ثقافة شعبية د. محمد عباس محمد عرابي - الحكاية الشعبية الموصلية مقاربة بنيوية دلالية للباحث علي العبيدي

الحكاية الشعبية الموصلية مقاربة بنيوية دلالية دراسة علمية تقدم بها الباحث / علي أحمد محمد العبيدي إلى مجلس كلية التربية في جامعة الموصل ،وهي جزء من متطلبات نيل شهادة الدكتوراه فلسفة في الأدب العربي الحديث باشراف /الاستاذ الدكتور عمر محمد مصطفى الطالب الحكاية الشعبية الموصلية مقاربة بنيوية دلالية أطروحة تقدم بها الباحث /علي أحمد محمد العبيدي 1423هـ/2003م
وفيما يلي عرض لمكونات الدراسة ونتائجها بنصها كما ذكرها الباحث علي العبيدي:
أولا: مكونات الدراسة:
ذكر الباحث أنه اشتملت الدراسة على مقدمة وتمهيد وفصلين وخاتمة وقائمة بالمصادر والمراجع مع ملخص بلغة إنكليزية.
التمهيد:
ناقش الباحث في التمهيد الحكاية الشعبية في إطار المفهوم والعلاقة والمنهج، وتحدث عن الحكاية الشعبية الموصلية موضوع البحث وبين مفهومها وسماتها ومكّوناتها.
الفصل الأول:
المكون السردي في الحكاية الشعبية الموصلية (الأنموذج العاملي
على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول:
تناول: الوحدات المؤسسة للانموذج العاملي والمتمثلة بـ (الفاعل والموضوع والمساعد والمعارض والمؤتي والمؤتى إليه).
المبحث الثاني:
درس حركية الأنموذج العاملي من خلال علاقات الاتصال والانفصال بين هذه الوحدات السردية.
المبحث الثالث:
درس المكيفات السردية أو ما يسمى بـ (مكيفات الفعل) المتمثلة بـ (الشعور بوجوب الفعل والرغبة في الفعل والقدرة على الفعل والمعرفة بالفعل).
*الفصل الثاني: (المكون الدلالي في الحكاية الشعبية الموصلية) :
تكون من ثلاثة مباحثَ:
المبحث الأول: المكونات الدلالية (الدلالة اللسانية) والمتمثلة بالحقول الدلالية أو المفهومات الضمنية والدلالة المترشحة.
المبحث الثاني: المصداقية والمربع الدلالي في إطار نظرية الصدق ومفهوم القصدية وصيغ تحقيق المعنى.
المبحث الثالث: السياق والمرجع
وبين الباحث فيه تحولات المرجعية على مستوى السياق وكيف يمكن رؤية الأثر المرجعي في السياق والعكس. .
ثانيا: نتائج الدراسة:
توصلت الدراسة لعدة نتائج أبرزها:
1-الحكاية الشعبية تمثل نمطاً من الحكي يقوم به راوٍ يمكن اعتباره مبدع الحكاية الأول، وأنها مثل تجربة اجتماعية تصور العلاقات والتقاليد والسلوكيات الفردية والجماعية.
2 –لا تبقى الحكاية الشعبية جامدة تعبر عن قيمة واحدة، وإنما تتطور تبعاً لتطور الإنسان والمجتمع واختلاف نظرته للوجود، ومن هنا فإنها لا تختفي على الرغم من سطوة العقل والتطور التكنولوجي الحديث.
3 –معظم الحكايات الشعبية قد تبدو متشاكلة في أطرها الثقافية والاجتماعية، ولكنها من جهة العامل النفسي تختلف وتتفاوت في الجانب المضموني واحدةٍ إلى أخرى.
4 –الحكايات على مستوى التاريخ يمكن وصفها بأنها مأثورات رسمية تهدف إلى توثيق التاريخ وحكاية اللحظات المميزة فيه ابتداءً من التاريخ العام فالمحلي فالتاريخ العائلي. وهي في مجمل هذه المراحل تعبّرُ عن الروح الإنسانية والرغبات والطموحات والابداعات المجتمعية، ومن هنا يمكن عدها فناً عالمياً يتسم بالشمولية والتوحيد.
5 –عنصر الخرافي يُعَدّ قاسماً مشتركاً بين الحكاية الخرافية والأسطورة والحكاية الشعبية وإن كان بنسبته الكبيرة يتمثل في الأسطورة، أما الحكاية الشعبية فتستفيد منه بنسبة محددة لأنها لا تجنح إلى الخيال الصرف كما هو الحال في الأسطورة، بل هي قريبة من الواقع بدرجة كبيرة . كما هو الحال في الحكايات الموصل الشعبية .
6 – يعبر منهج الباحث في دراسته عن نسق طبيعي في بناء الاشكال والمأثورات ، كما أن المقاربة التي أجريناها بين البنيوي والدلالي أنتجت فعاليةً منهاجية عملت على تفعيل المجال البحثي بين قطاعات منهجية متعددة ممّا أدى إلى تنوع في الرؤى والمنطلقات الفكرية والعلمية ، ومن ثم الخروج بنتائج مختلفة .
7 – ساعد الترابط المنهجي في إدماج المستويين الاستبدالي والركني ممّا أدى إلى إنشاء مركب قصصي لمختلف المسارات السردية للحكايات، بحيث توضح لدينا الجانبين المنطقي والوصفي والدلالي.
- أن الحكاية الشعبية الموصلية حكايات ذات أسلوب خاص مميز يجمع بين المحلية والأدب الرسمي، وهي تعبر عن المجتمع والأسرة وتخضع للمنطق الهادف بلا فحش ولا تجريح . وهي ذات هدف أخلاقي تثقيفي ودعوة إلى العمل وصولاً إلى تحقيق الأهداف النبيلة ، فضلاً عن الهدف الفني الذي يوفر للقارئ الإثارة والتشويق .
- تُعدّ الحكاية الموصلية نمطاً حكائياً شعبياً يلتزم بخصائص ومميزات الجنس الحكائي ، وتكتسب فرادةً نوعية لأنها تتشكل في بيئتها ولغتها المميزتين ، وتؤسس مضمونها انطلاقاً من جذرها الحضاري الممتد في التاريخ . أما على مستوى الشكل فهي تُعدّ طاقة للتوليد والابتكار للأحداث المتلاحقة والاستدراكات لخلق أجواء مثيرة مهتدية بتكنيك ألف ليلة وليلة وقصص عنترة وسيف بن ذي يزن والزير سالم . وهي أيضاً ذات طابع بسيط ، وأبطال الحكاية محدودي العدد ، والتلقي فيها مناسب للصغار والكبار على حدٍّ سواء .
- أن (الأنموذج العاملي) بفروعه المختلفة قد مكننا من التعرف على بناء هذه الحكايات التي اشتغلت فيها الوحدات العاملية بشكل كبير ، فضلاً عن العلاقات القائمة بينها ، هذه العلاقات كشفت لنا عن حركية البنية الحكائية بوصفها تقوم على الديمومة عبر الاتصال والانفصال ، ذلك لأن النموذج الساندي هو بحدِّ ذاته ليس قاراً، بل متحركاً وديناميكياً .
- إن دراسة الباحث للأنموذج العاملي وفرت أهمية دراسة المحاور الخاصة بعملية الإرسال الخاصة بين الراوي والمروي له وأخرى متعلقة بنسيج الكلام أو الأفعال التي يؤديها القائمون بالفعل السردي ، وأخيرة متعلقة بالصوغ الحكائي أو ما يسمى بـ (التكنيك السردي) وكانت الحكايات الشعبية تستجيب بشكل حرٍّ لكل هذه الامكانيات .
- أن الوحدات السردية لا تكتسب أهميتها إلا في إطار تعالقها النصي عبر عمليات التحول المستمرة في مشاريعها السردية . حيث إن كفاءة القائمين بالفعل السردي كانت متفاوتة من حكاية إلى أخرى .
- كان تركيب الحكايات مشحوناً بالمعنى ، وممهداً لاستمرار عملية التوليد الدلالي .
- تم التفريق بين الدلالة والمعنى ، حيث تمثل الأولى الوحدة اللغوية ومدلولها ، في حين تمثل الثانية الجانب القيمي الذي يتخذه المدلول في سياق ما ، ولقد استجابت البنية الحكائية لهذا التفريق عبر محوري المقصدية والمصداقية . ومن ثم عملية التجريد للمفهومات الخاصة بالمعنى في المربع الدلالي.
- تم معالجة مفهوم (الصدق) الذي يمكن معالجته من خلال مدى مصداقية المقولات النصية ، بحيث يؤدي هذا في النهاية إلى الاقتراب من بناء أنموذج افتراضي يبين مدى صدق أو كذب الفواعل السردية .
- أن الحكايات الشعبية ليست بعيدة من حيث مرجعيتها عن سياقها الذي توظف فيه ، فقد كان المرجع إلى حَدٍّ ما محاكياً للسياق ، لأنه يعبر إما عن ثيمات اجتماعية أو دينية ، وهذه التعددية في المراجع أكسبت السياق النصي القدرة على مفارقتها من خلال مستوى الاستعمال اللغوي للعلامات

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى