الكتابة ليست موهبة، بل أكثر من ذلك، كما يقول تيك وتاك في تان تان. الكتابة العظيمة لها رائحة، وليس كثيراً من الكتاب يمتلكون هذه الروح القدس إلى جوار الكلمة. إنك عندما تقرأ لهيرمان هيسه تشم الرائحة، تشم رائحة الأحجار ودير الرهبان، والمدرسة، وأحيانا تشم رائحة بلا رائحة ولكنها رائحة، إنها رائحة العدم كما في أعمال بيكيت، وأحيانا تنطلق رائحة الزهور كما في كهف جوزيه ساراماغو، وهناك رائحة العفونة كما في عطر باتريك زوسكند، ومستعمرة العقاب لكافكا، وأحيانا رائحة الثلج كما عند أوي، ورائحة البخور وأخشاب المشربيات القديمة كما عند محفوظ..
هؤلاء ليس بالضرورة يكتبون عمقاً فلسفياً، بل يحكون قصة، ولكنهم يحكونها كما لو كانوا يقطعونها من جلد الزمان ويلقون مزعتها إليك.
وهذا سر لا يملكه الكثير من الكتاب، رغم أنهم كتاب جيدون، لكنهم لا يملكون القدرة على نقل الرائحة في كتاباتهم، مع أنهم قد ينفقون جهداً مقدراً في الوصف والحكمة.
كيف يمكنني أن أصف ذلك؟ ربما أصفه بالكتابة بحب. كالرسم بحب والطبخ بحب، نعم.. ذلك السر الطيفي الذي يربط بين المعنويات (الروح والقلب) وبين الماديات (النص). ربما نكتشف ذلك في جداريات المشردين، الذين لا يجيدون الرسم لكنك تعرف المقصود من رسوماتهم، كرستيانو، ميسي، مايكل جاكسون، بوتين..الخ. حب عظيم وغير مشروط ولا يجوز محاكمته يجعل من غير الرسام رساماً. روح مبثوثة في تلك الانحناءات المرتبكة للخطوط. وهذا سر لا يمكن فهمه أو طلب آية عليه.
أمل الكردفاني
هؤلاء ليس بالضرورة يكتبون عمقاً فلسفياً، بل يحكون قصة، ولكنهم يحكونها كما لو كانوا يقطعونها من جلد الزمان ويلقون مزعتها إليك.
وهذا سر لا يملكه الكثير من الكتاب، رغم أنهم كتاب جيدون، لكنهم لا يملكون القدرة على نقل الرائحة في كتاباتهم، مع أنهم قد ينفقون جهداً مقدراً في الوصف والحكمة.
كيف يمكنني أن أصف ذلك؟ ربما أصفه بالكتابة بحب. كالرسم بحب والطبخ بحب، نعم.. ذلك السر الطيفي الذي يربط بين المعنويات (الروح والقلب) وبين الماديات (النص). ربما نكتشف ذلك في جداريات المشردين، الذين لا يجيدون الرسم لكنك تعرف المقصود من رسوماتهم، كرستيانو، ميسي، مايكل جاكسون، بوتين..الخ. حب عظيم وغير مشروط ولا يجوز محاكمته يجعل من غير الرسام رساماً. روح مبثوثة في تلك الانحناءات المرتبكة للخطوط. وهذا سر لا يمكن فهمه أو طلب آية عليه.
أمل الكردفاني