المحامي علي ابوحبله - تكريس مفهوم المقاومة الشعبية ضمن إستراتجية وطنيه فلسطينيه

الاحتلال الإسرائيلي كابوس يؤرق الفلسطينيين ومستقبلهم فوق تراب وطنهم ، ينازعهم حقوقهم بأرض وطنهم فلسطين بهذا التمدد والتوسع الاستيطاني وبهذه الهيمنة والسيطرة على كل المقومات الحياتية للشعب الفلسطيني ، الأراضي الفلسطينية بنظر الاحتلال الإسرائيلي مشروع اقتصادي استثماري يدر على خزينة الاحتلال الإسرائيلي ما يزيد على ستة مليارات دولار سنويا .

الأراضي الفلسطينية المحتلة تشكل سوقا استهلاكيا للمنتجات الاسرائيليه ، وتعد المستوطنات الاسرائيليه مشروع استثماري للاسرائليين تنتج مختلف أنواع المنتجات المعد منها للتصدير الخارجي ومنها للسوق الفلسطيني وان بعضا من هذه المستوطنات تحولت إلى مزارع لإنتاج مختلف المنتجات الزراعية لكافة المواسم .

ووفق الرؤيا الاسرائيليه ألاستراتجيه لاستمرارية البقاء على احتلالها للأراضي الفلسطينية ورفضها للتخلي عن مناطق سي لأهداف وغايات استثماريه مما يؤكد سوء النوايا الاسرائيليه والمماطلة الاسرائيليه لحين استكمال المشروع الصهيوني الذي يحول دون قيام ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .

المشروع الصهيوني يهدف لتقسيم الضفة الغربية إلى كنتونات يستحيل من خلالها الحفاظ على الوحدة الجغرافية للدولة الفلسطينية ، حزام المستوطنات والجدار العنصري يطوق المناطق السكنية للفلسطينيين و يحول دون التلاقي والتوسع العمراني خارج قصبات المدن الفلسطينية .

أمام هذا الواقع الذي تفرضه سلطات الاحتلال على الشعب الفلسطيني وفي ظل استمرارية المخطط للمشروع الصهيوني الذي يستهدف ما تبقى من ارض فلسطين ضمن العمل على سياسة فرض واقع ديموغرافي في الضفة الغربية من خلال التوسع الاستيطاني والتكاثر الاستيطاني للمستوطنين ، وأن في استمرارية الاحتلال الإسرائيلي بهذه السياسة الاستيطانية مما يتطلب وضع استراتجيه فلسطينيه لمواجهة هذا المخطط الصهيوني وهذا الواقع الذي تعمل حكومة الاحتلال الإسرائيلي فرضه على ارض الواقع .

لا بد من استراتجيه فلسطينيه بخطة عمل ضمن مشروع المقاومة الشعبية السلمية تقوم على مقاومة الاحتلال وتجفيف ينابيع المستوطنات خطة وطنيه يكون بمقدورها وضع حد لهذا الاستهتار الإسرائيلي بالحقوق الوطنية الفلسطينية والحق التاريخي الفلسطيني في ارض فلسطين .

فالحديث عن المقاومة الشعبية هي حرب حقيقية بكل معنى الكلمة، تستوجب حشداَ للطاقات البشرية والمادية ، لايقل عن ذلك الذي يتطلبه الكفاح المسلح وخوض المعارك العسكرية. كما يستوجب فترات من التدريب ، إن للنضال الشعبي مزايا عدة اذا ما قورن بالكفاح المسلح يجدر بنا استيعابها والاقتناع بها كي يصبح هذا النوع من الكفاح خياراَ استراتيجيا وليس فقط حالات خاصة تمارس هنا أو هناك –

النضال الشعبي وفق مفهوم المقاومة الشعبية يشمل مختلف الشرائح المجتمعية ليشمل الالاف من أفراد الشعب الذين الذين لايلزمهم السلاح وإنما الإرادة والفكر والإيمان والشجاعة التي لا يستطيع الاحتلال مصادرتها.

وحيث ان هذا النضال مدني وليس عسكري، فإنه يضرب بالصميم المنظومة الفكرية والأمنية التي بني عليها المجتمع الإسرائيلي برمته. فالمجتمع الإسرائيلي مبني على تربية أفراده على نظرية أمنية قوامها أن العالم بأسره يكرهنا ويرغب في قتلنا وتدميرنا وبالتالي فإن وجودنا وأطفالنا وبيوتنا جميعها في خطر أكيد هذه المفاهيم " الأمنية" تزيد من قوة اليمين الإسرائيلي. وترسخ شعورهم بأن السلام والتعايش بعيدين جداً

توجه الفلسطينيون الى المقاومة الشعبية ، سحب جميع الذرائع" الأمنية" ويُظهرون الاحتلال على حقيقته ليس فقط للعالم الخارجي وإنما للمواطن الإسرائيلي العادي الذي يرى حينئذ في الاستيطان والمضايقات ومصادرات الأراضي وممارسات الاحتلال عبثاً مباشراً عليه بالذات وبالتالي تتمكن المقاومة الشعبية من دك إسفين حقيقي بين المستوطنين والمستوطنات وبقيةمكونات المجتمع الصهيوني . ولنا في ألانتفاضه الأولى التجربة والمثل قطاعات واسعة من مكونات المجتمع الصهيوني وحتى الجنود، ترفض الاحتلال والخدمة العسكرية في المناطق المحتلة وتدعو الى وقف الاستيطان. غير ان عسكرة الانتفاضة الثانية والعمليات الانتحارية أسكتت هذه الاصوات وسمحت بإقامة جدار الفصل العنصري والطرق الالتفافية تحت ذريعة" الأمن" دون أي مقاومة تذكر من داخل المجتمع الإسرائيلي الذي وجد نفسه قد توحد تحت لِواء اليمين المتطرف ضد الشعب الفلسطيني في حين تساهم المقاومه الشعبيه في ترابط ووحدة الجبهة الداخلية الفلسطينية وبالمقابل يساهم في تفكك وحدة ومكونات المجتمع في الكيان الصهيوني وتفاقم التناقضات الداخلية فيه.

ان مقاومة الاحتلال حق كفلته كافة القوانين والمواثيق الدولية وكفلته اتفاقية جنيف ولائحة لاهاي بحق مقاومة المحتل حين تخضع أراضي دوله ما للاحتلال من قبل أية دوله ، ان واقع الوضع الفلسطيني في ظل الواقع الإقليمي والدولي يتطلب مقاومه شعبيه سلميه تستند إلى كل المقومات التي من شانها تقويض مخططات الاحتلال الإسرائيلي بكافة أشكاله , هذا النوع من المقاومة الشعبية مظهر من مظاهر الرفض لمواصلة الاستيطان والإظهار للرأي العام العالمي ان هناك شعب فلسطيني يعاني من الاحتلال بكافة أشكاله وان هناك مقاومه مستمرة لهذا الاحتلال هذه بلا شك تعد عملا من أعمال مواجهة الاحتلال .

ان الذي نهدف إليه ونقصده في المقاومة الشعبية السلمية ضمن استراتجيه تجفيف ينابيع المستوطنات والاحتلال الإسرائيلي هو بكيفية ان تكون التكلفة عاليه لهذا الاحتلال وتشكل عبئ على حكومة الاحتلال الإسرائيلي ما يعني تفريغ المفهوم الإسرائيلي لهذا الاحتلال من احتلال منتج مربح إلى احتلال مكلف خاسر هذه معادله تتطلب إحداث مركز دراسات استراتيجي فلسطيني لدراسة واقع المستوطنات الاسرائيليه لوضع دراسة استراتجيه تقوم على وضع الخطط الكفيلة في مواجهة الاستيطان والتوسع الاستيطاني ضمن دراسة تتمحور في مساحة المستوطنات ، مساحة الأراضي المزروعة ، كمية الإنتاج لهذه المزروعات ، كمية المصدر منها ، كمية المستهلك منه ، كمية ما يسرب للأراضي الفلسطينية ، إعداد عدد المصانع المنتشرة بهذه المستوطنات ، نوعية الصناعات المصدر منها للخارج ، المهرب للمستهلك الفلسطيني ، عمل إحصائية لعدد العاملين في هذه المستوطنات ، نسبة العاملين من الفلسطينيين في هذه المستوطنات بالنسبة للأيدي العاملة التي يتم تشغيلها

الدراسة ألاستراتجيه لواقع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية ضمن هذا الإطار يتم تحديد كيفية العمل لتجفيف ينابيع هذه المستوطنات وتحويلها من مستوطنات منتجه مربحه إلى مستوطنات مكلفه خاسره ، وهذه تتطلب توعيه فلسطينيه حقيقية لكيفية أعمال تفعيل المقاومة الشعبية ان من جهة مقاطعة منتجات هذه المستوطنات في السوق المحلي الفلسطيني أو من جهة كيفية التوجه بحمله إعلاميه للخارج الذي يشكل سوق خارجي لاستهلاك تلك المنتجات التي تصدر لهذه الدول ضمن منع تصدير منتجات المستوطنات الاسرائيليه كونها مصنعه في أراضي فلسطينيه محتله ،و ضمن ألاستراتجيه الفلسطينية كيفية تفعيل المقاومة الشعبية والعمل من اجل الاستفادة من الأيدي العاملة الفلسطينية واستغلالها للعمل في كيفية استصلاح الأرض الفلسطينية والزراعة في الأرض الفلسطينية هذه الأيدي ذات تدريب وخبره في المجال الزراعي ، وتتطلب وضع خطة لأجل تطوير الريف الفلسطيني يكون بمقدور ألخطه استيعاب الأيدي العاملة الفلسطينية في مختلف المجالات الصناعية في المستوطنات الاسرائيليه ، والتي تشكل الأيدي العاملة الفلسطينية في المستوطنات الاسرائيليه ما يقدر في بأربعين ألف عامل فلسطيني ,

إن من شان وضع الخطة ألاستراتجيه للمقاومة الشعبية أن تفضي إلى تجفيف ينابيع الاحتلال الإسرائيلي التي تعدها إسرائيل ذات فائدة وجدوى تجني من ورائها أرباحا هائلة وهذه تتطلب وعي وإدراك فلسطيني لكيفية مواجهة ومقاطعة تلك المنتجات بكافة ألوانها وأشكالها ، المقاومة الشعبية بواقعها وحقيقتها هي ممارسه عملية ضمن عملية تضمن الاستمرارية والمقاومة الفعلية السلمية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ضمن خطة منهجيه تتطلب توعية فلسطينيه وعمل يفضي إلى إلحاق الخسائر الحقيقة بالاحتلال الإسرائيلي بفعل مقاطعة كل مفاصل هذا الاقتصاد للمستوطنات الاسرائيليه الذي يحقق له النفع من احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية منفعة وفائدة اقتصاديه ، المقاومة الشعبية السلمية ضمن استراتجيه تقوم على أسس علميه وخبره حقيقية ضمن سياسة مقاومة الاحتلال تفضي إلى نتيجة تحقق الهدف المنشود في التسريع في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة .

الفلسطينيون أمام واقع ومخطط لاستكمال المشروع الصهيوني ضد كافة الأراضي الفلسطينية وان استمرارية البناء الاستيطاني والتوسع الاستيطاني خطر ديموغرافي يتهدد الوجود الفلسطيني مستقبلا على الأرض الفلسطينية المحتلة وان الاستمرارية بهذا النهج لأعمال المقاومة يعطي الفلسطينيون الحق في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ، لا بد من وضع الخطط العملاتيه ألاستراتجيه لكيفية تفعيل مقاومه شعبيه منتجه يكون بمقدورها من مواجهة المشروع الاستيطاني الكبير ليضع حدا له ويعيد حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى رشدها لتقر بمشروعية الحق الفلسطيني ومشروعية إقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ضمن الرؤيا الحقيقية لإقامة السلام الآمن الذي يحقق الأمن والسلام للمنطقة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى