د. سيد شعبان ابن جادو، كاتب محبول من أسرار الحكايات وتداعياتها.. خزان أحداث ومرويات ونصوص طاعنة في غرائبيتها، وفنان خبير بأسرار الكتابة، وبتصوير جزئيات الحياة في الأرياف العميقة، يحولها الى مادة اساسية يمتح من صلصالها أثره القصصي، يمزج الواقع المعاش بكيمياء الخرافة والاسطورة وبأخبار التراث، الى درجة خلق الإدهاش في نفس المتلقي، وإنعاش ذاكرته بأنفس الذكريات، وربطه بجذوره وأصوله الريفية، فيأخذك على صهوة الخيال لعوالم ساحرة لم تحلم بها، فضاءات مخفورة ببيان اللغة، وبسحر النعابير، ومتعة الحكي، فضاءات لم ترصدها عين الكاميرات ولا عدسات المصورين، حتى يخيل إليك أنك محشور داخل الأحداث، أو واحد من أبطال النص يمكن القول بأني تعرفت على د. سيد شعبان من خلال ملامسة نصوصه القصصية القصيرة التي أذن لنا بأريحيته ودماثة أخلاقه ولطفه المعهود بنقلها الى انطولوجيا السرد العربي، وقتها دأبت على متابعة أنشطته الابداعية، وقراءة كل ما ينشر من نصوص، ومن مقالات أدبية فاكتشفت مبدعا أصيلا لجذوره، وكاتبا مرهف الاحساس، واسع الخيال، ممسكا بناصية السرد، خبيرا في تنويع مواضيعه، وأديبا يحول الكلمات المطروحة على الطريق الى سحر وبيان يأخذ الالباب، وتبينت أيضا بأن الادباء يتأثرون بانساق كتابية متنوعة، او بعينة من الأدباء، لكن الفارق عند الدكتور سيد شعبان ان خميرة إبداعه مجبولة من أدب الطيب صالح، الذي نجد بصمته واضحة على قصصه كما يعترف بذلك، فهو منجذب إليه، متاثر به وبكتاباته وبشخصياته لحد الوله، لما ينماز به أدب الطيب صالح من التعمق في عمق الحياة السودانية، هذا الجمع لدى د. سيد شعبان بين الهوى السوداني، والهوية المصرية التي جسدها في الالتحام اللصيق بالأشخاص والامكنة والغيطان والأرياف في الحياة المصرية، جعلاه مسكونا بروحين، يقول د. سيد شعبان عن تأثره بالطيب صالح: (لا أعلم أديبا تربطني به آصرة غيره؛ على أية حال لست من أقربائه؛ وإن كانت سحنتي كما يراني الآخرون أشبه بسمرته، تلك القرابة جاءتني من سريان نصوصه بل شخصياته في سردي، أزعم أنني أسايره حتى لايعترضني جني ممن سكنوا كرمكول وأمدوه بحكاياته التي لايكاد يقربها إنسي، هو مبدع على طريقته من صوغ عباراته وانفساح أفقه في المعالجة، أراني أحد مجاذيبه، قد يسخر قاريء من هذا الذي ينتسب إلى عمنا الطيب صالح، للحقيقة لم أدع شبها به، غير أنني مفتون بسرده الذي سطره عبر قصصه ورواياته.) ولأنه فوق هذا (جاء الطيب صالح بسرد مغاير، تستطيع أن تصفه بأديب الجنوب مقابل أدباء الشمال).
ما يمكن الاعتراف به عند ملازمتي لنصوص الدكتور سيد شعبان، أنه ولد مخلص وبار بوالديه إلى حد بعيد، هذا الحب والعشق الذي أورثه كل هذا السخاء والعرفان، وهذه الفيوض من الابداع والعطاء، تجسدت في كتاباته، فنجد أصداء نصائح وكلمات وتجارب وتعاليم الوالد جادو تتردد باستمرار في تمفصلات الحكي لديه، وقصص وبركات والدته الميمونة أم السعد التي يتيمن ببركاتها، تعيده دوما إلى صندوق حكاياتها منقبا عما ينعش ذاكرته ومخياله من محكيات عن اسرار الأميرات، والساحرات، والغيلان و السعالي مما يسعف في بعث بعض الدفء قي قر ليالي الشتاء الطويلة، عن هذا البر الكبير والصادق بالوالدين والتعلق بهم لدى الدكتور سيد شعبان، لا يفوتني في نهاية هذه الشهادة ان اقتبس تصريحا قويا ومعبرا للرئيس اليماني سالم ربيع علي (سالمين) في خطاب له امام حشد من النساء عام 1975: "أنا اليوم أقف أمامكن وأتحدث إليكن إنساناً ورئيساً، إن والدتي مارست كل المهن الحرفية طوال خمسة عشر سنة من أجل أن أدرس وأتعلم ، وكانت الداعم لي يوم عرسي ، وكانت الأب والأم والصديق والأنيس .. تعلمت منها الخلق والكفاح والعمل والصدق والحلال في الرزق والقناعة والرضا بالقليل منذ أن كنت طفلاً في الخامسة من عمري بعد وفاة والدي الذي كان يعمل صياداً في زنجبار بأبين.. إنه لولا الملامة من الناس والخوف من الله ، لنسبت أسمي بأسمها ، ليكون أسمي ( سالم بن خزانه ) ، ولأن أقوم بكل فرائض الصلاة والصوم نيابة عنها .. فهي دمي ولحمي وعقلي وكياني ، وأنا اليوم أقف أمامكن وأتحدث إليكن إنساناً ورئيساً الفضل بعد الله لوالدتي "أمي خزانة") وهذا هو الرهان الموضوعي في منجز الدكتور سيد شعبان الإبداعي..
ما يمكن الاعتراف به عند ملازمتي لنصوص الدكتور سيد شعبان، أنه ولد مخلص وبار بوالديه إلى حد بعيد، هذا الحب والعشق الذي أورثه كل هذا السخاء والعرفان، وهذه الفيوض من الابداع والعطاء، تجسدت في كتاباته، فنجد أصداء نصائح وكلمات وتجارب وتعاليم الوالد جادو تتردد باستمرار في تمفصلات الحكي لديه، وقصص وبركات والدته الميمونة أم السعد التي يتيمن ببركاتها، تعيده دوما إلى صندوق حكاياتها منقبا عما ينعش ذاكرته ومخياله من محكيات عن اسرار الأميرات، والساحرات، والغيلان و السعالي مما يسعف في بعث بعض الدفء قي قر ليالي الشتاء الطويلة، عن هذا البر الكبير والصادق بالوالدين والتعلق بهم لدى الدكتور سيد شعبان، لا يفوتني في نهاية هذه الشهادة ان اقتبس تصريحا قويا ومعبرا للرئيس اليماني سالم ربيع علي (سالمين) في خطاب له امام حشد من النساء عام 1975: "أنا اليوم أقف أمامكن وأتحدث إليكن إنساناً ورئيساً، إن والدتي مارست كل المهن الحرفية طوال خمسة عشر سنة من أجل أن أدرس وأتعلم ، وكانت الداعم لي يوم عرسي ، وكانت الأب والأم والصديق والأنيس .. تعلمت منها الخلق والكفاح والعمل والصدق والحلال في الرزق والقناعة والرضا بالقليل منذ أن كنت طفلاً في الخامسة من عمري بعد وفاة والدي الذي كان يعمل صياداً في زنجبار بأبين.. إنه لولا الملامة من الناس والخوف من الله ، لنسبت أسمي بأسمها ، ليكون أسمي ( سالم بن خزانه ) ، ولأن أقوم بكل فرائض الصلاة والصوم نيابة عنها .. فهي دمي ولحمي وعقلي وكياني ، وأنا اليوم أقف أمامكن وأتحدث إليكن إنساناً ورئيساً الفضل بعد الله لوالدتي "أمي خزانة") وهذا هو الرهان الموضوعي في منجز الدكتور سيد شعبان الإبداعي..