محمود شاهين - الدخول في العام السابع والسبعين؟

أن يدخل المرء عامه السابع والسبعين وهو ما يزال قادراً على ممارسة عمله وخدمة نفسه ، رغم العديد من أمراض الشيخوخة ، كالضغط وتصلب الشرايين ، وانغلاق جزئي في بعضها ، إضافة إلى وشة الأذنين وذبابات العيون وعطل في مفصلي البنصرين من جراء حمل التموين، أمر يستحق الشكرلخالق الخلق الساري بطاقته العقلانية في الكون والكائنات، الذي لا ينفصل وجودنا عن وجوده ، كما رسمته مخيلتي ..

لا أعرف اليوم الذي ولدت فيه كما لا أعرف المكان بالضبط ، وإن عرفت المنطقة ، ولا أعرف كيف ، فهل عانت أمي كثيراً حين تخيلت أنها ولدتني في حقل حصاد حين دهمها المخاض فجأة ، فانزوت في ركن قصي عن أعين الحُصّاد لتقذفني خارج رحمها .. فيوم 30/10/ 1946 هو يوم قدّره لمولدي الأديب الراحل خليل سواحري بناء على رأي والدي ، حسب ما أعرف ، عند دخولي المدرسة ، حيث كان يعمل في الدائرة التي تسجل المواليد في القدس حينذاك.

عشت أعواماً فظيعة من التشرد والفقروالعوز، والتشرد ما يزال يلاحقني، فبيتي الشبيه بالمتحف في دمشق وأنا مشرد في عمان. كما عشت أياماً جميلة ربما لم يعشها أحد غيري راوحت بين العطاء الأدبي والفكري والحب أيضاً ، فقد تزوجت من اثنتين عربية وألمانية ، وأحببت من النساء ما دفعني إلى التوقف عن الحب ، لأعيش وحيداً ومتفرغاً للإبداع والفكر وحدهما ، لأنتج ما يزيد على أربعين مؤلفاً ابداعياً بين قصة ورواية وفكر فلسفي وشعر ونقد وبحث، إضافة إلى رسم أكثر من أحد عشرألف لوحة ، لي منها قرابة ثمانية آلاف لوحة في قرابة تسعين بلدأً في العالم . أكثر لوحاتي في ألمانيا قرابة 1500 لوحة ، ثم سوريا، قرابة ألف لوحة ،. ثم فرنسا قرابة 500 لوحة، ثم فلسطين قرابة 400 لوحة، ثم النمسا قرابة 300 لوحة ، ثم الكويت قرابة 200 لوحة، ثم اسبانيا قرابة 150 لوحة ، ثم النرويح ، قرابة 130 لوحة ، ثم الإمارات قرابة 140 لوحة ، ثم بريطانيا قرابة 120 لوحة ، ثم أمريكا قرابة 110 لوحات .. باقي اللوحات يتوزع على قرابة ثمانين من دول العالم بين قرابة خمس لوحات وثما نين لوحة في كل بلد.

طموحي في ما تبقى من عمر ان أجمع مقالاتي ومقولاتي الفلسفية في مجلدين ، وأعيد نشر بعض مؤلفاتي كملحمة الملك لقمان وغوايات شيطانية والأرض الحرام والارض المغتصبة والهجرة إلى الجحيم ، ونشر مخطوطاتي التي لم تنشر بعد " جبل المنطار ، والأحزان المتعانقة وغيرهما" ، وقد أتعمق اكثر في فلسفتي ، وقد أكتب رواية أو أكثر إن طال العمر..

خلاصة فلسفتي لمن لا يعرفها :

الخالق أو القائم بالخلق طاقة عقلانية سارية في الكون والكائنات ومتجسدة فيهما ، والغاية من الخلق ، هي أن يرى الخالق نفسه مجسداً في كون وكائنات ، تكون قادرة على العمل معه لبناء حضارة انسانية تتحقق فيها قيم الخير والعدل والمحبة والجمال ، كون الخالق جمال مطلق ومحبة مطلقة ، وخير مطلق ، وعدالة مطلقة. ولن تكتمل عملية الخلق إلا بتحقيق هذه الغاية وخلق الانسان الكامل .. وبناء عليه فإن عملية الخلق ما تزال تحبو في بدايتها.

محمود شاهين .

30/10/2022

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى