عصري فياض - من قتل الرئيس ياسر عرفات؟؟ سؤال تكراره يدل على ضعف الثورة وهزالة المنظمة!!

عندما ابدأ مقالتي بالسؤال الاستفهامي عن من قام بقتل الشهيد القائد ياسر عرفات،لا اقصد الحصول على جواب،لا أبدا،فالجواب عندي موجود،وموجود عندكم،ومقترن باليقين الذي لا يقبل التأويل،الكيان،ورجاله المتسللين الى بطانة الرئيس الراحل عرفات،سواء من لبسوا ثوب الوطنية والقيادة خداعا للوصول لهذه المرحلة،او من هم من بين سيل المتضامنين الاجانب الذين كانت القيادة الفلسطينية تفتح لهم أبوابها على مصراعيها لهم.
هذا السؤال يتكرر كل لحظة وكل عام عندما تمر المناسبة،التي مضى عليها ثمانية عشر عاما،ثائر وزعيم شعب محتل يسمم ويقتل بعد تهديد وقرار من حكومة الاحتلال،ولا يصل أبناء شعبه وفي مقدمتهم القيادة التي كانت ولا زالت تتغنى بمجد ورمزية واثر ذلك الشخص،لم يعلنوا عن نتيجة التحقيق الذي اتخذوا فيه قرارا بعد دفن عرفات بساعات وبدءوا فيه في العام 2010 والعام 2011، ولم يخرجوا بنتيجة لغاية الان،وكان آخر تصريح للمسؤول الاول عن لجنة التحقيق الفلسطينية قبل عام "أن الامور معقدة وشائكة "...
وجديد هذا الملف ما تسرب من ملفات استجواب بعض الشخصيات الفلسطينية التي سألت عن المسألة بسبب قربها وإطلاعها من الرئيس والقيادة،كثيرون منهم أجابوا إجابات فضفاضة،وغير مباشرة،مع إشارتهم لوجود خلافات بيت الرئيس الراحل ياسر عرفات وشخص آخر في القيادة والخلاف سياسي على آلية التعامل مع الاحتلال وعملية السلام،بعضهم قال انه لا يستطيع البوح عن كل شيء يعرفه،لكنه كان على يقين من الرئيس عرفات سيقتل لأنه سمع عن التآمر عليه بإذنه،بعضهم التقى شارون رئيس حكومة العدو وقتها وسمع منه تصميمه على التخلص من عرفات مع وجود قادة أمنيين فلسطينيين بعضهم الان يشكلون قيادة رافضة لنهج حركة فتح الحالية،وعدهم شارون وقتها بتحقيق انسحابات من الضفة إذا عم الهدوء وتوقفت العمليات الفدائية،ولم يتعرضوا على سماع ذلك القول من شارون،وكأنهم كانوا موافقين بصمت على هذا التوجه من قبل الاحتلال.
شيء مخزي ومشين ما ورد في تلك التسريبات،إن كان ذلك حقيقيا،وشيء صادم وفاضح،فكيف لقيادات كانت تتغنى برمزية ذلك القائد وحنكته ومكانته تكون على معرفة بمعلومات وأحداث يمكن ان تكشف عن القاتل الحقيقي المخطط والمنفذ لهذه الجريمة وتلتزم الصمت خوفا على نفسها أو مصالحها ؟؟
كيف لقيادات فلسطينية تسمع من شارون تصميمه على التخلص من عرفات رمز كل الشعب الفلسطيني سواء رضينا او كرهنا،ويلتزمون الصمت،وكأن دواخلهم يقول " يا ريت "!! هل هؤلاء فلسطينيون حقا ؟؟ أم أن شارون كان فلسطينيا وأبو عمار "صهيونيا" مجرما ؟؟ !!
كيف للجنة تحقيق فلسطينية وبعد ثمانية عشر من عمرها،لم تخرج لغاية الان بأي نتيجة أو توجه تشير الى خارطة أو بوصلة تصفية الرئيس عرفات؟؟ وما دور لجان مؤسسات م ت ف سواء كانت اللجنة التنفيذية او مركزية فتح او المجلس المركزي الفلسطيني او المجلس الثوري وغيرها في هذه المسألة ؟؟ لماذا لم تقم بدورها في متابعة لجنة التحقيق،ووضع برنامج زمني لها للانتهاء من عملها أو استبدالها عندما تعجز وتخفق كما هو الحال مع اللجنة الحالية ؟؟
أسئلة قاهرة وملحة تسير بنا الى إستنتاج واحد،أن المطلوب الاول لم يعد معرفة من قتل عرفات،لأنه معروف لدينا ضمنا، وهو الاحتلال،واعوانه من بعض كبار بطانة عرفات نفسه والقريبين من صنع القرار الفلسطيني،لكن الاستنتاج الاكبر هو كشف زيف الصورة التي رسمها الكثيرون من الشعب والأمة لصورة الثورة الفلسطينية التي إنحرفت عن نهجها ومسارها التي إنطلقت لأجله،لدرجة أن استشهاد قائدها وراعي نضالها لا يساوي في ميزان مصالحها قيد أنمله،وأن هذه القيادة او غالبية تشكيلتها شعرت بالراحة عندما إنتهى ياسر عرفات الذي رغم أنه وقع في فخ اوسلو،الا انه لم يصبر ولم يستسلم للخداع " الإسرائيلي"،فوازن بين السياسة والكفاح،لأنها ترى نفسها في منهج مختلف تماما عن منهج عرفات،ومشروعها مناقض لمشروعه،فكان التخلص منه أول خطوات الدخول الحقيقي لذلك المشروع المشبوه والمدمر للقضية الفلسطينية.
إن عملية إغتيال القائد الرمز الشهيد عرفات،وآلية التعامل معها فلسطينيا لهي بمثابة فضيحة عرّت كل اصحاب القرار الفلسطيني والمتآمرين منهم والصامتين،وأظهرت من جديد ضعف الثورة الفلسطينية ـــ إن بقيت هناك ثورة بالمعنى الرسمي ـــ وهزالة وتداعي منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها التي يناور البعض من أجل جعلها معبرا للوحدة،وتقويم أعمدتها لتكون بيتا وحدا جامعا للكل الفلسطيني.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى