا يتحدث فيه خربج جامعي عن قسوة الحياة هناك ، فالوظائف قليلة وفرص العمل شحيحة . خاطب الشاب السيد اسماعيل هنية والسيد يحيى السنوار وغيرهما من قيادات حماس أن يفكروا بأبناء الشعب كما يفكرون بأبنائهم الذين تتاح لهم فرص العمل وتهيأ لهم الوظائف ، خلافا لغيرهم من الغلابا .
الشاب ، كما قال ، يجر عربة نقل أغراض ولا يحصل في اليوم على أكثر من عشرة شواكل ، وكلما طرق بابا من أبواب حماس قالوا له إن والده موظف من موظفي سلطة رام الله . هل كان الشاب شجاعا أم متهورا ؟
لقد صرح الشاب أنه غير خائف وأنه يعرف مسبقا أنه قد يسجن .
الصديق مرسل الشريط كتب إلي :
- تمسكوا بالسلطة فأنتم تنعمون بخيرات الجنة . تعالوا انظروا جحيم حماس . حماس تهاجم سلطة رام الله ، وإذاعة فلسطين من رام الله تهاجم حماس وتأتي على تضييقاتها على المواطنين ، وأنا كلما شاهدت شريط فيديو عن أوضاع غزة المأساوية ، أو كلما قرأت كتابات عن جحيم الحياة هناك ، عقبت :
- كان الله في عون أهل غزة .
وأنا جالس على مقهى رصيف عرفني أبو زيد على أم العبد . شاركت أم العبد في انتفاضة الأقصى وكادت تعتقل . لأم العبد ابن سجين قضى ، حتى الآن ، أربعة عشر عاما وبقي من محكوميته ثلاثة عشر عاما أخر .
كانت أم العبد تتحدث عن ابنها ومعاناتها دون أي شعور بندم ما ، فليس ثمة مهرب من المقدر " المقدر ما منه مهرب " .
منذ متى لم تزر أم العبد ابنها ؟
وأنا كنت أجلس على مقهى رصيف ، وليس ثمة سوى أربعة مقاعد ، فالمكان لم يكن أصلا مقهى . إنه محل بيع قهوة وبهارات ولقلة ما باليد ولقلة البيع حول ابنا صاحب المحل المكان إلى ما يشبه المقهى .
في نابلس ليس ثمة مقاهي رصيف إطلاقا ، ومرة كتب صديق يتنقل بين فرنسا ونابلس عن افتقار المدينة الفلسطينية إلى مقاهي الأرصفة ، وهذا صحيح .
هل مر أمس بلا شهداء أم أنه مثل باقي الأيام الفلسطينية ؟
وأنا أجيب على اقتراح الصديق الغزاوي الذي يطلب فيه منا أن نتنعم بما نحن فيه في ظل السلطة ، اقترحت عليه ، ما دام يدافع عن السلطة ، أن تخفف هذه - أي السلطة - من قمع المتظاهرين واعتقالهم وشتمهم ، فابناؤها هم مناضلون او أبناء مناضلين أو أنهم سجنوا وعذبوا وحجموا ... إلخ .
لا أحد قانع بما هو فيه ، والكل يشكو .
حسنا فعلت الشرطة الفلسطينية في رام الله إذ لم تعتقل المحتجين وتركتهم يعبرون عن مواقفهم ، وآمل ألا تتراجع عن سلوكها هذا .
سكان غزة غير راضين عما هم فيه ، ومثلهم سكان الضفة ، وحالة تعبانة يا ليلى .
صباح الخير
خربشات
٢٧ آب ٢٠٢١ .
في المساء أرسل إلي صديق من غزة شريطا يتحدث فيه خربج جامعي عن قسوة الحياة هناك ، فالوظائف قليلة وفرص العمل شحيحة . خاطب الشاب السيد اسماعيل هنية والسيد يحيى السنوار وغيرهما من قيادات حماس أن يفكروا بأبناء الشعب كما يفكرون بأبنائهم الذين تتاح لهم فرص العمل وتهيأ لهم الوظائف ، خلافا لغيرهم من الغلابا .
الشاب ، كما قال ، يجر عربة نقل أغراض ولا يحصل في اليوم على أكثر من عشرة شواكل ، وكلما طرق بابا من أبواب حماس قالوا له إن والده موظف من موظفي سلطة رام الله . هل كان الشاب شجاعا أم متهورا ؟
لقد صرح الشاب أنه غير خائف وأنه يعرف مسبقا أنه قد يسجن .
الصديق مرسل الشريط كتب إلي :
- تمسكوا بالسلطة فأنتم تنعمون بخيرات الجنة . تعالوا انظروا جحيم حماس . حماس تهاجم سلطة رام الله ، وإذاعة فلسطين من رام الله تهاجم حماس وتأتي على تضييقاتها على المواطنين ، وأنا كلما شاهدت شريط فيديو عن أوضاع غزة المأساوية ، أو كلما قرأت كتابات عن جحيم الحياة هناك ، عقبت :
- كان الله في عون أهل غزة .
وأنا جالس على مقهى رصيف عرفني أبو زيد على أم العبد . شاركت أم العبد في انتفاضة الأقصى وكادت تعتقل . لأم العبد ابن سجين قضى ، حتى الآن ، أربعة عشر عاما وبقي من محكوميته ثلاثة عشر عاما أخر .
كانت أم العبد تتحدث عن ابنها ومعاناتها دون أي شعور بندم ما ، فليس ثمة مهرب من المقدر " المقدر ما منه مهرب " .
منذ متى لم تزر أم العبد ابنها ؟
وأنا كنت أجلس على مقهى رصيف ، وليس ثمة سوى أربعة مقاعد ، فالمكان لم يكن أصلا مقهى . إنه محل بيع قهوة وبهارات ولقلة ما باليد ولقلة البيع حول ابنا صاحب المحل المكان إلى ما يشبه المقهى .
في نابلس ليس ثمة مقاهي رصيف إطلاقا ، ومرة كتب صديق يتنقل بين فرنسا ونابلس عن افتقار المدينة الفلسطينية إلى مقاهي الأرصفة ، وهذا صحيح .
هل مر أمس بلا شهداء أم أنه مثل باقي الأيام الفلسطينية ؟
وأنا أجيب على اقتراح الصديق الغزاوي الذي يطلب فيه منا أن نتنعم بما نحن فيه في ظل السلطة ، اقترحت عليه ، ما دام يدافع عن السلطة ، أن تخفف هذه - أي السلطة - من قمع المتظاهرين واعتقالهم وشتمهم ، فابناؤها هم مناضلون او أبناء مناضلين أو أنهم سجنوا وعذبوا وحجموا ... إلخ .
لا أحد قانع بما هو فيه ، والكل يشكو .
حسنا فعلت الشرطة الفلسطينية في رام الله إذ لم تعتقل المحتجين وتركتهم يعبرون عن مواقفهم ، وآمل ألا تتراجع عن سلوكها هذا .
سكان غزة غير راضين عما هم فيه ، ومثلهم سكان الضفة ، وحالة تعبانة يا ليلى .
صباح الخير
خربشات
٢٧ آب ٢٠٢١ .