علي سيف الرعيني - النفاق الإجتماعي في النقد الروائي!!

اراء متباينةواطروحات.. كثيرة كلها تاتي.. لإثراء العمل الروائي وتنقيحه.. الامرالذي يسهم في خلق اعمال روائية تفصح عن جودة الكاتب الروائي العربي
وبالقدر الذي نحاول فيه الإشارة الى العمل الروائي بالقدر ذاته نسعى إلى خلق مساحة واسعة وفضاء ارحب بهدف إعادة ذاك الزخم الأدبي المفقود لدى اهتمامات القارئ العربي خصوصا..
وكما هو الحال في كل مرة نواصل الإشارات المتتاليةالى الرواية
ومن وجهة نظري التي أراها صحيحة وأضعها في مقاييس جودة الكاتب حين يستطيع الكاتب أن يرسم فوضى المشاعر بالكلمات ، ويشكل الاضطراب الذي يحدث في النفس عبر تعابير متكررة ومكسورة أحياناً لكي نرى مدى تصدع شخصية ما في رواية ، فالروائي لا يرسم صور زيتية بل هو يسرد جمل تجعلنا ننظر لتلك النفوس والشخصيات في الرواية فنعرف أن بها خلل نفسي أو عاطفي أو تعاني من ألم ما ، فالكاتب يوصل رسالته عبر الكلمات ولا يحتاج بالتصريح بالأمر بل يترك للقارئ قراءة الشخصية بناءً على السرد ، فيعرف من خلاله ما تعانيه فيجد الاضطراب ويجد التردد ويجد الحيرة والضياع ، ضمن الكلمات .

عندما تكون النقاشات هادفة لا يفكر المجتمعون كثيراً في الوقت لأن الأفكار التي تتولد من النقاش تثري العقول وترسخ التجارب أو تنقضها ، فالنقاش هو مخاض لا يخرج منه إلا الأمور السليمة أو الأمور التي تتفق عليها الأغلبية ، لذا غالباً ما تكون نتائج النقاشات مفيدة .

ومن المفيد استفزاز الخصوم في النقاش لكي نخرج مكنونهم الذي استقر بعد التفكير والتجربة ، ولا مانع من الخلاف والاختلاف ما دمنا نستطيع أن نطرح فكر مغاير او افكار أكثر صحة مما طُرح .وبالتالي فانناننتقل للامرالصعب وهو، كيف يقيم العمل الروائي قبل النشر وكيف يقيم بعد النشر ، وهنا تكمن الصعوبة فبعض الكتاب لا يقبل أي تقييم قبل نشر روايته إلا أن البعض ورغم تمكنهم من اللغة العربية ومعرفتهم الكبيرة في مجال الادب حريصون أن يحصلوا على الآراء الفنية ويقفون على مستوى الرواية الحقيقي قبل النشر ، وهذه المسألة تجعلني احترمهم كشخص يعرف أن الأدب لا كبير له ، بل هي تجارب تخضع للقراءة والنقد والتحليل .

لدي عدة ملاحظات في هذا الجانب وقد ابديتها في مقالات سابقة.. ان تقييم الرواية قبل النشر هو تقييم فني لا يخص فكرة الرواية بل يخص عناصر الرواية الحبكة اللغة طريقة السرد ، اما فكرة العمل فهي حق للكاتب وهو صاحبها وحين نقيم عمل قبل نشره نضع الملاحظات الرئيسية ونطرح السؤال المعتاد هل تستحق النشر ؟ وبعد تخطي هذه المرحلة تدخل الرواية مرحلة أخرى من التقييم وهو النقد والدراسة ، وهذه العملية يبتعد فيها الكاتب اكثر عن العمل بحيث لا يكون منظوره الشخصي هو السائد فكل قارئ وناقد يقرأ الرواية بمنظوره الخاص ويضع الملاحظات ويطرح الأسئلة بناءً على ذلك ، ومن حق الكاتب أن يرد على الملاحظات أو يتجاهلها لكن الهدف الرئيسي من النقد هو التحقق وإبراز الجوانب السلبية والايجابية في العمل الأدبي المطروح .

الكثير من الأعمال لا تخضع للتقييم سواء قبل النشر أو بعد النشر ، وفي مجتمع ثقافي ضيق كما هو الحال في بعض المجتمعات العربية لا تخضع الكثير من الاعمال للنقد أو التقييم ، لعدة أسباب منها مثلاً حساسية المجتمع من النقد حيث يعتقد أن النقد يمس الكاتب بشكل شخصي مع العلم أن النقد الحقيقي لا يخرج عن نطاق العمل الأدبي المطروح ، وهذه النقطة يتم تجاوزها من الطرفين من الكتاب والنقاد في بعض الأحيان ، ويدخل أيضاً النفاق الاجتماعي في العملية ، حيث يتم الاحتفاء بالرموز وتجاهل الأسماء الجديدة، وأيضاً لا توجد دراسات أدبية بالقدر الكافي لكي تناقش الإصدارات الجديدة وتميزها، أضف اليها عزوف القارئ العربي وميل اهتمامه عنها الى القصةالقصيره- الخاطرة-الومضه-ترويقة-المقالات القصيرة.. كل ماله علاقة بمواكبة السرعة والاختصار تماشيا مع عصرنا الحالي ..
هذه الاموروالوسائل، والدوافع أسهمت بشكل مباشر في تراجع الاعمال الادبية الروائية وقلل تأثيرها!! ورغم ايماننا الكبيران الاعمال الادبية ايا كانت تبقى حية نابضة لا تشيخ ابدا ولا تضمحل بتعاقب الزمان.. والروايةالتي كانت وما زالت تتربع قلب الادب بوجه عام!!
..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى