المحامي علي ابوحبله - مطلوب من القمة العربية في الجزائر.. إعادة هيكلية جامعة الدول العربية وتصويب لأولوية الصراع مع إسرائيل

تنعقد القمة العربية الحادية والثلاثون لمجلس جامعة الدول العربية، في وقت يشهد فيه العالم تغير في موازين القوى وانحسار للقوه الامريكيه الاحاديه ، والتداعيات للحرب الروسية الاوكرانيه تفرض على الأقطار العربية توحيد صفوفهم وجهودهم وفرض وجودهم على الساحة الاقليميه والدولية ، وان يتناسى العرب فيما بينهم خلافاتهم وأن تطوى مخلفات موجتين ربيعيتين (2011 في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والبحرين، و2018-2019 في السودان والجزائر والعراق ولبنان)، وكل ذلك في سبيل تحقيق الهدف الذي تتطلع إلى تحقيقه ألامه العربية للوصول إلى استراتجيه عربيه تحقق وحدة العمل المشترك والسوق العربية المشتركة وصولا للحفاظ على الأمن القومي العربي من خلال وقف التمدد الصهيوني ومواجهة مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تسعى أمريكا والغرب من خلاله تسييد إسرائيل على المنطقة وتمكينها من الاستحواذ ا على ثروات الامه العربية من خلال التطبيع المجاني وتذويب القضية الفلسطينية وفرض إسرائيل لتكون جزء لا يتجرأ من منظومة الأمن في الشرق الأوسط

إن العمل العربي المشترك ما زال حلما تتطلع الشعوب العربية لتحقيقه ، وما لم يقرر المشاركون مغادرة منطقة الشعارات والصيغ المكررة، ويدفعهم القلق من تداعيات الوضعين الإقليمي والعالمي معاً لتحصين الوضع العربي وهذا يتطلب وعي عربي مشترك بحس أمن قومي ، بشكل يجعل الأقطار العربية تتفادى مجاعات جديدة، وحروباً أهلية جديدة، واستباحات استعمارية جديدة، وانهيارات شاملة للدول الوطنية في عدد من البلدان، و البحث من جديد عن شروط للتفاهم وازالة الخلافات وانهاء الحروب في اليمن وليبيا ولبنان وسوريا وضرورة عودة سوريا للجامعة العربية

وإذا كانت الملفات المتعلقة بالعلاقات مع بلدان الجوار، من إيران وتركيا وصولاً الى اثيوبيا، ومع الضفة الشمالية، الأوروبية، للحوض المتوسط، لها حيز أساسي في جدول أعمال القمة، وكذلك الملف الخطير والراهني للغاية المتعلق بالغذاء والأمن الغذائي وتمدد خارطة الجوع على مستوى الجغرافيا العربية، فإن المبادرة التي أطلقتها الجزائر، الدولة المضيفة للقمة، للم شمل الفصائل الفلسطينية هي من النوع الذي سينظر له على أنه مكسب حقيقي يمكن أن تخرج به هذه القمة ما لم توضع العصي في دواليبه ضمن أعادة أولوية الصراع مع إسرائيل

يُعلّق الفلسطينيون آمالاً كبيرة على مخرجات القمة العربية حيث يتطلعون إلى إصدار قرار بدعم "القضية الفلسطينية على كافة المستويات". و"باتخاذ موقف فعلي لـ لمّ الشمل الفلسطيني وتحقيق المصالحة". ويتطلع الفلسطينيون إلى ضرورة "إصدار قرار يقضي بقطع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي ورفض التطبيع". حتى تلتزم إسرائيل بشروط اتفاقية السلام العربية ، وأن يتمّ البناء على القرارات التي تم إصدارها في القمم السابقة لجهة التطبيع مع الكيان الصهيوني وذلك ضمن مسعى "إعادة القضية الفلسطينية على واجهة الاهتمام العربيّ، لتكون القضية المركزية لهم". ويذكر أن "مبادرة السلام العربية"، التي تُعرف أيضا بـ"المبادرة السعودية"، هي مقترح اعتمدته جامعة الدول العربية في قمتها التي عقدتها في بيروت عام 2002.

وتنصّ المبادرة على إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية، وحلّ عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان السورية المحتلة ومن الأراضي التي ما زالت محتلة في الجنوب اللبناني، مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل، وتطبيع العلاقات معها.

ويبقى السؤال عن مصير جامعة الدول العربية كمؤسسة، كهيكلية، ومتى سيحين وقت ورشة إعادة تأهيلها وتطويرها، أخذاً بعين الاعتبار أن السواد الأعم من المواطنين العرب لا يعرف للجامعة العربية من وجود إلا من خلال القمم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى