رايفين فرجاني - المدارس الفلسفية الكبرى

الإجتماعية​
الفلسفات الإجتماعية هي أي فلسفة غايتها إصلاح المجتمع.

وقد تكون أي فلسفة غايتها دراسة المجتمع,غالبا لمحاولة إصلاحه أو تغييره أو الإرتقاء به للأفضل. وربما في بعض الحالات النادرة المتطرفة,من أجل تدميره.

"الوظيفة الأساسية للنظرية الأجتماعية تتمثل فى السعى لفهم تفاعلات الواقع الاجتماعى وظواهره لإستكشاف الأساليب أو السلبيات الأكثر ملائمة لحل مشكلاتة سعيا وراء ترشيد تفاعلاته وتطوره"[TM1]

ويمكننا أن نميز الإجتماعية بصفتها رؤية شمولية للأمور,لما تبلورت لأول مرة على يد ميكيافيلي. ثم في نظرية العقد الإجتماعي لجان جاك روسو وتوماس هوبز.

تنص الإجتماعية,ومن ثم الحرية الإجتماعية على وجوب توفر الحرية لدى الفرد,ولكن بشروط. أهمها هو مسألة عقد مبرم قانونيا أو عرفيا بين الفرد والفرد الآخر يقتضي بأن حدود حريتك تقع عند حريات الآخرين. هذه نقطة محورية تنطلق منها الحريات / الحقوق الثلاث الأساسية؛حق الحياة,حق الحرية,حق التملك.

ويلاحظ أن الدراسات الإجتماعية الكبرى هي التي تعني بـ دراسات الأمان (الحياة), والحريات وفلسفة التملك.

ولكن مسألة الحريات وما صاحبها ليست إلا مسألة واحدة في إطار النظم الإجتماعية التي تشمل سبعة حقول كبرى,هي

1-المجتمع / الإجتماع

2-الدولة / السياسة

3-المال / الإقتصاد

4-المؤسسة / الإدارة

5-المعرفة / الثقافة

6-الإتصال / الإتصال

7-الإنسان / الإناسة

وكل واحدة يمكن أن ينبثق عنها مجموعة من الدراسات والعلوم المختلفة,بل والمدارس الفلسفية,مثل الفلسفة الثقافية وهي مجموعة من الدراسات (الثقافية) التي تسعى إلى تحديد مفهوم الثقافة. ومثل الدعائية مذهب إجتماعي / سياسي يسعى لتحقيق الدعاية لفكرة ما بكل الطرق الممكنة. ومثل التواصلية,وعلوم الإتصال حقل واسع جدا ربما نذهب لاحقا إلى النظر إليه بصفته مجالا مستقلا عن علم الإجتماع مثله مثل التاريخ وعلم النفس.

الإختلاف​
فلسفة الاختلاف مجموعة من المذاهب المختلفة تسعى إلى هدم أي معرفة ثابتة

حول الحقيقة أو الهوية أو أي قيمة أخرى كان يقرر إطلاقها قبل سعي الوصول إليها. أي أنها تسعى إلى تفكيك أي فلسفة ثابتة,وتنادي بتعدد المذاهب الفكرية,و (لا تحديد) مذهب معين. ربما لهذا هناك إشكالية كبيرة حول تعريف هذه المدرسة وبيان معالمها,فلا يمكننا فتح المصراع على آخره لكل (الإختلافات الممكنة) لأن هذا أولا يدخلنا في قلب (الفوضى) وثانيا يبطل مفهوم (الإختلاف) نفسه. وبهذا تصير الاختلافات غير ممكنة. ولهذا ركز منظري فلسفة الاختلاف على نقد بنية النظام الحالي,أي المركزية الغربية,والتركيز بالمقابل على الهامش. وأول من فعل ذلك هو الفيلسوف الفرنسي الجزائري الكبير جاك دريدا. الذي قسم جميع المقولات إلى ثنائيات ضدية تعرف أحدهما بالأخرى.

مبدأ (خالف تُعرف) أو (مختلف وليس متخلف) حيث إن السير في إتجاه واحد لا توصف سوى بـ مسيرة القطيع. كما أننا بحاجة دوما إلى عمل مقارنة,والتصنيف,بين عدة اختلافات للتمييز بين الجميل والقبيح,أو الصحيح والخطأ. وكما يقول الفيلسوف ادورنو "أن نفكر في الاختلاف يعني أن لا نفكر بمنطق الهوية وأن لا نرجع الآخر والمتعدد إلى المثل والشبيه".[TM2]

أو كما يقول فولتير,في مواضع أخرى,ويؤيده سارتر في أكثر من موضع. وبهذا فهي تلتقي مع الفلسفة الوجودية في نقطة محورية. كما تلتقي أيضا وتتعارض مع البراجماتية,التي احتوت كل الإختلافات المتضمنة لها قضية واحدة كقضية (الصدق) على سبيل المثال,"فهي -قضية الصدق- (منتوج) ذات طبيعة متنوعة،والذي يكون على شكل : إعتقاد ، يقين ، معرفة أو صدق."[TM3] وهو أعمق من ذلك "رفع الاختلاف إلى مرتبة القيمة يعني وجوب أن يقوم على أسس جديدة تربط الفاعل بمحيطه المادي والإنساني. وإذا كان الاختلاف كقيمة يستلزم إعطاء الاعتبار للآخر،فهو يقتضي في ذات الوقت الاعتراف المتبادل،من غير مفاضلة،مع حق كل طرف في حفظ خصوصياته. فالاختلاف لا يعني رد بعض إلى بعضه الآخر،أو الدخول في المقايسة والمقارنة،بل قد يشكل منطلق الإجماع أو التوافق،أو على الأقل التعايش في ظل الاختلاف. ليصبح الاختلاف المحرك الأساس للتفاعل بين الأطراف التي تتجاذب القول أو الفعل،إيجابا وسلبا. فعبر الاختلاف نسعى إلى فهم كيف ينتقل الشيء من حال إلى حال.

نعني بالقيمة تقدير الشيء واعتباره، ومن الوجهة الفلسفية البعد الخلقي الذي يتطلع إليه المرء علما وعملا. والمبتغى من إيراد مفهوم القيمة هو رفع الاختلاف إلى درجة يصبح فيها قيمة إنسانية،وليس مجرد حقي الذي أستند فيه إلى خلفية دينية أو عرقية أو لغوية، إلخ. ومن ثم، وجب النظر إلى الآخر دون تمييز يقوم على الجنس أو الدين أو اللغة أو اللون، إلخ. ذلك أن الاستناد إلى إحدى المرجعيات قد يُفهم منه أنني أنتظر من غيري أن يعطيني هذا الحق، بينما جعله قيمة إنسانية، يعني أن لكل منا الحق في الاختلاف مع غيره، دون تمييز أو انتظار إذن من غيره. فلكل منا الحق في الاختلاف بعيدا عن أي نظرة ضيقة يمكن أن ينظر إليها الآخر من منطلق عنصري؛ فمن حقي كإنسان أن اختلف مع الآخر ضمن حقوق وواجبات مصونة لكل طرف."

الأخلاقية​
الفلسفة الأخلاقية هي أي فلسفة تبتغي الخير كقيمة مطلقة غاية لها.

الأخلاقية,هي أي فلسفة تهدف إلى تبني منظومة أو برنامج ينظم القيم التي يفترض أن تقود سلوكياتنا (نحن البشر) إلى الصواب / الخير,وإبتعادا عن الخطأ / الشرّ. القيم المطلقة الثلاث هي (الخير والجمال والحق),ولكن عادة يحدث تعارض بين (مثلا) قيمتي الخير والحق. هذا التعارض ناتج غالبا عن تصورات الإنسان النسبية وتطبيقاته لهذه القيمة,وإلا ما كانت تسمى (قيمة مطلقة). لهذا يخلط بين المنطق والتحيزات الأخلاقية العاطفية. هذا الخلط كبير ومعقد في مستويات امتزاجه,لدرجة أن تفرغ إثنين من أكبر فلاسفة القرن العشرين للتخصص في إيضاح الفرق بين (العلم) و(الخلق). هما الفيلسوف الفرنسي سارتر الذي انتهى إلى الوجودية حيث الوجود الإنساني و(الذات) بصفتها المرجع الأخلاقي الصحيح والوحيد للإنسان. والثاني هو الفيلسوف الألماني نيتشه الذي وصل إلى كون النسبية هي المقياس الصحيح, والقوة هي المرجع الوحيد. وكان ذلك مدخلا للعدمية,حيث تزول القيمة الوجودية للإنسان. هذه هي القضية الرئيسية الأولى في فلسفة الأخلاق؛أي تحديد مرجع مناسب وصحيح للقيم الأخلاقية. فالأخلاق مبحث فلسفي هام جدا,وعميق تاريخه في الفلسفة منذ ما قبل سقراط إلى ما بعد برتراند راسل. وبإمتداد هذا التاريخ,حاول الفلاسفة إيجاد حلول لمشاكل أخلاقية لا يقدر أعتى المنطقيين الرياضيين على إيجاد حلول وافية لها إلى يومنا هذا. وانتهى الفلاسفة إلى تأسيس نوع من ميتافيزيقا الأخلاق تتمثل في مصطلح (إيتيقا) حيث هو المصدر / الخلفية الذي تستمد منه النظريات المرجعية الأخلاقية. وفي كتاب الفكر الأخلاقي المعاصر عرض لأهم النماذج الأخلاقية التي وضعها أكبر فلاسفة الغرب,وكلها تستند إلى الطبيعة البشرية كمركز للإنطلاق منه نحو تحديد أفضل جهاز أخلاقي ممكن.

ومن هنا تخرج المشكلة الرئيسية الثانية في فلسفة الأخلاق,وهي

-ما دور الله في تحديد فاصل أخلاقي بين الخير والشرّ؟

ثم المشكلة الرئيسية الثالثة,وهي (علاقة العلم بالأخلاق). إشكالية تستدعي الإشكالية الأولى (المشاكل الثلاثة متصلة ببعض) وقد تعرض لها الفيلسوف الألماني الكبير مارتن هايدغر في عبارته الشهيرة (العلم لا يفكر).

الإرتيابية​
الإرتيابية فلسفة تنطلق من الشك مصدرا أوليا للحقيقة.

ولهذا تسمى أيضا (الشكية أو الشكوكية) فغايتها أو وسيلتها الإرتياب والشك في كل شيء.

وهنا يظهر موقفان رئيسيان من الفلسفة الشكية,بناء على إتخاذ الشك غاية أو وسيلة.

الموقف الأول يجزم -والطريف أنه لا يشكك في رأيه هذا- بأنه لا مجال للوصول إلى أي معرفة يقينية. فلا سبيل إلى إدراك الحقائق أو إكتشاف الظواهر. وهي في ذلك تشبه موقف العدمية والعدميون,في نزوعهم إلى الإعتقاد بـ (لا معنى من وراء أي شيء) لأننا عاجزون عن الوصول إلى أي شيء. كما تتبع الجزمية في الأخذ برأي واحد دون تفنيد أو النظر في آراء أخرى,ربما مهاجمة أي رؤية مختلفة فحسب.

الموقف الثاني هو تعليق الحكم بين الإثبات والنفي,حيث الشك أداة أساسية لتحصيل المعرفة -وسيلة لا غاية- فلا يمكن التسليم اعتباطيا,ولا النكران جزافيا,يأتي الشك حلا وسطا للوصول إلى الحقيقة. الشكية / الإرتيابية هنا تختلف عن الشكوكية حيث هي نزعة تدفع صاحبها إلى التردد بين الإثبات والنفي,عند هذه النقطة تتشابه مع الشك. إلا أن الشكوكية تحمل المتشكك على التوقف عن الحكم. توقف مستمر يعني هي في الأخير مجرد غاية يقف عندها,وليس أداة يتجاوز إلى ما بعدها. بدأت الفلسفة الشكية مع الفلسفة اليونانية,وربما لهذا ينسب الفضل لليونان كونه البلد التي احتضنت أول فلسفة (حقيقية) حسب منظّري الغرب. وتطورت كأداة علمية نافذة على أيدي كبار فلاسفة أوروبا في مطلع عصور التنوير,عند هيوم وكانط وديكارت. حيث هناك فرق واضح بين الإرتيابية والشك المنهجي الذي يؤدي إلى اليقين مثل شك ديكارت،وهذا ما يسمى مذهب الشك. فقد أثبتت الفلسفة جدواها (بما يمنع أي مجال للشك) على يد ديكارت,لهذا تنسب إليه بإعتباره مؤسسا لها,رغم أن هذا غير صحيح. للفلسفة الشكية جذور عربية لدى شيخ الإسلام الغزالي. وقبلهم ساهم فلاسفة اليونان بشكل كبير في صياغة الفلسفة الشكية.

فهي لها أدوار هامة في مختلف العلوم الإنسانية والطبيعية .. هناك

-الشكوكية الدينية (التردد بين الإلحاد والإيمان واللأدرية)

-الشكوكية الفلسفية

-الشكوكية الأخلاقية

-الشكوكية العلمية

-الشكوكية المهنية

-الشكوكية البوليسية

الإستشراق​
الاستشراق هي مدرسة فلسفية تتخذ من ثقافات الشرق (بالنسبة للغرب) مادة للدراسة.

وما يلحق تلك الكتلة الثقافية من ظروف سياسية,إجتماعية,تاريخية,إقتصادية,جغرافية,لغوية, أدبية,فنية,إنثروبولوجية,دينية,فلسفية,وإلى هذا النحو. وبرأيي يعد الاستشراق ظاهرة فريدة من نوعها تتمثل فيها علاقة غريبة بين الشرق والغرب لا مثيل لها في التاريخ قط. وتولدت عنها علاقة أغرب بين الشرق ونفسه. فأول ما نلحظه في الدراسات الاستشراقية هو موضوعها,أي الشرق. هذا وإن كان من جانب يعد إعترافا أكاديميا بأهمية الشرق مجتمعا وحضارة وثقافة. فإنه مع ذلك يختزل كل هذه الحضارة في كونها (موضوعا). ويمكن اختزال الاستشراق بإعتباره هو (نظرة الغرب إلى الشرق) ولهذا تميز فدوى مالطي دوجلاس بين نوعين من الاستشراق,العلمي والأدبي. وهناك موقفان متناقضان من الشرق فقد نشأت الفلسفة الإستشراقية (الاستشراق Orientalism‏) كحركة فكرية وفلسفية أسسها البيروقراط في بريطانيا بغرض فهم ثقافات،فلسفات وأديان الشرق إبان الإستعمار البريطاني للهند في أواسط القرن الثامن عشر،ثم توسعت حركة الإستشراق في الدول الإستعمارية كبريطانيا،فرنسا،وألمانيا،وتحولت من حركة إستعمارية إلى حركة ثقافية,ودُرِست من قبل الأكاديميين في أروقة الجامعات والمعاهد العلمية بصورة أكثر منهجية،وشملت الشرق الأقصى والأدنى والأوسط بما فيها الدول العربية،ثم تحولت مرة أخرى من حركة ثقافية إلى حركة سياسية لترسيخ الإستعمار الأمريكي للعرب والبلاد تحت سيطرة الإنجليز. (كأن شيء ما يتكرر!). لذا اختلف الموقف حول الإستشراق بين رأيين؛الأول يرى أن الإستشراق ما هو إلا أداة إستعمارية مثله مثل الإعلام والإقتصاد وغيره. خاصة وأن المستشرق في أصل تخصصه مؤرخ. ولا يتمتع كل المؤرخين بالموضوعية والنزاهة أثناء تناول تراث الغير. الرأي الثاني يرى أنها حركة تأريخية لا تستهدف الأديان والأعراق،ويستنكر إعتبار العرب -خاصة رجال الدين- الإستشراق حركة إستعمارية وتزييف للتاريخ الإسلامي،بحجة عدم تناول أغلب المستشرقين للتاريخ الإسلامي بصورة إنتقائية تستبعد الجانب السيء من التاريخ الإسلامي وتبرز الجيد. يؤيد المفكر الأمريكي / الفلسطيني الكبير إدوارد سعيد الرأي الأول في كتابه الرئيس (الاستشراق) والذي غير نظرة العالم إلى الحركة الإستشراقية,وكشف الكثير من خباياها. برأيي أن الإستشراق يمزج بين الأمرين,هذه نقطة. النقطة الثانية هو أن الإستشراق ضارب في القدم منذ القراءة الأولى للأعمال الإسلامية التي نقلت الفلسفة اليونانية إلى أوروبا. وقدم حسن حنفي مشروعا للاستغراب لقراءة وتحليل الثقافة الغربية مقابل استشراقهم لنا. هذه استمرارية لمحاولة فهم الآخر. و"رغم كون «فهم الآخر» هو هدف المشتغلين بالاستشراق والاستغراب، هذا الهدف الموضوعى، المطلوب بين أطياف المجتمع الواحد قبل أن يمارس بين مختلف المجتمعات والثقافات، فإننا نلحظ فى هذه الحالة «ظل كبلنج» ومقولته الفجة «إن الشرق شرق، والغرب غرب، ولن يلتقيا أبداً». لم تكن المشكلة فى أى وقت من الأوقات تتصل باللقاء الحتمى مع الحراك البشرى وتوافق وتعارض المصالح، لكنها كانت فى شكل اللقاءات، وما يثار فى تحليلاتها من اتهامات متبادلة. صحيح أن العديد من دراسات الجانبين قد صارت أكثر عمقاً ونضجاً، وإن كان من الصعب علينا مثلاً نسيان المرحلة الاستعمارية واستعلاء «الرجل الأبيض»، والعدوان على موارد ومقدرات الجنوب، إلى آخر هذه الأمور المحفوظة".[TM4] الإستشراق يقابله الإستغراب.

الإستعارية​
فلسفة الإستعارة فلسفة تركز على الاستعارة منطلقا ومقصدا

والإستعارة هو أخذ الشيء من مالكه مؤقتا

وهي في علم المجاز تغليب الفرع على الأصل بديلا عنه أو مصدرا له.

كما هو الحال مع المال غلب على الإبدال

ولذلك فوائد عديدة تمثلت في إرجاع كل الأشياء إلى أصل واحد,وهو هنا أصل لغوي مجازي نحصل فيه رصيدنا ونصرف منه نقودنا كما هو المقصود من النقود.

فالإنسان لما يجمع عدد من الأشياء في نطاق واحد سهل عليه الاستفادة منها,كما هو الحال مع سرة من الدنانير أو جعبة من السهام أو طاولة للمكتب. وكما هو الحال مع المال وهو أقوى مثال. لأن المال لخص فيه القدرة الشرائية على إبداله (أي العملة النقدية) بأي شيء نحتاج إليه. هذا هو نفس الأمر مع المجاز الذي يشكل المال / الرصيد اللغوي لأي مضطلع أو مطلع على البيان ويحاول أن يحسن فن الكلام واستخدام اللسان. لذا بدلا من إستخدام مصطلحات جافة قد لا تفيد إلا في تخصصها,وتفيد العارفين بها مسبقا,أبدلت كل الأشياء إلى كلمات وأبدلت جميع التصورات إلى تشبيهات لتقريب ما بين الأفهام من مسافات.

وبنية الإستعارة (الصورة),ولكن وظيفتها هنا متمثلة في (الشبه),أي جمع ما بين الصور والتصورات من تشابهات تصلح لإستخدامها في أغراض المجاز المختلفة.

والصورة هي دال يشير إلى مدلول وغالبا يتأثر بمدلوله (صورة الشيء ما يؤخذ منه عند حذف المشخصات) حيث الصورة رياضيا هي مجموعة القيم التي يمكن أن تأخذها الدالة بحسب تغير متغيرها / مدلولها,ومنطقيا صورة الشيء ما به يحصل الشيء بالفعل.

وعلى قدر فهمي قد سمي المجاز مجازا لأنه أجاز هذه الإستعارة.

ولما أقول علم المجاز,فأنا أقصد نفسه علم الإستعارة,مثل المنطق يمكن تسميته علم الإستدلال. ولكن يجري التفصيل والتفريق بينهما عند وضعهما ضمن فروع علم المجاز / الإستعارة.

أما أغراض المجاز,فتنقسم إلى

1-إستعارة قريبة: كما في التشبيه,والمجاز

2-إستعارة بعيدة: مثل الإستعارة,والكناية,والرمز

الإسلامية​
الفلسفة الإسلامية فلسفة تنطلق من النصوص الإسلامية كمصادر أولية للمعرفة.

ومن هنا تنبثق أهم إشكالية في هذه الفلسفة,حول (صوابية المعرفة) إن كانت نقلية أم عقلية؟

أي إن كانت تنطلق من هذه النصوص نقلا عنها,أو تنستند إلى العقل قبلها وتجاوزا لها.

وعموما يذهب التوفيق إلى التدبر بالعقل إستنادا إلى النص. فلفترة طويلة عانى المذهبان من تضاد وتعارض إلى حد الخصومة والتنافر,ثم حدث نوع من التمازج متفاوت الدرجات ما بين التسليم بالنقل تماما,وما بين الأخذ بالعقل دون الإلتفات إلى النقل,في الصورة القصوى على الطرفين النقيضين. يقابلها صورة توفيقية حاولت الجمع بين الفلسفة النقلية والفلسفة العقلية على يد ابن رشد أولا آخر الفلاسفة العرب في عصرهم الذهبي,ثم وقفزة هائلة في الزمن أودت بنا إلى سقوط مدوي ومحاولات شبه ميتة / إحياءية لهذه الفلسفة النهضوية المنقادة وراء نزعة توفيقية. أي غايته إصلاح الفلسفة,وتحصيل الفائدة الأكبر بحسب المعطيات من مساراتها المتشعبة. وفق تيارين كبريين. فهذا التوفيق بين المذهبين لا يزال جاريا حتى الآن على أيدي فلاسفة مثل حسن حنفي,نصر حامد أبو زيد,طه حسين.

ليجري استئناف الفلسفة التوفيقية على الصعيدين المكاني والزماني بين الفلسفتين الشرقية والغربية,التراثية والحداثية. لذا هذا التوفيق لم يمنع الخصومة ولم يوقفها عن الإستمرار,بل زادها تعقيدا. وزاد التباعد بين جوهر الجهتين نقلية أو عقلية. أحد المآخذ الكبرى نقدا على مفهوم النقل,هو كونه لا يحدد متلقي ثابت لهذا النقل الذي يتعدد تأويله (عقلانيا) بتعدد العقول التي تستقبله,أو لا يحدد نظم واضحة لعملية التلقي. وعلى الجهة الأخرى,يؤدي الشطط في العقل لدرجة التخلي عن النقل,إلى نزع التفرد الإعجازي في أهم نص ينقل إلينا أساسيات الفلسفة الإسلامية,وقبلها أساسيات الشريعة الإسلامية؛وهو القرآن.

الفلسفة التوفيقية مع ذلك تسجل نجاحات نتعرض لها لاحقا,ولكن نقول أنها واحدة من أهم المدارس الفلسفية الإسلامية. وهاهنا نتعرض لمزيد من مدارس الفلسفة الإسلامية.

أربعة مدارس كبار,هي

1-الكلامية

2-الصوفية: العرفانية,الإشراقية

3-الفقهية

4-التوفيقية

الإعتباطية​
الإعتباطية فلسفة تنطلق من (العبط) أداة لتأسيس فلسفتها

والعبط فعل معناه انشقاق العقل عن العقل,وانشقاق الواقع عن الواقع.

لذا يأتي العبط في الحالة الأولى بصفته نوع من العته,والاستعباط في الحالة الثانية نوع من الكذب. العبط له معاني أخرى تفيد التشقق مثل شق في الأرض أو الجلد أو انشقاق الروح عن الحياة وهو الموت. مما لا يفيدنا الخوض فيه هنا. ولكن قد نستفيد بتعريف الإنطباعية كونها إنشقاق الرأي عن الذوق. والذوق هنا لا يأتي تمثيلا للسائد بقدر ما هو تعبير عن الجميل. لذا ينظر على النقد الإنطباعي كونه أقل درجات النقد جدية,فاعتماده على إنطباع ظرفي للمتلقي, مقترن بظروف مثل الحالة والعاطفة والوقت دون أي استمرارية للفعالية الجمالية المحدثة فيه أو خارجه. وللإعتباطية دور هام في التاريخ البشري وفي تقدم الإنسان,لأنه لا يتقدم فعلا إلا عبطا واستعباطا واعتباطا. وربما انتهى هذا التقدم إلى تجاور مجموعة من الأدوار التي تعاقبت فيما سبقت وانتهت إلى اصطفافها في مكانة واحدة.

التفكير نوعين؛كلامي وصوري.

والكلمة هي صورة / رمزية مفتاحية اعتباطية تعارف عليها القوم في إتفاقها على معنى. ومن هذا المعنى,والبنية الكلامية خلقت اللغة. فلا يهم مثلا لماذا سميت التفاحة بإسمها بقدر ما يثيره قراءتك للكلمة (تفاحة) في ذهنك من إسترجاع بصري لصورة التفاحة,وربما حسي أيضا لرائحتها وطعمها وملمسها. ناهيك عن الإدراك المعرفي لما نتحدث عنه.

"فما يميز الإنسان عن الحيوان,لدى ديكارت،ليس تماما مَلَكة اللغة باعتبارها قولا مأثورا قديما قِدم الإنسانية !بل ما سميناه حقا التوظيف الذكي للكلام، بمعنى، (نشاط الفكر المستمر الذي يتوخى جعل الصوت المنطوق قادرا على تجسيد الفكر)."[TM5]

ومن المعنى تعددت الدلالات والتصويرات والتأويلات حتى تحولت إلى متاهات بلا نهايات.

بل ربما لا يجانبنا الصواب بالقول أن المنجز الفلسفي الرئيسي لنعوم تشومسكي في دراسات اللغة هو تصوره لنحو اللغات الطبيعية,أي (ما هي القواعد المحددة التي يستخدمها البشر لبناء جمل في اللغات الطبيعية المختلفة؟) و(ما هي القواعد المشتركة بين كل اللغات الطبيعية؟). قواعد (النحو الكوني).

والصورة أيضا عبيطة كونها الصورة؛صورة الشيء,أي ما به يحصل الشيء بالفعل.

اللذة والألم​
الأبيقورية فلسفة تتمحور حول اللذة كغاية إنسانية أسمى.

والأبيقوري هو المنسوب إلى الفيلسوف اليوناني أبيقور/وس,ولهذا نسبت الفلسفة الأبيقورية إليه,وتسمى أيضا فلسفة اللذة والألم أو التلذذية. وقد انتشرت فلسفة اللذة والألم على ثلاث فلسفات يونانية هي1-الأبيقورية2-القورينية3-الهيدونية

تقول الفلسفة الأبيقورية أن الغاية الأساسية للإنسان هي المتعة. لذا فهي فلسفة غايتها الإقتراب كلما أمكن من اللذة,والإبتعاد كلما أمكن عن الألم. مذهب اللذة يقول بأن المتعة أفضل أطايب الحياة. وفي اليونان القديمة،وفي أمريكا الحديثة,بنى فلاسفة هذا المذهب برنامجهم الأخلاقي على فكرة أن (اللذة) هي هدف الحياة الأوحد.

هذا راجع لنظرة تشاؤمية تجاه الموت منذ فجر الفلسفة الغربية. فالرؤية الأخروية لدى اليونان كانت ترى بأن ما بعد الموت لا يوجد سوى عذاب أبدي للبشر. أما النعيم فهو للآلهة فقط. والرؤية الأخروية لدى أمريكا وأوروبا حاليا رؤية تصطبغ بالعدمية تفيد في الكثير من أحكامها بأنه لا يوجد شيء بعد الموت. ولهذا,ولكون الحياة ممتعة,في وجودها قبل متاعها (هذا أثّر لاحقا على فلاسفة الوجودية والإنسانية) عد الهدف الأسمى منها هو اللذة.

وهنا تظهر كلمة (اللذة) مفهوما مخادعا مراوغا,لأن الألم مقترن عند أبيقور بالمتع الجسدية والإهتياجات العاطفية,بينما اللذة الكبرى تمثلت في الفضيلة.أي أن اللذة الأسمى عند أبيقور هي التخلي عن الملذات. خير لذة هو الإبتعاد عن الشهوات,وطلب التأمل. مما وضع فارق بين اللذة والمتعة / أو ربما الشهوة. بإعتبار أن الأولى سامية والثانية متدنية لإقترانها بالجسد والألم. ومن هنا سميت فلسفته (فلسفة اللذة والألم) لأنها فلسفة يتمحور فيها الإنسان بين اللذة والألم,وفي أكبر تجلياتها,بين الحياة والموت. لأن الحياة راغبة في اللذة,ومن خلال الموت دافعة للألم. ولهذا ربما كان الجنس واحد من أكثر المتاع إرتباطا بالموت. وكذلك الجوع والشبع في تطرفهما بين المجاعة والتخمة. فهذه واحدة من أكثر الفلسفات الإنسانية إرتباطا بحيواتنا الشخصية,لأن الإنسان في حياته إما يبحث عن سعادة وإما يبحث عن معنى,وإما يبحث عن فناء متمثل في موته,والذي لا يخلو بقدر خلوه من أي شيء,من تحميلات عديدة للمعنى. ابتعدت الفلسفات الغربية الحديثة أكثر عن فكرة التأمل (المتأثرة لدى اليونان بفلسفات الشرق) دون تخلي تام عنها. بينما ارتبطت أكثر بكون الشهوات,هي حاجات إنسانية مفروضة علينا بحكم تصنيفنا النوعي (نحن أقرب إلى الحيوانات أكثر من قربنا للملائكة). في الفلسفة الغربية الحديثة بني البرنامج الأخلاقي على مبدأ (أن المتعة الأسمى هي المحققة لأكبر عدد من الناس). وهو برنامج يرتبط أكثر بالفلسفة النفعية / الذرائعية (البراجماتية). كما أن له أثره الواضح على الفلسفة الجماهيرية والجمالية. لذا بعكس المفهوم السائد عن الأبيقورية,والقائلة والمنادية بأن (المتعة) هي القيمة الجوهرية للحياة ومنبع السعادة. إلا أن المقصود ليس غرضا ذاتيا (والغرض مرض) بقدر ما هو طموحا ساميا. والمتعة المرادة تبتعد عن أي ألم. لذا لا هي شهوة,لأن الشهوة متعة يعقبها ألم جسدي خاصة الشهوات العمياء التي لا تحظى بأي تنظيم (تشعر أن أمريكا هي جنة الأبيقوريين فعلا,لأنها تدعي هذا التنظيم). ولا هي أنانية,لأنها متعة قد يقابلها ألم عند الآخرين. لذا يبدوا أن المتعة العقلية (من خلال التأمل أو التفكر) هو النظير الأفضل والأكثر ترحيبا عن المتعة الجسدية عند الأبيقوريين.

الإنسانية​
الإنسانية فلسفة تسعى إلى فرض فكرة أن الإنسان هو قيمة مطلقة في ذاته.

وذلك غير صحيح بالمرة,لأن الإنسان,غير منفصل عن بشريته,كونه متصل بمجموعة من الوظائف الحيوية المغرقة في المادية. مادية تقف تماما على الجانب الآخر من أي طرح مثالي للإنسان,غير كونه تأليه له,حتى من الذين لا يؤمنون بإله,أو هو محاولة لمطابقة الإنسان للشكل الذي يعتقد أن الإنسان خلق على صورته (أي الإله). وفي الوجودية (والإنسانية هي الإبنة الشرعية للوجودية) هي محاولة لتصوير الوجود متمحورا حول الإنسان فقط,فيما يشبه نوع آخر من التأليه.

ولهذا فالإنسانية باتت تقترن عادة بالإلحادية,كما أنها تقدس حياة الإنسان إلى أبعد مدى -وأتفق تماما في قيمة الحياة البشرية- لأنهم ينكرون وجود أي حياة أخرى بعدها,والروح في إعتقادهم ليست إلا عقلا متصل بالمادة / الجسد. ولهذا فالكثير من أفكار الطبيعيانية والعلمانية تصب في صالح تأييد النظرة الإنسانية. إن أهم منجز حققته الإنسانية هو إعلاءها من قيمة الإنسان,وخاصة عبر فعالية الحياة,والحرية,وأيضا قيمة العلم,من خلال توظيفه في خدمة الحياة الإنسانية. إلا أن محاولاتها لترسيخ قيم أخلاقية عادة ما تبوء بالفشل رغم دعم كل هذه المؤسسات العملاقة التي (تدافع عن حقوق الإنسان).

جملة وتفصيلا,أثبتت التجربة والذاكرة (التاريخ) أن الإنسان أبعد ما يكون عن الكمال,بل أنه أحط مما يفترض أن يعتريه من نقصان.

ومن خلال ذلك -أي إذا سلمنا بذلك بإعتبارها قاعدة أخلاقية- لا يمكن للإنسانية أن تقدم برنامجا أخلاقيا بديلا للدين. وليس التوجه الإلحادي إلا محاولة لرفع الإنسان مقام الإله,ولنا في ذلك بيان ليس موضعه هذا المقال.

ولكنه يتلخص حول المحركات الأساسية الإنسانية / الحيوانية لجميع البشر,في ثلاثة أطروحات قدمها ثلاثة مفكرين يهود كبار

-ماركس ومحرك الإنسان هو المال

-فرويد ومحرك الإنسان هو الجنس

-داروين ومحرك الإنسان هو الجوع

وغير ذلك من الإحتياجات الأساسية للإنسان,ولا يتفق أن يجمع الملحدون بين تسليمهم بهذه الحقائق,وبين كون الإنسان هو خير مثال. لا يصح أبدا القول بأن الإنسان كائن منزه عن الخطأ.

الباطنية​
الباطنية فلسفة تركز على (الباطن) منطلقا ومقصدا

والباطن من كل شيء داخله

وعادة الباطن هو عكس الظاهر,هو ما جاء خلف أو تحت أو داخل الجانب الذي يظهر للعيان,فهو يبطن فيه,لذلك يحاكى الباطن المستتر,ويراد به كل ما خفى عن الأعيان أو الأذهان.

والباطن هنا يقصد به أي مذهب فكري خفي,أو يبطن عكس ما يظهر,وأشهر الفلسفات الباطنية فلسفتين

الماسونية وهي فلسفة تتخذ من السرية والغموض وسائل للحفاظ على معتقداتها.

وتعد الماسونية أهم الفلسفات الغربية تمثيلا لما وراء الديانة اليهودية.

والصوفية وهي فلسفة تسعى إلى بذل الجهد في حمل النفس على خلاف المذموم من الهوى

وتعد الصوفية أهم الفلسفات الشرقية تمثيلا لما وراء الديانة الإسلامية.

للصوفية أبعاد خطيرة لا تقل حدة عن الماسونية,لإرتباطها بالروحانية والغيبية وإدعاء معرفة ما لا يمكن معرفته. والسعي دوما حول المعرفة المحرمة (مطلب تريده الماسونية أيضا). فيزعم بعض الدجالين أن المعرفة وجدت على أربع أوجه لأربعة فئات من البشر

1-أهل الظاهر: وهم الملوك الذين يتحكمون بـ ظاهر ملك الله. وهم يظهرون معرفتهم بالأمور.

2-أهل الباطن: وهم الأنبياء الذين يتحكمون بـ باطن ملكوت الله. وهم يبطنون أكثر مما يظهرون.

3-أهل الحد: وهم أولياء الله الصالحين

4-أهل المطلع: وهم السحرة والدجالين

ومن ذلك ما يفسر به القرآن,وقد اشتبه على الناس في ذلك كلام الباطنية بكلام الصوفية ومن ذلك التفسير الذي ينسبونه للشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي,وإنما هو للقاشاني,الباطني الشهير,وفيه من النزغات ما يتبرأ منه دين الله وكتابه العزيز".[TM6]

البنيوية​
البنيوية هي فلسفة تنطلق من كون البنية مرجعا أوليا للحقيقة.

البنيوية هي نهج يدرس العلاقات المتبادلة بين العناصر الأساسية المكونة لبنى يمكن ان تكون عقلية مجردة،لغوية،إجتماعية،ثقافية. وتعتمد علي مفهوم البنية التي يجب تحليلها إلي عناصرها الأولية وإلغاء أي عوامل خارجية (تاريخ,نفسية,إجتماع).

وكل ظاهرة –تبعاً للنظرية البنيوية– يمكن أن تشكل بنية بحد ذاتها؛فالأحرف الصوتية بنية، والضمائر بنية،واستعمال الأفعال بنية .. وهكذا.

حيث يفترض أن البنية هي الوحدة الأصغر التي يبنى بها أي شيء. سواء كان بنيانا ماديا أو فكريا. هذه الوحدة تتميز بثلاث خصائص أساسية

1-وحدة صغيرة بدرجة كافية للبدء بها (البنية) يقوم عليها هذا البنيان / النظام

2-تنساق هذه الوحدة مع وحدات أخرى ضمن نظام معين محكوم بقوانين معينة

3-نظام يربط بين هذه الوحدات والقوانين

يمكن تمييز ثلاثة عناصر أساسية ترتبط فيما بينها بهذه الخصائص

1-البنية / الوحدة

2-الفضاء / الزمكان / الفكر

3-النظام / الحركة

ولهذا فإن البنية تكاد تترادف في معناها مع التكوينية,والبنية هنا تعادل النظام مع تطبيقها لشروطها الثلاثة. "هذا النظام (الكوني) هو تكافل عناصر الثالوث المذكور ببناء الكون على أساليب تضمن ارتباط أجزائه والتدرج في تطوراته درجات متصل بعضها ببعض.

وهنا تلوح في بالنا الأمور التالية

1-هندسة النظام تستلزم عملية تنظيم.

2-التنظيم يستلزم وجود أعضاء نزوعة للنظام،تنتظم في جسم.

3-وجود الأعضاء يستلزم أن تكون ذات شخصيات — ذاتيات.

4-النظام يستلزم وجود منظم"[TM7]

ويتفق هذا الكلام مع ما استخلصه الفيلسوف المصري زكريا إبراهيم في كتابه حول (مشكلة البنية).

التاريخانية​
التاريخانية فلسفة تتخذ من التاريخ مادة للدراسة وغاية لها.

وفلسفة التاريخ أداة جيدة مفيدة للإحاطة بالعلوم,نرجع للماضي لنستخرج كنوزه مما أغفله الزمن وأغفلناه معه,أو نتتبع مسار تطور العلوم لنعرف موقعنا منه في الحاضر ومآلنا فيه بالمستقبل,وفائدة ثالثة هي إشباع فضولنا,وهو ضروي أيضا لشحذ همتنا إلى تحصيل المعارف. وفائدة رابعة حيث تقدم لنا النظرة التاريخية مقاربة لشرح وفهم وجود الظواهر، وخاصة الممارسات الإجتماعية والثقافية،من خلال دراسة تاريخها.

هي أيضا تتجاوز الدور التسجيلي للنصوص التاريخية كونها تأريخا فحسب. هذا في الماضي. وبما يتجاوز الدور الإجتماعي في دراسة التاريخ (ماضيا وحاضرا ومستقبلا) لوضع ضوابط للمجتمع. وبما يتجاوز الدور الخطابي في استنباط الأفكار من التاريخ وتحليل آليات عملها. حيث التاريخانية مذهب يتجاوز بمراحل مفهوم التاريخ باعتباره ما حدث إلى دراسة في ماهية الحدث نفسه. وهو بذلك يتصل (بالإضافة إلى التأريخ والخطاب والعلوم الإجتماعية) بالميتافيزيقا والمنطق واللغات. أنه مشروع هائل لم يكتمل بعد,يسعى إلى بلورة رؤية فلسفية شاملة تنطلق من التاريخ مرجعا أوليا للحقيقة ومصدرا أساسيا للمعرفة.

وقد سار بنا هذا الإتجاه إلى إكتشاف مصطلح جديد,هو الحاضرية الفلسفية؛تصور ينفي وجود ماضي وينفي وجود مستقبل,ويختزل التاريخ / الزمن كله في حاضر سرمدي (أي حقيقة الأشياء صارت مثل حقيقة الأرقام). وبرغم أنها تتناقض في ذلك مع نظرية الأبدية (التي تعتبر الماضي والحاضر والمستقبل حقائق أبدية دائمة الوجود) ومع نظرية تزايد كتلة الوقت التي تعتقد أن الأحداث الماضية تضاف مع الحاضر في كونها تمثل وجود،وإن لم تكن في الوقت الحاضر ظاهرة،وكذلك الأحداث المستقبلية بالنسبة للأبدية تعتبر موجودة رغم أنها لم تحدث بعد،فالأبدية والكتلة المتزايدة يفرقون بين الظهور والوجود،بخلاف الحاضرية التي تحصر الوجود في الظهور فقط. هنا تتقاطع التاريخانية مع الزمانية,لأن التاريخ هو مسار زمني أو هو مفهوم زمني. بغض النظر يصور على أنه خط أو نقطة خاصية فيزيائية أو عقلية.

وهنا يظهر لنا التاريخ على أنه رابط بين أكثر الفلسفات تطرفا في حديها المثالية ماثلة في الوجودية,والمادية متمثلة في الطبيعانية (خاصة علم الفيزياء).

وهذا ما تعمل عليه مجموعة الدراسات المسماة (فلسفة التاريخ),ومجموعة أخرى تسمى (المادية التاريخية),ومجموعة ثالثة تسمى مدرسة (الحوليات),وربما رابعة هي الفلسفة (القارية),قد تكون الأخيرة هي أكبر الفلسفات التي اتخذت التاريخ موضوعا لها.

وقد ينظر للأمر (لكل هذا) على أنها مجموعة من الفلسفات لا تشكل إلا مزيدا من الأدوات لفهم التاريخ,بعد أن استنفذت الأدوات التقليدية (التوثيق وتحقيق الوثائق والبحث عن المزيد من الوثائق) الغرض منها.

التآمرية​
التآمرية فلسفة تتبنى رؤية تصور نظام العالم في سياق / إطار مؤامرة كبرى

الأمر هو بمعنى الشأن,فهو شأن يفرض بشكل إجباري في صيغة فعل أمر,أو هو شأن يتم تداوله إختياريا في صيغة إسم أمر.

المؤامرة هي إحدى الحالات الفكرية التي يمكن وصفها بـ الأكذوبة الكبرى. وقد اخترنا لفظة أكذوبة لأنها معجميا تعني جمع أكاذيب. والأكاذيب هي العناصر التي تتآلف منها المؤامرة لتصنع ظاهرة إجتماعية فريدة من نوعها ومحيرة في أمرها. وهو ما نحاول دراسته في مقالات لاحقة لقشع بعض هذا الضباب وخلع بعض هذه الحيرة.

وأول إشكالية تتبادر إلينا هي التطرف في التعاطي مع حدي المشكلة؛فإما مسلمين بها تسليما تاما وفي هذه الحالة تفضي بنا إلى نتيجتين

الأولى هو نوع من التخلف الإجتماعي / السياسي يغرق الفرد فيما يشبه البارانويا المشتركة مع أفراد آخرين. فصار العالم كله,يريد أن يوقع (بي) أو (بنا).

الثانية هو استغلال للمخاوف المنبعثة عن هذه الظاهرة,سواء كان المستغل من المصدقين بها أم من المكذبين لها. مثلما تفعل بعض الدول الغربية بأن ترمي بكل الشرور إلى مصدرين لا تخرج عنهما؛الشيوعية الآسيوية أو الإسلامية العربية.

وإما رافضين لها رفضا تاما,وهذه الحالة تودي بنا إلى نتيجتين

الأولى أن يساوي بين المتخيلات الوهمية مثل الوحوش الأسطورية والمبالغات السينمائية وما شابه ذلك,وبين بعض الحقائق التي لا يعتروها زور أو ريب إذا ما دقق فيها بعين فاحصة باحثة وناقدة تحمص وتمحص في كل الأدلة والشواهد وحتى تلك المتشابهات.

الثانية أن ذلك يخلع عن العقل سمت التفكير المنطقي,فطالما لا يوجد ضمن قوانين الإحتمالية ما ينفي هذه الظاهرة,لا أعرف لما كل هذا التغاضي والتعامي عن دراستها إلا إذا كانت النتيجة هي أضرار تقع على الأطراف المعنية,والمستفيدة من استمرار هذه الظاهرة. كما أن البعض يزيد فيبالغ ويغالي في لغوه,ويهزأ من كل من يطرح الظاهرة قيد النقاش حاسبا نفسه العاقل الوحيد.

إذا عقلنا الأمر,تدرجنا في التوضيح إبتداءا من تعريف هذه الظاهرة / النظرية؛المؤامرة. والمؤامرة,هي نظام خفي قائم بين مجموعة من الأطراف,واقع على طرف مقصود.

وتبعا لهذا التعريف قد لا يراد إيذاء هذا الطرف المعني,بل تتعدد الأسباب لقيام المؤامرة لثلاثة أغراض؛أولها إلحاق الأذى للآخر,وثانيها تفادي الأذى من الآخر,وثالثها الحرص على فائدة الآخر. بل إن فكرة أن شخص ما وجواز إحتمال أنه واقع في مركز دائرة نظام التآمر هذا,تمنعه بشكل واع,وغير واعي عن الخروج,وتجرده من أي قدرة على تحقيق ذلك.

التأويلية​
التأويلية فلسفة تنطلق من (التأويل) مصدرا أوليا للمعرفة.

فلسفة القراءة هي فلسفة غايتها دراسة القراءة من كافة أوجهها.

القراءة هي جمع عناصر في سياق معين فهمها وتفسيرها للوصول إلى ما تحتويه من معاني.

والقراءة واحدة من الفلسفات المنبثقة عن التأويلية. القراءة يتبعها التأويل من أجل الفهم.

التأويل هو عملية قراءة لنشاط فكري في محاولة تفسيره. ولأن حياتنا كلها لا تخرج عن كونها سعي للسعادة أو بحث عن المعنى,احتلت التأويلية مكانتها البارزة بين الفلسفات الأخرى,خاصة مع كون (التأويل) من العمليات المعرفية الكبرى للعقل,مثل التجريد والتصنيف. حيث تشكل القراءة مع التأويل مقابلا فلسفيا تطبيقيا لوظيفتي العقل؛الفهم والتفكير. لذا شاغلها هو التفكير تأويليا,ومواضيعها هو كل ما يمكن تأويله. وقد توسعت التأويلية فأصبحت قادرة على تأويل كل شيء. وفي ذلك تمادي لأن التأويل قرين الإتصال وبنيتها (الرسالة) الذي يتحتم عليه وجود مرسل ومستقبل لهذه الرسالة. إن الشطط بالقراءات التأويلية وتناول كل شيء عبرها يجعلها تتحول إلى فلسفة علاماتية. حيث قراءة العلامات لا تقتضي بالضرورة مرسلا أو واضعا لهذه العلامات قاصدا معنى من وراءها.

بل وعند تحليل تاريخ التأويلية نكتشف أن أهم فلاسفة الغرب ساهموا في إثرائها. فقد قسم فتحي المسكيني تاريخ التأويلية / التفسيرية إلى مرحلتين

"أ‌-مرحلة التأويليات الكلاسيكية أو الخاصة: وهي الممارسات التأويلية التقنية و المعيارية التي اتّخذت من تفسير النصوص التأسيسية القديمة،مثل الكتاب المقدس و التراجيديا اليونانية والمدونات القانونية،غرضا لها؛ولذلك ساد الكلام على التأويلية اللاهوتية و التأويلية الفيلولوجية والتأويلية الحقوقية.

ب‌- مرحلة التأويلية العامة أو الكلية : وهي المحاولة المعاصرة التي دشّنها شلايرماخر الهادفة إلى إرساء (تأويلية عامة / أو كلية allgemeine Hermeneutik) تتحرر من خدمة علوم اللاهوت و الفيلولوجيا و الحقوق،وتنصرف إلى بلورة صناعة نظرية قائمة بنفسها. وهو بالتحديد ما أدّى بالتأويلية إلى التحوّل إلى الفلسفة من حيث سعيها الخاص سواء إلى ضبط (تقنيات) عامة للفهم (شلايرماخر) أو استخراج منهجيات (méthodologie) عامة للعلوم الإنسانية (دلتاي) أو تبيين فينومينولوجي للكائن الإنساني في أفق انطولوجيا أساسية (هيدغر) أو الاهتداء باللغة بوصفها أفقا لانطولوجيا كلية (غادمير) أو تحويل الفلسفة إلى ضرب من (تأويلية الذات herméneutique du soi) (ريكور).

التجريبية​
التجريبية فلسفة تنطلق من (التجربة) مصدرا أوليا للمعرفة

والتجربة هي

-حدث مادي تم رصده من قبل الوعي ضمن سياق معين يتجه نحو دعم أو تكذيب فرضية ما

تعد التجربة واحدة من أكثر الظواهر إرتباطا بكل المفاهيم الفلسفية الأخرى, وتحظى بإعتراف بها من قبل مختلف الفلسفات المتعارضة,وإن كان على درجات متفاوتة. وتتفاعل التجريبية بشكل كبير مع العقلانية,ويلتقيان في إتفاقهما على ضرورة العقل وأهميته. يقع الإختلاف الوحيد ربما في مسألة مصدر المعرفة. ترى العقلانية أن مصدر المعرفة الأول هو العقل قبل أي تجارب حسية أو معطيات خارجية. أما التجريبية فتعلي من شأن الحس بإعتبار أنه المكون الرئيسي لـ الفكر / العقل.

مؤسسا التجريبية هما جون لوك وديفيد هيوم. قدم جون لوك مفهوم (الصفحة البيضاء) لأول مرة في أوروبا الحديثة. وقد استمده من الفلسفة اليونانية / الإسلامية. وطور عليه. إن مفهوم الصفحة البيضاء (اللوحة الفارغة) يشير إلى وجهة النظر التي تعتبر أن العقل في الأصل يكون صفحة بيضاء تترك الخبرات عليها آثارها. وهذا يناقض مفهوم أن البشر لديهم أفكار فطرية.

ولهذا يعد التجريب واحد من ركائز البحث العلمي إلى جوار القياس والتحليل. والتجربة هي البنية الأساسية للمنطق المادي الإستقرائي. حيث تعد الإحصاء والتكرار عمليتان أساسيتان إضافة إلى (التجريب) لتنفيذهما على موضوع التجربة,والخروج بنتائج إستدلالية.

فبالنسبة لابن سينا فإن نظرية الصفحة البيضاء مجرد احتمال تم اثباته من خلال التعليم، ويتم الحصول على العلم من خلال (المعرفة التجريبية للأشياء الموجودة في هذا العالم والتي تؤدي إلى استنتاج وتطوير المفاهيم العالمية من خلال طريقة القياس المنطقي للإدراك التي عن طريقها تؤدي الأبحاث إلى استنتاج بيانات، وتُجمَع البيانات لتعطي مزيدًا من المفاهيم).

إنَّ المفهوم المركزي في العلوم والطرق العلمية هو أنها يجب أن تستند على دلائل محسوسة تجريبيًا. تستخدم كل من العلوم الطبيعية والاجتماعية فرضيات العمل القابلة للاختبار من خلال الملاحظة والتجربة. يُستخدم مصطلح (شبه التجريبي) أحيانًا لوصف الأساليب النظرية التي تَستخدم البديهيات الأساسية (القوانين العلمية المعترف بها) والنتائج التجريبية السابقة من أجل الانخراط في بناء نموذج منطقي وإجراء بحث نظري. ولقد أثبتت العلوم فعالية (التجريبية) عبر عدد كبير جدا من النتائج (الفيزيائية والميكانيكية) الفاعلة في حياتنا.

التجريدية​
التجريدية فلسفة قائمة على فعل (التجريد) كنشاط عقلي أسمى.

والتجريد هو عملية عقلية تسعى نحو تنقية الجوهر من المظهر,والأصل من الفصل,للوصول إلى الأصول التي ليس بعدها وصول. وتعرف هذه المكتشفات الفكرية الواقعة عند أقصى قدراتنا التجريدية بالمثل. تحتها في مرتبة التجريد تقع المقولات وهي الأجناس العالية التي تحيط بجميع الموجودات. تحتها في مرتبة التجريد تقع المفاهيم,والمفهوم هو فكرة مجردة تمثل الخصائص الأساسية للشيء الذي تمثله. ولأن هذه الخصائص قد تتعدد وتكثر بتعدد وتنوع الشيء,تم صياغة المفهوم منتجا فكريا يوضح هذه الشيء إلى الفهم. ومن نفس المستوى تقريبا يقع نوع من الكائنات التجريدية,هي الرموز,والرمز هو الرسم (البصري / المرئي أو الصوري / الذهني) الذي يعبر عن شيء معين. يعد التجريد هو عملية التفكير التي من خلالها تبتعد الأفكار عن الأشياء. أي أن التجريد هو عملية يتم من خلالها اشتقاق المفاهيم من استخدام وتصنيف المفاهيم الحرفية (الحقيقية أو المادية) أو المبادئ الأولى أو وسائل أخرى. و(التجريد) هو نتاج هذه العملية - التي تعد مفهومًا يعمل كاسم فائق الشكل لجميع المفاهيم التابعة،كما أنها تربط أي مفاهيم متصلة مثل مجموعة أو مجال أو فئة. يمكن تشكيل المجردات من خلال تقليل محتوى معلومات مفهوم أو ظاهرة يمكن ملاحظتها، وعادة ما يحدث ذلك من أجل الاحتفاظ بالمعلومات المتصلة بغرض معين فقط. فمثلاً، تجريد كرة القدم المصنوعة من الجلود لتشمل الفكرة الأعم وهي أنها كرة لا يحتفظ إلا بالمعلومات التي تخص السمات والسلوك العام للكرة،ويتجاهل خصائص تلك الكرة المعينة. كلمة (تجريد) تعني التخلص من كل آثار الواقع والارتباط به،فالجسم الكروي تجريد لعدد كبير من الأشكال التي تحمل هذا الطابع: كالتفاحة والشمس وكرة اللعب وما إلى ذلك، فالشكل الواحد قد يوحي بمعان متعددة،فيبدو للمشاهد أكثر ثراء. يُعد التفكير في المجردات واحدًا من السمات الرئيسية في الحداثة السلوكية،الذي يُعتقد أنه وُضع منذ حوالي 50000 إلى 100000 سنة مضت (أو منذ بواكير البشرية بغض النظر عن هذه التواريخ الغير دقيقة). وربما يكون وضعه مرتبطًا بشكل وثيق بتطور لغة البشر،والتي يبدو أنها (سواء كانت منطوقة أو مكتوبة) تشترك في عملية التفكير المجرد وتسهلها. يستخدم التجريد إستراتيجية التبسيط،التي يتم من خلالها ترك التفاصيل التي كانت مادية سابقًا غامضة أو مبهمة أو غير معروفة؛وبالتالي يتطلب الاتصال الفعال حول الأشياء المجردة تجربة بديهية أو مشتركة بين المتصل ومتلقي الاتصال. وينطبق هذا على جميع الاتصالات الشفهية / المجردة. وللتجريدية آثارها الملموسة على مختلف التيارات الفنية مثل التكعيبية والتعبيرية والتقليلية والإنطباعية والسريالية والرمزية. والمدرسة الفنية التي حملت إسمها,حيث توصلت التجريدية إلى النتيجة النهائية لتنقية العالم الظاهرى؛كبداية لقطع الرابطة بين الفنان والواقع تدريجيا. وماليفتش, وهو واحد من أبرز رواد التجريدية الفنية تميز بفنه غير الشخصى البسيط وغير المزخرف؛فقد أراد تصوير ما لا يُرى. لقد عبر الفنان عن رغبته في أن تصبح الحداثة شكلاً لقوة الإنسان الذي يكرس طاقته من أجل خلق الأشكال الجديدة. فلسفة التجريد في الإبداع الإنساني هو النفوذ عميقاً إلى حقائق الأشياء والاتجاه وبقوة نحو الكلي فيها وتجاوز الشخوصية والجزئية،حيث الرمزية المتعالية والهذيانية إنما كانت محاولات تجريدية.

التحررية​
التحررية فلسفة سياسية تنادي بأن الحرية فوق كل شيء

ولكنها غالت وتمادت فعجزت عن أن تضبط مقياسا محددا للحرية التي تقاس على غيرها, ولا يجوز قياسها على نفسها وقد انطلقت تلك الفلسفة منها فلا تتمكن من أن تقصدها. فينبغي أنك حر إن لم تضر,وحدود حريتك تقع عند حريات الآخرين.

وهذا يختلف عن حال العديد من الفلسفات,لهذا أرى أن التحررية ربما لا تزيد عن كونها فلسفة أيديولوجية.

وترتبط التحررية بمجموعة من الفلسفات ذات الأسماء الرنانة,مثل التنويرية,والتجديدية, والتقدمية,والنهضوية.

كما أنها مرتبطة بالإلحادية,بإعتبار أن الإلحاد هو شكل من أشكال الفكر الحر المتحرر من قيود الدين. وفي أشكال أقل تطرفا من الإلحاد نجد اللاأدرية واللادينية والشكوكية (الأخيرة بالذات هي الشكل الذي أميل إليه عموما). وبالطبع هناك أشكال أخرى للتحررية الدينية,مثل العلمانية التي تنادي بفصل الدين عن السياسة. ومثل التوحيدية العالمية التي تنادي بالسماح بمختلف طرق البحث عن الدين في المجتمع الواحد. وبالطبع العولمية التي تنادي بالتعددية الثقافية إلى جوار التعددية الدينية التي تطرحها التوحيدية. وهناك أشكال غريبة من التحرر الديني,مثل الدينكوية التي تحاكي الدين.

ترتبط التحررية أيضا بالعقلانية,لأنها تدعوا إلى حرية التفكير بدون أي قيود للعقل عدا ذلك العقال المنبثق من العقل ذاته,أي المنطق.

وللتحررية إرتباط وثيق بالفلسفة الإنسانية التي تعلي من قيمة الإنسان ومن حقوقها,وعلى رأس حقوقه تلك (حق الحرية). تنادي جمعيات حقوق الإنسان بحرية الإنسان. المشكلة أن الحقوقيون في بعض الحالات ينادون بحرية الإنسان,بغض النظر عن أفعاله.

وترتبط بالنسوية لأنها تنادي بحرية المرأة

وترتبط بالديمقراطية لأنها تنادي بحرية الشعب

وترتبط بالرأسمالية لأنها تنادي بحرية الإقتصاد

وترتبط بالجندرية لأنها تنادي بحرية الهوية الجنسية

وترتبط بالعلمانية لأنها تنادي بحرية المجتمع السياسي

التحليلية​
الفلسفة التحليلية فلسفة تعمد إلى استخدام اللغة لتحليل الإنسان وصولا إلى فهم أعمق.

فيما يعرف بـ (فلسفة اللغة العادية).

وأصبحت تتخذ من (التحليل) منطلقا لبرنامجها الفلسفي

والتحليل هو عملية عقلية تقسم الموضوع إلى أجزاء أصغر لفهمها بطريقة أفضل.

ثم تطورت التحليلية لاستخدام نماذج أخرى في تحليل كل شيء. مثل التحليل النفسي لسيجموند فرويد,والذي استخدم فيه اللغة لتحليل السلوكيات الغير عقلانية لدى البشر,لتفسير سلوكيات أخرى أصبحت عقلانية,بعد أن لم تكن مفهومة قبل فرويد. وقد توسع تلاميذ فرويد بالمنهج التحليلي لتعميم اللاوعي الفردي على اللاوعي الجمعي,وكان لـ كارل يونغ نصيب الأسد من الإسهامات الفاعلة في هذا الحقل الجديد آنذاك. ثم هناك النموذج الرياضي لبرتراند راسل,حيث تحليل أي شيء عبر قيم وكميات عقلية / مثالية متعارف عليها رياضيا من قبل الجميع.

يقابل كل هذه النماذج,التحليل المادي الذي خرجت منها الفلسفة الطبيعانية والوضعية. التحليل المادي يقوم بتحليل كل شيء ملموس أثره (سواء في صورة مادة أو طاقة) إلى جزئيات وذرات بإعتبار أن هذه البنية (الذرة) هي أكثر المكتشفات وضوحا وظهورا للعيان الحسي (عبر أجهزة القياس) دون أي تعارض مع البيان العقلي. ومع ذلك كان تعيين اللغة هو أكثر ما يميز الفلسفة التحليلية عن الفلسفة المادية,والفلسفات الغربية المعاصرة الكبرى مثل الوجودية والظاهراتية.

"إن الفلسفة في القرن العشرين اتسمت بثلاث سمات جديدة نتيجة التطوير الذي أحدثه فريجه و رسل وتلميذه فيتجنشتاين بالإضافة إلى زميل رسل الفيلسوف جي. إي. مور.

أولا: استطاع منطق فريجه أن يمدنا بأساليب أكثر قوة وفعالية لتحليل العلاقات المنطقية ولنقاش المشاكل الفلسفية بشكل عام مما قدمه لنا فلاسفة الأجيال السابقة.

ثانيا: أصبح الانشغال بالتحليل الفلسفي للغة نفسها أمرا مركزيا، بل المسألة المركزية كما يقول البعض. ما العلاقة تحديدا بين اللغة والواقع؟ كيف يتأتى للكلمات أن تجسد الأشياء في العالم الخارجي؟ ما هي طبيعة الحقيقة والمرجع تحديدا؟

ثالثا: لم تعد اللغة مجرد موضوع للبحث الفلسفي، بل صار تحليل اللغة بمثابة أداة هامة للبحث في مجالات فلسفية أخرى. لهذا السبب نحن في حاجة للتفريق بين فلسفة اللغة والفلسفة اللغوية."

التراثية​
التراثية هي أي مدرسة فكرية ترجع إلى التراث للتنقيب عن الحقيقة.

والحقيقة عادة قد تكون رؤية فلسفية للأمور,أو رؤية نقدية للفنون,أو رؤية تقنية للعلوم. أما الرجوع إلى التراث بإعتباره الأكثر فائدة فيرجع إلى (ولنأخذ تراثنا مثالا)

أولا أن التراث تراث. بمعنى أن صمود هذه الآثار الثقافية والإنسانية أمام الزمن لم يكن من فراغ. وفي تراثنا العربي / الإسلامي عمر هذا الصمود يبلغ قرون تمتد إلى حضارات بالغة القدم مثل الفرعونية والبابلية والكنعانية والفينيقية.

ثانيا لأن هذا التراث كان ذو فاعلية كبرى في فترة من فترات التاريخ ما زال مختلف حتى يومنا هذا في حجم تأثيرها,ولكن متفق أنه أثر هائل جدا.

ثالثا لأن في التراث فؤائد ربما قد غفل عنها الزمن وغفلنا معه عنها.

والمقارنة بين التراث والحداث تثير أزمة كبرى بغض النظر عن أي الإتجاهين,فالعرب تبنوا الإتجاه الأول ويعيشون إلى يومنا هذا أزمة الإنغلاق على ذاتهم والإنحباس في ماضيهم.

التراث هو ثروة من مما تركه السلف للخلف (ومن ليس له (أصل) يدور عليه / يبحث عنه).

الحداث هو ثروة تجديدة تحاول الإستغناء عن قيمة الزمن.

يتجاوز الطيب التيزيني هذا التقسيم مدفوعا بنزعة توفيقية ويقارن بين التراثية والتاريخية

"إن مقولة التراث تمثل وجها أول من آلية الفعل البشري المحدد بمقولة التقدم البشري. أما مقولة التاريخ فتمثل وجهَا آخر من هذه الآلية.

لقد رأى في الموقف التراثي موقفا نقديا يشتغل بشكل جدلي ويفصح عن نفسه عبر عمليتين منهجيتين:

-السابق يفسر اللاحق: السابق هو مقدمات بعيدة وخفية تحقق تواصلا تاريخيا مع اللاحق وتتيح إمكانية فهمه وتفسيره.

-اللاحق يفسر السابق: اللاحق هو النقطة المرجعية التي تملي نفسها على المؤرخ وترشده الى نسق العودة إلى السابق"
[TM8]

التركيبية​
التركيبية فلسفة تقوم على ربط كل الأمور ببعضها

لكن المسألة ليست بهذه البساطة,فأنت هنا تحاول أن تربط بين كل الأشياء تقريبا في أقصى تطلعات الفيزيائيين نحو صياغة معادلة كل شيء. أو إذا تناولنا موضوعا ما,أي موضوع, نجد أنه قد تفرع وتشعب وتوسع في عدة تخصصات بإتجاهات مختلفة قد تكون متباعدة جدا رغم أنها كلها تتشارك في تناولها لنفس الموضوع. وإدغار موران -آخر كبار الفلاسفة الفرنسيين على قيد الحياة بعد- هو مؤسس التركيبية,التي عالج من خلالها ثلاث مواضيع رئيسية

1-إبستمولوجيا التركيب,وتعد أهم نظرياته ودرة منجزاته الفلسفية,وهي نظرية معرفية أحيا من خلالها الفلسفة البنيوية التي تحلل أي حقل معرفي إلى وحدات تسمى (البنية) والتي تدور عادة -بالإنتقال إلى الفلسفة التفكيكية- في فلك ثنائيات ضدية. ولهذه النظرية تطبيقات هامة في كل الحقول المعرفية التي تتخذ من نظرية المعرفة أساسا لها,مثل نظرية المعلومات Information theory,ونظرية الأنظمة Systems theory,والبنائية Constructivism,والتفكير النظمي Systems thinking,وعلم النظم Systems science,ونظرية لغة التفكير Language of thought hypothesis,وعلم الأنظمة الآلية (السيبرانية Cybernetics),واللاتأسيسية Anti-foundationalism أو العبر منهجية,المفهوم الأخير أنشأه إدغار موران نفسه.

2-التربية الحياتية,ومحاولة تأسيس منهج تربوي جديد -بالاستعانة بأدواته المعرفية التي صكها لنفسه عبر إبستمولوجيا التركيب- ينجح في التخلص من المشكلات الكبرى المشكلة لما يُعرف بـ (أزمة العصر). وأقام محاولته هذه في كتابه المعنون (تعليم الحياة: بيان لتغيير التربية. وتعتمد بشكل رئيسي على إرجاع مفاهيم (القوانين) و(الأعراف) و(التربية) إلى أصلها الأخلاقي والرؤية الفردانية / الإجتماعية (الكلية) إلى الإنسان بصفته إنسانا. أي تحويله من أجزاءا متفرقة من العلوم المختلفة التي تدرس (الإنسان / البشري) بصفته موضوع فيزيائي وبيولوجي ونفساني وثقافي وإجتماعي وتاريخي حيث تشظيه إلى موضوعات تدرسها تخصصات متفرقة إلى الوحدة المعقدة للطبيعة البشرية بصفته كائن فيزيائي بيولوجي نفساني ثقافي إجتماعي تاريخي بحذف واو العطف. إنه باختصار مبدأ (التربية تسبق التعليم) المعروف لدى رواد وزارة التربية والتعليم لدينا في مصر. وغايته هنا هو أن الإنسان إنسان. هكذا ببساطة دون أي إضافات أو تعقيدات. وعليه,يجب أن يراعي الإنسان حقيقة أن الآخر هو إنسان. ويجب أن يهيئ (التصرفات) التي ينتهجها وفقا لهذه الحقيقة. (وأشير هنا إلى تحول الآخر إلى ذات).

3-الموت,في مقابلة ضدية ينتقل موران إلى دراسة الموت,إنتقال رجعي فهذا أول كتبه (الإنسان والموت). وتحظى آراؤه حول الموت بالإشادة والدراسة والمداولة. وهو يدعم بها (أي نصوصه حول الموت) رؤيته الكبرى حول الإصلاح الإجتماعي,الذي يستعمله بدوره بصفته (المجتمع / الإنسان) النموذج الأكثر أهمية وأحتياجا إلى تطبيق نظريته المعرفية عليه.

التشاؤمية​
التشاؤمية فلسفة تنظر إلى فعل (التشاؤم) بإعتباره حقيقة إنسانية حتمية.

وهي بذلك تتجاور أو تترادف مع الفلسفة السوداوية,التي تعطي نظرة سوداء في كل شيء. أو هي تنظر دوما إلى الجانب الأسود,وهو ما يقال عنه ضدا (انظر للنصف الممتلئ من الكوب).

وهو ما يطرح التساؤل؛لماذا كل هذا التشاؤم؟

الإجابة –كما صورها أحد الكاريكاتوريين- أن هذا النصف يمتلئ بالدماء وليس الماء. وفي مقولاته,أجاب أحمد خالد توفيق مرارا حول كون المريض بالاكتئاب,رجل لديه رؤية أفضل للأمور على حقيقتها,ولا يتلون الواقع أمامه بأكثر مما هو عليه,ولحساسيته المفرطة يصاب بالإكتئاب لأنه لم يستطع التأقلم مع كل هذا القبح

-المكتئب ليس شخصا مريضا فى نظرى .. بل هو انسان رأى الدنيا وأهلها على حقيقتهم .. وعجز عن التعامل مع كل هذا القُبح.

-الاكتئاب مرض لعين .. والأدهى أنه يتطلب قدرا كبيرا من الذكاء والحساسية لدى المريض كي يصاب به

-أن تتوقع أن يعاملك العالم برفق لأنك إنسان طيب،أشبه بأن تتوقع ألا يلتهمك الأسد لأنك نباتي لا تأكل اللحوم.

-يقولون إن المرض الوحيد الذي يصحو فيه المريض مرهقا بعد نوم تسع ساعات كاملة هو الاكتئاب .. كل الأمراض الأخرى - بما فيها الدرن والسرطان - يصحو مريضها من النوم أفضل حالا.
[39]

باختصار,هذا التشاؤم هو ليس بالضرورة تشاؤما مرضيا مبالغ فيه تجاه الأمور مثل (ظاهرة التطير) أو (النزعة الإحباطية) أو (القلق اللامبرر),بل هو إعتراف يقيني بكون الأمور سوداوية كما هي دون أي إضافة من لدينا. هذا الإعتراف يقرر في تشاؤمه ثلاثة أمور:

1-سوداوية الحياة 2-عدمية الوجود 3-عبثية المعنى.

والتشاؤمية فلسفلة سائدة جدا عند الغرب من أبرز الكتاب المتشائمين لديهم نذكر الإنجليزي جورج أورويل,والروماني إميل سيوران,والروسي دوستويفسكي,والتشيكي كافكا,والألماني شوبنهاور. الأخير قدم رؤيته التشاؤمية في صياغة فلسفية رسخت لهذا المذهب في عصرنا الحديث.

التطورية​
التطورية فلسفة قائمة على فكرة (التطور)

والتطور هو تغير يفترض إرتقاء الحالة إلى حالة أحسن مما كان عليه قبل هذا التغير

وينطلق التطور بيولوجيا من إرتقاء جميع الكائنات الحية إلى كائنات أحسن حالا عبر إزاحة العناصر الغير مفيدة والتخلص منها مقابل تطوير ودعم العناصر المفيدة. حيث يكون المعيار الأول لتحديد حدوث التطور هو

-بقاء الكائنات حية,وموجودة عبر تقلبات الزمن وتوحشات الطبيعة

بغض النظر عن الكيفية التي تبقى بها هذه الكائنات حية,بفعل الطبيعة الداخلية والعوامل الوراثية لأجسادها وأجناسها,أو بفعل الطبيعة الخارجية والظروف القهرية للتغيرات البيئية.

وترتبط التطورية بمجموعة من المصطلحات المشابهة مثل التجديدية والتنويرية والنهضوية والتقدمية التي تترادف مع التطور,أو التقدم,أي التغير للأفضل عبر الزمن التاريخي.

الشاغل الأكبر للفلسفة التطورية هو تطوير المجتمع عبر الإجابة على أربعة أسئلة رئيسية

1-هل الظاهرة الإنسانية تتطور وفق قوانين ثابتة لا تتأثر بالسياق الحضاري الذي تنشأ فيه؟

أم أن كل فعل وفكرة هو انعكاس لرؤية حضارية تتضمن بالضرورة -بشكل ظاهر أو مضمر- تصورات عن الذات والآخر والكون وما وراء الكون. والإجابة المثبتة علميا هو أن التطور غير مستقل عن السياق الحضاري بدليل وجود مجتمعات بدائية إلى يومنا هذا.

[TM10] 2-في الحالتين إذا كانت هناك قوانين للتطور,ما هي؟

وهذا ما يحاول كل الفلاسفة والعلماء الإجابة عنه.

3-هل يمكن أن يصل بنا التطور إلى خلق يوتوبيا؟

أثبت التاريخ أن الإنسانية ما هي إلا مأساة كبيرة,وعلى ما يبدوا أننا متوجهين إلى ديستوبيا.

4-ما هي إستعمالات ومساحات التطور / التقدم؟

عبر مساران رئيسيان هما التقدم الإجتماعي والتقني,ويتابدل كل منهما التأثير على الآخر. ولكن بشكل عام يمكن عد سبعة محاور رئيسية للتقدم,هي. الإقتصاد والسياسة والمجتمع والثقافة / الفن – الأدب والعلم والأخلاق والصناعة / التقنية.

وفي الأخير,"علينا أن نكون قادرين على مناقشة كيف أن اجتثاث الجدري وجهودنا في محاربة الملاريا والإيدز عبارةٌ عن خطوات مترابطة في عملية،في عمليةٍ يصعب تسميتها بأي شيء عدا التقدم."[TM11]

التفكيكية​
التفكيكية فلسفة تتخذ من (التفكيك) مصدرا أوليا للمعرفة.

لذا هي تعمل على تفكيك كل النظم وصولا إلى بنيتها,بل وحتى الإقدام على تفكيك هذه (البنية) فيما يعرف بما بعد البنيوية. البنيوية تركز على أي مجموعة بإعتبارها بنية واحدة, بينما تحرص التفكيكية على تفكيك أي وحدة إلى مجموعة من العناصر. وهي بذلك تتشابه مع التكوينية أيضا. وقد ساهمت التفكيكية في التحول إلى مفهوم جديد يزعم أن كل مفاهيمنا القديمة هي (مصطلحات وهمية). بما فيها البنية نفسها. وتمثل أطروحات الفيلسوف الفرنسي الجزائري جاك دريدا منطلقا نظريا للفلسفة التفكيكية كما أن نظرياته تمثل مرجعية فكرية لهذه الفلسفة. وكانت غايته من فلسفته تلك نقد طبقات الاستعارة Metaphor التي تعكس أشكال الوعي الأوروبي المعاصر. عبر تفكيكها إلى مستويات وثنائيات. وبذلك طور دريدا التحليل محيلا إياه إلى التفكيك بادئا بتفكيك الثنائيات المانوية وهي واحدة من أكثر الأفكار تأثيرا في المنطق والتحليل. مركزا على ثنائية (المركز-الهامش) لتساهم الفلسفة التفكيكية أيضا في التحول من التركيز على المركز,إلى إزاحة الإهتمام نحو الهامش وحتى التركيز عليه,وهو ما ساهم في نشوء فلسفات الإختلاف لاحقا. وبما أن العملية الرئيسية لتلك المدرسة هي تفكيك النص وصولا إلى الطبقات التحتية,ثم إلى ما هو أسفلها. كانت رافدا أساسيا ساهم في تغذية ونمو وتوسع الفلسفة التأويلية أيضا. فهي تنظر إلى النص بإعتباره نتاج طبقات من الوعي تراكمت عليه بفعل تعدد القراءات المختلفة. حيث تسعى التفكيكية إلى فهم العلاقة بين النص والمعنى. أو كما يقول فيرنون جراس: "ترجع أهمية الأدب في ظل التفكيكية التقويضية إلى طاقته على توسيع حدوده بهدم أطر الواقع المتعارف عليها،ومن ثم فهو يميط اللثام عن طبيعتها التاريخية العابرة،فالنصوص الأدبية العظيمة دائما تفكك معانيها الظاهرة سواء كان مؤلفوها على وعي بذلك أم لا من خلال ما تقدمه مما يستعصي على الحسم، والأدب أقدر فنون القول على الكشف عن العملية اللغوية التي تمكن الإنسان بها من إدراك عالمه مؤقتا وهو إدراك لا يمكن أن يصبح نهائيا أبدا". ومن خلال التفكيكية تم الإعلان عن موت الكاتب,وموت الناقد.[TM12] ورغم أنهما لم يموتا فعليا,إلا ان التفكيكية لازالت تمارس حتى اليوم. هي أداة نقدية استخدمها بكثرة في كتاباتي. "إن التفكيك حركة بنيانية وضد بنيانية في الآن نفسه،فنحن نفكك بناء أو حادثا مصطنعا لنبرز بنيانه وأضلاعه وهيكله ولكن نفك في آن معا البنية التي لا تفسر شيئا فهي ليست مركزا ولا مبدأ ولا قوة فالتفكيك هو طريقة حصر أو تحليل يذهب أبعد من القرار النقدي. وما يؤكده التفكيك ويتحول عنده إلى هدف هو أنّ الخطاب ينتج باستمرار،ولا يتوقف بموت كاتبه،ولهذا فهو يدعو إلى الكتابة بدل الكلام لانطوائها على صيرورة البقاء بغياب المنتج الأول،في حين يتعذر ذلك بالنسبة للكلام،إلاّ في حدود نطاق ضيق،وبفهم العلاقة الجدلية القائمة بين ثنائية الحضور والغياب في جسد الخطاب باعتبار الحضور رهينة مرئية والغياب ظلاله الكثيفة العميقة الغائرة،وهو المدلول الذي ينفتح على خاصية القراءة المستمرة في تحاور مع القارئ."[TM13] أي أن التفكيكية تقول بإستحالة الوصول إلى فهم متكامل للنص,حيث يغوص النص الأصلي تحت التراكمات الفكرية المختلفة وذاتية المتلقي التي تبعده عن الحيادية في القراءة والتفسير. في عملية مستمرة من التفكيك والتركيب,والهدم والبناء.

التقليدية​
التقليدية فلسفة اعتبرت ضمن تقاليد وأعراف معرفية سابقة

أي أنها قائمة على مفهوم (التقليد)

والتقليد هو أن يتبع كائن كائن آخر في سلوك ما,والكائن هنا قد يكون إنسانا أو فكرة. والتقليد هنا ينطبق على مفهومين؛ التقليدية من حيث هي ترجمة لمدرسة فكرية المعادل الإنجليزي لها هو (الكلاسيكية). والتي بين أصلها اليوناني,ومعالجتها الإنجليزية. بين معنيين

الأول يقصد به الشيء القديم,الذي بات قالبا يمكن تقليده. وهو بذلك يكون أقرب للتراث. لولا أن التراث أكثر منه عمرا في القدم.

الثاني يقصد به الطراز الأول,الرفيع والمثالي,لدرجة أنه يصلح بأن يكون نموذج يجري تقليده من أجل الوصول إلى درجات مقاربة له في الإتقان. والمعنان متقاربان.

ولكن بات يقصد بالتراث كل ما زاد قدمها كما تقدم,أما الكلاسيكية فهي مرحلة إبتدائية ونموذجية لأي شيء (حيث أن كل فكرة تمر على ثلاث مراحل أساسية؛التأسيس والتطوير والتجديد). تركز الفلسفة التراثية على الإستفادة من الماضي وتوظيفه في الحاضر,أو حتى محاولة القطيعة معه. للكلاسيكية إتجاه أكثر تاريخية في الفلسفة,فهي تعرض تاريخ الفلسفة وتقسمه إلى مراحل ثلاث,يستمر التراث فيها ربما حتى المرحلة ما قبل الأخيرة قبل إندلاع الحداثة. أما الكلاسيكية فمعنية بالمرحلة الأولى,الأكثر قدما,ولكن التي كانت قد تبلورت لتشكيل مرحلة. بينما يعني التراث بالإرهاصات ما قبلها.

الكلاسيكية هي إزميل فارق بين الفلسفة الكلاسيكية (اليونانية والوسيطة) والفلسفة الحديثة. بين الرياضيات الإقليدية والرياضيات المابعد إقليدية. بين العلوم الطبيعية والفيزيائية. بين المنطق الصوري,والمنطق الجامعة عباراته بين المنطق واللغة والرياضيات والحوسبة والميتافيزيقا والإتصالات. بين الفنون الكلاسيكية والفنون الحداثية.

كما أن التقليدية تعني إستمرار المسألة بواقع كونها حاضرا وليست ماضي. كما في النزعات (المحافظة) التي تكون أكثر حفاظا على العادات والتقاليد والأعراف. في نفس الوقت الذي يقدر فيه عقل محافظ وربما متحجر على التمييز -ولو قليلا- بين القصص العرفية والحكايات الأسطورية. ومع ذلك,وعند نقطة ما,تلتقي الأسطورة بالحقيقة ويمتزجا فلا يظهر صدقهما من كذبهما. وقد خرجت عنها فلسفات عديدة مثل التراثية والبدائية.

التقليلية​
التقليلية فلسفة تنادي بأن (خير الأمور ما قل ودل)

على حد التعبير العربي -لدينا تعبير آخر هو (الشيء إن زاد عن حده إنقلب ضده)- أو عبارة (الأقل هو الأكثر) حسب التعبير الغربي. ومن هذا تخرج ثلاثة فوائد

الأولى اختزال أكبر العناصر في مجموعة أصغر دون خزلها,نحو غاية للتكثيف.

الثانية إيجاز الطويل في القصير,نحو غاية للتعميق.

الثالثة تقليص العناصر المزعجة والزائدة والغير ذات فائدة,نحو غاية للتنقية.

فالكثافة تعطي تنوع وثراء دون عناصر زائدة,وهذا يؤدي إلى صفاء ونقاء يصل بنا إلى تذوق الجمال وفهم المعنى. ويكون المنتج عميقا محملا بأكثر مما تركناه في العناصر نحو غايات تأويلية تقف وراء أقصى مدارات ومسارات النص / الصورة.

وذهنية المتلقي تخصص مساحة واسعة لإستقبال واستيعاب وتذوق التقليلية,يمكن أن نضرب مثال واضح عن ذلك لما تنظر إلى غرفتك وتنفر من منظرها الفوضوي. مع أنك في نفس الوقت قد تنبهر بكم المنتجات الموجودة في السوق,بل وتشتري منها ما لا حاجة لك به. هذا راجع أولا لكوننا نميل للفراغ. وتعطينا واجهات المعارض والمحلات الكثير من الفراغات بين رفوفها. وثانيا لكوننا نميل للتنظيم -والفراغات تعطي إيحاء مريح بالإبتعاد عن الفوضى فلا يوجد ما هو أكثر تنظيما للأشياء من لاشيء- عبر عمليات عقلية معقدة مثل التجريد والتصنيف والتحويل (الإستعارة).

"وقد نشأت التقليلية في بداية الستينات حركة فنية خرجت من عباءة المدرسة التجريدية, وطُرحت أسلوبا للحياة عامة منذ عام 2005،بدراسة أطلقتها جامعة إلينوي حين فرّق القائم بالدراسة بين ما تقدمه التجارب والخبرات (قيمة للإنسان) وبين ما تقدمه الممتلكات والأشياء المادية. ويرى عالم النفس الأميركي توماس جيلوفيتش أن تأثير التجارب والخبرات أكثر بقاء وأطول أثرا في شخصية الإنسان،بينما تفقد الأشياء المادية والمقتنيات بريقها وتنفصل سريعا عن صاحبها." [TM14] لأن الأشياء العقلية نحن أقدر على إزالة صورها وقتيا وإسترجاعها من الأشياء المادية. وقد أثبتت دراسة أخرى أن الإنسان أقدر على تذكر الأشياء إذا لم تزيد عن سبعة عناصر. ولعبت اليابان دورا في نشر التقليلية (الحياتية – إسلوب حياة) عبر كتاب سحر الترتيب 2010,ثم كتاب وداعا للأشياء – التقليلية اليابانية الجديدة Goodbye, Things: The New Japanese Minimalism 2015.

تجاوزت التقليلة كونها حركة فنية أو إسلوب حياة لتشمل جوانب حياتية وإجتماعية أخرى مثل التنمية البشرية والإقتصاد المنزلي والإقتصاد.

التكاملية​
التكاملية فلسفة تسعى إلى التكامل من خلال الموروث الفكري للإنسان.

الوسطية أو التوفيقية. والوسط هو (موقع واقع بين أمرين). التوفيق هو نزع النزاع عن طرفيه. هذا التوفيق يكاد يختزل داخله تاريخ الفلسفة الإسلامية (أكبر الديانات روحيا) منذ نشأتها بظهور محمد ونزول القرآن,مرورا بأكبر فلاسفة المسلمين ابن رشد,وصولا إلى المحدثين من حسن حنفي ونصر حامد أبو زيد. ومع صعود التيارات الحداثية أصبح الصراع,وبالتالي التوفيق ليس فقط بين النقل والعقل,بل بين التراث والحداث. ويمكننا تمييز التوفيقية على أنها نزعة فلسفية أكثر من كونها مدرسة فلسفية,تسعى للتوفيق دوما بين أي فلسفتين متعارضتين,وهو تعارض لا يعني بالضرورة وجود تناقض. بينما تسعى التكاملية إلى التكامل أو (الكمال دون اكتمال) عبر الجمع بين هذه الموروثات الفكرية المتفق على صحتها أو المتحقق من جدواها. وهي في ذلك,تعد فلسفة توفيقية,ولكن التكاملية مصطلح حاولت صياغته كنوع من (ما بعد التوفيقية) لما تخلله مسار (التوفيق) من عقبات لم تستطع التوفيقية تجاوزها إلى يومنا هذا. وتكاد تعلن فشلها رغم النجاحات الجزئية المتحققة على أيدي بعض من كبار فلاسفتنا. ومشكلة التوفيقية الأساسية,أنها مؤسسة على فعل (التوفيق) الذي يعني (إحداث حالة وفاق بين طرفين أو أكثر) وهو ما يفترض وجود حالة خصام, يصدق عليها ويؤكدها,بل وأحيانا يدعمها في محاولته التوفيقية تلك. بينما التكاملية,تسعى إلى الوصول لأكبر قدر ممكن من نقاط (التوافق) و(الإلتقاء) بين الفلسفات المختلفة. وهي بذلك لا تلغي التوفيقية,بل تحاول البناء على منجزاتها,فسعيها هذا يكاد لا يعدو كونه استئناف لمساعي الفلاسفة التوفيقيين من ابن رشد إلى حسن حنفي. لولا أن الاختلاف كامن في فرضية أطرحها,تفيد بأن كل ما جاء مفيد. ما أقصده بـ (كل ما جاء) أي كل الموروث الفكري بأكمله. طالما متفق عليه من قبل عدة جهات,أو متحقق بصحته (حتى لو من قبلنا فقط) طالما هذا التحقيق يستند إلى حجج مقبولة أو معقولة. ونرجع بذلك إلى فرضية أصعب (وربما بها شطط) تفيد بأن العقل (الإنساني) طالما كان عقلا,وعقل شيئا في عقلانيته تلك ما يفيد. حتى لو لم نستوعب الأمر إلى الآن. حتى لو أن مسلمة بديهية مثل (عدم إجتماع النقيضين) ترفض رفضا قاطعا إجتماع اليمين واليسار معا,بمعنى لا مجال لإتخاذ الجهتين وجهة لنا في نفس الوقت. ولكن لماذا لا يكون في تقابلهم,أو في نقطة الإنطلاق / الإلتقاء بينهما جمعا بينهما. بل ونتجاوز ذلك بالتساؤل؛لماذا لا يمكن الجمع بين الطول والعرض معا,وإلتقاء الجهتين في جهة واحدة؟ هذا سؤال لا عقلاني بالطبع,ولكن من قال أن عقلنا قادر على إستيعاب كل شيء!. وهيجل وشرودنغر ودريدا قد اقتربا من هذا الإستيعاب. لكن هذا قد يفتح مجال للكثير من الهراء البليد والشطط الغير مفيد. إلا أن هذا لا ينكر وجود (مفاهيم) مثبتة فلسفيا أو علميا,مع إحتواءها في أساسها على مغالطات منطقية. مثل العدم واللانهائية وما بعد البعد الثالث. كما أن هناك بالجوار إلى ذلك حقلا معرفيا يسمى (المفاهيم المتنازع عليها بالضرورة). لا يعطي حدا واضحا للكثير من المفاهيم المتداولة في مختلف المجالات. نقول في الأخير أن (الجود بالموجود). وربما إجتماع النقيضين,أو تواليهما حاليا على الأقل,لذا نذهب من العقل إلى اللاعقل,وفي ذلك تقاطع مع الفلسفة اللاعقلانية. بل وتعد التكاملية مدخلا مبسطا أو بديلا سهلا عن النظم الأكثر تعقيدا في الفيزياء,تحاول التصاعد في تعقيدها وتركيبها بالتوازي مع الفيزياء وصولا إلى (نظرية كل شيء).

التكوينية​
التكوينية فلسفة تركز على التكوين منطلقا ومقصدا

والتكوين كلمة يراد بها الشكل الذي تكون عليه شيء ما

ولأن التكوين جزء من النظام,فهو يستقي مقولاته منه,وذلك يفترض إستعارة أساسية النظام؛ أي العناصر,والآلية التي تسوق هذه العناصر

1-المكونات التي تكون منها الهيكل / الشكل

2-الآلية التي تكون بها الهيكل / الشكل

3-وأخيرا الطريقة التي صار عليها هذا الشكل.

حيث تتقاطع التكوينية مع البنيوية في تركيزها على العناصر / المكونات التي يتكون منها العمل. وصولا إلى أصغر مكون مركزي. أي البنية. ومجموعة كلها أو بعضها في بنية أخرى. أما الخاصية الأساسية التي تميزت بها التكوينية عن البنيوية فهي تتبعها لمراحل تكوين العمل بدلا من محاولة تفكيك عناصره إلى بنى. أي إلى وحدات أصغر تسمى الوحدة منها بـ البنية.

"تنهض النظرية التكوينية أو الجينية في النقد الأدبي على مفهوم يفيد بأن النص النهائي لعمل أدبي ما,هو -مع بعض الاستثناءات النادرة جدا- محصلة عمل مرّ بمراحل إنشاء وتكوين وتحول,استغرقت فترة زمنية قد تطول أو تقصر طبقا لكتابة المخطوط والتصويبات التي يدخلها الأديب عليه أكثر من مرة. وتتخذ النظرية التكوينية -التي هي فرنسية في الأساس- إجراءاتها النقدية والتحليلية والتفسيرية في الفترة الزمنية التي تبدأ من لحظة تولد العمل الأدبي وتمتد لتشمل مراحل تكوينه. فالنص النهائي للعمل الأدبي ليس المرجع الأساسي أو الوحيد في العملية النقدية التكوينية كما يقول الناقد بيير مارك دو بيازي في كتابه (تحليل المخطوطات وتكون العمل) 1985. فقد تكون هناك مجموعة من المخطوطات أو الوثائق الشخصية التي أنتجها الأديب وجمعها وربما احتفظ بها,وهذا ما يطلق عليه دو بيازي مصطلح (مخطوطات العمل). وهذه المخطوطات,إذا كانت موجودة,تتغير وتتحول كما ونوعا طبقا للعصور والأدباء والأعمال المطروحة للنقد التكويني. وكل ملف مخطوط لنص أدبي منشور -إذا كان تفصيليا ومستفيضا بدرجة معقولة- يمكن أن يقدم صورة توضح ما حدث بين اللحظة التي خطرت فيها بذهن المؤلف فكرة مشروعه الأولى حتى اللحظة التي يظهر فيها النص المخطوط مطبوعا في كتاب. أي أن النظرية التكوينية تتداخل مع كل النظريات الأدبية والنقدية التي تسعى إلى تأويل النص,وفي مقدمتها النظرية التأويلية أو الهيرمنيوطيقية,والأسلوبية,والأنثروبولوجية,والأيديولوجية,والتفكيكية,والسيموطيقية,والظاهرية,والسياقية,والنصية."[315]

الثقافية​
الثقافية مجموعة من الدراسات (الثقافية) التي تسعى إلى تحديد مفهوم الثقافة.

نفس المشكلة مع الشعبوية ولكن بالضد .. والشعبوية فلسفة تنادي بقيم تعلو فوق الشعب ويستأثر بها الخاصة,وهي تسمى أيضا النخبوية. وبالنسبة لكثيرين فإن الشعبية هي نفسها الشعبوية مقابل النخبوية. هذه المشكلة تعد واحدة من أكبر المشاكل الفلسفية والثقافية والفنية, إن لم تكن الأكبر على الإطلاق. تمتتد إلى كل الفنون,وهي أيضا تطال فلسفة العلوم. لكن هناك شبه إتفاق لطرق الإستفادة من العلوم بناءا على تطبيقات مادية. لذا فهي مشكلة شديدة الإرتباط أكثر بالإنسانيات والفنون,وأيضا العلوم حال تعلقها بالجانب الإنساني أكثر من الجانب الصناعي. تلك المشكلة يمكن التوسع بها حتى أنها تخلق فلسفة مستقلة بذاتها. والمشكلة هي حول (تحديد قوانين ونظم للتجمع والتنوع الثقافي) للوصول إلى مساحات مشتركة دون تبديد الإختلاف تحت مسميات مثل (الذوق) و(المعنى) و(المعرفة). هذه المشكلة المعني بها بشكل رئيسي في الفلسفة (المادية الثقافية). والمادية الثقافية مبحث علمي في الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع،يعطي الأولوية للظروف المادية في شرح أسباب الاختلافات والتشابهات الاجتماعية والثقافية. حيث أن عموم (الدراسات الثقافية) تسعى إلى تحديد مفهوم الثقافة. ولهذا المادية الثقافية حقل مهم في علم الثقافة يسعى إلى فهم معين لطرق تكوين الجماعات أو المجموعات أو الشللية أو التحزبية أو الطائفية الثقافية. والذي يمكن توسيعه إلى فلسفة تعني بهذه التشابهات مقابل الإختلافات. خاصة في ظل تنامي مباحث ثقافية أخرى أتت بمصطحات حداثية مثل (الإختلاف Difference - الجندر - الكوزموبوليتانية – التعددية الثقافية - الجماهيرية - العولمة - الاستقطاب - الحاضرية - ثقافة الإلغاء Canceled Culture - الشوفينية - الاستشراق - الكوليونالية - الفرانكفونية - عقدة الخواجة - كراهية الأمركة - الصوابية السياسية - الشعبية - النخبوية intelligentsia - النسبية الثقافية). مثلا "يشير (الإلغاء) إلى سحب الدعم،لا سيّما في وسائل التواصل الاجتماعي،عن الذين تُعتبر أقوالهم أو أفعالهم العامة دفاعًا عن العنصرية أو الجنسانية أو رهاب المثلية. وتمثّل ’ثقافة الإلغاء‘، إذا ما كان لنا أن نصدّق منتقديها،تهديدًا كبيرًا لحرية التعبير والحرية الأكاديمية وتراثـ’ــنا‘ الأدبي والثقافي." [TM16] وهي تندرج ضمن مقاصد الصوابية السياسية,وحتى ولو بشكل غير مقصود. وقادرة على إحتواء كل المفاهيم الأخرى المذكورة -وغير المذكورة- في طياتها.

الثقافة هي سلوك إجتماعي يميل إلى جمع معظم النشاطات الإنسانية التي تشمل تعبير فكري.

الشعبوية فلسفة تنادي بقيم تعلو فوق الشعب ويستأثر بها الخاصة.

هذه المشكلة تعد واحدة من أكبر المشاكل الفلسفية والثقافية والفنية,إن لم تكن الأكبر على الإطلاق. تمتتد إلى كل الفنون,وهي أيضا تطال فلسفة العلوم.

الجدلية​
الجدلية فلسفة تتخذ من فعل (الجدل) مصدرا أوليا للحقيقة.

والجدل هو مستوى من النقاش تغلب فيه حجة الطرفين دون غلبة أحدهما. والدياليكتيكية / الجدلية فلسفة تعمل على تحليل الواقع وإبراز ما فيه من تناقضات سعيا إلى تجاوزها. والباحث الديالكيتيكي في تحليله ينتهج مبدأ الجدل,ومن خلاله طورّ القانون الأشهر؛(التغيير). فتترجم الدياليكتيكية إلى (المادية الجدلية) وذلك لأن الجدل والتغيير قائم دائما حول المادة. هذا التغيير يحكمه عبر مراحله ثلاث قوانين أساسية

1-التغيرات الكمية تتحول الى تغيرات نوعية,والعكس صحيح (الكم يتحول إلى كيف).

2-لا شيء يبقى على ثابته (نفي النفي).

3-الظاهرة والضد لها موجودان في وحدة واحدة (وحدة الأضداد).

يبقى أن المنجز الرئيسي لماركس أنه طبق الجدلية على التاريخ والمجتمع البشري,ولكنه ليس المؤسس الأول للجدلية. فقد سبقه إليها هيغل,الذي حدد أطوار ثلاثة لأي فكرة فاعلة: (1-الطريحة 2-النقيضة 3-الجميعة). ورجوعا بالتاريخ للوراء نجد بعض الإرهاصات الأولى للجدلية في فلسفة كانط النقدية. ورجوعا أكثر بالتاريخ نجد أن البذور الأولى للفلسفة الجدلية,كما الحال مع أغلب فلسفات الغرب,نبتت في اليونان عبر الفلسفة السفسطائية. والسفسطائية فلسفة تتخذ من فعل (السفسطة) غاية لها لتحقيق مرادها. والسفسطة هي مجموعة من الألعاب الكلامية غايتها الإقناع لتحقيق المراد.

والمراد هنا قد لا يكون شيء محدد سوى الدفاع عن وجهة النظر والرأي الغير ثابت بالمرة, حيث قد ينتقل الخطيب (فالسفسطائي خطيب مفوه) من الدفاع عن الرأي,إلى الدفاع عن رأي آخر ضد هذا الرأي. دون أي اقتناع فعلي أو منفعة فكرية من هذه الضدية. عدا تغليب الرأي على رأي لصالح ما يريد هو,وقدرة مذهلة على الإقناع. أما مراد السفسطائي من كل هذا فيتمحور حول ثلاثة غايات أساسية؛إما أهداف سياسية,وإما أهداف نفسية,وإما أهداف مالية. فهم أول من ابتدعوا الوظائف الثلاثة؛المعلم الخصوصي,والإعلامي الموجه,وأخيرا العاطل الذي لا يجد وظيفة سوى الثرثرة حول كل شيء محاولا إثبات وجهة نظر تبناها بالصدفة, مثل خبراء التنمية البشرية وتطوير الذات في زمننا المعاصر. وخرجت السفسطة نتاجا للحرية الكبيرة (وربما الزائدة) التي نعمت بها حضارة اليونان في العصر الهيليني,ولم يكن هذا هو المنتج الثقافي الوحيد,فاليونان مشهود فضلها كونها البلد الأول الذي شهد الفلسفة الغربية. وهي الفلسفة الوحيدة والحقيقية حسبما يرى برتراند راسل. لذا يمكن القول أن للسفسطة تأثير على الفلسفة الغربية أكبر من كونها منتج فكري من حضارة اليونان مستقل عن الفلسفة الحديثة في إطار تاريخي. فهي أول صورة للفلسفة الجدلية في التاريخ الإنساني. هذا الجدل قد تطور في المرحلة الوسيطة المفصلية بين الشرق والغرب في علم الكلام لدى العرب. إن الجدل (ذروة الصراع = إجتماع الضدين) يملك أغراض وفوائد أكثر مما يسعنا حصرها هنا.

الجذمورية​
الجذمورية فلسفة ترجع كل الأشياء إلى أصل / جذر واحد.

والجذمور هو ساق تنبت من البذر ينمو عليها الجذر ممتدا أفقيا تحت الأرض

ولهذا سميت (الجذمورية) لأنها تبحث عن جذمور تنطلق منه كل الموضوعات.

وهي بهذا تتشابه مع الأصولية لولا أن الأولى ذات توجه نقدي أدبي,والثانية ذات توجه سياسي إجتماعي. بل ويمكن دمج التوجهين ضمن فلسفة واحدة. هي الجذمورية أو الجذرية.

الجذمور هو مفهوم فلسفي طوره جيل دولوز وفيليكس غوتاري في مشروعهما للرأسمالية والفصام (1972-1980). هذا ما يطلق عليه ديلوز (صورة للفكر)،استنادًا إلى نموذج يتشبه بـ جذمور نباتي,الذي يدرك التعددية,كنمط من المعرفة ونموذج للمجتمع. يستخدم كل من دولوز وغوتاري مصطلحي (الجذمور) و(الجذري) لوصف النظرية والبحث الذي يسمح بنقاط دخول وخروج متعددة غير هرمية في تمثيل البيانات وتفسيرها،في ألف هضبة, يعارضونها لمفهوم شجري (هرمي،يشبه الشجرة) للمعرفة،الذي يعمل مع فئات ثنائية والخيارات المزدوجة. يعمل النموذج الجذموري مع اتصالات مستوية وعبر الأنواع،بينما يعمل النموذج الشجري مع الاتصالات الرأسية والخطية. هي فلسفة منبثقة نن المفهوم البيولوجي للتبادل،حيث يتفاعل نوعان مختلفان معًا لتكوين تعدد (أي وحدة متعددة في حد ذاتها). كما أن التهجين أو نقل الجينات الأفقي سيكون تفسيرات جيدة.

"كنموذج للثقافة،يقاوم جذمور الهيكل التنظيمي لنظام جذر الشجرة الذي يرسم السببية على طول الخطوط الزمنية ويبحث عن المصدر الأصلي (للأشياء) ويتطلع نحو ذروة أو اختتام تلك الأشياء. من ناحية أخرى،تتميز الجذور "بعلاقات ثابتة بلا توقف بين سلاسل السيميائية، ومنظمات القوة،والظروف المتعلقة بالفنون والعلوم والنضال الاجتماعي". بدلاً من سرد التاريخ والثقافة يقدم جذمور التاريخ والثقافة كخريطة أو مجموعة واسعة من عوامل الجذب والتأثيرات بدون أصل أو نشأة محددة،لأن (الجذور) ليس لها بداية أو نهاية؛إنه دائمًا في الوسط، بين الأشياء،اللحن الفاصل،نقطة البداية. حركة مستوية من جذمور يقاوم التسلسل الزمني والتنظيم،بدلا من ذلك يفضل نظام الرحل للنمو والانتشار. "في هذا النموذج،تنتشر الثقافة مثل سطح جسم مائي،تنتشر في اتجاه المساحات المتاحة أو تتجه لأسفل نحو مسافات جديدة عبر الشقوق والثغرات،مما يؤدي إلى تآكل ما في طريقها. يمكن مقاطعة السطح ونقله ولكن هذه الاضطرابات لا تترك أي أثر،حيث يتم شحن المياه بالضغط وإمكانية السعي دائمًا لتحقيق التوازن،وبالتالي إنشاء مساحة ناعمة."

الجزمية​
الجزمية,هي أي فلسفة تسعى إلى الجزم بمجموعة من المسلمات قد تخلو من بداهة.

وهي عكس الشكية,حيث تجزم بحقائق دون التحقق منها,قصدا أو بغير قصد.

والجزم هنا شرطه التعصب,فهو لا يجزم كنوع من طرح الرأي,بل فرض الرؤية.

ومن الجزمية تعددت المصطلحات التعصبية الأخرى,مثل

الدوجمائية / التشددية

الأوتوقراطية / الإستعبادية

الشوفينية / التعصبية

الدعائية / البروبوجاندا

المذهبية / الأيديولوجيا

البطريريكية / الأبوية

الطائفية

الفاشية fascism: مذهب سياسي و إقتصادي يقوم علي دكتاتورية حزب واحد.

-العرقية-العنصرية racism مذهب يسلم بوجود أعراق بالمعني ب في الجنس البشري,أخص من الأعراق البيضاء,السوداء,الصفراء أو الحمراء,وبنحو خاص يعتبر أن هذه الفوارق هي عوامل جوهرية في التاريخ؛يؤسس عليها حقا للأعراق العليا بأن تسحق بها الأعراق الأخرى,وحتى الحق بإزالتها من الوجود.

-النازية:مذهب سياسي مقترن بالعرقية والديكتاتورية الألمانية.

الدكتاتورية / الإستبدادية: الحكم المطلق,حكومة يرأسها حاكم مطلق,الحكم الإستبدادي هو حكم الطاغية دون أي شريك ممثل للشعب.

-السادية sadism: التلذذ بعذاب الآخرين,قسوة مفرطة,الإبتهاج بالقسوة. وهي قريبة الشبه من السايكوباثية.

-الصهيونية Zionism: حركة المطالبة بدولة اليهود. وهي مرتبطة بالسامية. ولا تتوقف حدودها عند هذا المطلب فقط.

وتعد الجزمية أقل هذه الحالات تطرفا وأكثرها إعتدالا. فلسفة الحداثة نفسها لم تمنع تفجر العنف على أعلى المستويات خصوصاً عبر الحربين العالميتين الأولى والثانية وما شهدتاه من تدمير وقتل وصولاً إلى استخدام القنبلة الذرية. وشهد القرن العشرون صعود الأيديولوجيات الشمولية إلى أقصاها من خلال الفلسفات الشيوعية والنازية والفاشية،وما تسببت به هذه الأيديولوجيات من إبادة للبشر وللحجر في كل مكان سيطرت فيه. وفي مقابل فلسفات الديكتاتورية،صعدت فلسفة حقوق الإنسان والمواطن،فكان لها مفكروها ونتاجها الذي لا يزال حياً يتطور في كل مكان (أخالفه في هذا الرأي). هكذا بات لكل ميدان،في السياسة والعلم والاقتصاد والتكنولوجيا والأدب .. فلاسفته ومؤدلجوه،كما باتت الفلسفة ميداناً لصراع هذه المنوعات المتعددة،وهو ما يمكن تلمسه في قراءة الأبحاث الواردة في الموسوعة عن كل فيلسوف لأي جهة انتمى.

الجسد​
الجسدية مجموعة من الدراسات تتخذ من الجسد موضوعا أساسيا لها.

بل وأحيانا,قد تنطلق من الجسد مصدرا أوليا للحقيقة,يؤخذ به معيارا في تحليل مواضيع أخرى. وهذا لعمري,هو أكبر تجلي في البعد عن الموضوعية والاستغراق في الذاتية بجعل حاوية (الذات) أي الجسد,أساسا معرفيا,دون أن يعني ذلك بالضرورة إبتعادا تاما عن الحقيقة. وتلقى دراسات (فلسفة الجسد) الكثير من العناية لدى الغرب لأنها تتوافق إلى حد كبير مع أهواء العقلية الغربية في التقوقع حول ذواتهم / أجسادهم. وما يستميله هذا التوجه من ميول شاذة في التحرر الفج نحو تلقي الجنس على الجسد بشكل مفتوح (أيا كان شكله أو لونه أو عرقه أو عمره أو جنسه أو حتى طبيعة العلاقة بينه وبين جسد آخر). اللهم إلا بعض الحدود العرفية التي لازالت مرسومة تمنع ممارسة السلوكيات الجنسية الأكثر قبحا (نكاح الموتى / نكاح القربى / نكاح الأطفال). إلا أن سلوكيات أخرى صارت متاحة,مثل نكاح المرأة خارج حدود الزواج,ونكاح الرجل من قبل رجل آخر. وربما قريبا نشاهد نكاحا بين إنسان وحيوان,الذي بدأت تظهر منه بوادر ساخرة في القنوات الإعلامية المختلفة. والعلاقة واضحة بين الجنس والجسد,لأن المتعة الجنسية في أساسها هي لذة ناتجة عن العبث مع الجسد. ولهذا يمكن دراسة الجسد إنطلاقا من ثلاث مقولات

1-الجسد بصفته حاويا لـ الذات.

2-الجسد بصفته مصدرا للجنس.

3-الجسد بصفتها محاكيا للطبيعة.

والمقولات الثلاثة تعد حقيقية بشكل كبير,كما أنهم متصلون ببعضهم كثيرا. الأولى أنه حاوي للذات,ولئن اختلف حول هذه الذات عقلا أم روحا,لم يختلف حول هذا الجسد مادة محسوسة ومدركة في العقل,ولهذا غلبت المادية في العالم بفضل الإكتشافات الغير مسبوقة لعلوم الطبيعة الجسدية (الطب وتفرعاته مثل علم وظائف الأعضاء وعلم الأعصاب حيث جسّد العقل هو المخ المتحكم بالآلة البشرية). ويمكننا تأصيل إمتداد طبيعي لمنجزات الحضارة الإسلامية التي جمع فلاسفتها بين علم الطب وعلم الفلك (محاكاة نظام الجسد,مثلما يحدث حاليا من إبدال لـ فلسفة الجسد إلى صياغة مصطلح جسد الفلسفة). ولم يعطلهم ذلك عن اشتغالاتهم بدراسة تيارات الفكر المختلفة. بل زادهم جهدا على تحليل الفكر مثل تشريح الجسد (وهو ما يدعوا إليه مؤخرا الفيلسوف الفرنسي إدغار موران). والجسد يتجاوز دوره حاويا للذات,إلى كونه مشكلا لهذه الذات. وهي ما حاولت العديد من الدراسات السايكولوجية إثباته. وبدراسة مستفيضة لأنماط البشر النفسية / الجسدية يمكننا التحقق من وجود علاقة تأثير تبادلية بين حالة الجسد وصورة النفس. خاصة في الدراسات التي تعني بلغة الجسد. بالطبع كل ذلك ساهم في ترسيخ صورة الجسد بإعتبار أنه الصورة الحقيقية المرئية لما يُعرف بـ الهوية. ولأن الجسد هو أكبر باعث للمتعة الجنسية (وربما الوحيد رغم إني لا أتفق مع ذلك). جرى إعادة قراءة للهوية فيما يعرف بالدراسات الجندرية.

[HR][/HR]
[TM1]النظرية الإجتماعية من منظور إسلامي / علي ليلة / النظرية الاجتماعية من منظور إسلامي - aliliela
[TM2]فلسفة الاختلاف وضرورته / حسن أحمد الشوبكي / الغد
فلسفة الاختلاف وضرورته
[TM3]مقدمة في الأبستمولوجيا : تاريخ ومدارس / د. محمد جلوب الفرحان / مجلة أوراق فلسفية جديدة / في الأبستمولوجيا والأبستمولوجيا الفلسفية / العدد السابع / صيف 2012.

مجلة أوراق فلسفية جديدة / في الأبستمولوجيا والأبستمولوجيا الفلسفية / العدد السابع / صيف 2012
[TM4]متى نتجاوز المابعدية؟ / أحمد شوقي / الوطن نيوز
متى نتجاوز «المابعدية»؟
[TM5]اللسانيات التوليدية والأصول الفلسفية الديكارتية / ترجمة,سعيد بوخيط / مركز نقد وتنوير
اللسانيات التوليدية والأصول الفلسفية الديكارتية * - مركز نقد وتنوير
[TM6]تفسير القرآن / محمد عبده / المقدمة,ص 8.
[TM7]فلسفة الوجود / نقولا حداد / النظام المادي,ص12.
[TM8]النقد الفلسفي للتراث عند طيب تيزيني / زهير الخويلدي
النقد الفلسفي للتراث عند طيب تيزيني
[39]مدونة أحمد خالد توفيق
[TM10]التفكيكية من الفلسفة إلى النقد الأدبي / ممدوح الشيخ
https://www.arabworldbooks.com/en/e-zine/التفكيكية-من-الفلسفة-إلى-النقد-الأدبي
[TM11]في التقدم والتغير التاريخي / إيدا بالمر / منصة معنى الثافية,ترجمة حسين إسماعيل
في التقدّم والتغيّر التاريخي – إيدا بالمر
[TM12]التفكيك .. نظرية تبعثر نظام بناء الكلمات / أروى المهنا / صحيفة عكاظ
«التفكيك».. نظرية تبعثر نظام بناء الكلمات
[TM13]
[TM14]المينيماليزم .. فن الاستمتاع بالفراغ والتخلص من الفوضى / صحيفة الغد https://web.archive.org/web/20190322152327/https://alghad.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B2%D9%85-%D9%81%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%85%D8%AA%D8%A7%D8%B9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%BA-%D9%88%D8%A7/
[315]موسوعة النظريات الأدبية
[TM16]شكسبير والتاريخ وثقافة الإلغاء / زابينه شولتنغ / مشروع الفرضيات Hypothes.is,ترجمة ثائر ديب.
https://trafo.hypotheses.org/29035
[TM17]خطابات المابعد .. فلسفة الشت / صالح سالم / خطابات (المابعد)... فلسفة الشَتُّ
[TM18]الذريعة في الفلسفة البراكماتية وانعكاسها على السياسة الخارجية الأمريكية في القرن الحادي والعشرين / نزار نجيب حميد / مجلة كلية العلوم الإسلامية,المجلد السابع,عدد (2/14) 1434-2003.
[TM19]الفلسفة البراجماتية / محمد الجاغوب / ديوان العرب
الفلسفة البراجماتية - ديوان العرب
[TM20]رؤية نقدية بريطانية لما بعد الحداثة / عمران عبد الله / الجزيرة
https://www.aljazeera.net/news/cultureandart/2020/10/4/رؤية-نقدية-بريطانية-لما-بعد-الحداثة
[TM21]صفحة السياقية على ويكيبيديا الموسوعة الحرة.
[TM22]موقف طه عبد الرحمن من الحداثة (مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في الفلسفة) تحت إشراف د. مراجي رابح / بوزبرة عبد السلام / ص49.
[TM23]نهاية الحداثة (الفلسفات العدمية والتفسيرية) / جياني فاتيمو / منشورات وزارة الثقافة السورية,ترجمة فاطمة الجيوشي,ص24.
[TM24]تاريخ الأفكار (فوكو ودولوز) / د. حموم لخضر / مجلة كلمة, عدد 97,السنة الرابعة والعشرون,خريف 2017م / 1439.

http://kalema.net/home/article/view/1128
[TM25]الملل والنحل / أبو الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني / صححه وعلق عليه أحمد فهمي محمد,دار الكتب العلمية,ص 472.
https://archive.org/details/waq32299/page/n733/mode/2up?view=theater
[TM26]قانون نفي النفي / نبيل عودة / الحوار المتمدن
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=451092
[TM27]المابعديات الخمس / خيري منصور / القدس العربي.
https://www.alquds.co.uk/المابعديات-الخمس/
[TM28]متى نتجاوز المابعدية؟ / أحمد شوقي / الوطن نيوز
متى نتجاوز «المابعدية»؟
[TM29]هذا هو ما يعنيه مفهوم الأيديولوجيا / يوسف محمد / إضاءات
https://www.ida2at.com/this-is-what-the-concept-of-the-ideology/
[TM30]السينما الخيالية / بيتر نيكولز / فصل بعنوان (قاذورات),ص 263.
[TM31]الفلسفة وعلم الكلام في الإسلام / زهير الخويلدي / ميدل إيست أونلاين
https://middle-east-online.com/الفلسفة-وعلم-الكلام-في-الإسلام
[TM32]سامي العامري,رواسخ.
[TM33]النظرية النقدية / جميل حمداوي / منتدى الألوكة الأدبي
https://www.alukah.net/publications_competitions/0/38934/
[TM34]مدخل إلى الفلسفة الظاهراتية / أنطوان خوري / دار التنوير,ص36.
[TM35]المذاهب الفلسفية المعاصرة / سماح رافع محمد / فصل الوجودية.
[TM36]مقدمة في الأبستمولوجيا : تاريخ ومدارس / د. محمد جلوب الفرحان / مجلة أوراق فلسفية جديدة / في الأبستمولوجيا والأبستمولوجيا الفلسفية / العدد السابع / صيف 2012.

مجلة أوراق فلسفية جديدة / في الأبستمولوجيا والأبستمولوجيا الفلسفية / العدد السابع / صيف 2012
[TM37]مدخل عام إلى الفلسفة اليهودية
https://cte.univ-setif2.dz/moodle/mod/book/view.php?id=9239

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى