المحامي علي ابوحبله - ارتفاع نسبة التصويت بالمجتمع العربي... تقلل فرص نتنياهو واستنفار في اليمين

غداً الثلاثاء موعد الانتخابات وهي الرابعة في أقل من عامين منذ حلّ حكومة بنيامين نتنياهو في ديسمبر/ كانون الأول 2018، ولم تخرج الجولات الانتخابية السابقة إسرائيل من أزمتها السياسية الداخلية المرتبطة أساساً بمساعي نتنياهو، الإفلات من محاكمته بتهم الفساد وتلقي رشاوى وخيانة الأمانة العامة.

دخلت إسرائيل دوامة الانتخابات على خلفية الصراعات الحزبية الداخلية ومع دوامة الانتخابات على هذه الخلفية، إلا أن ملف نتنياهو، وإن ظل ثابتاً وحاضراً في المعارك الانتخابية الثلاث، لم يفرز أغلبية برلمانية ثابتة، لا لصالح نتنياهو ولا لصالح المعسكر المضاد في ظل حاله من الاستقطاب بين المعسكرين

وفيما يتمتع معسكر نتنياهو بتجانس سياسي في الموقف العام من قضايا الصراع، فإنّ المعسكر الآخر غير متجانس، وهو خليط من أحزاب يمين ووسط ويسار، لا يجمعها إلا العداء لنتنياهو والرغبة بالتخلص منه. ، وبالرغم من محاولة التخلص من حكم نتنياهو إلا أنّ الفروق السياسية في أطروحات المعسكر المناهض له حالت دون تحقيق الهدف

واليوم مع بقاء أقل من 24 ساعة على فتح صناديق الاقتراع، تشهد إسرائيل نشاطاً محموماً يقوده بالذات نتنياهو، بشكل لافت للنظر، لكسر حالة التعادل التي تتنبأ بها استطلاعات الرأي الإسرائيلية. ودعا الأخير في خطاب انتخابي له، أمس الأحد، إلى استنفار كل عضو في حزب "الليكود" الذي يتزعمه أو مقرب من "الليكود" للوصول إلى صناديق الاقتراع لتفادي "حكومة تناوب" و"طفرات" يقودها خصومه.

تشير توقعات آخر الاستطلاعات إلى أن نسبة التصويت في المجتمع العربي تتجاوز 50%، ويتوقع أن ترتفع إلى ما فوق 55% في يوم الانتخابات. فقدت أدت المنافسة من خلال ثلاث قوائم، إلى رفع نسبة التصويت، وبالإمكان القول إن التجمع تسبب برفع نسبة التصويت، فعليا، بعد تزايد التأييد له تدريجيا، منذ تقديم قوائم المرشحين، حيث كانت نسبة التصويت في الحضيض (39% قبل شهر)، وأعاد المستاءين من الجبهة – ألطيبي والقائمة الموحدة إلى التصويت، وليس لهما بالضرورة.

ودل آخر استطلاع داخلي أن التجمع قريب من نسبة 3% من أصوات الناخبين، فيما نسبة الحسم هي 3.25%. وهذا يعني أن التجمع أصبح قريبا من 3.5 مقعد، فيما تؤكد كافة الاستطلاعات تجاوز القائمتين العربيتين الأخريين نسبة الحسم وحصول كل منهما على 4 مقاعد.

كما لفت المحلل السياسي في القناة 13 التلفزيونية، رافيف دروكر، إلا أن التجمع بات قريبا من نسبة الحسم، وأفاد بأن هناك "التفاف حقيقي للجمهور العربي حول التجمع، وسامي أبو شحادة نجح في إحداث زخم، وذلك إلى جانب غضب الكثيرين بسبب الخيانة تجاه التجمع". وأضاف دروكر أنه "إذا تجاوز التجمع نسبة الحسم، فإننا سنكون في واقع آخر تماما. وبدل تمثيل عربي ما بين 0 إلى 4 مقاعد، قد يكون هذا 8 أو 9 أو 12 مقعدا. وإذا سيكون هناك معطى نفتتح فيه عينة التصويت في نهاية التصويت، فهذا سيكون التجمع ونسبة التصويت".

ودفع ارتفاع نسبة التصويت في المجتمع العربي وإمكانية حصول القوائم العربية على 12 مقعدا، أي أربعة مقاعد لكل منها بما فيها التجمع، رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، إلى استنفار أوساط اليمين لرفع نسبة التصويت "لتحييد" ارتفاع نسبة التصويت في صفوف العرب. ويرى نتنياهو أن ارتفاع تمثيل العرب إلى 12 مقعدًا يقضي على فرصه لتشكيل حكومة محتلمة، إذ تظهر الاستطلاعات أن قوة معسكره تتراوح ما بين 60 - 62 مقعدًا، وفي حال تحقيق القوائم العربية الثلاث 12 مقعدًا، فإن ذلك سيحرم معسكره من الحسم.

ويسعى نتنياهو بكل قوة من أجل رفع نسبة التصويت في صفوف الناخبين التقليديين للأحزاب في معسكره، وخاصة الليكود. وقال رئيس مجلس المستوطنات الأسبق والمقرب من نتنياهو، شلومو فيلبر، في القناة 14، إنه يجب رفع نسبة التصويت في صفوف اليمين من أجل "تحييد ارتفاع نسبة التصويت بين العرب" ومنع صعود التجمع، أي منعه من تجاوز نسبة الحسم.

كذلك اعتبرت رئيس حزب "البيت اليهودي" ووزيرة الداخلية، أييليت شاكيد، لموقع "واينت"، اليوم، أنه "لن تكون هناك حكومة لنتنياهو من دون البيت اليهودي"، وفسرت ذلك بأن "نسب التصويت في الوسط العربي ترتفع بشكل كبير".

غير أن الواقع الحالي قد ينقلب، في حال تحققت سيناريوهات طُرحت مرارا في الأشهر الأخيرة، منذ حل الكنيست وتبكير الانتخابات، وهي أن يُوصي حزب الليكود على تكليف قيادي آخر من صفوفه غير نتنياهو لتشكيل حكومة. والاسم المتداول في هذه السيناريوهات هو عضو الكنيست ياريف ليفين، المقرب جدا من نتنياهو.

وتوقعت الاستطلاعات التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية أن أحزاب اليمين في المعارضة، بقيادة نتنياهو، ستحصل على 59 – 60 مقعدا في الكنيست، وأخرى قدرت بأنه سيحل على 60 - 62 مقعدًا، ولا أغلبية لأحزاب الائتلاف الحكومي، ما يعني أن المأزق السياسي ما زال يمنع تشكيل حكومة إسرائيلية أو حكومة مستقرة، وربما سيؤدي هذا الوضع إلى التوجه إلى انتخابات أخرى، سادسة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى