رايفين فرجاني - المدارس الفلسفية الكبرى ج3

القراءة​
فلسفة القراءة هي فلسفة غايتها دراسة القراءة من كافة أوجهها. وأحيانا هي فلسفة تنطلق من القراءة أساسا معرفيا لها,مثل الفلسفة التأويلية والفلسفة السيميائية والفلسفة الإستعارية. والقراءة هي جمع عناصر في سياق معين فهمها وتفسيرها للوصول إلى ما تحتويه من معاني. ولهذا كانت القراءة فاتحة لفهم مضمون النص المكتوب,فلا يمكن فهمه بدون قراءته. والوعاء الذي يحتوي النص المكتوب يسمى كتاب. ولفترة طويلة حافظ الكتاب على صورته المادية المعروفة عبر مراحلها المختلفة بدءا من الألواح الطينية مرورا بالألواح الخشبية وورق البردي وصولا إلى الطابعة. قبل أن تحدث الثورة الصناعية الثالثة (الرقمية بعد الكهربائية والبخارية) وظهور الفضاء الرقمي المعروف بإسم (الإنترنت / السايبر). ومعه ظهر الكتاب الرقمي. ولهذا نحن لما نتحدث عن قراءة كتاب,نتحدث عن قراءة الكتاب الورقي أو الرقمي. كما أننا نتحدث عن قراءة الكتاب المعرفي أو الأدبي. قراءة الكتب وتحصيل المعرفة,عبر المدى الأوسع لإمكاناتنا هو ما خلق في عصر التنوير الفلسفة الموسوعية بفعل الرغبة الملحة في إحتواء كل المعلومات داخل منظومة من المصطلحات بين دفتي كتاب من نوع جديد إسمه الموسوعة. تم تجديد النزعة القوية للقراءة,وفهم القراءة,وتحصيل القراءات,على يد عالم المكتبات الشهير ألبرتو مانغويل الكندي من أصول لاتينية. وعلم المكتبات هو العلم المعني بتنظيم المعلومات. المشكلة الكبرى في القراءة هي مشكلتان تحديدا بالنسبة لي؛القراءة القصيرة,والقراءة الطويلة. فأما الأولى,فأختص بها القارئ الذي لا يقرأ,أو لم يقرأ سوى كتاب واحد في حياته,وفي أحسن الأحوال كتاب واحد في العام. وهذا يضيق رؤيته للأمور إلى أقصى حدود ضيقها. وهنا ننتقل سريعا إلى الثانية,ونراوح بين المشكلتين,فالقراءة الطويلة أقصر من تلك القصيرة ولا توسع أفقنا إلى أبعد الحدود. وهذه مشكلتها. ولكنها تجعلنا نتجاوز الأفق إلى ما بعد البعد دوما. أي أن المشكلة هنا بين واحد لا يقرأ شيء,وآخر يعجز عن قراءة كل شيء. ومع ذلك يجب أن تقرأ لأنك لن تحكم على شيء ما لم تره,هكذا تعطيك القراءة متسعا من الرؤى التي تصبغها بآرائك الخاصة. ولهذا لا يمكن أن نحكم على مذاق بأنه حلو أو مرّ ما لم نتذوقه. ولهذا أيضا يقارب الكثير من الأدباء والقراء بين القراءة والتجربة,خاصة في صورة الرحلة. ثم أن هناك التجارب الفكرية. ولهذا,ورغم كل الآفاق المفتوحة أمامك بفعل القراءة,يتحامل بعض المفكرين على ذلك السلوك (القراءة) كونه فعلا ناقصا. مثلا يربط الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز بين تاريخ الفلسفة وتاريخ القراءة "فتاريخ الفلسفة كان يمارس دورًا قمعيًّا في الفلسفة، بل إنه الأوديب الفلسفي،حيث لم يكن ليجرؤ أحد على التكلم باسمه الخاص ما دام لم يقرأ هذا أو ذاك".[TM24] هذا النوع من احتكار المعرفة كان الشاغل الأساس والموضوع الرئيس في فلسفة ميشيل فوكو. وقد أشار عدد من الباحثين,بأن القراءة مقترنة عادة بالثقافة الحسية السائدة في مجتمع ما,حسب سيادة حاسة على الحواس الأخرى. يقول العرب أن ملكات الإنسان أربع ؛الإستماع والتحدث والقراءة والكتابة,ولأن ثقافة العرب شفاهية,اعتبروا أن (الإستماع) سيد الملكات,لولا أنني وربما قارئ هذه السطور,نختلف مع هذا. والأهمية البالغة التي تحتلها القراءة اليوم لا تحتاج إلى تنظير. فالشاهد اليوم أن القراءة تعد معيارا للثقافة يحدد من خلاله المثقف وغير المثقف. ومثلما يقابل النقد الأدب,تقابل القراءة الكتابة. والقراءة النقدية ليست إلا نوع من أنواع القراءة. أما أنواعها الرئيسية فهي؛القراءة الوظيفية,والقراءة الفاعلية.

القوة​
فلسفة القوة فلسفة ترد فاعلية أي شيء إلى القوة

القوة هي محرِك ميتافيزيقي يصف دافعية تتسم بالجبرية,أي تغليب قدرة الحركة على المحَرك

هذه الجبرية حكّمت القدر جبرا على الوجود الإنساني والوجود الطبيعي. وعن هذا الإتجاه خرجت مجموعة من الفلسفات على رأسها الآلية / الميكانيكية. وفي سياق آخر,تحكمت القوى البشرية بمصائر بشرية. وطالما أتت الحياة في المقام الأول. على شقيها الجسدي والنفسي. تتبعها كل الكماليات الأخرى. ولهذا اخترع القانون. لأنه أفضل منظومة أخلاقية ممكنة. فلا سبيل لأي نوع من التعايش إعتبارا بمبادئ مثالية دون تطبيقات عملية جبرية على من يخالفها معتديا على الآخر. ولهذا أيضا اخترع الدين حدودا. ولأن المعرفة قوة, قويت الأجهزة الإعلامية والثقافية عبر التيارات الإستشراقية والإستعمارية والإصلاحية والباطنية والتاريخانية والتراثية والأصولية والجذمورية والإختلافية والخطابية,إلخ. وفي الجماليات لازالت الكلمة الأولى والأخيرة للشعب. حتى أن مفهوم التفرد لا ينبثق إلا من فكرة (الواحد وسط كثرة). أي أنه لا إستغناء عن الكثرة. من الأسس التي لا مجال للشك فيها,بإعتبارها مقولات خيرية (في ذاتها) طغت اللذة والألم تمثيلا للخير والشرّ. وفي شكلهما الأكبر الحياة والموت (الحيوية والأخروية أو الموتية أو مجموعة من الفلسفات العدمية). لهذا برزت فلسفة الجسد (وما يتبعها من فلسفات عاطفية أو جنسانية) بإعتبار أن الجسد هو ما يصب فيه اللذة أو الألم. والذات هي أكثر المقولات الإنسانية حقيقية كما في كتابات آين راند. ويتمثل ذلك في الموت. ربما لم يكن شعورا أو تجربة أكثر إتصالا بالذات من الموت. كذلك سادت التجربة / الظاهرة (والتجريبية والظواهرية) بإعتبارها أكثر الواضحات وضوحا دون حاجة للبحث وراء ماهيات ورائية. وسادت التطورية لأن قانون التطور الرئيس هو البقاء. وسادت الذرائعية لأن قانون الخير الواضح هو الفائدة. وسادت الرأسمالية لأن المال أثبت عمليا قدرته على التحكم. وسادت الفلسفات العلمية والسياسية والأيديولوجية لما لدى هذه النظم من قدرة تدميرية هائلة. وسادت المادية لأن المادة هي أكثر الأشياء التي تتحكم بنا وضوحا للعيان. وسادت الذكورية لما لدى الرجل من قوة وغلبة على المرأة (على المستوى الفردي أو الجماعي). وسادت فلسفة النظم (وما تبعها من منهجية أو ووظيفية) لما في النظام من قدرة على التحكم بالفوضى. وسادت العلمانية لما تعطيه للسياسة من قوة حاكمية نزعتها عن الدين. وسادات الشمولية لما يساندها من دعم عسكري وإقتصادي قبل أن يكون دعم إعلامي وثقافي. وسادت الإلهوية لما تمثله فكرة الإله من قوة مطلقة قادرة على التحكم والتدخل في مسارات العالم ومصائر البشر. وسادت الواقعية لما يفرضه الواقع من أمر حتمي,وعيان لا يحتاج إلى بيان. و"كتابات ماركس نفسه (وهي شكل من أشكال القوة المادية) معنية بشكل شبه حصري بفهم تاريخ البشر كعمليات منهجية،بناءً على أساليب الإنتاج (وهي بشكل عام الطرق التي تنظم وفقها المجتمعات لتطبيق قواها التكنولوجية للتفاعل مع محيطها المادي). يدعى هذا مادية تاريخية. بشكل أكثر تحديدًا،ضمن إطار هذه النظرية العامة للتاريخ،فإن معظم كتابات ماركس مخصصة لتحليل البنية المحددة للاقتصاد الرأسمالي وتطوره."

الكلامية​
الكلامية هي فلسفة تنطلق من فعل (الكلام) مصدرا أوليا للمعرفة.

بل وهي تتخذ من الكلام مقصدا ومنطلقا. فأشهر المدارس الفلسفية المتفرعة عنها هي فلسفة الكلام (الكلامية) التي تتخذ من الكلام القضية الأولى لها. ولكنها ليست المدرسة الوحيدة. وهي تسمى مجموعة دراساتها بـ علم الكلام وتمثلت فيها الكلامية. فالكلامية فلسفة إسلامية تركز على الكلام الإلهي (القرآن) منطلقا ومقصدا. وقد "سمي علم الكلام بذلك,لعدد من الأسباب تتفق في إعتبارية القضية الأولى كما أوردنا 1-أن مسألة الكلام هي من أشهر مباحثه التي وقع فيها نزاع وجدل بين المتكلمين،والمقصود من مسألة الكلام هي مسألة خلق القرآن التي تبنتها المعتزلة،ونفوا صفة الكلام عن الله تعالى وأكثروا فيها القيل والقال. 2-وقيل لأن العادة جرت عند المتكلمين الباحثين في أصول الدين أن يعنونوا لأبحاثهم بـ"الكلام في كذا... إلخ". 3-وقيل لأن الكلام والمجادلة والقيل،والقال قد كثر فيه وأصبح سمة لأهله".

يقول الشهرستاني: "ثم طالع بعد ذلك شيوخ المعتزلة كتب الفلاسفة حين نشرت أيام المأمون، فخلطت مناهجها بمناهج علم الكلام، وأفردتها فناً من فنون العلم، وسمتها علم الكلام، إما لأن أظهر مسألة تكلموا فيها وتقاتلوا عليها هي مسألة الكلام، فسمي النوع باسمها، وإما لمقابلتهم الفلاسفة في تسميتهم فناً من فنون علمهم بالمنطق، والمنطق والكلام مترادفان. ثم ظهر القول بخلق القرآن ونفي الصفات على يد الجعد بن درهم، قال بن كثير: "كان الجعد بن درهم من أهل الشام وهو مؤدب مروان الحمار – مروان بن محمد آخر ملوك بني أمية – ولهذا يقال له: مروان الجعدي – فنسب إليه -، وهو شيخ الجهم بن صفوان، الذي تنسب إليه الطائفة الجهمية الذين يقولون أن الله في كل مكان بذاته" المرحلة الأولى – وهي مرحلة قدامى المتكلمين، كواصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد، وأبي الهذيل العلاف، وإبراهيم النظام، وغيرهم. وقد تميزت هذه المرحلة بالتأثر بالمصطلحات اليونانية، وخاصة عند المتأخرين منهم كالعلاف، حيث ترجمت كتب الفلسفة اليونانية، وقد كانت المباحث الكلامية في هذه المرحلة متناثرة حسب موضوعاتها التي يتفق الكلام فيها دون وضع قواعد صريحة لهذا العلم، كما خلت هذه المرحلة من الاستعانة بعلم المنطق الأرسطي.

المرحلة الثانية – وهي المرحلة التي دخل فيها الأشاعرة معترك الكلام في مقابل المعتزلة، وتعد هذه المرحلة أكثر تطوراً، نظراً لوضع قواعد علم الكلام ومقدماته التي يحتاج إليها الدارس مثل إثبات الجوهر – الفرد وغيره -.

المرحلة الثالثة – حيث تتميز هذه المرحلة بمناقشة كلام الفلاسفة وإدخال ذلك في علم الكلام كما تتميز أيضاً باستعمال المنطق الأرسطي في مقدمات علم الكلام ودراسة أدلته وبراهينه.

المرحلة الرابعة – تتميز بالخلط بين مذاهب الفلسفة والكلام واشتباه الأمر فيها على الكاتب والقارئ جميعاً. ثم التقليد المحض لتلك الآراء من غير نظر في أصولها."

الكلبية​
الكلبية فلسفة إجتماعية تسعى لأن تكون حياتنا صورة معدلة وأكثر إنسانية من عيشة الكلاب

وذلك لأنها ترى أن عيشة الكلاب,أفضل,وربما أكثر إنسانية من عيشتنا نحن البشر (أي والله عيشة هباب حتى الكلب يعثر على ما يأكله). على جانب آخر,ترى هذه الفلسفة أن حياتنا بائسة مثل عيشة الكلاب. أي أنها لا ترى فيها خلاصا بقدر ما ترى فيها قدرا محتما. مثلا نحن لا نملك سوى التمتع باللحظة الراهنة,أو تركها تفلت من بين أيدينا. نحن عاجزين تماما عن إسترجاع هذه اللحظة. متأثرة في ذلك بفلسفة اللذة والألم. والكلاب عرق قديم,قيل ركب مع نوح سفينته,أي أنه معمر في الأرض من ما قبل الطوفان والتاريخ. ومثل قدم الكلاب قدمت الكلبية فهي صادرة عن أولى المبادرات الفلسفية في الحضارة اليونانية. ومن الأزمان الغابرة إلى أيامنا الغبرة,أثبتت الكلبية فعاليتها,حيث يعتاش الكثير من الناس به عبر مظاهر عديدة للكلبية منها (الأكل من القمامة / الرأس أسفل القدم / التكيف مع الظروف / الإستمتاع بأبسط الملذات / التكشير عن الأنياب / زوال قيمة الجسد / وقتل النفس للنفس). تتمحور كلها حول سلوك (التشبث بالحياة,ومتاعها) بإعتبار أن الشهوات,هي حاجات إنسانية مفروضة علينا بحكم تصنيفنا النوعي (نحن أقرب إلى الحيوانات أكثر من قربنا للملائكة). وحول (جدوى الحياة) لأن الكلبية ليست هي الترجمة الحرفية للأصل اللاتيني Cynicism- Cinismo بمعنى التهكمية أو التشاؤمية. ومع ذلك لا يمكن أن نعد الكلبية مرادفا للتشاؤمية التي تسلك مذاهب عديدة منها العدمية والعبثية والتشاؤمية وحتى التهكمية. والتهكمية فلسفة تتخذ من فعل (التهكم) أداة ناجحة في مسعاها للوصول إلى مبتغاها. إن الكلبية فرعا أكثر تفردا من التهكمية. هي تسعى لـ مجاراة / محاكاة الطبيعة كرد فعل على كل هذا البؤس البشري. مع مشاعر مختلطة من مجموعة العواطف السوداء (الإحباط / اللامبالاة / التهكم / الإرتياب). تقتضي هذه المحاكاة الطبيعانية أن تنقض الكلبية كل أنواع التقاليد في إطار الدين أو القانون أو الأخلاق أو الأعراف. وتزعم أن السعي للسعادة لا يمكن أن يصاحبه مال أو نفوذ أو شهرة,وما شابها من قيود تفرد على الإنسان,وتنكر إمكانية تحقق السعادة الدائمة في ظل رغبات لا يمكن إشباعها مثل الجوع والجنس والجشع. مما يؤكد تأثرها بفلسفة اللذة والألم. تضرب الكلبية دليلا قويا يؤيد فلسفتها في الفجوة الكبيرة (والتي تزداد توسعا وتوحشا يوما بعد يوم) بين المثل العليا والممارسات الفعلية.

مؤسس الكلبية هو ديوجين الكلبي,متسول يوناني شهير استطاع أن يقنعنا بفلسفته!. كان يعيش داخل جرة طينية كبيرة (برميل),ولم يكن يملك سوى عباءته وعصاه ووعاء خشبي يشرب به الماء. ذات يوم رأى فتى يشرب الماء بيديه. ألقى الإناء محطما إياه,وصرخ قائلا (أحمق أنا .. لأنني حملت أمتعة زائدة عن الحاجة طوال هذا الوقت). ربما كانت هذه أولى بوادر التقليلية في التاريخ.

والكلبية أيضا على علاقة طيبة مع الصوفية,لأنها تسعى إلى حكمة العقل (صوفيا) وصفاء النفس (صوفية). عبر التخلص من كل شوائب الدنيا (الغرض مرض). لهذا قال عنه الشهرستاني: (كانَ حَكِيماً فاضلاً متقشفاً لا يقتَني شيئاً ولا يأوى إلى مَنزل).[TM25]

اللامعقولية​
اللامعقولية فلسفة تعني بدراسة اللامعقولات وفقا لأسس عقلانية.

حيث غاية العقل الوصول إلى ما بعد العقل. و(اللامعقولية) أثبتت جدواها مرات عديدة لدى النفسييين (سيجموند فرويد) والتاريخيين (جورج فريزر) والإجتماعيين (ميشيل فوكو). لذا فإن كل شيء,مهما بدا هامشيا أو بلا قيمة,تظل له قيمة,ربما أكبر بكثير مما نعتقد. وربما هذه العناصر الصغيرة الغير واضحة لنا,هي السبب في كل هذه التناقضات بين كبرى النظريات العلمية. لذا تقتضي الضرورة في هذا السياق النظر إلى الهامش كما المركز, ودراسة الذات التي تنطلق منها الموضوع,وتبين اللاعقل كما نفحص العقل. ربما بعد كل ذلك قد نصل إلى التكامل والتكاملية. وذلك وفقا لثلاثة إتجاهات رئيسية

أولا أن السلوكيات اللاعقلانية للإنسان ناتجة عن أسباب عقلانية.

ثانيا أن الظواهر اللاعقلانية للطبيعة ناتجة عن أسباب لم نعقلها بعد.

ثالثا هناك مساحة لكل (اللامعقولات) داخل الأطر الأدبية والفنية.

ولهذا كانت التفكيكية رافدا أساسيا للفلسفة العقلانية "فحسب الدكتور محمد عناني فإن المذهب يشهد في التسعينات تحولا عجيبا يسمى (استخدام المصطلح دون مضمونه)،فالنقاد التفكيكيون أصبحوا يسخرون من القول بأن للغة وظيفة عقلانية أو معرفية وقد أجروا تعديلات غريبة على مفهوم العلاقة بين اللغة والواقع أو الحقيقة فبدأوا يرصدون حركة اللغة من الخارج عن طريق رصدها في تلافيف النص أو النص الباطن مثل الرغبات الجنسية (فرويد) أو المادية الماركسية أو ما وصفه نيتشة بالنزوع إلى التسلط وإرادة القوة. منهم من يقول إن هذه الرغبات غير العقلانية تساهم في عملية الدلالة على المعنى أكثر مما تساهم فيه المعرفة العقلية،وإن كان الدكتور عناني يصف هذه الاتجاهات الجديدة بأنها تنتفع بالتفكيكية / التقويضية دون أن تكون تفكيكية / تقويضية." ومن أبرز الفلاسفة الذين ساهموا فيها

1-ماركس والوعي الإنساني: ليس وعي الانسان هو الذي يقرر وجوده، بل بالعكس،وجود الناس الإجتماعي هو الذي يقرر وعيهم.[TM26]

2-فرويد وسلطة اللاوعي: أصبح مفهوم اللاواعي (ونافذة الأحلام والذكريات) يعطينا تفسيرا منطقيا للكثير من السلوكيات المستغربة لدى النفس السوية. وقد تأثر مارتن هيدغر كثيرا بمنجزات فرويد النفسية في مشروعه الفلسفي حول الزمان الوجودي.

3-ميشيل فوكو ومعرفة السلطة: فالعقل هنا قيمة يحددها المجتمع المحيط إمتدادا من منجز نيتشه وشوبنهاور الفلسفي.

اللامكانية​
اللامكانية فلسفة تنشد اللامكان

هروبا من مكان لا يحتمل إمكاناتنا البشرية,أقصد عالمنا هذا الذي وعلى إتساعه الهائل يضيق بالفرد داخله. وذلك راجع لعدد من الأسباب منها

1-أزمة الشرّ

2-الحيرة بين الغايتين؛السعادة أم المعنى

3-اتساع الهوة بين المتطلبات المثالية والإمكانات المادية

4-طلبا للمزيد من المجال

ولا مجال أكثر إتساعا من الخيال,لهذا خرجت من اللامكانية مجموعة من الحركات الأدبية / الفنية التي تعمل عبر الأدب والصورة (الحقيقية أو الصناعية أو التشكيلية أو الفوتوغرافية أو السينمائية) على تصوير أماكن لا نحلم بزيارتها في واقعنا,فما بالك بالإقامة فيها. وللمفارقة يعد الحلم واحد من أكثر الخيارات شيوعا للهروب من واقعنا إلى عالم مواز ومختلف تماما عن عالمنا. وبالطبع أكثر إتساعا حيث لا يسعه مكان. كما أن الخيارات داخله تقريبا غير محدودة. لهذا خرجت لنا السريالية مستفيدة من لانهائية الفوضى في الخيارات المذهلة من تلك العشوائية الغير محدودة.

هذا التخييل يتيح لنا التعرف على مبدأ الهروبية Escapism,في نطاقه الواسع. أي الهروب إلى واقع آخر أجمل من واقعنا,حيث أبطال أقوى من الوحوش,وعوالم نقية من ماضي لم تفسدها التقنية الآتية من المستقبل,والمصاحبة معها كل أنظمة القمع الجديدة,والأمراض المصنعة على أيدي البشر.

"إن الهروب أمر حميد: الذهاب إلى مكان مختلف،لتعلم أشياء جديدة،ثم الرجوع بأدوات ربما لم يكن لك علم بها,والشيء الرائع في جيه كيه رولنج هو الفكرة المفاجئة المتعلقة بإمكانية تأليف كتب للصبية قادرة على المضيّ إلى أماكن غريبة رائعة،فتكون قراءة ممتعة بحق، وهذا من جملة الأسباب التي حوّلت كتب الأطفال من نطاق ثانوي في متاجر الكتب إلى قوة هائلة في صناعة النشر في بريطانيا.." [نيل جايمان].

الأدبيات التي تفعل هذا التلقي الذهني نتعامل معها مثل المخدرات أو الخمر. إنها تنسينا,ولو مؤقتا,مرارة واقعنا. وهذا يفسر شيوع نوعيتي الفانتازيا والرومانسية بالتوازي مع نوعيتي الرعب والإثارة.

وهذا يعطينا تفسير آخر عن لماذا الأعمال الواقعية غير محببة لدى الشريحة الأكبر من المجتمع. ذلك لأنها تقدم لنا واقع آخر مكرر لا يختلف عن واقعنا,ولا يكف عن تذكيرنا به.

اللاهوتية​
اللاهوتية فلسفة تتخذ من الإله منطلقا ومقصدا

والإله هو ذات فوقية (فوق طبيعية وفوق إمكاناتنا المعرفية) وله صلة بكل الوجود.

وتعد فكرة الإله واحدة من أهم الأفكار الفلسفية على الإطلاق,وهي المبدأ الذي انطلقت منه مجموعة كبيرة من الفلسفات. مثل

-اللاهوتية

-الألوهية

-الدينية

-الإلحادية

وهي فكرة قائمة بشكل أساسي على فكرة أخرى مفادها الحاجة إلى شيء ما.

"لا شك أن هناك أكثر من تلميح عن الانحراف المرح في تفسير سلوتردك “المشيمي” للتاريخ البشري وعلم النفس، ولكن هناك أيضًا حدس أخلاقي قوي فيما يتعلق بطبيعة الاعتماد البشري على الآخرين وعلى العالم من حولنا، أضف إلى ذلك أنه لم يكن في نيته تقديم تشخيص سريري لبعض “الأوهام” التي يجب التغلب عليها، ومثلما تبدو لغة فرويد كذلك تبدو لغة سلوتردك في بعض الأحيان، فهو لا يملك إلا القليل من الصبر تجاه اعتقاد فرويد “المستنير” بأنه يجب علينا أن ننضج بعد هذا الحنين إلى الرحم، أو ما وراء التخيلات “الطفولية” التي تدعمنا، وعلى نفس المنوال كان الحال بالنسبة لهايدجر، فمثل إحساسه بالجوهر التاريخي للإنسانية، فإن سلوتردك يشارك القليل من إخلاص هايدجر الفظيع لأسطورة اللحظة الأولى المفقودة من النقاء الوجودي، بل إن “علم الكرات الكروية spherology” الخاص به يعتبر بمثابة تصحيح لصورة هايدجر الوحيدة الغريبة عن مكانة “الدازاين Dasein” في العالم، فهي على حد تعبيره “مكانية” لرواية هايدجر عن “الرمي” البشري (Geworfenheit). لذا فإننا نصل إلى الوجود ليس ضمن “مكان هناك” عديم الملامح للرجل النازح الذي يستخدم مطرقته في عزلة معوزة أو بطولية؛ بل بدلاً من ذلك، تم وضعنا منذ البداية ضمن مواقع العلاقات، سواءً بين الأشخاص أو بين الحيوانات، تلك المواقع التي تغذي أي قوًى من الثمار قد نمتلكها، وتحمينا من “وحشية” أي عالم واجهناه، ولهذا السبب بالذات، حتى تشَرُّد البشرية يصبح في العصر الحديث مصيرًا لا مفر منه “لا يمكن إلا للإله أن يخلصنا منه”.

إن هذا العالم,بين فكرة أننا أتينا من عدم,وأننا ربما ذاهبين إلى عدم,هذه العدمية لوحدها كفيلة بأن تحول هذا العالم إلى كابوس حقيقي. وما يزيد الوضع قسوة هو عبسية الحياة نفسها,أثناء فترة مرورنا القصيرة بها,والأليمة بسبب حياتنا وموتنا.

اللسانيات​
الألسنية أو اللسانيات,علم يعني بدراسة اللغات مقارنة وتكوين.

وعلى هذا صارت تشتق منه كل أو معظم العلوم اللغوية,أي التي تتخذ اللغة موضوعا أساسيا للدراسة كونه يعني بالأصل الذي تتفرع عنه جميع اللغات.

ومع ذلك,أميل لإتخاذ أحد خيارين بصدد دراستي لـ (اللسانيات) أو (اللغويات).

إما اللسانيات,أي دراسة الإشتقاق واستنباط الأصل اللغوي,وإما اللغات,أي دراسة اللغات لفهمها أو حفظها والترجمة بينها. في العموم الإثنين تقريبا واحد بغض النظر عن المسمى لغة أو لسانا.

بدلا من مصطلح (فلسفة اللغة) والذي يدل على الفلسفات التي تدرس التفكير البشري إستنادا على اللغات,اخترنا هنا علوم اللغة,وكما هو واضح,لكي نشير إلى العلوم المختلفة التي تدرس اللغة بشكل أساسي. يعني تعلمك اللغة اللاتينية لدراسة الرياضيات لا يعني هنا بالضرورة أنك عالم في اللغة,لأن اللغة هنا هي وسيط ليس إلا,وولا تشكل اللغة في هذه الحالة (رغم كون اللغة أداة معرفية أساسية) محورا رئيسيا ضمن دراساتك.

لذا خرجت بتصنيف مبدئي يقسم علوم اللغة ثلاث فئات

1-علوم اشتقاقية وهي المعنية ببنية اللغة وأصلها وسماتها وأنواعها

2-علوم تفسيرية وهي المعنية بمعاني اللغات والكلمات

3-علوم تعبيرية وهي المعنية بضبط وتحسين المقدرة التعبيرية للغة

المابعدية​
المابعدية هي فلسفة تنطلق من ما بعد شيء ما,مؤسسة غالبا على أنقاض فلسفة سابقة.

ومفهوم المابعديات سيظل حاضرا ما دام التاريخ ذاته تم تحقيبه إلى ما قبله وما بعده.

الأكثر جدلا أن أكثر الفلسفات بعدا عن أي (ماقبلية) هي الفلسفة الما بعد حداثية,لأن الحداثة نفسها أتت بعد كل الفلسفات. وتنادي بالتحديث المستمر واستحداث كل جديد,والتجاوز إلى ما بعد أفق كل إتجاه فلسفي. حتى أنها لا تحمل إسما سوى ما بعد الحداثة. في الوقت ننظر فيه إلى

-ما بعد البنيوية (التفكيكية)

-ما بعد التحليلية (البراجماتية)

-ما بعد الوجودية (الشخصانية)

-ما بعد التأويلية (التداولية)

-ما بعد العقلانية (الوضعية أو النقدية)

-ما بعد الكولونيالية (دراسات التابع)

-ما بعد الواقعية (الواقعية السياسية,وهنا يحدث "الالتباس الناجم عن التداخل بين مصطلحي ما تحت وما بعد والاستخدام التقليدي لمصطلحات من طراز ما بعد الواقع او ما فوقه كما في ‘السوريالية’ و’الميتافيزيقا’ أصبح قابلا للتمدد."[TM27]

لذا (المابعدية) صفة لمجموعة من الفلسفات أكثر مما هي فلسفة محددة الملامح. إنها منظومة فكرية تشمل أي فلسفة تستنفذ أغراضها وإمكاناتها لتتجاوز نفسها إلى ما بعدها. لتخرج لنا -غير ما ذكرنا- طائفة كبيرة من المابعديات التي لا تحمل فلسفاتها المتجاوزة إسما أكثر من مابعديتها. "تحوَّلت الفلسفة والخطابات النقدية في العلوم الإنسانية إلى مرحلة من (المابعديات) التي جعلت من كل نظرية مرحلة لاحقة لها كالبنيوية ومابعد البنيوية؛الحداثة وما بعد الحداثة؛الإنسانوية ومابعد الإنسان؛الأيديولوجيا ومابعد الأيديولوجيا؛العلمانية ومابعد العلمانية؛النسوية ومابعد النسوية؛الاستعمار ومابعد الاستعمار وغيرها من المابعديات." لا تحمل فلسفة ما بعد الحداثة أكثر من ما بعديتها,أي الفلسفة الما بعد حداثية,ولكنها استولت على جميع المابعديات قبلها وبعدها. لتعرف بفلسفة المابعديات. وفي هذا نوع من التضليل الذي يحاول أن يقولب ويجد في فلسفة الحداثة بإعتبار أنها ميتة. ونحن الآن نعيش عصر ما بعد الحداثة. هذه كلمة مراوغة. فهنا نحن أمام موقفان

1-ما بعد الحداثة بإعتبار أنها إستمرار للحداثة.

2-ما بعد الحداثة كمحطة إنتقالية تؤرخ للشكل الجديد.

هذا الشكل الجديد إضافة إلى تمرده المستمر على كل ما سبق,جمع النقيضين لأن الما بعدية هي عودة للتنقيب عن كنوزنا التراثية دون التخلي عن أدواتنا الحداثية. لذا يمكننا عكس المسألة بالقول أن التراث للحداث,والحداثة لما بعد الحداثة. مثال آخر -دون تطبيق الرؤية العكسية عليه- هو "مصطلح (ما بعد العلمانية)،الذى كان (هابرماس) من أول من أشار إليه بقوله «نحن نعيش فى مجتمع ما بعد علمانى»، فى إشارة إلى عودة الدين إلى المشهد،بعد تحييده أو تهميشه طويلاً،فى ظل المفهوم المتعارف عليه للعلمانية،التى سادت فى المجتمعات الغربية." ويبقى السؤال

-موجة ما بعد،ماذا بعدها؟[TM28]

المادية​
المادية فلسفة تنطلق من المادة مصدرا أوليا للمعرفة.

فالظاهر للعيان أن كل شيء مرجعه في أصله إلى المادة,وظاهر للبيان أن هناك أشياء ليست ضمن هذا الكل,وإن كانت قليلة واهية في تثبتها واليقين بها,ويرجع جلها عقلا إلى المادة أو يرتبط بها. والمادة معقولة ومحسوسة,لهذا كانت الغلبة لها. حيث يعتبر مفهوم الطبيعة مفهوم أساسي في الفلسفة المادية وهو تعبير يحل محل المادة،فالفلسفة المادية لا تقبل سوى المادة كشرط وحيد للحياة،لذا فهي ترفض الإله كشرط من شروط الحياة،وترفض الإنسان نفسه إن كان متجاوزا للنظام المادي،فالفلسفة المادية ترد كل شيء في العالم إلى مبدأ مادي واحد، فوفقاً للفلسفة المادية تسبق المادة الإنسان والعقل والأخلاق والتاريخ،فالعقل ليس ضرورياً من أجل استمرار حركة المادة في العالم،فلمعرفة هذا العالم لا يحتاج الإنسان إلى استعارة وسائل من خارج عالم الطبيعة / المادة. وبالنسبة للأخلاق فترى الفلسفة المادية أن الحاجة الطبيعية هي التي تتحكم في الأخلاق الإنسانية،أما التاريخ فترى الفلسفة المادية أن كل تطور يتوقف على الظروف المادية والاقتصادية. والمادية فلسفة كبرى تقف على قدم المساواة,في الجهة الأخرى ضد المثالية. قام عبد الوهاب المسيري بنقد وتقويض المادية بناء على آراء رافضيها الذين سبقوه. "حيث يطرح الكاتب عدة تساؤلات ويسعى للإجابة عليها،هل الإنسان كائن مادي وحسب؟ هل هو جزء لا يتجزأ من هذا العالم المادي الطبيعي خاضع لقوانينه لا يختلف في سماته الأساسية عن الكائنات الأخرى؟. فالطبيعة البشرية تتسم بأن لها احتياجات طبيعية مادية تتعلق بتركيبهم العضوي بغض النظر عن الحضارة التي ينتمون إليها،ويتضح من هنا أن الإنسان مجرد كائن مادي يشارك بقية الكائنات في بعض الصفات ويخضع للقوانين الطبيعية وضرورات الحياة العضوية التي تسري عليه وعلى بقية الكائنات،فالفلسفة المادية تركز على هذا الجانب من الوجود الإنساني. ولكن يشير الكاتب إلى جانب آخر للطبيعة البشرية مقصور على الإنسان ومرتبط بإنسانيته؛فالإنسان يعبر عن نفسه من خلال مظاهر عديدة مثل الاجتماع الإنساني والحس الخلقي والديني. لا يكتفي الإنسان بما هو معطى ولا يرضى بسطح الأشياء،فهو دائم النظر والتدبر يغوص وراء الظواهر. كائن قادر على تطوير منظومات أخلاقية غير نابعة من البرنامج الطبيعي (المادي) الذي يحكم جسده واحتياجاته المادية وغرائزه،فهو قادر على الالتزام بها وخرقها. الإنسان الكائن الوحيد الذي يتميز كل فرد فيه بخصوصيات،فالأفراد ليسوا متطابقين. لذا فالظاهرة الإنسانية ظاهرة متعددة الأبعاد ومركبة غاية التركيب فلا يمكن اختزاله في بعد من أبعاده أو في وظيفة من وظائفه البيولوجية،لذا فهو جزء يتجزأ من الطبيعة يعيش فيها وينفصل عنها ويشاركها بعض السمات،ولكنه لا يرد في كليته إليها فهو قادر دائماً على تجاوزها،فهو مركز الكون وسيد المخلوقات لهذا لا يمكن رصده من خلال النماذج المستمدة من العلوم الطبيعية. المادية بإختصار تقول أن كل الموجودات هي نتاج للمادة,والمادة هي الحقيقة المطلقة,والفكر هو أحد صفاتها,حيث يفسر الوعي عن طريق التغيرات الفيزيوكيميائية في الجهاز العصبي. المادية إذن تضاد للمثالية. والإثنتين إحتويتا على كبرى الفلسفات في التاريخ.

الماورائية​
الماورائية فلسفة تبحث فيما وراء الفهم والمعنى

ولأن كل شيء مفهوم أو يسبغ عليه معنى,كان البحث خلف الأشياء المعقولة بحثا عن الأشياء الغير معقولة (ولهذا ترتبط بالفلسفة اللاعقلانية).

وبناء علي هذا التعريف يتناول هذا العلم العديد من الموضوعات التي هي بكثرة تعدد العلوم التي تنتمي لها هذه الموضوعات

فكان البحث عن

ما وراء الطبيعة / دراسة ما وراء العلوم الطبيعية (الفورتيانية)

ما وراء الطبيعة / ما وراء الفلسفة (ميتافيزيقا)

وما وراء النفس (بارسيكولوجي)

ما وراء المجتمع (الميثولوجيا والفلكلور)

وما وراء العقل (الأسطوريات)

وما وراء الروح / وما وراء المعتقدات (الروحانيات)

وما وراء العلم (الغرائبيات)

إن مجموعة الدراسات المعروفة بإسم الماورائيات,تبحث في الجانب الفارغ من هذا الوجود. الجانب الغير معروف تماما حيث الغيب,والموت,والعدم. فـ الماورائية هي مذهب فلسفي يجمع فيه كل تلك العلوم والأفكار الخاصة بكل ما يتجاوز حدود العلوم التقليدية,وهو يكاد يكون مرادفا لكل ما سبق إضافة إلى الماورائيات (Paranormologie) والباراساينس Parascience أي إنه علم دراسة ما بعد المناطق الحدودية للعلوم.

كما رأينا,هناك مساحة واسعة من المواضيع التي تغطيها كل هذه المجالات البحثية,ولكن يمكن أن نضع قائمة بأهم تلك الموضوعات,وهي

1-الموت

2-العدم

3-الغيب

4-الروح

5-الماهية

وغايتنا هنا أن نسعى نحو تأسيس مدرسة للماورائية مبتعدين عن رواسخ الفلسفة الأولى.

المتعالية​
الفلسفة المتعالية هي فلسفة تتعالى بنفسها فوق أي معرفة

فلسفة نخبوية تحفظ للفلاسفة مواقعهم فوق الأبراج العالية

ويمكن تعريفها أيضا بأنها فلسفة تتعالى بالإنسان فوق أي إضافات مجتمعية أو تجريبية.

ونشأت أول مرة من خلال مصطلح الترنسندنتالية الذي صكه الفيلسوف الألماني الكبير إيمانويل كانط. ومن خلالها قام بنقد جميع المقولات القديمة صانعا مقولاته الجديد عبر عقل كلي يستوعب كل شيء.

المثالية​
المثالية فلسفة تنطلق من المثل مصدرا أوليا للمعرفة.

"وتنشغل المثالية بثلاث مسائل أساسية

1-بإعتبارها نظرية وجود (أنطولوجيا) تدعي المثالية وجود ذوات روحية (المثل) لا تقبل الرد إلى الذوات المادية.

2-وبإعتبارها نظرية المعرفة فإنها تمثل الأطروحة القائلة إن العالم الخارجي الذي يظهر للإنسان ليس مستقلا عن تصورات الذات المفكرة.

3-وبإعتبارها أخلاقا تخصص المثالية نظرة معيارية لتأسيس العمل وتبريره إنطلاقا من مبادئ عقلية.

مؤسس المثالية هو أفلاطون الذي أدخل مفهوم المثل إلى الفلسفة الغربية,ويمكن تصنيف جميع الفلسفات إلى تيارين رئيسيين تخرج عنهما كل المدارس الفلسفية

1-المثالية

2-المادية

فمنها خرجت نصف التيارات الرئيسية في الفلسفة,مثل السامية والرومانسية والفردية.

المثالية تنادي بأن العقل هو أساس المعرفة والحقيقة و تنادي بالمعرفة القبلية,وتنكر المعرفة الحسية. حيث المبدأ الأساسي لها هو عالم العقل والروح في المرتبة الأولي والعالم المادي في المرتبة الثانية. العقلانية تبحث في المعرفة والمثالية تبحث في الوجود. هنا تظهر العلاقة بين المثالية والعقلانية.

هناك عالم كامل للإنسان مقابلا للعالم الطبيعي,هو العالم الذهني (عالم المثيرات والخبرات والأحاسيس والأحداث والأشياء في عقل الإنسان التي تختلف في كل فرد عن الآخر) وهي تختلف بحسب تصور كل شخص للواقع,وبناء علي ذلك فإن العقل هو مصدر كل معرفة, وأصل الأشياء والقوانين. وهنا تقع المثالية في خطأ منطقي,هي أنها لم تحدد معيارا ثابتا للحقيقة,فحسب المثالية فإن الحقيقة تختلف بحسب تصور كل شخص لها عن الآخر. وهنا تظهر العلاقة بين المثالية والوجودية.

المحمدية​
المحمدية فلسفة قائمة على الآثار الفلسفية التي خلفها الرسول الفيلسوف محمد

بداية نشير إلى وضوح تخلينا عن عرض أي فلسفات إسمية تعنونت بأسماء أعلامها مثل

-النيتشوية

-الماركسية

-الكانطية

-الديكارتية

-الهيجلية

-الأفلاطونية

-السقراطية

-البوذية

-الكونفوشيوسية

وفي الأخير اخترنا الأكثر تأثيرا وتمثيلا لكل هؤلاء في نموذج الفلسفة الإسمية.

محمد. والمعني هنا فرضية أن محمد ليس نبي. ما هو إلا فيلسوف مثل أغلب الأنبياء والحكماء. هذه الفرضية تفرض علينا تصور آخر هو أن القرآن تآليفه عن الرسول. وليس وحي من الإله. وبالطبع الحديث كذلك.

هذه الفكرة ليست ضارة كثيرا في الإسلام,بل وتصلح بذرة نحو خطاب للتجديد الديني. أولا لأنها ليست خاطئة تماما,إلا أن تدخل الرسول في النص الإسلامي قليل جدا,يكاد يكون غير مؤثر,أو هو بالفعل تدخل يبدوا معدوما. وعموما ما نريد أن نصل إليه,هو إقتران وظيفة الفلسفة مع النبوة (خاصة لما يكون النبي حاملا لما يعرف بـ الرسالة) دون تخلي عن الأخرى,أو تعارض بينهما.

المذهبية​
الأيديولوجية هي أي توجه فكري يعترف تصريحا أو تلميحا بإنحيازه إلى وجهة معينة.

يترجمها البعض بـ (المذهبية),ويعرفها رشيد مسعود بأنها مجموعة المفاهيم التي تكونها جماعة من البشر عن أوضاعها في ظرف تاريخي معين. وقد يكون هذا التحيز متمثلا في أكبر الصور الحيادية الإنحيازية في تبني فكرة معينة أو نظرية ما,وفي أبعد الصور عن الحياد في نكرانه لأي نقد لهذه الفكرة,وربما تقديسه لها. ولهذا عرف علم الأيديولوجيا بكونه علما للأفكار يبحث حول توجهاتها وإنحيازاتها وأصولها (هذا تعريف إبستمولوجي بالمطلق يختلف عن تعريفه في سياق إجتماعي). ولهذا أيضا ارتبطت الأيديولوجيات المختلفة بتحيزات حادة تصل إلى حد التشدد والتعصب أوالتطرف وحتى الطائفية. لذا حاول الفلاسفة العرب التمييز بين تاريخ الفكر وعلم الأفكار انطلاقا من تقرير أن (الأيديولوجيا) هي أزمة الأمة العربية. كما يقول أحد الباحثين في تساؤل صائب (هل هي علم للأفكار,أم أفكار بلا علم؟). هذا سؤال ينبثق عنه طرح وضعه عدد من المفكرين وأدباء الغرب. ثم السؤال التالي في الأهمية هو (ما العلاقة بين الأيديولوجيا واليوتوبيا؟)

الدلالة وفق الاستخدام
1-الأدلوجة كقناع (وعي زائف): مجموعة القيم والأفكار التي تتبناها جماعة ما، فتؤثر في فكرها وتجعلها ترى الأشياء تبعًا لمنطقها هي لا منطق الأشياء؛ فهي معرفة وهمية غرضها إنجاز فعل اجتماعي يحقق مصلحة تلك الأفكار والقيم. 2-الأدلوجة كرؤية كونية: في ذلك المجال نرى أن الأيديولوجيا أقرب إلى الفلسفة من حيث كونها تتخذ أحكامًا مطلقة شاملة تعالج الفرد والكون والمجتمع. 3-الأدلوجة علم الظواهر: يقصد هنا بعلم الظواهر تفسير الأشياء معرفيًا وعلميًا، وتبرز الإشكالية بين موضوعية العلم وذاتية الأدلوجة، فالحق هو ما يطابق ذات الكون، والأدلوجة هي ما يطابق ذات الإنسان في الكون كما يقول العروي. يأتي الاختلاف بين الواقع والفكر هنا من الأسباب التي تضعها الأدلوجة أمام الذهن البشري من عكس مباشر لبنية الأشياء القارة الدائمة.

سمات الأيديولوجيا
1-الذاتية: عند تبني الأيديولوجيا من قبل فئة من الناس فإنها تسعى لفرض ذلك الفهم الذاتي على المجتمع بأكمله، وعند نجاحها ينتقل ذلك المنطق الداخلي إلى المجتمع فيؤدي انغلاق الفئة وديكتاتوريتها في الفهم إلى انغلاق للمجتمع وديكتاتوريته مثلما حدث مع النازية. 2-الإطلاقية: توجد في بعض الإيديولوجيات وليس جميعها، حيث تعتمد الفكرة على صحة منهجها الفكري بغض النظر عن أثر التطور المجتمعي متخذة موقفًا متعاليًا على الزمن، يفسر الماضي بأدوات الحاضر أو في صورة أسوأ يكون التفسير توفيقيًا يهدف إلى خدمة تلك الإيديولوجيا. 3-الحركية: على خلاف الفلسفة التي تتخذ نهجًا يسعى إلى بلوغ الحقيقة في ذاتها، إلا أن الإيديولوجيا تميل إلى صب الفكر في الواقع، أي تعتقد بإمكانية تكييف الواقع الاجتماعي وفقًا لمقتضيات الوعي (وإن كان زائفًا).[TM29]

المسيحية​
الفلسفة المسيحية فلسفة تنطلق من الديانة المسيحية مصدرا أوليا للحقيقة

ولأن المسيحية ديانة كبرى,ومثل الإسلامية تعددت مذاهبها ومسالكها لتخرج لنا مدارس فلسفية عديدة,منها

المذاهب
-الكاثوليك

-الأرثوذكس

-البروتستانت

-الآرمان

المسالك
-المدرسية

-الإصلاحية

-المسيانية

-الروحانية الكاثوليكية

-الإستبدالية

-التوحيدية

-المسيحية

-الأريوسية

-الصليبية

-الماسونية

هذا غير الفلسفات التي تسمت بأسماء الفلاسفة الثلاثة في الفلسفة المسيحية؛التومائية والأوغسطينية وأنسليم وباقي الأعلام المؤسسين أو المؤثرين في المسيحية مثل بولس وجون كالفين ومارتن لوثر.

تعد المسيحية / اليهودية واحدة من المنابع الأربعة للفلسفة الغربية,وهي (أي تلك المنابع)

-الفلسفة اليونانية

-الفلسفة المسيحية – اليهودية

-الفلسفة القارية التحليلية

-الفلسفة الحداثية

المعرفية​
المعرفية فلسفة تدور في مدار (المعرفة).

والمعرفة مقولة عقلية تصف حالة العقل من التحول بعد إستقبال معطى معين في الذهن. عبر عمليات عقلية مثل الإدراك والوعي والتعلم والفهم,وصولا إلى أرقى العمليات المعرفية وهي التفكير والإستنباط. إستقبال هذه المعطى يحتم المرور بتجربة إتصالية يتموضع العقل بها في موقع المستقبل,بينما يقع المعرف / المعطى / المعلومة على الطرف الثاني. هنا يقع خلط بين الرسالة (فحوى الإتصال) والمرسل. وهو أصل الإختلاف بين الفلاسفة والعلماء في تيارين أساسيين 1-المدرسة المثالية,وتبعتها العقلانية ترى بأن العقل,هو نفسه إن لم يكن مصدر المعلومة,فهو صاحب الكلمة العليا والتأثير الأكبر عليها. 2-المدرسة المادية,وتبعتها الوضعية ترى بأن الواقع الخارجي المادي / الفيزيائي / المنطقي هو مصدر المعلومة والقبلية لأي معرفة تصل إلى العقل. ولكن كل التيارات الفكرية تتفق على أن العقل يظل يحتفظ بدوره بوصفه مستقبلا للمعلومة في جميع الأحوال,وبغض النظر عن الآلية التي تصل به إليه هذه المعلومة / المعرفة. ولما أثبتت المعرفية فعاليتها كمدرسة في علم النفس تركز على العمليات العقلية لفهم النفس الإنسانية. تطورت إلى الفلسفة المعرفية تحت مسميات أخرى مثل المفاهيمية والمنهجية وحتى السلوكية. لتطبق مبادئها النفسية على موضوعات خارجية مثل المادة والطبيعة والواقع. بالطبع هناك فلسفة أخرى سبقتها إلى ذلك,وهي الظواهراتية. إلا أنه لا تزال هناك مساحة كافية من الأسئلة لتطوير فلسفات وأدوات أكثر تخصصا بها. والمفاهيمية فلسفة تنطلق من (المفهوم) أساسا معرفيا لها. لأن المفاهيم تعد عنصر فاعل وأساسي في بناء الفلسفات,حتى جرى تعريف الفلسفة عند المتأخرين بأنها علم (إنشاء المفاهيم). والمفهوم هو فكرة مجردة تمثل الخصائص الأساسية للشيء الذي تمثله. ولأن هذه الخصائص قد تتعدد وتكثر بتعدد وتنوع الشيء,تم صياغة المفهوم منتجا فكريا يوضح هذه الشيء إلى الفهم. ولأنه منتج فكري نقي. ارتبطت المفاهيم بكل التيارات الفلسفية والحقول العلمية. لأن أي جهد فكري يحتاج إلى الإستعانة بجهاز مفاهيمي متماسك يساعده على تنظيم أفكاره للوصول إلى نتائج مثمرة. المعرفية فلسفة غايتها الرئيسية هي المعرفة. وهي تقليديا تدور حول الأسئلة الآتية 1-ماهي المعرفة؟ 2-كيف نكتسب المعرفة؟ 3-ماذا يعرف الناس؟ 4-كيف نعرف أننا نعرف؟ وقد ثبتت للمعرفية فعاليتها لأن غاية الفلسفات والعلوم وحتى بعض التوجهات التصورية المعرفية للفنون هي المعرفة. والمعرفة مفيدة ولا نحتاج للجدل حول ذلك لإثبات أو غيره. وتعد الإبستمولوجيات اليوم من أمهات الموضوعات الفلسفية الأكثر حيوية,فالمعرفية يراد بها الإبستمولوجيا, حيث المعرفة مرادها ومردها,مؤسسة لمذهب أصلي ورئيسي في الميتافيزيقا. والميتافيزيقا علم أصول الوجود,والوجود جرى إصطلاحيا تقسيمه ميتافيزيقيا إلى ثلاث جوانب رئيسية للدراسة. 1-وجود هذا الوجود (الأنطولوجيا) 2-المعنى وراء هذا الوجود (الإكسيولوجيا) 3-معرفة موجودات هذا الوجود (الإبستمولوجيا). ولما قلنا معرفة موجودات الوجود بدلا من الوجود,وذلك لأن أميل المذاهب الفلسفية إتفاقا مع المناهج العلمية تذهب إلى محاولة معرفة الموجودات,بدلا من الوجود نفسه المتعثر معرفته. ومع ذلك تظل المعرفية نظرية ميتافيزيقة, تبحث في الوجود,وفيما وراء الوجود. وترتبط مع العلوم في تأسيسها لـ (المنهج العلمي) الذي بات يشكل حقلا مستقلا بذاته عن (نظرية المعرفة).

المقاصدية​
المقاصدية فلسفة تركز على (المقصد) منطلقا ومقصدا

أهمية النص تأتي من (الحفظ). ولا حفظ لمعرفة بدون نص. لهذا اخترعت الكتابة,بمختلف تطوراتها إبتداءا من الألواح الحجرية والخشبية وورق البردي,مرورا بإختراع الورق والطباعة,وصولا إلى الثورة الرقمية. وهذا الاستيعاب والشمول في نصوص الوحي ليس خاصا بالوقائع التي حدثت وانقضت,أو التي كانت في زمن النبي (ص) وأصحابه,فبنية النص الشرعي وأسلوبه قادر على استيعاب جميع القضايا والحوادث المستجدة التي قد تستجد في حياة البشر,فهو نص مفتوح يسع ويشمل ما تستحدثه البشرية من نظم وعادات, وكل ما اشتملت عليه نصوص الكتاب والسنة من كليات وجزئيات ومقاصد عامة؛فهي مستقرة ودائمة وغير قابلة للتبديل ولا للتغيير,فما أحل الله في كتابه وسنة نبيه فهو حلال إلى يوم القيامة,وما حرّم الله في كتابه وسنة نبيه فهو حرام إلى يوم القيامة.

وكما جاء في المأثور عن الرسول

(إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، والْحَرَامَ بَيِّنٌ، وبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وعِرْضِهِ، ومَنْ وقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ) [موقع الإمام بن باز].

والعلوم الإسلامية أربع

1-علوم النص: التفسير والحديث والسيرة

2-علوم التشريع: الفقه والتشريع والمقاصد

3-علوم التوحيد: الدعوى والتصوف والكلام

4-علوم التأريخ:

يعد الفقه واحد من العلوم الرئيسية في الديانة الإسلامية,وهو معني بالجانب التطبيقي من الشرع,أي الشرائع في العبادات والمعاملات. وهو علم دقيق في التطبيق غير منفصل عن التنظير. وقد عنى علم الفقه بالأول,وعنى علم التشريع بالثاني. ومن علم التشريع باب مهم يعني بالقصد من وراء النص. وقد تدخل عملية التأويل ضمن مفاتيح فتح الفهم وراء القصد من نص ما أو عبارة أو جملة. لتواكب آخر مستجدات العصر بما لا يصنع تعارض بين العقل والنقل. هو علم المقاصد المعني بمقاصد العقيدة.

المنهجية​
المنهجية هي فلسفة تتبع منهج.

والمنهج هو مسلك للباحث يتبع فيه مجموعة من الخطوات للوصول إلى مبتغاه,وقد يجمع المنهج بين النظرية والعملية للوصول إلى مراد الباحث. وبهذا تتشابه المنهجية مع السلوكية. والسلوكية فلسفة تجمع بين المنهج النظري والسلوك التطبيقي. وفي ظل التضارب الواقع بين كل هذه الفلسفات,إلى حد الصراع على الهوية دون الوصول إلى الماهية. مثل الجدل الدائر حول السؤال,دون تحقيق الإجابة. تنأى المنهجية بنفسها واضعة نصب عينها على المعرفة / المشكلة / القضية. الوصول إليها,فهمها وحلها. بل وتطبيق نتائج إيجابية من وراء ذلك. مما جعل المنهجية تحافظ على إستمراريتها إلى يومنا هذا. دون أن يعلن فيلسوف ما موت المنهجية. فأي باحث,بغض النظر عن مجال تخصصه,يحتاج إلى (منهج) من أجل تحقيق بحثه. ولا يخرج أي بحث عن خيارين,فهو إما يتبع المنهج الوصفي,وإما يتبع المنهج التفسيري.

كل هذا جعلها تتقاطع وتتشابك مع فلسفات موازية لها أو منبثقة عنها,مثل النفعية,والسببية, والإجرائية,والسلوكية,والإختزالية,والمنطقية.

السببية فلسفة تنطلق من (السبب) أساسا معرفيا لها. والسبب (السببية) هو العلاقة بين الفعل (السبب) والفعل المترتب عنها (النتيجة). وقد تتمثل النتيجة في مجموعة من الأفعال,وقد تمتد الأسباب إلى مجموعة من المسببات الأولية. ولكن قانون السببية يشترط شرطين؛الأول أن تنبثق النتيجة عن السبب,والثانية أن تأتي النتيجة في الترتيب الزمني تالية على السبب. فأما الشرط الأول فمشكلته أن تعقب سلسلة الأسباب رجوعا للخلف يوصلنا إلى نقطة عمياء لا ندري أتنتهي الأسباب جميعا إلى المسبب الأول الذي اصطلح عليه بصفته الذات الإلهية,أم لا. أما الشرط الثاني,فمشكلته أن إقتران فعلان ببعض على أن الأول سبب للثاني,والثاني سبب للأول,قد لا يخرج عن فعل العقل. والإجرائية مذهب علمي يتخذ مجموعة من (الإجراءات) الملتوية للوصول إلى مفاهيمه. فإذا تعثر على الباحث قولبة تصور لظاهرة ما داخل مفهوم يحتويها,يتخذ مجموعة من الإجراءات التي تدور حول هذا المفهوم. فالإجرائية منهجية تعني تحديد المؤشرات العملية (أي المقاييس) لظاهرة كامنة غير قابلة للقياس بشكل مباشر (الثقوب السوداء مثال صارخ في علم الفلك)،ولكن يتضح وجودها بظاهرة أخرى،مثل المؤشرات (أي طيف مصدر الأشعة السينية). وفي العلوم الإجتماعية والإنسانية،الإجرائية هي عملية تعريف مفهوم غامض بحيث يصبح المفهوم النظري قابلا للتمييز أو القياس بوضوح وفهمه من منطلق الملاحظات التجريبية. وبمعنى أشمل،فإنها تشير إلى عملية تحديد امتداد المفهوم- لتصف ما يمثل جزءًا منه وما ليس كذلك. أي أنها منهج وصفي قياسي. وكثيرا ما تعني الإجرائية وضع تعريفات إجرائية وتعريفات نظرية. فتستخدم الإجرائية للإشارة بشكل خاص إلى الممارسة العلمية للتعريف الإجرائي،حيث يتم تعريف حتى أكثر المفاهيم الأساسية عن طريق العمليات التي نستخدمها في قياسها. الإختزالية فلسفة قائمة على عملية (الإختزال). المنطقية هي فلسفة تتبع المنطق.

الموت​
فلسفة الموت فلسفة تركز على الموت منطلقا ومقصدا

ليس مقصدا في العادة وفقا للنفس (السوية),إلا أن النفس (السوية أو غير السوية) قد تنشد الموت في ثلاث

-الإنتحار (الموت تحققا)

-الفهم (الموت تحقيقا)

أو الأخروية فلسفة تنشد (الآخرة).

وهناك حالات أخرى مريضة تجمع بين التوق للموت,عشق الموت,ومتابعة مظاهره العديدة المختلفة. (تعددت الأسباب والموت واحد). مما يعطي النفس تحقق مزيف للموت. نم أيها المعتوه فالنوم شقيق الموت. هناك أشخاص تحب النوم في توابيت للمرور -رمزيا- بتلك التجربة الشعورية التي يحس بها الميت. ومحاولة فهم الموت. أي التحقيق في شأن الموت.

والتحقيق يقتضي وقوع فعل,ثم التحري حول كيفية وقوع هذا الفعل. وأول ما نعرفه من هذا -ولنا شواهد عديدة فالموت في كل مكان- أن للموت خصائص يمكن إختزالها في خاصيتين رئيسيتين مستمدان من تعريفه

الموت هو توقف تام لجميع الوظائف الحيوية في الكائن الحي

وعليه فإن سمت الموت الأساسي أمرين؛الحضور والغياب.

الحضور بمعنى أن الموت واقع على كل كائن حي. الكلية هنا لا إستثناءات لها. الجميع بلا إستثناء.

الغياب بمعنى أن الميت يغيب عن المشاركة بأي فعالية بيننا. سواء كانت الفعالية عقلية أو حركية.

ومع مرور قرون من الصراع مع الطبيعة,ومحاولة تطويعها لخدمة الإنسان,تمكنت البشرية من إطالة عمر الفرد لفترات زمنية طويلة تبلغ سنوات وسنوات. بل وإنقاذه من أصعب التجارب الأليمة,والمميتة. أي أنها نجحت بشكل لافت في تأخير حضور الموت. ولكنها لم تحقق أي نجاح من أي نوع في محاولة إسترجاع ميت بعد أن مات.

ولهذا تم تطوير العديد من الفلسفات الأخروية والعدمية والعبثية والتشاؤمية والموتية والحيوية فقط من أجل التعامل مع فكرة أن الموت لا مناص آت,ولكن لا آت بعد من مات.

الموضوعية​
الموضوعية فلسفة تتخذ من (الموضوع) مصدرا أوليا للحقيقة.

ولأنها تساوي بين كل المواضيع,نسبت الحيادية إلى الموضوعية

والموضوع هو كيان على علاقة مع كيان آخر موجود خارج ذاته

ويسمى أيضا شيء لأن أي شيء يمكن أن يكون موضوعا.

الموضوعية Objectivity‏ حيث هي فلسفة نقيضة الذاتية Subjectivity. هي فلسفة قدمتها الفيلسوفة الروسية-الأمريكية والروائية آين راند (1905–1982). وتقوم المبادئ الأساسية للموضوعية على فكرة أن الحقيقة توجد منفصلة عن الوعي؛ فالبشر يتعاملون مع الحقيقة مباشرة من خلال الإدراك الحسي،وأن المرء يمكنه تحصيل المعرفة الموضوعية من الحس بواسطة تشكيل المفهوم والمنطق الاستقرائي،وأن الغرض الأخلاقي اللائق لحياة المرء هو البحث عن سعادته الشخصية (أو المصلحة الذاتية العقلانية)،وأن النظام الاجتماعي الوحيد المتوافق مع هذه الأخلاقية هو ما يقوم على الاحترام الكامل للحقوق الفردية التي تتجسد في اقتصاد عدم التدخل والرأسمالية،وأن دور الفن في حياة الإنسان هو تحويل أفكار البشر الغيبية من خلال الاستيلاد الانتقائي للحقيقة إلى عمل مادي -عمل فني- يمكن للمرء فهمه والتفاعل معه شعوريًا. وقد وصفت راند الموضوعية بأنها «فلسفة للحياة على الأرض»، وتتمثل في الواقعية،حيث تهدف إلى تحديد طبيعة الإنسان وطبيعة العالم الذي نعيش فيه."

"الموضوعية، النظام الفلسفي الذي تم تحديده مع فكر الكاتبة الأميركية المولودة في القرن العشرين آين راند وانتشرت بشكل رئيسي من خلال رواياتها الناجحة تجاريًا "المنبع" (1943) و"أطلس مستهجن" (1957). تتكون عقائدها الرئيسية من إصدارات من الواقعية الميتافيزيقية (وجود وطبيعة الأشياء في العالم مستقلان عن إدراكها أو التفكير فيها)، الواقعية المعرفية (أو المباشرة). حيث "يُنظر إلى الأشياء في العالم على الفور أو مباشرة بدلاً من الاستدلال عليها. أساس الدليل الإدراكي". الأنانية الأخلاقية "يكون الفعل صحيحًا أخلاقيًا إذا كان يعزز المصلحة الذاتية للفاعل"، الفردية "النظام السياسي يكون عادلاً إذا كان يحترم بشكل صحيح حقوق ومصالح الفرد"، ودع - الرأسمالية. كما تتناول الموضوعية قضايا في علم الجمال وفلسفة الحب والجنس."

النسبية​
النسبية فلسفة تنطلق من مقولة (أن كل شيء نسبي) أساسا معرفيا لها

فهي لا تؤكد وجود مطلق,وربما لا تنفي وجوده,مع ذلك,هي ترفع من قيمة النسبية إلى أقصى ما قد تبلغه,لدرجة أنها بدورها صارت قيمة مطلقة.

النسبة هي العلاقة بين كميتين مقدرتين

هذا يجعلها فلسفة رياضية بإمتياز بما أن الرياضيات هي علم دراسة الكميات

"كان علم الطبيعة النيوتوني في نظر فلاسفة القرن التاسع عشر خاصة يعتبر الصورة الصحيحة للعالم,والتفسير الوحيد الصادق لكافة الظواهر المادية,وقد ارتبط بأساس رياضي هو الهندسة الإقليدية التي تقوم على مصادرة رئيسية هي الإستواء في المكان أو الفضاء, ومن ثم ظهرت في علم الطبيعة النيوتوني فكرة المكان المطلق والزمان المطلق مع الفصل بين كل منهما,حيث ارتبط بهذا كله القول بالآلية والحتمية,وقد انعكست هذه الأفكار على المذاهب الفلسفية التي ظهرت فيما بين القرن الثامن عشر والتاسع عشر.

لكن مع بداية القرن العشرين حدثت ثورة كبيرة على علم الطبيعة النيوتوني الكلاسيكي بفضل اكتشاف أينشتين لنظرية النسبية,التي قلبت أوضاع علم الطبيعة وغيرت كافة المفاهيم الخاصة به,والحق أن نسبية أينشتين لم تلغ تماما قوانين نيوتن,وإنما احتوتها في هيكل كلي أوسع يفسر الكون كله وليس حركة الأرض فقط,وقد ارتبط بظهور النسبية إكتشاف الهندسات اللاإقليدية,وانتفاء مفهوم الإستواء الذي حل محله مفهوم الإنحناء الذي يتفق مع النظرة النسبية الشاملة للكون,وقد استتبع هذا الأمر رفض المطلق في المكان والزمان واستبداله بمدأ النسبية,كما أدت كشوف شرودنجر وماكس بلانك وغيرهما من علماء الطبيعة الذرية,إلى رفض مبدأ آلية الحركة ومبدأ الحتمية,وأصبحت صورة علم الطبيعة في منتصف القرن العشرين مغايرة تماما لصورته عند نيوتن في القرن الثامن عشر والتاسع عشر,وقد أثر هذا بدوره على الفلسفات المعاصرة,فأصبحت أغلب المذاهب حاليا ترفض فكرة المطلق وتثور على الآلية وتتمرد على الحتمية,أي أن الثورة في علم الطبيعة الحالي ارتبطت بها ثورة مناظرة في الفلسفة المعاصرة,نظرا لتشابك الفكر وتماسكه في كل عصر."

ولم يعد الإنسان يملك أهمية مطلقة بوصفه قيمة إنسانية,أصبح ذلك أمر نسبية في فلسفة الأخلاق والفلسفة السياسية,وبحجج قوية من الفلسفة الذرائعية والظواهرتية. وتخلت المذاهب الإنسانية عن أحكامها المنطلقة من فلسفتها الآلية التي ولى عهدها. وبسرعة أصبحت النسبية واحدة من أهم الفلسفات في تاريخ الإنسانية. بل وواحدة من القيم الثنائية المتعارضة (المطلقة أو شبه المطلقة) مثل المثالية والمادية,النسبية والآلية.

النسوية​
النسوية فلسفة إجتماعية غايتها إنصاف النساء وإبراز دور المرأة في المجتمع.

وقد تحولت إلى فلسفة سياسية غايتها إعلاء النساء وتغليب دور المرأة في المجتمع. وهذه وجهة نظر وإن كان ينظر إليها بكثير من التحامل والإستياء,إلا أن لها ما يبررها.

بالطبع لها ما يبررها على كلى الطرفين؛فمن ناحية,أصبحن النساء تحت مظلة النسوية ينتزعن حقوقا ليست لهن في مجالات عديدة وخصوصا المرتبطة بالفن والأدب. نفس الأمر يحدث أثناء تناول مواضيع أخرى مثل (الجندرية والعنصرية والتحررية) في سياقات فنية غير صالحة لها,ربما يكون الغرض منها التضليل على التنظيرات الفكرية أو الممارسات الفعلية التي تتخذ ضد المرأة. إن ما يحدث في السينما الأمريكية على سبيل المثال,ويتبعها أشكال أخرى من الثقافة الأمريكية,هو اختزال (المرأة) في كونها (موضوع) أو (قيمة) أو (أداة) تستخدم لأغراض متعددة إعلاميا أو سياسيا أو تجاريا. مثلا في كتابه عن السينما الخيالية يوثق وينقد بيتر نيكولز لنوع ردئ فنيا من الأفلام يسمى قاذورات الفيديو. نوع واقع تحت مرتبة أفلام الدرجة ب. يكثر فيه استخدام النساء بوصفهن (ضحايا جنسيات و / أو منتقمات جنسيات)[TM30] . لإعطاء مساحة كبيرة للعنف والمشاهد الوحشية السادية. من ناحية أخرى,يجب الإستمرار في المحافظة على التيار النسوي وإمداده بالوقود الثقافي للمحافظة دوما على شعلته ملتهبة. خاصة في القطاعات المهمشة والمهملة -التي تصل النسوية فيها إلى حد لا يمكن حتى أن يقال عنها أنها ساخنة- في هذا الجانب بدلا من التركيز على قطاعات أخرى تشبعت بالنسوية حتى قبحتها. وتعد المنطقة العربية جغرافيا وسياسيا قطاع غني بالمظاهر العديدة الدالة على الفقر النسوي عقلا وفعلا.يمكن إختزال كل هذه المظاهر في مبدأين؛الأول هو القوة الواقعة والباطشة للذكر على الأنثى. وعليه يتحقق الثاني جبريا ولا إراديا ولا واعيا في النفس والمجتمع بأن المرأة أقل من الرجل,طالما هي أضعف من الرجل. فلا هي بمنزلته,ولا هي تقدر أن تكون في نفس منزلته. ولا حاجة ولا مجال هنا للتأكيد عبر عرض تاريخي مطول لإثبات أن القوة لازمة لتحقيق الفكرة. الفكرة هنا هي المساواة بين الرجل المرأة. بتعبير آخر,المرأة تساوي الرجل,والحق يسلب بالقوة,ويرد بالقوة. ومن خلال القوة يمكن تحطيم كل القناعات الحديدية حول أن المرأة هي بالضرورة -وراضية- بكونها ليست شيء في وجودها عدا أن تكون لذكرها (أيا كان نوع هذا الذكر). مدى تغلغل هذه الفكرة خلق لها عقيدة راسخة في العقول (الذكورية والنسوية) على المستوى الديني والإجتماعي. لدرجة الوصول لحلول عبقرية (جميلة رغم أنها غير منصفة) فيما يشبه العقد الإجتماعي / الزوجي بين الرجل والمرأة. لكن حتى هذا أصبح ذكر شرقي منقرض (كان أصيلا وكان الرجل رجلا). ولدرجة أن كاتب هذا النص نفسه,غير متخلص تماما من أي عصبية ذكورية ظالمة,ويفعل عكس ما يقول وينادي به (هل تتصور حجم المأساة!). هناك ثلاثة خطوات (وليست خيارات فالثلاثة خيارا واحدا) لإنصاف المرأة. الأول هو تأسيس جهاز شرطة – عسكرية / سياسية بالكامل من النساء يضمن لهم قوة مهيمنة على الساحة الإقليمية أو الدولية. الثاني إعادة صياغة كاملة للقوانين من أجل جعلها رادعة لجرائم الذكر. الثالثة تغليب المرأة -حتى ولو ظلما- على الرجل,في المواقف التي تظلم فيها المرأة.

النص​
فلسفة تركز على النص منطلقا ومقصدا

والنص هو ما ازداد وضوحا على الظاهر لمعنى المتكلم / المصور

وهو سوق الكلام لأجل ذلك المعنى

فإذا قيل أحسنوا إلى فلان الذي يفرح بفرحي ويغتم بغمي،كان نصا في بيان محبته. وما لا يحتمل إلا معنى واحدا،وقيل ما لا يحتمل التأويل. فغاية النص الإيضاح.

ولما قلنا الكلام (ولا مجال هنا للحديث عن النص البصري / الصورة) كانت اللغة والأدب والسرد والإسلوب والنص هي السياقات الرئيسية للكلمات. وكان النص هو الوعاء النموذجي لإحتمال كل هذه المصطلحات الثقيلة. فالأدب نوع من أنواع النصوص التي يكون فيها سردا وتقتضي إسلوبا وتتقنن رموزها بلغة.

بالطبع ظلت هذه الغاية -الإيضاح- غائبة في عصرنا الحديث مع الإمكانات الكبرى للنص على التأويل,ومع صعود فلسفات مثل التأويلية والعلاماتية والتفكيكية والتداولية والسردية والإسلوبية,توسعت آفاق المعاني النصية إلى ما بعدية حدودها اللانهائية.

هذه الترسانة الهائلة من أدوات وأسلحة الغرب النقدية سطت تماما على رصيدنا النقدي الذي لم يستنفذ أغراضه بعد -مثلا ومع صدور كتاب معجم السرد القرآني لم يلتفت النقاد والأدباء إلى التطبيقات الأدبية للقرآن التي تغرينا بإستعمالها- كما أن أدواته لازالت فعالة لم تفقد البريق الذي سطعت به فيما بعد,وإن كانت مطموسة فقط تحت التراب.

لا يشترط هذا الإلتزام بنوع من الصراع الغير مجدي مع فلسفات الغرب,فالموضوع واحد وهو النص,بل أنادي بتفاعل مع فلسفاتنا التي قدمت حلولا عبقرية لمشكلات تاريخية لازالت تؤرق بعض الباحثين إلى يومنا هذا. "فعلماء الدين قد صاغوا اللغة العربية إلى لغة علمية متعددة الاستخدامات. لقد نضج فقه اللغة العربية. وطورت العلوم الدينية (الفقه، ودراسة القرآن، والحديث، والنقد، والتاريخ) تقنيات معقدة لدراسة النصوص وتفسيرها. استفاد مترجمو القرن التاسع من هذه التطورات لتلبية احتياجات الرعاة.[TM31] على سبيل المثال "المسلمون أقاموا منظومة في تحقيق الأخبار دقيقة للغاية في النظر في الأسانيد وفي المتون والعلل,لم يأتي أحد بمثلها ولا بما هو قريب منها .. حتى الغربيين يقولون أن علم مصطلح الحديث والجرح والتعديل وتحقيق الروايات وتحليل المستوى عند المسلمون يعتبر ميزة خاصة بتراثهم لا يلحقهم بها أحد".[TM32]

حان الوقت لكي لا ننظر إلى (فلسفة النص) المشبع بها تراثنا على أنها وصمة عار.

النظم​
فلسفة النظم فلسفة قائمة على النظام

والنظام هو كيان منظم من أجزاء مترابطة ومتشابكة (معتمدة على بعضها)

أي أنه يشترط مكونين أساسيين

1-وحدات يتكون منها النظام

2-آلية يعمل من خلالها النظام

وينبثق عن مفهوم النظم ثلاث فلسفات أساسية

الأولى هي الفلسفة الآلية التي تفرض على الواقع نظاما من المتراتبات وفق برنامج ثابت الإحتمالات مهما تعددت المتغيرات فيه,بما في ذلك طمسه لمفاهيم من قبيل الحرية والإرادة والقدر,إلخ.

الثاني هو فلسفة البرمجة

والغاية الرئيسية لفلسفة النظم إيجاد نظام واحد,أو أكثر من نظام لأكبر مجموعة من العناصر التي تحكمها قوانين واضحة. أي أنها من الفلسفات الواقعة على الحياد تماما عن أي صراعات لا جدوى لها بين الفلسفات الأحادية التي تنكر فلسفات أخرى متعارضة معها. كما أن علم النظم يعد ضمن العلوم المعيارية التي تستند إليها العلوم الأخرى دون أن تكون جزء منها,ولكن دون أن تتخلى عنها,مثل الرياضيات والمنطق واللغة والحوسبة.

النفسانية​
النفسانية فلسفة تركز على (النفس) منطلقا ومقصدا

وجميع الفلسفات التي تقصد النفس صنفت ضمن دراسات علم النفس,دون أي شمولية فكرية خارج سياقها النفسي قبل التحول إلى الإجتماعي بعد النجاحات الهائلة التي حققتها أشهر المدارس النفسية في ميادين العلوم الإنسانية.

وهي

-التحليلية,أو مدرسة التحليل النفسي,أو الفرويدية,ومؤسسها سيجموند فرويد,وأهم منجزاته هو إكتشاف اللاوعي,الذي يوازي إكتشاف نيوتن للجاذبية في الفيزياء. وفي التصور التحليلي تنقسم النفس إلي وعي ولاوعي والأخيرة هي المعيار والمرجع في تفسير السلوك البشري. ونافذتنا له هو منهج (التداعي الحر) و(تفسير الأحلام) لتكشف عن عدة مفاهيم لاشعورية مثل:اللبيدو,الأنا,الهي,الأنا العليا,الكبت.

ثم هناك مدراس أخرى مثل المعرفية,والسلوكية. والإنسانية والمذهب الإنساني هو المذهب الذي يفسر المسائل الفلسفية الأساسية,وحوادث تاريخ الأديان, بعلم الإجتماع.

النقدية​
النقدية فلسفة تتخذ من فعل (النقد) أساسا معرفيا لها.

والنقد هو تقييم فكري للمادة موضوع النقد. وقد تأسست النقدية على يد مجموعة من الفلاسفة كونوا جماعة سميت بـ مدرسة فرانكفورت أو المدرسة الفرانكفونية التي بلغت بالنقد إلى أقصى ما أنتهى إليه عقل حتى ذلك الحين حينها. عرفت النقدية بإسمها لأنه تعد أقوى نقد تم توجيهه للفلسفة الغربية من داخلها,ولأن الرابط الأساسي بين تياراتها المختلفة هو فعل (النقد) كعملية فكرية كبرى. يؤرخ البعض ظهورها على يد علم من أعلام الفلسفة الحديثة هو كانط صاحب الكتب المشهورة. كذلك تنسب الفلسفة النقدية إلى فلاسفة نقديين تعارضت بعض أفكارهم الكبرى مع مدرسة فرانكفورت. النظرية النقدية هو منهج لدراسة العلاقة بين المكونات سواء كانت مكونات أدبية نصية أو مكونات اجتماعية أنثربولوجية.وتستعين في ذلك بالماركسية والتحليل النفسي. وتحاول تطبيق الفلسفة لخدمة الإنسان والمجتمع.

وتهدف النظرية النقدية حسب هوركايمر إلى تحقيق مهام ثلاث: "أولها، الكشف في كل نظرية عن المصلحة الاجتماعية التي ولدتها وحددتها،وهنا يتوجه هوركايمر،كما فعل ماركس،إلى تحقيق الانفصال عن المثالية الألمانية،ومناقشتها في ضوء المصالح الاجتماعية التي أنتجتها.

والمهمة الثانية للنظرية النقدية عنده،هي أن تظل هذه النظرية على وعي بكونها لا تمثل مذهبا خارج التطور الاجتماعي التاريخي. فهي لا تطرح نفسها بإعتبارها مبدأ إطلاقيا،أو أنها تعكس أي مبدأ إطلاقي خارج صيرورة الواقع. والمقياس الوحيد الذي تلتزم به هو كونها تعكس مصلحة الأغلبية الاجتماعية في تنظيم علاقات الإنتاج بما يحقق تطابق العقل مع الواقع،وتطابق مصلحة الفرد مع مصلحة الجماعة.

أما المهمة الثالثة،فهي التصدي لمختلف الأشكال اللامعقولة التي حاولت المصالح الطبقية السائدة أن تلبسها للعقل،وأن تؤسس اليقين بها على اعتبار أنها هي التي تجسد العقل،في حين أن هذه الأشكال من العقلانية المزيفة ليست سوى أدوات لاستخدام العقل في تدعيم النظم الاجتماعية القائمة،وهو ما دعاه هوركايمر بالعقل الأداتي".

وتهدف هذه النظرية إلى إقامة نظرية اجتماعية متعددة المصادر والمنطلقات،كالاستعانة بالماركسية،والتحليل النفسي،والاعتماد على البحوث التجريبية. وبتعبير آخر،فالنظرية النقدية هي تجاوز للنظرية الكانطية،والمثالية الهيجيلية،والجدلية الماركسية،فهي نقض للواقع،ونقد للمجتمع بطريقة سلبية إيجابية. في الحقيقة هي رؤية نقدية إزاء المجتمع الرأسمالي الاستهلاكي في قمة تطبيقاته العملية واليومية.
[TM33]

هذه واحدة من أهم عشرة مدارس في تاريخ الفلسفة,إلى جوار الظاهراتية والماركسية.

الهندوسية​
الهندوسية هي الفلسفة المبنية على التعاليم الهندوسية.

والهندوسية ديانة وضعية تنسب إلى الهند كما ينسب الإسلام إلى العرب,فهي الديانة السائدة في الهند والنيبال. حيث الهندوسية محاكاة أدبية لعناصر الطبيعة والمجتمع في صورة آلهة وقيم روحانية. هذا التعريف يمكن تطبيقه على جميع الديانات الوضعية,اليابانية والصينية والهندية التي لا زالت سائدة تقاليدهم حتى الآن. واليونانية والرومانية وآثارهم الثقافية باقية وإن كان الإعتقاد بآلهة اليونان أصبح ماضي ينظر إليه بوصفه لا يخرج عن كونه أساطير.

وربما لذلك تعد الديانات الإبراهيمية هي الأخطر على المنظومات السياسية. حتى الملحدين لا يمكنهم إنكار الممارسات الروحانية (ولا أقول صحة المعتقدات فهذا محل جدل) لهذه الديانات. تأسست الديانات الثلاثة على مبدأ واحد واضح؛الإسلام سلام,المسيحية محبة, واليهودية عدل. هو مبدأ قائم على الرحمة وعلى قانون واحد تنبثق عنه كل القوانين. مثلا في الإسلام المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. كما أنها تقر بوحدانية منسوبة إلى الذات التي تشرع لنا الشرائع. عبر كتاب مقدس. بغض النظر عن كونها وحدانية توحيدية صائبة (ولا أقصد هنا بالمعنى الديني المؤيد لوجود إله,بل بالمعنى المنطقي الذي يحتم بواحدية الواحد) بدلا من وحدانية قد تكون مشوهة. أما الهندوسية (التي تجمع معتقدات وقيم روحية معروفة عند أهل الهند) فمثلها مثل الديانات الوضعية,تستقي تعاليمها من نص شفهي / كتابي,يحاكي عالمنا وفق أفق خيالي / أسطوري,ويشرع له شرائعه على مزاج الآلهة أو غيره من أحكام العلويات والغيبيات. هذا النص متمثل في كتاب فيدا. والهندوسية والهيلينية,وغيرها من الفلسفات والديانات الوثنية تتقاطع بشكل كبير مع الفلسفات الأسطورية. والأسطورية هي نوع من الفلسفات الدينية البدائية تذهب نحو مجموعة من الإعتقادات. والأسطورة هي الإعتقاد بشيء يتضح لاحقا أنه مجرد وهم,وذلك يتوافق مع الأصل العربي للكلمة,من المصدر الثلاثي (سطر) كما جاء في لسان العرب,وجاء أيضا (سطر: السطر الصف من الكتاب والشجر والنخل ونحوهما). والجمع من كل ذلك أسطر وإسطار وأساطير. و(السطر: الخط وهو في الأصل مصدر).

الهيلينية​
الفلسفة الهيلينية هي الفلسفة المنسوبة إلى هيلينة (اليونان).

أي أنها مرتبطة بمكانية وزمانية معينة,مثل الفلسفة الإسلامية بالنسبة للعرب,أو الفلسفة الهندوسية بالنسبة للهند,أو الفلسفة الأنجلوساكسونية بالنسبة لبريطانيا.

وقد اخترنا هذه الفلسفة تمثيلا عن الترتيبين بين الفلسفات القديمة والحديثة,الشرقية والغربية.

ينقسم تاريخ الفلسفة اليونانية إلى

-المدرسة الأسطورية / هوميروس – هسيود – بلوتارك

-المدرسة الميلسية / طاليس – أناكسيماندر – أناكسيمينس

-المدرسة الأيلية / إكزينوفانيس – بارمنيدس – زينو

-المدرسة الطبيعية / هيراقليطس – إمبادوقليس – ديمقريطس

-المدرسة السفسطائية / بروتاغوراس – غورغياس – زينوفون

-المدرسة السقراطية / سقراط / أفلاطون / أرسطو

-المدرسة الرواقية / زينون / كليانتس / خريسبوس

-المدرسة الهيلينية / سينكا / إبيكتيتوس / ماركوس أورليوس

هذا غير مجموعة من الفلسفات الأخرى الأصغر نسبيا مثل الفيثاغورسية والأبيقورية والشكية والكلبية والصوفية والميغارية والسيراونية والتركيبية والهلنستية والأفلاطونية الحديثة.

وهيلين هي إسم قديم يطلق على بلاد اليونان,ومن هذا تتكشف الرمزية في شخصية هيلين طروادة التي اختطفوها الطرواد بما معناه أن عزة اليونان سلبت منهم,فذهبت الجيوش الإغريقية لإسترجاعها.

الحضارة الهلينية وهي مستمدة من كلمة هـيلين وهي الاسم العرقي الذي يطلقه اليونانيون على أنفسهم كما وضحنا,ويقال تيمنا بجدهم الأسطوري هيلين Hellen وببلادهم التي عرفت باسم بلاد هيلاس Hellas أو الهيلاد Hellad،إضافة إلى تسمية حضارة دولة المدينة City-State (Polis). والبحث خلف هيلين يرجع إلى الذاكرة الأصول العرقية لكل البشر,متمثلة في أبناء نوح.

الواقعية​
الواقعية فلسفة تنطلق من الواقع مصدرا أوليا للحقيقة.

والواقع هو محيط يطوق حالة الأشياء كما هي موجودة,لذا يسمى الواقع وجودا لأنه يحتوي على جميع الموجودات. أو هكذا يصور لنا,ولكن هذا التساؤل الشكي أجاب عنه ديكارت فيما معناه أن هذا التصوير هو في حد ذاته وجودا. مما يعني أن (حالة الأشياء) تشمل أيضا أي تجربة عقلية نمر بها,سواء كانت حقيقية أم وهمية. فإن الوهم و اللاوهم هما في الواقع مفردات موجودة في نطاق الواقع. ويصبح التمييز بين الواقع واللاواقع راجع لمستويات معينة أو طبقات من جنس نفس ذات الواقع / الوجود. وتصبح الحقيقة المحققة في وجودها,هو وجودنا,وبالتالي وجود الوجود نفسه. ومع ذلك,لتمييز واقع معين,نعزله عن اللاواقع / الوهم,يجب علينا التسليم أولا بحدودية المعرفة البشرية. مهما حاول بعد منظري الألفية الثالث إقناعنا أملا منهم في الخروج من شكية عدمية. وذلك لأن أي تجربة فكرية أو حسية على قدر من العمق في نفس موضوع التساؤل,حرية بأن تؤكد أننا بوصفنا كائنات داخل كيان أكبر إسمه الواقع / الوجود,غير معزولين عنه. ورغم أن قانون الحيادية يقتضي الخروج للمراقبة إلا أن ذلك لا ينفي تماما إمكانية معرفة الكثير من تفاصيل هذا الواقع الذي نحن جزء منه,لولا أن بعض هذه التفاصيل تظل خفية عنا عبثا مهما حاولنا. أو على الأقل إلى الآن. مثل الحلم والموت. ثانيا نميز إذن بين هذا الواقع الذي نتفاعل معه عبر تجارب حسية / معرفية / إنسانية عديدة متنوعة وعديدة ومستمرة (عدا عند الموت). وبين أي شيء آخر لا نتفاعل معه بمثل هذه القوة. الحلم على سبيل المثال (عدا في بعض الحالات التي تزيد الجدل حول المسألة تعقيدا,ونكتفي بالقول أنها مجرد حالات). وبالطبع نظرية المحاكاة الحاسوبية قائمة. لكنها تظل مجرد نظرية لم تتطور بعد. لذا يصبح هذا الواقع,الذي استيقظ فيه كل يوم,وأتلقى عدد كبير من المعطيات وأتابع عدد أكثر من المجريات منها التغييرات التي تطرأ على جسدي وتعلن مرور فترات زمنية من عمري وسط مقاييس عديدة يقاس بها العالم حولي – عبر عقلي. يصبح هذا الواقع هو الواقع. خاصة وأنني أتفاعل فيه مع عدد كبير من الناس الذين يؤكدون على (واقعية) نفس (المحتوى) الذي أتفاعل معه. ربما هذه المتتالية تصبح لاحقا واحدة من أقوى الثغرات / الفجوات التي سيعبر من خلالها الغزو الرقمي مضاجعا عقولنا فيما بعد. خاصة مع توسع وتوحش ثورة الإتصال مما لا يخفى على أحد اليوم. وثالثا,يبقى أن الواقع,ذلك الذي نتابعه في حدود مستوى معين,عبر مستويات عديدة تنتهى إلى كيان / وجود أكبر يسمى الوجود. هو المشتمل على واقعنا,وعلى الواقع,وعلى كل الوقائع الممكنة. والمشتمل حتى على أفكار مثل الوجود والإمكان.

لا تبحث الواقعية في فيما وراء حدود معرفة/نا كما تفعل المثالية.

ولا تبحث فيما وراء حدود واقع/نا. كما تفعل الماورائية.

وتكتفي بدراسة إمكاناتنا بالتفاعل مع معطيات واقعنا كما نستقبلها نحن,وكما هي (ظاهرة) في الواقع.

الوجودية​
الوجودية فلسفة تنطلق من الوجود الإنساني مصدرا أوليا للمعرفة.

حيث يصبح تحديد صوابية أي فعل من خطأه أخلاقيا,أو بيان صحة مسألة ما من بطلانها راجع إلى (ذاتك وجودا بصفتك موجودا).

أي أنها قائمة على (الوجودية الإنسانية) الذاتية وليس (الوجودية الطبيعانية) الشاملة لكل الوجود الإنساني والكوني.

وفي مدخلي للفلسفة كنت قد أعددت فصلا عن الوجودية بعنوان (المقالة الحادية عشر),وفيه ذكرت كيف فلاسفة يغلو في قيمة الإنسان ويبالغ في التأكيد على تفرده وأنه صاحب تفكير وحرية وإرادة واختيار ولا يحتاج إلى موجه,وأن ذاته هي المعيار الأول لسلوكه,وأن الدين والنظام والقيم ما هي إلا عوائق أمام رغباته.

"وهؤلاء الفلاسفة ما سموا وجوديين إلا لأنهم جعلوا من الوجود (الإنساني) موضوع تأملاتهم المنهجية."[TM34]

"فعندما اتسع نطاق التحليل الرياضي،الأمر الذي أدى إلى محو الإنسانية القضاء على طبيعته الحيوية فإن إخضاع الانسان للتحليل الرياضي يحوله إلى أله أو مجرد شيء.

وهذا أدى إلي ثورة بعض الفلاسفة علي الاتجاهات الرياضية والعلمية فظهر الاتجاه الإنساني الذي رفع شعار (الرجوع إلى الإنسان).

العوامل المؤثرة في ظهور الاتجاه الانساني

أولًا،فتح فرويد الطريق لاكتشاف الحقيقة الانسانية خاصة بعد إعلان نظرياته عن اللاشعور وأهميته في حياة الفرد والشعوب.

ثانيًا،ثورة الفلاسفة على المطلق الذي وضع أساسه نيوتن وأصبح سائد في القرن التاسع عشر فأصبحت الحقيقة مطلقة.

أخيرًا، ظروف الحياة في المجتمع الأوروبي بعد الحربين العالميتين وانتصار البعض وهزيمة الآخر فأصبحت مشكلات الإنسان ومحاولة الوصول إلى حلول مجالات تأمل الفلاسفة،كما أن الاستعمار والقهر أدى إلى التفكير في مشكلة الحرية ومصير الإنسان وعلاقاته."
[TM35]

الوحدانية​
الوحدانية فلسفة تقدم تصورا حول الوجود بإعتباره (واحدا)

هذا الواحد المقصود به خالق الوجود نفسه (الله) غير منفصل عن مخلوقه. أي أن الله والطبيعة حقيقة / مقولة واحدة. بعض التصورات الأكثر شططا ترى أن الله صورة -إن كان يمكن تصويره- هذا العالم. أما مجموع المظاهر المادية فهي تعلن عن وجود الله دون أن يكون لها وجود قائم بذاته.

الوحدانية فلسفة قائمة على مبدأ صوفي شهير ينص بأن

-الله هو الوجود الحق

وهو قول يؤيده النص القرآني (هو الأول والآخر والظاهر والباطن) ونص الحديث (تفكروا في آلاء الله،ولا تفكروا في ذات الله). أو (الله نور يستدل به لا عليه) بحسب قول أحد حكما التصوف الإسلامي (لعله ابن عربي).

وحدة الوجود فكرة قديمة في التاريخ الديني أعاد إحيائها بعض أشهر الفلاسفة المتصوفة في التاريخ الإسلامي عبر مسميات عديدة لفلسفات تبنوها مثل

الإتحادية فلسفة تقوم على فكرة إتحاد بين الوجود الإنساني والوجود الطبيعاني,وتنادي أيضا بـ (وحدة الوجود): الله (الخالق) والطبيعة (المخلوق) حقيقة واحدة,فلا واجد ولا موجود,ولا فرق بين الله والموجودات إنما هما صورة واحدة هي الوجود. حيث المبدأ الأساسي لهذا المذهب هو: الكل هو الله. وبهذا يمكن إدراج الفلسفات الوحدانية والإتحادية والواحدية ضمن المذاهب الوجودية,وخاصة الطبيعانية,لأن الطبيعيين يضخمون من الطبيعة حتى تشمل الإنسانية مع تهميش الأخيرة أو ذوابنها في الطبيعة. أما الوجودية فتملك رؤية أكثر إستقلالية للوجود الإنساني,ربما حتى لدرجة عزله تماما عن الوجود الطبيعي,وتضخيمه كفاية لأن يقرر محددات هذه الطبيعة وفقا لتصوره. وفي الفلسفات الوجودية ذات الأصول الإسلامية, مدرسة تسمى العرفانية,وتنادي بنظرية الفيض وهي المقابل العربي لفكرة وحدة الوجود,مع إضافة عنصر ثالث هو الله. ومن خلال ثلاثية (الإنسان / الوجود / اللاهوت) جرى تأسيس ميتافيزيقا إسلامية قبيل إشتقاق المصطلح الغربي. وهي تترادف مع الوحدانية لولا أن نظرية الفيض تفصل أكثر. هي فكرة قديمة أعاد إحيائها بعض المتصوفة من أمثال: ابن عربي، وابن الفارض وابن سبعين والتلمساني والذين تأثروا بالفلسفة الأفلاطونية المحدثة وفلسفة الرواقيين. هناك أيضا الأفلاطونية الحديثة,وهي مزيج من الديانة االيهودية والنصرانية والفلسفة الأفلاطونية والأرسطية والوثنية وغير ذلك لتعطي أفكارا حول الإله والعالم والنفس, أهمها نظرية مستويات الحقيقة (عملية الفيض),وهي الإلهي ثم الروحي ثم العقلي ثم المادي.

الوضعية​
الوضعية فلسفة تنطلق من الوضع مصدرا أوليا للحقيقة

"أن الوضعية المنطقية هي مدرسة فلسفية،جمعت بين التجريبية (التي تعتمد على الملاحظة في معرفة العالم) والعقلانية التي تشمل البناء اللغوي ذو الطبيعة المنطقية الرياضية والإستدلال الأبستمولوجي . وإعتماداً على الكتيب الصادر عام 1929 والذي كتبه كل من نيروث وهان وكرناب،فأننا نلحظ إن هذا الكتيب قد لخص مبادئ حلقة فينا عامة في حينها، والوضعية المنطقية في مضمار الأبستمولوجيا خاصة. أن هذه المبادئ تتضمن معارضة لكل أنواع الميتافيزيقا،خصوصاً الأنطولوجيا والقضايا التركيبية الأولية (التي إنشغلت بها الأبستمولوجيا عند كانط). والحقيقة إن رفض الميتافيزيقا جاء ليس لكونها قضايا خاطئة،بل لكونها فارغة من المعنى." [TM36] أهم الفلسفات عبر التاريخ,هي المثالية,والمادية,والعقلانية, والتركيبية,والماورائية,والوضعية, التي تشكل مرحلة رئيسية في تاريخ الفكر,الذي مرّ بثلاث مراحل (أو أربعة)؛1-اللاهوتية 2-الميتافيزيقية 3-الوضعية. وعبر تاريخ العقل لم يخرج التفكير عن أربعة عمليات أساسية 1-تحليلية / وصفية 2-تركيبية / تفسيرية. وبما أن هذه العمليات أثبتت نجاحاتها في مختلف التيارات,تم الجمع بينهما كأدوات أساسية في المدرسة الوضعية. التي تقر,مثل أغلب المدارس الفكرية,بفاعلية العقل,وموقعه ودوره ووظيفته كـ (ذات مدركة). واستفادت من النتائج المذهلة التي حققتها المادية في الحقل التجريبي والطبيعي. لتجمع بين الإثنين. لا يخرج شيء عن المادة والمنطق. وبدلا من الإتكاء على مفاهيم واهية مثل الجوهر أو اللوغوس. تعمل الوضعية على الإستعانة بمفهوم (التجربة) لدى الإمبريقا,أو مفهوم (الظاهرة) لدى الفينومينولوجيا. بإعتبار أنه أكثر المفاهيم تمكنا من الجمع بين العقلانية والمادية. لذا أي شيء هو صحيح / موجود فقط إذا تم تجربته تحت مراقبة حسية مستوفية لشروط التجربة من قياس وتكرار وملاحظة. أو إذا تم صياغته منطقيا (لغويا أو رياضيا) وفق مبادئ وقوانين مسلم بها أو متفق عليها. وغالبا هي مسلمات مستقاة من التجربة / الظاهرة,من قريب أو بعيد. ولهذا تسمى أيضا بالوضعية المنطقية. حيث المعرفة اليقينية هي التي تقوم علي الوقائع التجريبية,وإنكار وجود معرفة تتجاوز الحسية ما عدا التعبيرات المنطقية والرياضية التي يمكن إثباتها بالدليل والبرهان. وهي عكس المثالية,فمبدأها هو: (العلاقات قائمة ولا يصنعها الإنسان,وفضله يرجع إلي إكتشافها,حتى يمكنه السيطرة علي الواقع والتحكم فيه) والخلاصة أن الواقع هو أصل كل شيء بما فيه العقل. وبما أنها أرجعت كل شيء إلي الواقع,غفلت الجانب النفسي من الإنسان,وهذا خطأ فادح,فعند تفسيرها للإختلافات بين الأفراد والمجتمعات,أرجعت ذلك إلي العوامل الطبيعية والإجتماعية والدينية والفكرية. إلا أن الوضعية تظل مثلها مثلها مثل التجريبية والمادية والواقعية والتطورية عاجزة عن وضع تفسيرات أكيدة حول إستعداداتنا المعرفية لتلقي التعلم. على سبيل المثال من ضمن مسائل وقضايا عديدة. نحن لم نمسك بعد بما يسمى العقل,ولا الروح,ولا الإرادة,ولا الأخلاق. إلى آخر قائمة طويلة ربما لن نصل إلى آخرها.

الوظيفية​
الوظيفية فلسفة قائمة على فعل (التوظيف).

الوظيفة هي مساهمة عنصر ما داخل نظام معين.

التوظيف هو وضع أداة / شخص / عنصر فاعل في نظام يستفيد من هذه الفاعلية.

"المنهج الوظيفي هو الطريقة العلمية التي تعتمد بالأساس على الوظيفة كآلية لتفسير الظواهر،وتحيل الوظيفة على الفعل أو العمل الذي يقوم به كائن ما فمن الناحية البيولوجية تحيل الوظيفة على الجهاز العضوي فالعين وظيفتها البصر واليد وظيفتها اللمس. و قانونيا تحيل على الدور المؤسساتي،فالبرلمان وظيفته التشريع و الحكومة وظيفتها التنفيذ و يعني هذا أن الوظيفة هي أداة التحليل في المنهج المذكور."

"ونعَتَ مذهبَه بالوظيفي لاعتباره أنّ المعرفة آلة ينبغي توظيفها في خدمة متطلبات الحياة، وأنّ أهم ما يميز الخبرة اتصالها واستمراريتها،فتيارها متصل،يفضي كل جزء منها إلى الجزء الذي يليه. واهتمّ بالطريقة أكثر من اهتمامه بالإجابات المجردة،وقال: يجب عدم توقع إجابات نهائية وثابتة،والأفضل التعامل مع كل مشكلة إنسانية وقت ظهورها،لكي تطرح الحلول الممكنة في ظل مواقف الحياة الفعلية،وهو يرى أنّ معيار صحة الفكرة أو خطئها يكمن في فاعليتها ونتائجها في النشاط الإنساني،أي اختبارها في بوتقة الواقع،وأن وظيفة البحث ليست الوصف،بل التغيير لخدمة الأغراض الإنسانية."

فإن ذلك صعب جداً في الكلمات لأن الوظيفية مترسخة فيها في الوعي.

الوظيفة هي الإسهام الذي يقدمه الجزء للكل.

وهناك معانٍ أخرى للوظيفة،مثل الإسهام الذي تقدمه الجماعة لأعضائها،كما تستخدم بمعنى المهنة أو العمل،أو الإشارة إلى المنفعة التي يحصل عليها الشخص نتيجة ممارسته لأعمال معينة .

تمثل النظرية البنائية الوظيفية أكثر الاتجاهات النظرية رواجًا في علم الاجتماع و تعد من المعالم الرئيسية لعلم الاجتماع الأكاديمي المعاصر.

ويرجع تسمية هذه النظرية بالبنائية الوظيفية إلى اعتمادها على مفهومين أساسيين في تحليل المجتمع وتفسيره،وهما البناء Structure والوظيفة Function ويمثل هذان المفهومان العمود الفقري لهذه النظرية.

اليهودية​
الفلسفة اليهودية فلسفة تنطلق من الشريعة اليهودية مصدرا أوليا للمعرفة. ولأن اليهودية,مثلها مثل الإسلام والمسيحية ديانة كبرى,فقد انبثقت عنها عدة فلسفات (القبالة / الكابالا – الصهيونية – الماسونية – الإسرائيلية – الحاخامية – التطبيع – التلمودية الحسيدية – الهاسكالاه). ومثل المسيحية دين محبة,والإسلام دين سلام,فاليهودية دين عدل (وليس الصهيونية بالطبع). الفلسفة اليهودية هي فلسفة تجمع ما كتبه الفلاسفة اليهود أو الفلسفة التي تعنى بالدين اليهودي. ويمكن إطلاقها على دراسة اللاهوت اليهودي. والفلسفة اليهودية من أقدم الفلسفات مثلها مثل الفلسفة الهندية والفلسفة الصينية. وعند الحاخامات اليهود يعتبر النبي إبراهيم أول الفلاسفة. وعند الدارسين يعتبر الفيلسوف فيلون السكندري أقدم الفلاسفة اليهود. والفلسفة اليهودية كما يرى بعض المؤرخين ليست متجانسة عبر العصور وقد تختلف من عصر إلى آخر. اما العهد القديم فهو أقدم النصوص الفلسفية في الثقافة اليهودية. تشمل الفلسفة اليهودية جميع ما قدمه اليهود أو ما يتعلق بالدين اليهودي من فلسفة. كانت الفلسفة اليهودية حتى الهاسكالاه الحديثة والتحرير اليهودي مشغولةً بمحاولات تعمل على توفيق الأفكار المتينة الجديدة مع أعراف اليهودية الربانية،وبالتالي تنظيم الأفكار الناشئة الحديثة –لا تكون يهودية بالضرورة- في إطار ونظرة يهودية فريدة. وبقبولهم في المجتمع الحديث،تبنى أو طوّر اليهود ذوو التعليم العلماني فلسفاتٍ جديدةً تمامًا لتلبية متطلبات العالم الذي وجدوا أنفسهم فيه الآن. جلبت إعادة اكتشاف الفلسفة اليونانية القديمة في العصور الوسطى في أوساط جاؤونيم القرن العاشر الميلادي في الأكاديميات البابلية الفلسفة العقلانية في اليهودية الكتابية- التلمودية. كانت الفلسفة عمومًا في منافسة مع شروحات ومعتقدات الكابالا. ومن أعلام اليهودية فيلون الإسكندراني وعائلة حسداي,والموسى الثلاثي؛النبي موسى,موسى بن ميمون,موسى مندلسون. والذي حرك دواليب التفكير هو في حقيقة الأمر كان نتيجة احتكاك الحكمة اليونانية التي كانت قائمة على العقل مع الديانات التوحيدية القائمة على الإيمان. وهذا الاحتكاك أحدث تفاعلا بين الفلسفة والدين، وبين الديني والدنيوي، وبين العقل والإيمان، وبين الحقائق العقلية مع الحقائق الإيمانية. وما تسمية الفلسفة اليهودية أو الفلسفة المسيحية أو الفلسفة الإسلامية إلا تعبيرا عن هذا الالتقاء والاحتكاك الذي حدث بين الفلسفة والدين. أي بين روح العصر اليوناني وروح العصور الوسطى. زمنيا الفلسفة اليهودية هي الأسبق في الوجود من الفلسفة المسيحية والفلسفة الإسلامية. ففي بداية الأمر تفاعلت مع الفلسفة اليونانية وفيما بعد مع كل من الفلاسفة المسيحيين والمسلمين. وبل عرفت الفلسفة اليهودية ازدهارا كبيرا وإنتاجا فكريا معتبرا في المرحلة الإسلامية. ما يعني أن الفلسفة اليهودية عرفت احتكاكا وتفاعلا مع عدة ثقافات ومعتقدات.[TM37]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى