مساهمة البروفيسور مختار عجوبة، حينما سألناه في حوار أجريناه معه ( نصار الحاج – عبدالمنعم حسن – عبدالفتاح عبدالسلام ) ضمن حوار طويل، تم قبل عامين تقريبا وللاسف حتى الان لم ينشر، سالناه عن "أبادماك الرؤية الإبداعية والموقف السياسي؟" فكانت افادة مختار عجوبة عن سؤالنا،
كالتالي:
أبادماك ، الرؤية الابداعية والموقف السياسي ؟
أول اجتماع لتكوين جماعة أبادماك كان بدار اتحاد المعلمين بالمقرن . وقد ترأس الاجتماع الأستاذ أحمد عبدالحليم وسعاد ابراهيم أحمد . ويقال ان أبادماك ، أحد آلهة السودانيين القدماء ، جمع الحكمة فادعي وهو اله الالهام أيضا ، لذلك اتخذت منه جماعة مبدعين من أهل اليسار في الغالب رمزا لهم ، وكنا منهم ، حرصنا علي أن يكون الابداع ديدننا ، ومع هبة مايو الأولي تداعينا – وان كان لكثيرين منا قدرا متفاوتا من الاستقلالية ، كنا خالد المبارك وعبدالله علي ابراهيم وأنا – أكبر الجماعة سنا وفي مرحلة لاحقة ربما لحق بنا النور عثمان أبكر و محمد المكي ابراهيم ، وقد رفض محمد عبدالحي الالتحاق بالجماعة ولم يخاصمها وقد حضر بعض منتدياتها .
بقدرة قادر منحت حكومة نميري "دار الثقافة" لجماعة أبادماك ربما لمساندة سيياسية ظاهرة أو خفية ، وفي دار الثاقة أقمنا ليال شعرية ، وكان نجمها شاعرنا عبدالله جلاب وعلي عبدالقيوم ومبارك بشير ومحمد تاج السر وسبدرات وحدربي وصلاح قوله وغيرهم كثيرون ربما كان عمر الدوش منهم ، وأقمنا معارض لعبدالله بولا وللعطا ، وليالي قراءات قصصية وفنون تشكيلية ، ومسرحية كان من المساهين فيها شبان وشابات منهن سلمي بابكر وفاطمة بابكر و بنات العاقب وغيرهن ، ومن الشباب المسرحيين أذكر يوسف خليل وجعفر النصيري ومن القصصيين عمر الحويج وصلاح يوسف و من الصحفيين طلحة الشفيع و من النقاد محمد المهدي بشري وعبدالهادي الصديق وسامي سالم - كنا جماعة متفائلة ، أقمنا معا معارض بمدني وليالي أدبية بالمدارس والساحات ، واتخذنا من قرية "بورتبيل" قرية نموذجية لمواصلة أنشطتنا التي لم تستمر علنية أكثر من ثلاث سنوات بعدها توقفت الجمعية أو الجماعة تماما ، وكانت ليلة من أعظم الليالي أقمناها بطيبة الشيخ عبدالباقي ، ويبدو أن الشيخ قد بارك تلك الليلة فقد كانت "القبة" تردد صدي شعر علي عبدالقيوم الذي تألق في تلك الليلة .
لا أدري ان كان احتلالنا لدار الثقافة نعمة أم نقمة علينا ، فقد كانت الدار في ذلك الوقت وقفا علي كبار الأفندية المتفرنجين ، والذين يكثرون فيها التحدث بالانجليزية أكثر من تحدثهم بالعربية حفاظا علي ارث توارثوه من الدار التي كان يرتادها الاداريون البريطانيون . كان وضعنا في تلك الدار غريبا عليهم فأبدوا قدرا من التذمر والاشمئزاز ، خاصة وأنه كان في سلوك بعضنا قدرا من الاستفزاز لمن يكبروننا سنا ومكانة من مدخني الغليونات في ذلك الزمان ، وآخر صورة شاهدتها لمثقف سوداني يدخن الغليون كانت لعلي شمو في احدي اجتماعات ثورة الانقاذ أو مؤتمراتها .
الغليون كان سمة حضارية تدل علي عمق ثقافة صاحبه وريما اغترابه ، و لا أدري الآن هل يوجد بين اداريي الانقاذ من يدخنون الغليون ، وفي قرانا في ذلك الزمان من اشتهروا بتدخين الغليون ، فقد عملوا هم أيضا مع الانجليز .
وعلي كل حال أبادماك كانت مدرسة ، خرجت كثيرا من المبدعين ، ومنظروها وهما عبدالله علي ابراهيم وعبداله جلاب خير من يمكن أن يحدثوكم عنها ، وأذكر أن الأخ سامي سالم قد كتب شيئا في ذكرها في مرثياته للشاعر عمر الدوش ، ويبدو أن هناك لفيفا من أدبائها كانوا يعيشون حياتها الصادقة الأبهة الي قيام ثورة الانقاذ ، التي صادرت من اتحاد الأدباء مقره المعروف بالمقرن وحولته الي وكر لاتحاد الطلاب السودانيين الذي سُرق اسمه منذ عهد نميري ، ولم يجد أعضاء الاتحاد بدا من الهجرة وان هادن بعضهم الانقاذ في البداية ومنهم من لحق بها التحاقا نهائيا كالشاعر مصطفي سند ، بينما مات غيره في المنافي مثل أديبنا وكاتب القصة علي المك ، أما الآخر صلاح أحمد ابراهيم فله قصة أخري يطول شرحها – رحمة الله علينا وعليهم أجمعين.
كالتالي:
أبادماك ، الرؤية الابداعية والموقف السياسي ؟
أول اجتماع لتكوين جماعة أبادماك كان بدار اتحاد المعلمين بالمقرن . وقد ترأس الاجتماع الأستاذ أحمد عبدالحليم وسعاد ابراهيم أحمد . ويقال ان أبادماك ، أحد آلهة السودانيين القدماء ، جمع الحكمة فادعي وهو اله الالهام أيضا ، لذلك اتخذت منه جماعة مبدعين من أهل اليسار في الغالب رمزا لهم ، وكنا منهم ، حرصنا علي أن يكون الابداع ديدننا ، ومع هبة مايو الأولي تداعينا – وان كان لكثيرين منا قدرا متفاوتا من الاستقلالية ، كنا خالد المبارك وعبدالله علي ابراهيم وأنا – أكبر الجماعة سنا وفي مرحلة لاحقة ربما لحق بنا النور عثمان أبكر و محمد المكي ابراهيم ، وقد رفض محمد عبدالحي الالتحاق بالجماعة ولم يخاصمها وقد حضر بعض منتدياتها .
بقدرة قادر منحت حكومة نميري "دار الثقافة" لجماعة أبادماك ربما لمساندة سيياسية ظاهرة أو خفية ، وفي دار الثاقة أقمنا ليال شعرية ، وكان نجمها شاعرنا عبدالله جلاب وعلي عبدالقيوم ومبارك بشير ومحمد تاج السر وسبدرات وحدربي وصلاح قوله وغيرهم كثيرون ربما كان عمر الدوش منهم ، وأقمنا معارض لعبدالله بولا وللعطا ، وليالي قراءات قصصية وفنون تشكيلية ، ومسرحية كان من المساهين فيها شبان وشابات منهن سلمي بابكر وفاطمة بابكر و بنات العاقب وغيرهن ، ومن الشباب المسرحيين أذكر يوسف خليل وجعفر النصيري ومن القصصيين عمر الحويج وصلاح يوسف و من الصحفيين طلحة الشفيع و من النقاد محمد المهدي بشري وعبدالهادي الصديق وسامي سالم - كنا جماعة متفائلة ، أقمنا معا معارض بمدني وليالي أدبية بالمدارس والساحات ، واتخذنا من قرية "بورتبيل" قرية نموذجية لمواصلة أنشطتنا التي لم تستمر علنية أكثر من ثلاث سنوات بعدها توقفت الجمعية أو الجماعة تماما ، وكانت ليلة من أعظم الليالي أقمناها بطيبة الشيخ عبدالباقي ، ويبدو أن الشيخ قد بارك تلك الليلة فقد كانت "القبة" تردد صدي شعر علي عبدالقيوم الذي تألق في تلك الليلة .
لا أدري ان كان احتلالنا لدار الثقافة نعمة أم نقمة علينا ، فقد كانت الدار في ذلك الوقت وقفا علي كبار الأفندية المتفرنجين ، والذين يكثرون فيها التحدث بالانجليزية أكثر من تحدثهم بالعربية حفاظا علي ارث توارثوه من الدار التي كان يرتادها الاداريون البريطانيون . كان وضعنا في تلك الدار غريبا عليهم فأبدوا قدرا من التذمر والاشمئزاز ، خاصة وأنه كان في سلوك بعضنا قدرا من الاستفزاز لمن يكبروننا سنا ومكانة من مدخني الغليونات في ذلك الزمان ، وآخر صورة شاهدتها لمثقف سوداني يدخن الغليون كانت لعلي شمو في احدي اجتماعات ثورة الانقاذ أو مؤتمراتها .
الغليون كان سمة حضارية تدل علي عمق ثقافة صاحبه وريما اغترابه ، و لا أدري الآن هل يوجد بين اداريي الانقاذ من يدخنون الغليون ، وفي قرانا في ذلك الزمان من اشتهروا بتدخين الغليون ، فقد عملوا هم أيضا مع الانجليز .
وعلي كل حال أبادماك كانت مدرسة ، خرجت كثيرا من المبدعين ، ومنظروها وهما عبدالله علي ابراهيم وعبداله جلاب خير من يمكن أن يحدثوكم عنها ، وأذكر أن الأخ سامي سالم قد كتب شيئا في ذكرها في مرثياته للشاعر عمر الدوش ، ويبدو أن هناك لفيفا من أدبائها كانوا يعيشون حياتها الصادقة الأبهة الي قيام ثورة الانقاذ ، التي صادرت من اتحاد الأدباء مقره المعروف بالمقرن وحولته الي وكر لاتحاد الطلاب السودانيين الذي سُرق اسمه منذ عهد نميري ، ولم يجد أعضاء الاتحاد بدا من الهجرة وان هادن بعضهم الانقاذ في البداية ومنهم من لحق بها التحاقا نهائيا كالشاعر مصطفي سند ، بينما مات غيره في المنافي مثل أديبنا وكاتب القصة علي المك ، أما الآخر صلاح أحمد ابراهيم فله قصة أخري يطول شرحها – رحمة الله علينا وعليهم أجمعين.