أ. د. محمد حسن عبدالله - لؤلؤ منثور .. توافق!!.. "من شعر أبي نواس [ الحسن بن هانئ ] :

1- اللؤلؤة : توافق !!
" من شعر أبي نواس [ الحسن بن هانئ ] :
ليس على الله بمستنكرٍ .. أن يجمــع العــالـم في واحدِ

2- المحــارة :
- استقر هذا البيت ، منسوباً لأبي نواس، بهذه الصيغة - منذ قراءاتي المبكرة زمن الصبا – ولهذا أمليته من الذاكرة. وكان يتصدر مقالة، نسيت موضوعها، كما نسيت صاحبها ، وسياق الاطلاع عليها.
- لعل هذا يعني : أن الشعر هو الأقدر على مقاومة النسيان .
- على أنني حين استعنت بالشبكة العنكبوتية للتحقق من صواب ما تقتنيه الذاكرة، أمدتني الشبكة بصيغة أخرى لا أظنها صحيحة، ولهذا لا أسجلها في هذه المحارة .
- أتأمل المعنى ، كما أتأمل المناسبة التي استخلصت فيها قوى الشاعر (أبو نواس) هذا المعنى الطريف الجامع ، في مستوى التجريد الفكري : لا يستنكر على الخالق المبدع أن يصنع بإرادته غير المحدودة ما يتجاوز الأفهام والأخيلة، فضلا عن القدرات البشرية بكل ما تملك من أدوات .
- غير أن معنى البيت قد يتحقق في عبارة متداولة عن الإنسان ، بأنه : "كون صغير في الكون الكبير" !! وكذلك هناك عبارة تنسب إلى "الإمام علي" – كرم الله وجهه:
وتزعم أنك جِرمٌ صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
- وأتأمل مناسبة بيت "أبي نواس" وسياقه، فأكتشف أنه قيل في مدح "الفضل بن الربيع"، وهو شخصية تآمرية [فيما تصفه مصادر التاريخ العباسي] وكان من أسباب العسف بالبرامكة، وهو عربي، يمتدحه "أبو نواس" – المتعصب لفارسيته، في مقابل (البرامكة) وهم من الفرس مثله ! فهنا تؤدي (الأعطيات) دورها على مسرح المنفعة الذاتية ، بلا تحرج !
- أقرأ البيت النواسي قراءة أخرى، فأرى من احتمالات المعنى الضمني، أنه يشير إلى توافق الأشخاص بتلاقي الأفكار، والمشاعر، والحاجات، والتوجهات .. إلخ .
- من هنا نستريح إلى صديق ، فنمنحه من عواطفنا، وثقتنا ومحبتنا ما (قد) لا نمنحه للشقيق ، أو للقريب .
- وقديماً استعان "ابن أبي داود الظاهري" - في تفسيره لعاطفة (الحب)، وكيف يؤثر الشخص شخصاً آخر بعينه، فيغنيه عن كل العالم – استعان بالحديث الشريف: الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف !!
-وكان شيخنا "محمد غنيمي هلال" العلاّمة الرائع – طيب الله ثراه – كثيراً ما يذكر هذا الحديث في محاضراته لنا، معللاً درجة الهيام النادرة، التي صنعت ظاهرة: (الحب العذري) .

3- الهيــر :
- اللؤلؤة من : استطرادات على بيت لأبي نواس .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى