وجه قادة دول التهنئة لزعيم المعارضة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفوزه في الانتخابات وسط ترقب تشكيلة حكومته المقبلة التي يسود الاعتقاد إنها ستكون يمينية ، وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية، مساء الخميس، فوز معسكر نتنياهو بـ64 من مقاعد الكنيست الـ120 في انتخابات هي الخامسة في غضون أقل من 4 سنوات.
وقال نتنياهو في تغريدة عبر صفحته على منصة تويتر، الجمعة: "لقد تحدثت مع زعماء المجر واليونان وبولندا ورومانيا والنمسا الذين هنئوني بالفوز في الانتخابات. معا سنرتقي بعلاقاتنا إلى آفاق جديدة".
وقال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي في تغريده على تويتر، الجمعة: "أهنئ بنيامين نتنياهو على الفوز في الانتخابات" وأضاف: "تشترك إسرائيل وأوكرانيا في القيم والتحديات المشتركة التي تتطلب الآن تعاونًا فعالًا. نأمل أن نفتح صفحة جديدة بالتعاون مع الحكومة الجديدة من أجل إسرائيل وأوكرانيا".
ومساء الأربعاء أعلن مكتب الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، إنه سيبدأ الأسبوع المقبل، على الأرجح، المشاورات مع الأحزاب الفائزة بالانتخابات التي جرت، الثلاثاء، قبيل تكليف أحد أعضاء الكنيست بتشكيل الحكومة.ومن المرجح أن يكلف نتنياهو بهذه المهمة التي عليه استكمالها في غضون 28 يوما من موعد التكليف على أن يتم تمديدها 14 يوما إضافية عند الحاجة وبشرط موافقة الرئيس.
وتتوجه الأنظار محليا ودوليا إلى تشكيلة الحكومة الجديدة وسط مخاوف من منح قادة تحالف "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير حقائب هامة ، ونقلت هيئة البث العبرية، الجمعة، عن مصادر سياسية إسرائيلية إن "نتنياهو لا يرغب في المخاطرة بمنح مَن وصفتهم بممثلي اليمين المتطرف، مثل إيتمار بن غفير، حقائب سيادية". "لذلك يسعى نتنياهو إلى إقناع خصميه يائير لابيد وبيني غانتس بالانضمام إلى حكومة برئاسته ليتجنب عزلة دولية، علما بأن تقارير صحفية ذكرت أن الإدارة الأميركية ودولا أوروبية أبلغته بأنها لن تتعامل مع بن غفير كوزير، كما أن دولا عربية حذرت رئيس الليكود من تنصيب بن غفير وزيرا".
وتابعت نقلا عن المصادر السياسية، التي لم تسمها، إن: "نتنياهو لا يستبعد إمكانية التوجه إلى رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس، ليكون عنصر موازنة أمام المتطرفِين اليمينيين".ويتكون معسكر نتنياهو من 4 أحزاب يمينية وهي "الليكود" و"شاس" و"يهودوت هتوراه" و"الصهيونية الدينية" وطبقا للقانون فإن نتنياهو يحتاج إلى 61 على الأقل من أعضاء الكنيست الـ120 لنيل حكومته ثقة البرلمان.
وسط كل التوقعات ، يستطيع نتنياهو أن يشكّل حكومة بسهولة نسبية، ولديه خيارات تجعله قادرا على ترؤس حكومة يمينية مع ميل بسيط نحو الوسط، أو يمينية خالصة مع بعض التشدّد الراديكالي، أو يمينية متطرّفة متعصبة. وفي القوائم الانتخابية الناجحة خيارات واسعة تتيح له سهولة الانتقاء، فمن الناحية العملية جميع القوائم الانتخابية مرشّحة للدخول في تحالف مع نتنياهو، باستثناء القوائم العربية (10 مقاعد) وقائمة حزب العمل (أربعة مقاعد). أما ما تبقى فكلها خياراتٌ واردةٌ تتوقف على شكل السياسة التي يريد نتنياهو انتهاجها خلال السنوات الأربع المقبلة، ومع فقدان قائمة أفيغدور ليبرمان ميزتها "صانع ملوك"، فنتنياهو يستطيع أن يضع في جيبه، كما كان يفعل دائما، حركة شاس وحزب يهودت هتوراة، ليضمن 50 مقعدا، هي حصيلة ما تملكه الأحزاب الثلاثة، وعملية البحث عن المقاعد الأحد عشر الباقية، ليعبر تصويت الثقة في الكنيست، هي عملية بسيطة وتحدّدها رغبة نتنياهو وخيار نهجه السياسي.
خيار التشدد يتمثل في ضم حزب "الصهيونية الدينية" المتطرّف، والذي كان نجم الانتخابات الأخيرة، وحصل فيها على 14 مقعدا. يريد هذا الحزب سيادة إسرائيلية على كل المستوطنات مع توسيعها، ويذهب بعض أعضائه بعيدا إلى ضم الضفة الغربية كلها، وإيقاف أي محادثاتٍ مع الفلسطينيين، بالإضافة إلى المواقف الدينية التي تدعو إلى التدريس الديني وإحلال الشرائع اليهودية. أما أخطر ما يريد هذا الحزب القيام به هو السماح لليهود بالصلاة في باحات المسجد الأقصى، وهذا استفزاز خطير للفلسطينيين، بالإضافة إلى مطالباته بتطبيق عقوبة الإعدام على الفلسطينيين الذين يقومون بعمليات عسكرية على الجانب الإسرائيلي. يمكن لهذا الحزب، فيما لو اشترك في الحكومة، أن يفرض شروطاً على نتنياهو، يضيف إلى تطرّفه تطرّفاً، وقد يحدّ من هامش مناوراته، ليوجّه سياساته بشكل صارم نحو مزيد من اليمين.
الخيار الثاني هو تحالف نتنياهو مع بني غانتس وحزب الوحدة الوطنية، رغم أن تاريخ علاقات غانتس ونتنياهو سيئ، ولم يدم تحالفهما طويلاً، كما أن غانتس قال إنه سيكون في المعارضة، ولا يرغب بالاشتراك في حكومة نتنياهو. ولكن إذا أراد نتنياهو التخفيف من التشدّد عليه اللجوء إلى غانتس. ومثل هذا التحالف سيلقى قبولا أميركيا وشكلا أفضل للحكومة الإسرائيلية أمام أوروبا. هذه الحكومة التي يمكنها، في الوقت ذاته، أن تمارس سياسة متشدّدة تجاه الفلسطينيين، وهو ما تقوم به حاليا، بغض النظر عن توجّه الأحزاب التي تشكلها، فقد قصفت غزة أمس، ورئيس الحكومة ليبيد محسوبٌ على اليسار. وهذا يمكن أن يكون خياراً بعيداً لنتنياهو، فيما لو أراد التحرّر أكثر من يمينية الأحزاب. وفي التاريخ السياسي الإسرائيلي، حدث تحالف نادر بين إسحاق شامير وشمعون بيريس قطبي اليمين واليسار، عندما تناوبا على رئاسة الحكومة، لكنه يبقى اليوم خيارا بعيدا، فنتنياهو يريد أن يكون رئيساً للوزراء أربع سنوات يكون بعدها قد بلغ السابعة والسبعين.
وخلاصة القول يمكن اعتبار هذه الانتخابات "نصراً" لليمين الإسرائيلي ونصرا للتطرّف. وهي بمعنى ما، نصرٌ خاص لنتنياهو، بما تتيحه له من خيارات، فبقدر ما هي لحظة من لحظات اليمين الإسرائيلي، فهي تشكّل لحظة من لحظات نتنياهو، مع ملاحظة أن الاثنين شيء واحد.
وقال نتنياهو في تغريدة عبر صفحته على منصة تويتر، الجمعة: "لقد تحدثت مع زعماء المجر واليونان وبولندا ورومانيا والنمسا الذين هنئوني بالفوز في الانتخابات. معا سنرتقي بعلاقاتنا إلى آفاق جديدة".
وقال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي في تغريده على تويتر، الجمعة: "أهنئ بنيامين نتنياهو على الفوز في الانتخابات" وأضاف: "تشترك إسرائيل وأوكرانيا في القيم والتحديات المشتركة التي تتطلب الآن تعاونًا فعالًا. نأمل أن نفتح صفحة جديدة بالتعاون مع الحكومة الجديدة من أجل إسرائيل وأوكرانيا".
ومساء الأربعاء أعلن مكتب الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، إنه سيبدأ الأسبوع المقبل، على الأرجح، المشاورات مع الأحزاب الفائزة بالانتخابات التي جرت، الثلاثاء، قبيل تكليف أحد أعضاء الكنيست بتشكيل الحكومة.ومن المرجح أن يكلف نتنياهو بهذه المهمة التي عليه استكمالها في غضون 28 يوما من موعد التكليف على أن يتم تمديدها 14 يوما إضافية عند الحاجة وبشرط موافقة الرئيس.
وتتوجه الأنظار محليا ودوليا إلى تشكيلة الحكومة الجديدة وسط مخاوف من منح قادة تحالف "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير حقائب هامة ، ونقلت هيئة البث العبرية، الجمعة، عن مصادر سياسية إسرائيلية إن "نتنياهو لا يرغب في المخاطرة بمنح مَن وصفتهم بممثلي اليمين المتطرف، مثل إيتمار بن غفير، حقائب سيادية". "لذلك يسعى نتنياهو إلى إقناع خصميه يائير لابيد وبيني غانتس بالانضمام إلى حكومة برئاسته ليتجنب عزلة دولية، علما بأن تقارير صحفية ذكرت أن الإدارة الأميركية ودولا أوروبية أبلغته بأنها لن تتعامل مع بن غفير كوزير، كما أن دولا عربية حذرت رئيس الليكود من تنصيب بن غفير وزيرا".
وتابعت نقلا عن المصادر السياسية، التي لم تسمها، إن: "نتنياهو لا يستبعد إمكانية التوجه إلى رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس، ليكون عنصر موازنة أمام المتطرفِين اليمينيين".ويتكون معسكر نتنياهو من 4 أحزاب يمينية وهي "الليكود" و"شاس" و"يهودوت هتوراه" و"الصهيونية الدينية" وطبقا للقانون فإن نتنياهو يحتاج إلى 61 على الأقل من أعضاء الكنيست الـ120 لنيل حكومته ثقة البرلمان.
وسط كل التوقعات ، يستطيع نتنياهو أن يشكّل حكومة بسهولة نسبية، ولديه خيارات تجعله قادرا على ترؤس حكومة يمينية مع ميل بسيط نحو الوسط، أو يمينية خالصة مع بعض التشدّد الراديكالي، أو يمينية متطرّفة متعصبة. وفي القوائم الانتخابية الناجحة خيارات واسعة تتيح له سهولة الانتقاء، فمن الناحية العملية جميع القوائم الانتخابية مرشّحة للدخول في تحالف مع نتنياهو، باستثناء القوائم العربية (10 مقاعد) وقائمة حزب العمل (أربعة مقاعد). أما ما تبقى فكلها خياراتٌ واردةٌ تتوقف على شكل السياسة التي يريد نتنياهو انتهاجها خلال السنوات الأربع المقبلة، ومع فقدان قائمة أفيغدور ليبرمان ميزتها "صانع ملوك"، فنتنياهو يستطيع أن يضع في جيبه، كما كان يفعل دائما، حركة شاس وحزب يهودت هتوراة، ليضمن 50 مقعدا، هي حصيلة ما تملكه الأحزاب الثلاثة، وعملية البحث عن المقاعد الأحد عشر الباقية، ليعبر تصويت الثقة في الكنيست، هي عملية بسيطة وتحدّدها رغبة نتنياهو وخيار نهجه السياسي.
خيار التشدد يتمثل في ضم حزب "الصهيونية الدينية" المتطرّف، والذي كان نجم الانتخابات الأخيرة، وحصل فيها على 14 مقعدا. يريد هذا الحزب سيادة إسرائيلية على كل المستوطنات مع توسيعها، ويذهب بعض أعضائه بعيدا إلى ضم الضفة الغربية كلها، وإيقاف أي محادثاتٍ مع الفلسطينيين، بالإضافة إلى المواقف الدينية التي تدعو إلى التدريس الديني وإحلال الشرائع اليهودية. أما أخطر ما يريد هذا الحزب القيام به هو السماح لليهود بالصلاة في باحات المسجد الأقصى، وهذا استفزاز خطير للفلسطينيين، بالإضافة إلى مطالباته بتطبيق عقوبة الإعدام على الفلسطينيين الذين يقومون بعمليات عسكرية على الجانب الإسرائيلي. يمكن لهذا الحزب، فيما لو اشترك في الحكومة، أن يفرض شروطاً على نتنياهو، يضيف إلى تطرّفه تطرّفاً، وقد يحدّ من هامش مناوراته، ليوجّه سياساته بشكل صارم نحو مزيد من اليمين.
الخيار الثاني هو تحالف نتنياهو مع بني غانتس وحزب الوحدة الوطنية، رغم أن تاريخ علاقات غانتس ونتنياهو سيئ، ولم يدم تحالفهما طويلاً، كما أن غانتس قال إنه سيكون في المعارضة، ولا يرغب بالاشتراك في حكومة نتنياهو. ولكن إذا أراد نتنياهو التخفيف من التشدّد عليه اللجوء إلى غانتس. ومثل هذا التحالف سيلقى قبولا أميركيا وشكلا أفضل للحكومة الإسرائيلية أمام أوروبا. هذه الحكومة التي يمكنها، في الوقت ذاته، أن تمارس سياسة متشدّدة تجاه الفلسطينيين، وهو ما تقوم به حاليا، بغض النظر عن توجّه الأحزاب التي تشكلها، فقد قصفت غزة أمس، ورئيس الحكومة ليبيد محسوبٌ على اليسار. وهذا يمكن أن يكون خياراً بعيداً لنتنياهو، فيما لو أراد التحرّر أكثر من يمينية الأحزاب. وفي التاريخ السياسي الإسرائيلي، حدث تحالف نادر بين إسحاق شامير وشمعون بيريس قطبي اليمين واليسار، عندما تناوبا على رئاسة الحكومة، لكنه يبقى اليوم خيارا بعيدا، فنتنياهو يريد أن يكون رئيساً للوزراء أربع سنوات يكون بعدها قد بلغ السابعة والسبعين.
وخلاصة القول يمكن اعتبار هذه الانتخابات "نصراً" لليمين الإسرائيلي ونصرا للتطرّف. وهي بمعنى ما، نصرٌ خاص لنتنياهو، بما تتيحه له من خيارات، فبقدر ما هي لحظة من لحظات اليمين الإسرائيلي، فهي تشكّل لحظة من لحظات نتنياهو، مع ملاحظة أن الاثنين شيء واحد.