المحامي علي ابوحبله - المستوطنين وإرهابهم والمثل القائل أول الرقص حنجله

المثل الشعبي الفلسطيني يقول: “أول الرقص حنجلة”. و”الحنجلة” هي طريقة مشي طائر الحجل، والتي هي أقرب ما تكون للرقص منها للمشي. ويستخدم المثل عند ظهور بوادر لا يحبها القائل، ولا يرتاح لها؛ فالثقافة العربية ليست مفتونة بالحنجلة، ولا تقدر عاليا الراقصين، ولها موقف من الفنون بأشكالها المختلفة.

منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية شرعت بإقامة المستوطنات وشرعت للمستوطنين ممارسة الإرهاب بحق الفلسطينيين وغذت عصابات المستوطنين الممثلة بشبيبة التلال ومجموعات تدفيع الثمن ومدتهم بالسلاح ودعم ممارساتهم الارهابيه ، ظاهرة الاستيطان وإرهابهم بحق الفلسطينيين أصحاب الحق والأرض الشرعيين تذهل المراقبين وبالأخص منظمات حقوق الإنسان الدولية وبمختلف تسمياتها وهناك من التقارير التي لم تعرها الأمم المتحدة اهتمامها لأنها تحظى بالدعم الأمريكي والغرب


دولة الاحتلال تمارس الإرهاب المنظم والفلسطينيون أمام نوع مختلف من التهديد ، وقد وردت سابقا على لسان الوزراء العنصريين رحب عام زئيفي، وأفيغدور ليبرمان، وبيتسلئيل سموتريتش، بن غفير اليوم يمارس الإرهاب على الفلسطينيين و يعرض عليهم خيارين اثنين فقط: العيش كأفراد في الدولة اليهودية دون تطلعات وطنية، أو الهجرة إلى دولة عربية أخرى بمساعدة إسرائيل، خاصة أنه يتشرب هذه الأفكار من والده الروحي مائير كهانا.

لا شك أن هذا التخوف له ما يمنحه الوجاهة والمصداقية، لأن لحظة بن غفير السياسية باتت أكثر خطورة من ذي قبل، لأنها تعتمد على دعم إسرائيلي واسع، ليس فقط على المجموعات الهامشية من بين "فتيان التلال"، بل إن أفراد الكشافة يروجون لآرائه العنصرية بابتهاج، وهناك قوى كافية في الشارع الإسرائيلي يتم تحشيدها لتنفيذ سياساته، لاسيما في ضوء ما يمكن وصفه الاندماج الكامل بين الجيش في الأراضي المحتلة والمستوطنين، ما يجعل قطاعات من قوات الأمن الاسرائيلي تقبل بمنطق بن غفير.

صحيح أن ذلك ليس سيناريو حتمياً، لكنه بالتأكيد لا يجب استبعاده، خاصة أن نتنياهو وبن غفير يلتقيان بانتظام كل أسبوع، ولم يبد نتنياهو وقادة الليكود تحفظات حقيقية على مشاريع بن غفير العنصرية ضد الفلسطينيين ، بل إن من المحتمل أنهم يدعمونها، ما يعني أن تصريحاتهم الأخيرة حول إمكانية حدوث نكبة جديدة تقود لهذا الاتجاه الجنوني الذي يؤدي إلى كارثة فعلية.

"آلاف المستوطنين بقيادة بن غفير، اقتحموا البلدة القديمة في الخليل، بحماية من الجيش الإسرائيلي، ونفذوا اعتداءات بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم". وأن "قوات الاحتلال اعتقلت عددا من الفلسطينيين في حارة جابر، كما اعتدى المستوطنون على المحال التجارية والمنازل والمركبات"، ووفق المراسلين ووكالات الأنباء وصفوا الأوضاع في الخليل بأنها "مزرية جداً".

ومنذ عام 1994، قسمت إسرائيل المسجد بواقع 63 بالمائة لليهود، و37 بالمائة للمسلمين، عقب مذبحة ارتكبها المستوطن غولدشتاين أسفرت عن استشهاد 29 مصلي فلسطيني

كما قُسّمت سلطات الاحتلال المدينة بحسب اتفاق الخليل في 17 يناير/ كانون الثاني 1997 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، إلى منطقتي H1 وH2، أعطيت إسرائيل بموجبه سيطرة كاملة على البلدة القديمة وأطرافها.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بتشكيل الحكومة بنيامين نتنياهو، توصل وزعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف بن غفير إلى اتفاق أولي لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية.

وفي معرض تعليقها على اقتحام المستوطنين للخليل يتقدمهم عضو الكنيست الصهيوني المتطرف ايتمار بن غفير قالت زعيمة حزب "ميرتس" اليساري زهافا غالون، إن مشاركة إيتمار بن غفير ،عضو الكنيست والوزير المرتقب في حكومة بنيامين نتنياهو، في أحداث مدينة الخليل، يضفي شرعية على اعتداءات المستوطنين بحق العائلات الفلسطينية.

رسالتنا بعد هذا الاقتحام للخليل نقول لقطعان المستوطنين وعلى رأسهم ابن غفير : إنّا هنا باقون، فلتشربوا البحر، وإذا لم يعجبكم ويعجب الفاشي بن غفير وائتلافه المتطرف ، فبإمكانكم العودة من حيت أتيتم ، وما جرى في الخليل ينطبق عليه المثل القائل أول الرقص حنجله وهذا يتطلب من الأمين العام للأمم المتحدة و الدول العربيّة والغربيّة ودول العالم اجمع التحرك الفوري ، للحفاظ على حقوق الإنسان الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال الإسرائيلي، وأنْ تدرس جيدًا مطلب الفلسطينيين بتامين الحماية لهم وإرسال قوّاتٍ دوليّةٍ لحماية الفلسطينيين كافة من بطش المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيليّ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى