سأحاول في السطور القليلة القادمة وبإختصار فك اللبس الحاصل في استخدام مفهومين على المستوى البحثي والإجرائي وهما جامع النص والنص المفتوح ، اذ يصر العديد من النقاد والمبدعين على استخدام مصطلح (النص المفتوح ) في مكان مصطلح (جامع النص) ومن أجل ضبط المصطلح ومايعنيه، فإننا سنقدم التعريف السليم والصحيح لكل من المصطلحين كما انتجهما الجهد النقدي العالمي وترحيلهما الى البيئات الثقافية المختلفة.
يعد مصطلحا (جامع النص) و(النص المفتوح) من انتاج البنية الفكرية لموجهات نقد مابعد الحداثة وتحديدا ستراتيجيات التقويض الدريدي ، ومنذ ظهورهما في النصف الثاني من القرن العشرين فإنهما شغلا مساحات واسعة من العمل النقدي شرحا وافاضة وإضافة ولايزال الدرس النقدي العالمي بصدد تقديم مقترحات كثيرة وجادة على سبيل ضبطهما اصطلاحيا ليمتلكا وضعا قارا في النظرية النقدية المعاصرة ليتم استخامهما بشكل سليم في تحليل النصوص الابداعية وفي كتابة النصوص من قبل المبدعين.
و(جامع النص) مصطلح يشير الى النص العابر للأجناس ، وقد وضعه الناقد الفرنسي جيرار جينيت في كتابه المهم (مدخل لجامع النص) ترجمة عبد الرحمن ايوب والصادر عن دار الشؤون الثقافية العامة / وقد حمل مقدمة للناقد جينيت خص بها هذه الطبعة العربية / 1986.
ويشير جينيت بهذا الصدد في كتابه الآنف الذكر وفي ص92 مايلي ( وأخيرا أضع ضمن (التعالي النصي) علاقة التداخل التي تقرن النص بمختلف انماط الخطاب ، ولنصطلح على المجموع ،حسبما يحتمه الموقف، ؛جامع النص؛ و ؛الجامع النصي؛ او؛جامع النسج ؛ .) ، لقد توصل جينيت الى هذا المصطلح بعد محاولته تفكيك الثلاثية التجنيسية التي وصلتنا منذ ارسطو وهي الغنائي/ الدرامي/ الملحمي ، اثر ظهور منجزات ابداعية انتجتها حركية فكر مابعد الحداثة منذ ستينيات القرن الماضي شهدت تداخلا بين الأجناس الأدبية المختلفة وتنافذ انماط نصية مختلفة ضمن النص الواحد ، ولاشك في ان ظهور هذا النص الجامع انما هو استجابة للمتغير الإجتماعي الذي حصل في ستينيات القرن الماضي كاضربات الطلبة في كل من فرنسا وامريكا وسائر الدول الاوربية احتجاجا على ثوابت فكر الحداثة وتقويض العقل الغربي البرجوازي القائم على الثنائيات المتضادة ، اذن فنحن ازاء تشكل جديد للأجناس الادبية متمثلة ب (جامع النص) الذي سأقترح له تسمية أخرى تبسيطية بأنه (نص تنافذي) اذ يشهد هذا النص تنافذا بين الأجناس الأدبية المختلفة وسائر النصوص التأريخية والسردية والفلسفية والاسطورية وسواها من السرديات الكبرى والصغرى بنسب متوازنة دون هيمنة جنس على الأجناس الأخرى ، وكما أشرت في واحدة من دراساتي بأن هذا الجنس الجديد انما هو نوع أو جنس يمثل مرحلة مابعد الحداثة ،وهذا مايؤكد الفرضية القائلة بأن ظهور الأجناس مقترن بظهور تحولات في البنية الاجتماعية تستدعي اشكالا جديدة لاستيعاب المضامين الجديدة.
ولعل انفتاح هذا النص الجامع او التنافذي على الاجناس الاخرى هو ما اوقع العديد من الباحثين والكتاب في وهم او خطأ عده (النص المفتوح ) الذي تشير منظومته التعريفية وحسبما اورده الدكتور محمد عناني في كتابه -- المصطلحات الأدبية الحديثة ص ،,,,65 -- بانه ( النص الذي ينفتح على كل احتمالات التفسير ، أي انه النص الذي يقبل كل تأويل محتمل ) وتسهم الآليات التي يستخدمها الكاتب في تمكين المتلقي للمساهمة في انتاج النص عبر خاصية التأويل ، ومن أهم الآليات التي يتصف بها هذا النص هي علامات الترقيم التي تشير الى الفراغات والكلمات المنقوصة والنهايات المفتوحة والانتهاء ببداية النص ليكون النص دائريا وحقلا وساحة مشرعة لكل القراءات التأويلية المحتملة ، ويطلق هذا المصطلح على كل الأجناس التي تستخدم الآليات التي اشرنا اليها ، ولعل كتاب امبرتو ايكو (العمل المفتوح)1962 بهذا الصدد قد فتح الابواب امام الجدل الدائر في المؤسسة النقدية منذ ذلك التأريخ ويذهب فيه ايكو الى المعنى الذي اشرنا اليه وكذلك يذهب اليه أيضا بارت وبنفس المعنى.
لذا صار واضحا بأن (جامع النص) هو شكل اجناسي جديد تتنافذ مختلف الاجناس والانماط لتشكله ، بينما ( النص المفتوح) هو كل نص مهما اختلف جنسه شعرا كان ام نثرا يمتلك قابلية تأويل القاريء ، فهو خاصية نصية اجرائية ولا يعد جنسا جديدا.
عبد علي حسن / كاتب عراقي
يعد مصطلحا (جامع النص) و(النص المفتوح) من انتاج البنية الفكرية لموجهات نقد مابعد الحداثة وتحديدا ستراتيجيات التقويض الدريدي ، ومنذ ظهورهما في النصف الثاني من القرن العشرين فإنهما شغلا مساحات واسعة من العمل النقدي شرحا وافاضة وإضافة ولايزال الدرس النقدي العالمي بصدد تقديم مقترحات كثيرة وجادة على سبيل ضبطهما اصطلاحيا ليمتلكا وضعا قارا في النظرية النقدية المعاصرة ليتم استخامهما بشكل سليم في تحليل النصوص الابداعية وفي كتابة النصوص من قبل المبدعين.
و(جامع النص) مصطلح يشير الى النص العابر للأجناس ، وقد وضعه الناقد الفرنسي جيرار جينيت في كتابه المهم (مدخل لجامع النص) ترجمة عبد الرحمن ايوب والصادر عن دار الشؤون الثقافية العامة / وقد حمل مقدمة للناقد جينيت خص بها هذه الطبعة العربية / 1986.
ويشير جينيت بهذا الصدد في كتابه الآنف الذكر وفي ص92 مايلي ( وأخيرا أضع ضمن (التعالي النصي) علاقة التداخل التي تقرن النص بمختلف انماط الخطاب ، ولنصطلح على المجموع ،حسبما يحتمه الموقف، ؛جامع النص؛ و ؛الجامع النصي؛ او؛جامع النسج ؛ .) ، لقد توصل جينيت الى هذا المصطلح بعد محاولته تفكيك الثلاثية التجنيسية التي وصلتنا منذ ارسطو وهي الغنائي/ الدرامي/ الملحمي ، اثر ظهور منجزات ابداعية انتجتها حركية فكر مابعد الحداثة منذ ستينيات القرن الماضي شهدت تداخلا بين الأجناس الأدبية المختلفة وتنافذ انماط نصية مختلفة ضمن النص الواحد ، ولاشك في ان ظهور هذا النص الجامع انما هو استجابة للمتغير الإجتماعي الذي حصل في ستينيات القرن الماضي كاضربات الطلبة في كل من فرنسا وامريكا وسائر الدول الاوربية احتجاجا على ثوابت فكر الحداثة وتقويض العقل الغربي البرجوازي القائم على الثنائيات المتضادة ، اذن فنحن ازاء تشكل جديد للأجناس الادبية متمثلة ب (جامع النص) الذي سأقترح له تسمية أخرى تبسيطية بأنه (نص تنافذي) اذ يشهد هذا النص تنافذا بين الأجناس الأدبية المختلفة وسائر النصوص التأريخية والسردية والفلسفية والاسطورية وسواها من السرديات الكبرى والصغرى بنسب متوازنة دون هيمنة جنس على الأجناس الأخرى ، وكما أشرت في واحدة من دراساتي بأن هذا الجنس الجديد انما هو نوع أو جنس يمثل مرحلة مابعد الحداثة ،وهذا مايؤكد الفرضية القائلة بأن ظهور الأجناس مقترن بظهور تحولات في البنية الاجتماعية تستدعي اشكالا جديدة لاستيعاب المضامين الجديدة.
ولعل انفتاح هذا النص الجامع او التنافذي على الاجناس الاخرى هو ما اوقع العديد من الباحثين والكتاب في وهم او خطأ عده (النص المفتوح ) الذي تشير منظومته التعريفية وحسبما اورده الدكتور محمد عناني في كتابه -- المصطلحات الأدبية الحديثة ص ،,,,65 -- بانه ( النص الذي ينفتح على كل احتمالات التفسير ، أي انه النص الذي يقبل كل تأويل محتمل ) وتسهم الآليات التي يستخدمها الكاتب في تمكين المتلقي للمساهمة في انتاج النص عبر خاصية التأويل ، ومن أهم الآليات التي يتصف بها هذا النص هي علامات الترقيم التي تشير الى الفراغات والكلمات المنقوصة والنهايات المفتوحة والانتهاء ببداية النص ليكون النص دائريا وحقلا وساحة مشرعة لكل القراءات التأويلية المحتملة ، ويطلق هذا المصطلح على كل الأجناس التي تستخدم الآليات التي اشرنا اليها ، ولعل كتاب امبرتو ايكو (العمل المفتوح)1962 بهذا الصدد قد فتح الابواب امام الجدل الدائر في المؤسسة النقدية منذ ذلك التأريخ ويذهب فيه ايكو الى المعنى الذي اشرنا اليه وكذلك يذهب اليه أيضا بارت وبنفس المعنى.
لذا صار واضحا بأن (جامع النص) هو شكل اجناسي جديد تتنافذ مختلف الاجناس والانماط لتشكله ، بينما ( النص المفتوح) هو كل نص مهما اختلف جنسه شعرا كان ام نثرا يمتلك قابلية تأويل القاريء ، فهو خاصية نصية اجرائية ولا يعد جنسا جديدا.
عبد علي حسن / كاتب عراقي