تزايدت العمليات الإرهابية من قبل المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني ، وأقدمت عصابات مجموعات “دفع الثمن” وشبيبة التلال بإعمال إرهابيه تحت حماية جيش الاحتلال ، ووفقا للمعطيات التي أوردها جيش الاحتلال الصهيوني ، فإن العام الماضي شهد ارتفاعا حادا في هجمات الإرهاب اليهودي ضد الفلسطينيين وقوات الاحتلال في الضفة المحتلة لتصل إلى 838 جريمة في عام 2022، أي ما يقرب إلى ضعف اعتداءات المستوطنين المسجلة عام 2021 والتي وصلت إلى 446. وأشارت بيانات الاحتلال إلى أن اعتداءات المستوطنين على اختلاف أشكالها، بما في ذلك إلقاء الحجارة وإتلاف ممتلكات فلسطينية خاصة، كانت قد بلغت عام 2020 نحو 353 اعتداءً، و339 في عام 2019.
وفي هذا السياق، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ترى أن جرائم الإرهاب اليهودي يمكن أن تؤدي إلى تدهور الاستقرار الأمني الأمر الذي دفعها إلى "تشكيل فرق خاصة لمكافحة هذه الظاهرة"، علما بأن معظم هذه الجرائم تتم تحت مظلة قوات الاحتلال بالضفة التي تؤمن الحماية للمستوطنين المعتدين.
وأشار جيش الاحتلال إلى أن الشهر الماضي شهد انخفاضا كبيرا في عدد "الإنذارات" والعمليات التي تستهدف قواته ومستوطنيه في الضفة، في حين قال إنه يرصد "جهودا" تبذلها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" لـ"إشعال" الأوضاع الميدانية في الضفة الغربية، "من خلال تمويل ونقل الأسلحة إلى شبان فلسطينيين ليس لهم انتماء تنظيمي".
أن أكثر البلدات الفلسطينية تضررًا من عنف المستوطنين على الإطلاق هي قرية بورين الواقعة غربي مدينة نابلس، يليها بفارق كبير من حيث عدد الاعتداءات قرية عراق بورين الواقعة جنوب مدينة نابلس، ومن ثم خربة صفا وقرية جيت جنوب غرب مدينة نابلس. ويظهر أيضاً أنّه من ضمن الاعتداءات التي تم فيها تحديد هوية المستوطن المعتدي ومكان سكناه، تصدرت مستوطنة “يتسهار” جنوب مدينة نابلس قائمة المستوطنات التي خرج منها المعتدون، تليها مستوطنة “كيدوميم” و”حفات جلعاد” و”براخا” في محافظة نابلس أيضًا، ومن ثم “كريات أربع” و”بات عاين”، قرب مدينة الخليل ومستوطنة “حلاميش” شمال مدينة رام الله. وقد خرج أغلبية المستوطنين المعتدين من المستوطنات السبع المذكورة.
وتعتبر مستوطنة “يتسهار” بؤرة نشاط اليمين المتطرف الذي يتحمل مسؤولية الجرائم الإرهابية، وبحسب تقرير لصحيفة إسرائيلية ، فإن الخلفية الأيديولوجية لذلك تكمن في الأقوال التي نشرها الحاخام يتسحاك غينزبورغ، والذي يتركز غالبية تلاميذه في هذه المستوطنة. وينسب لغينزبورغ فكرة الانتقام من الفلسطينيين، سواء عن طريق ارتكاب المجازر على طريقة باروخ غولدشطاين (مجزرة الحرم الإبراهيمي) أو إحراق ممتلكات، باعتبار هذه الجرائم هي “التجسيد العميق للفعل اليهودي الخالص”. ومن المرجح أن ناشطي “تدفيع الثمن” المركزيين يعملون بموجب أفكاره. ويضيف التقرير أنه إلى جانب غينزبورغ هناك عدد من الرابانيم الذين يحرضون على القيام بجرائم مماثلة، بينما يتركز غالبية الناشطين في “يتسهار”، وفي البؤر الاستيطانية في التلال في منطقة رام الله، وفي جنوب جبال الخليل.
وصدر كتاب “عقيدة الملك” في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2009، وهو من تأليف الحاخامين “يتسحاق شابيرا” و”يوسيف اليتسور” من مستوطنة “يتسهار” المجاورة لمدينة نابلس. وأكّد المؤلّفان أنّ “في الحرب على مصير أرض إسرائيل ينبغي قتْل الأغيار. فالأغيار الذين يطالبون بهذه البلاد لأنفسهم، يسلبونها منّا، في حين هي إرث لنا من آبائنا”. وأكّد المؤلّفان: “قرّر حكماؤنا العظماء أنّ أفضل الأغيار في فترة الحرب “هو الميّت”، إذ لا يوجد مجالٌ لإصلاحهم لأنّ خطرهم وخبثهم عظيمان. أمّا في شأن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين يوم واحد وسنّ الرّشد، فبالإمكان قتلهم “بسبب الخطر المستقبليّ الذي يشكّلونه إذا سمح لهم بالعيش ليكبروا فيصبحوا أشراراً مثل أهلهم”. وفي شهر حزيران (يونيو) 2011 جدد الحاخام المتطرف “إسحاق شابيرا” فتاواه الداعية إلى قتل غير اليهود، وذلك من خلال الجزء الثاني من كتاب “عقيدة الملك” والذي يتضمن فتاوى تبيح قتل أي شخص غير يهودي بما في ذلك الأطفال الرضع من العرب.
ويتبين دور حاخامات مستوطنة يتسهار القريبة من مدينة نابلس، عند توزيع المعطيات بحسب نوعية المستوطنة والذي يظهر أنّ غالبية الاعتداءات ارتكبها مستوطنون من المستوطنات الدينية، تليها المستوطنات المختلطة ومن ثم العلمانية وأخيرًا مستوطنات الحريديم.
تناول الصحفي جوناثان كوك، في مقال له في موقع "ميدل إيست آي" التخوفات لدى الجنرالات الإسرائيليين من المتطرف اليميني إيتمار بن غفير الذي سيتسلم حقيبة "الأمن" في حكومة المكلف بنيامين نتنياهو.
وقال في مقاله تحت عنوان" كيف ينسف بن غفير " القصة الأمنية" للاحتلال الإسرائيلي" إن "ما يقلق الجنرالات الإسرائيليين حقا هو مدى ضآلة ما سيطرأ من تغيير عندما يكلف اثنان من المستوطنين، ممن ينتمون إلى التيار اليميني الديني المتطرف، بشؤون الاحتلال".
وأضاف أن ما يثير التخوفات أكثر أن تكليف بن غفير يعني أن يصبح أحد زعماء المستوطنين، مسئولا مسؤولية مباشرة عن الموافقة على بناء المزيد من المستوطنات، وهو الذي يطالب بضم الضفة الغربية.
ويعد بن غفير من أشد الناس دعما لحركة كهانا التي تحمل أيديولوجيا معادية بشدة للعرب تمسكا بالنهج الذي خطه الحاخام الراحل مائير كاهانا. يشكل فصيله السياسي حاليا ثلث البرلمان الإسرائيلي، وهو الفصيل الذي يحافظ على تماسك الائتلاف الجديد الذي يقوده نتنياهو.
ويتوقع أن يترأس بتسالئيل سموتريتش، الحليف السياسي لبن غفير، الإدارة المدنية الإسرائيلية، وهي إدارة عسكرية غير منتخبة وغير خاضعة للمساءلة والمحاسبة، وتتمتع بصلاحيات واسعة جدا في التحكم بحياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وتملك صلاحيات أقوى بكثير من الصلاحيات الممنوحة للسلطة الفلسطينية.
وبذلك، يصبح الآن أحد زعماء المستوطنين، والذي يطالب بضم الضفة الغربية، مسئولا مسؤولية مباشرة عن الموافقة على بناء المزيد من المستوطنات.
قد يجد معظم الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال صعوبة في تصور أن يزداد وضعهم بؤسا أو أن تصبح "سيادة القانون" في إسرائيل أكثر خداعا. فهم في وضعهم الحالي يواجهون مستوطنين يهود ممن ينتمون إلى التيار الديني المتطرف ويحملون السلاح، وهؤلاء المستوطنون يأمنون العقاب من قبل السلطات الإسرائيلية على ما يمارسونه من عنف، ويستدلون بصكوك ملكية توراتية لتبرير سرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية.
رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي الأسبق يوفال ديسكين أعرب ، عن قلقه الشديد حيال تشكيل دولة دينية تحكم بالشريعة اليهودية وتحمل اسم ( يهودا) كما يطمح إلى ذلك المتطرفون اليمينيون، وأوضح أن “المتطرفين يحاولون تطبيق فكرة [دولتين لشعبين] على طريقتهم، وذلك من خلال إقامة دولة يهودا بحكم الواقع إلى جانب دولة إسرائيل” ، ويشير كاتب إسرائيلي آخر إلى أن “الإرهاب اليهودي يسعى لأم العمليات، عملية نهاية العالم في المساجد في الحرم. عندها سنحترق جميعا .
وهكذا في ظل تصاعد الإرهاب الصهيوني وإرهاب المستوطنين وحكومة اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو يرتد السحر على الساحر وستجني إسرائيل نتاج ما زرعته بأيديها، أو كما يكتب أحد الصحافيين: الأعشاب السامة التي تم زرعها في الضفة الغربية قبل نحو عقدين، ومرت بتناسخ أيديولوجي وتغييرات بين الأجيال، غيرت أسماء وحاخامات، والآن هي أعشاب مفترسة. وقد استقت تلك الأعشاب المفترسة أيديولوجيتها من ثلاثة مصادر: حركة كأخ التابعة للحاخام كهانا وبناتها ويمثلهم ايتمار ابن غفير ، نظرية الحاخام غنزبورغ وتأثيراتها المسيحانية المتطرفة، ومدرسة هار همور الدينية. هذه المدرسة مثل “عطيرت كوهنيم”، و”العائدين إلى الخليل” ومدارس أخرى تسمى مدارس “الخط”، “تعكس التوتر بين الحاجة إلى الانغلاق أمام المجتمع الإسرائيلي – الذي يعتبر ما بعد عصري ومندثراً ويستحق الإهانة – وبين الحاجة إلى الانتماء للمملكة ولا سيما التأثير عليها”. ويضيف بأن هناك اعتقاداً لدى المستوطنين الإرهابيين بأن “مملكة إسرائيل الأولى توجد على خط الإنتاج، برعاية ائتلافات نتنياهو، التي كان مصنعها الوحيد هو مصنع الاستيطان. وتلال الضفة الغربية مليئة بالمجانين دون أن يشوش عليهم أحد […] وبعد كل شيء، صعدوا إلى التلال لكونهم أحفاد غوش إيمونيم، التي أنجبت الخلايا اليهودية السرية، التي أنجبت خلايا بات عاين، التي أنجبت فتيان التلال، التي أنجبت إذا شئتم، التي أنجبت لهفاه، التي أنجبت التمرد”. وفي مقال مطول لداعية السلام مؤسس حركة «السلام الآن» أوري أفنيري يرى أن “إسرائيل اختفت وتسيطر مكانها الدولة اليهودية [.. و]” نحن نشهد الآن تحولا نحو اليهودية، اليهودية الجديدة، المتعصبة، العنيفة، والآن القاتلة. يمكن لهذه اليهودية دفن الدولة، كما دفنت الهيكل الثاني”. ويؤكد ثلاثة رؤساء سابقين في “الشاباك” وهم: آفي ديختر ويعقوب بيري وعامي أيالون، شعورهم بالقلق من تهديد الجماعات الإرهابية اليهودية. وقال الجنرال (احتياط) عامي أيالون بأن تلك المجموعات الإرهابية “تحظى بدعم سياسي وبقيادة أيديولوجية وتدعم استخدام السلاح”.
وفي هذا السياق، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ترى أن جرائم الإرهاب اليهودي يمكن أن تؤدي إلى تدهور الاستقرار الأمني الأمر الذي دفعها إلى "تشكيل فرق خاصة لمكافحة هذه الظاهرة"، علما بأن معظم هذه الجرائم تتم تحت مظلة قوات الاحتلال بالضفة التي تؤمن الحماية للمستوطنين المعتدين.
وأشار جيش الاحتلال إلى أن الشهر الماضي شهد انخفاضا كبيرا في عدد "الإنذارات" والعمليات التي تستهدف قواته ومستوطنيه في الضفة، في حين قال إنه يرصد "جهودا" تبذلها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" لـ"إشعال" الأوضاع الميدانية في الضفة الغربية، "من خلال تمويل ونقل الأسلحة إلى شبان فلسطينيين ليس لهم انتماء تنظيمي".
أن أكثر البلدات الفلسطينية تضررًا من عنف المستوطنين على الإطلاق هي قرية بورين الواقعة غربي مدينة نابلس، يليها بفارق كبير من حيث عدد الاعتداءات قرية عراق بورين الواقعة جنوب مدينة نابلس، ومن ثم خربة صفا وقرية جيت جنوب غرب مدينة نابلس. ويظهر أيضاً أنّه من ضمن الاعتداءات التي تم فيها تحديد هوية المستوطن المعتدي ومكان سكناه، تصدرت مستوطنة “يتسهار” جنوب مدينة نابلس قائمة المستوطنات التي خرج منها المعتدون، تليها مستوطنة “كيدوميم” و”حفات جلعاد” و”براخا” في محافظة نابلس أيضًا، ومن ثم “كريات أربع” و”بات عاين”، قرب مدينة الخليل ومستوطنة “حلاميش” شمال مدينة رام الله. وقد خرج أغلبية المستوطنين المعتدين من المستوطنات السبع المذكورة.
وتعتبر مستوطنة “يتسهار” بؤرة نشاط اليمين المتطرف الذي يتحمل مسؤولية الجرائم الإرهابية، وبحسب تقرير لصحيفة إسرائيلية ، فإن الخلفية الأيديولوجية لذلك تكمن في الأقوال التي نشرها الحاخام يتسحاك غينزبورغ، والذي يتركز غالبية تلاميذه في هذه المستوطنة. وينسب لغينزبورغ فكرة الانتقام من الفلسطينيين، سواء عن طريق ارتكاب المجازر على طريقة باروخ غولدشطاين (مجزرة الحرم الإبراهيمي) أو إحراق ممتلكات، باعتبار هذه الجرائم هي “التجسيد العميق للفعل اليهودي الخالص”. ومن المرجح أن ناشطي “تدفيع الثمن” المركزيين يعملون بموجب أفكاره. ويضيف التقرير أنه إلى جانب غينزبورغ هناك عدد من الرابانيم الذين يحرضون على القيام بجرائم مماثلة، بينما يتركز غالبية الناشطين في “يتسهار”، وفي البؤر الاستيطانية في التلال في منطقة رام الله، وفي جنوب جبال الخليل.
وصدر كتاب “عقيدة الملك” في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2009، وهو من تأليف الحاخامين “يتسحاق شابيرا” و”يوسيف اليتسور” من مستوطنة “يتسهار” المجاورة لمدينة نابلس. وأكّد المؤلّفان أنّ “في الحرب على مصير أرض إسرائيل ينبغي قتْل الأغيار. فالأغيار الذين يطالبون بهذه البلاد لأنفسهم، يسلبونها منّا، في حين هي إرث لنا من آبائنا”. وأكّد المؤلّفان: “قرّر حكماؤنا العظماء أنّ أفضل الأغيار في فترة الحرب “هو الميّت”، إذ لا يوجد مجالٌ لإصلاحهم لأنّ خطرهم وخبثهم عظيمان. أمّا في شأن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين يوم واحد وسنّ الرّشد، فبالإمكان قتلهم “بسبب الخطر المستقبليّ الذي يشكّلونه إذا سمح لهم بالعيش ليكبروا فيصبحوا أشراراً مثل أهلهم”. وفي شهر حزيران (يونيو) 2011 جدد الحاخام المتطرف “إسحاق شابيرا” فتاواه الداعية إلى قتل غير اليهود، وذلك من خلال الجزء الثاني من كتاب “عقيدة الملك” والذي يتضمن فتاوى تبيح قتل أي شخص غير يهودي بما في ذلك الأطفال الرضع من العرب.
ويتبين دور حاخامات مستوطنة يتسهار القريبة من مدينة نابلس، عند توزيع المعطيات بحسب نوعية المستوطنة والذي يظهر أنّ غالبية الاعتداءات ارتكبها مستوطنون من المستوطنات الدينية، تليها المستوطنات المختلطة ومن ثم العلمانية وأخيرًا مستوطنات الحريديم.
تناول الصحفي جوناثان كوك، في مقال له في موقع "ميدل إيست آي" التخوفات لدى الجنرالات الإسرائيليين من المتطرف اليميني إيتمار بن غفير الذي سيتسلم حقيبة "الأمن" في حكومة المكلف بنيامين نتنياهو.
وقال في مقاله تحت عنوان" كيف ينسف بن غفير " القصة الأمنية" للاحتلال الإسرائيلي" إن "ما يقلق الجنرالات الإسرائيليين حقا هو مدى ضآلة ما سيطرأ من تغيير عندما يكلف اثنان من المستوطنين، ممن ينتمون إلى التيار اليميني الديني المتطرف، بشؤون الاحتلال".
وأضاف أن ما يثير التخوفات أكثر أن تكليف بن غفير يعني أن يصبح أحد زعماء المستوطنين، مسئولا مسؤولية مباشرة عن الموافقة على بناء المزيد من المستوطنات، وهو الذي يطالب بضم الضفة الغربية.
ويعد بن غفير من أشد الناس دعما لحركة كهانا التي تحمل أيديولوجيا معادية بشدة للعرب تمسكا بالنهج الذي خطه الحاخام الراحل مائير كاهانا. يشكل فصيله السياسي حاليا ثلث البرلمان الإسرائيلي، وهو الفصيل الذي يحافظ على تماسك الائتلاف الجديد الذي يقوده نتنياهو.
ويتوقع أن يترأس بتسالئيل سموتريتش، الحليف السياسي لبن غفير، الإدارة المدنية الإسرائيلية، وهي إدارة عسكرية غير منتخبة وغير خاضعة للمساءلة والمحاسبة، وتتمتع بصلاحيات واسعة جدا في التحكم بحياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وتملك صلاحيات أقوى بكثير من الصلاحيات الممنوحة للسلطة الفلسطينية.
وبذلك، يصبح الآن أحد زعماء المستوطنين، والذي يطالب بضم الضفة الغربية، مسئولا مسؤولية مباشرة عن الموافقة على بناء المزيد من المستوطنات.
قد يجد معظم الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال صعوبة في تصور أن يزداد وضعهم بؤسا أو أن تصبح "سيادة القانون" في إسرائيل أكثر خداعا. فهم في وضعهم الحالي يواجهون مستوطنين يهود ممن ينتمون إلى التيار الديني المتطرف ويحملون السلاح، وهؤلاء المستوطنون يأمنون العقاب من قبل السلطات الإسرائيلية على ما يمارسونه من عنف، ويستدلون بصكوك ملكية توراتية لتبرير سرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية.
رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي الأسبق يوفال ديسكين أعرب ، عن قلقه الشديد حيال تشكيل دولة دينية تحكم بالشريعة اليهودية وتحمل اسم ( يهودا) كما يطمح إلى ذلك المتطرفون اليمينيون، وأوضح أن “المتطرفين يحاولون تطبيق فكرة [دولتين لشعبين] على طريقتهم، وذلك من خلال إقامة دولة يهودا بحكم الواقع إلى جانب دولة إسرائيل” ، ويشير كاتب إسرائيلي آخر إلى أن “الإرهاب اليهودي يسعى لأم العمليات، عملية نهاية العالم في المساجد في الحرم. عندها سنحترق جميعا .
وهكذا في ظل تصاعد الإرهاب الصهيوني وإرهاب المستوطنين وحكومة اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو يرتد السحر على الساحر وستجني إسرائيل نتاج ما زرعته بأيديها، أو كما يكتب أحد الصحافيين: الأعشاب السامة التي تم زرعها في الضفة الغربية قبل نحو عقدين، ومرت بتناسخ أيديولوجي وتغييرات بين الأجيال، غيرت أسماء وحاخامات، والآن هي أعشاب مفترسة. وقد استقت تلك الأعشاب المفترسة أيديولوجيتها من ثلاثة مصادر: حركة كأخ التابعة للحاخام كهانا وبناتها ويمثلهم ايتمار ابن غفير ، نظرية الحاخام غنزبورغ وتأثيراتها المسيحانية المتطرفة، ومدرسة هار همور الدينية. هذه المدرسة مثل “عطيرت كوهنيم”، و”العائدين إلى الخليل” ومدارس أخرى تسمى مدارس “الخط”، “تعكس التوتر بين الحاجة إلى الانغلاق أمام المجتمع الإسرائيلي – الذي يعتبر ما بعد عصري ومندثراً ويستحق الإهانة – وبين الحاجة إلى الانتماء للمملكة ولا سيما التأثير عليها”. ويضيف بأن هناك اعتقاداً لدى المستوطنين الإرهابيين بأن “مملكة إسرائيل الأولى توجد على خط الإنتاج، برعاية ائتلافات نتنياهو، التي كان مصنعها الوحيد هو مصنع الاستيطان. وتلال الضفة الغربية مليئة بالمجانين دون أن يشوش عليهم أحد […] وبعد كل شيء، صعدوا إلى التلال لكونهم أحفاد غوش إيمونيم، التي أنجبت الخلايا اليهودية السرية، التي أنجبت خلايا بات عاين، التي أنجبت فتيان التلال، التي أنجبت إذا شئتم، التي أنجبت لهفاه، التي أنجبت التمرد”. وفي مقال مطول لداعية السلام مؤسس حركة «السلام الآن» أوري أفنيري يرى أن “إسرائيل اختفت وتسيطر مكانها الدولة اليهودية [.. و]” نحن نشهد الآن تحولا نحو اليهودية، اليهودية الجديدة، المتعصبة، العنيفة، والآن القاتلة. يمكن لهذه اليهودية دفن الدولة، كما دفنت الهيكل الثاني”. ويؤكد ثلاثة رؤساء سابقين في “الشاباك” وهم: آفي ديختر ويعقوب بيري وعامي أيالون، شعورهم بالقلق من تهديد الجماعات الإرهابية اليهودية. وقال الجنرال (احتياط) عامي أيالون بأن تلك المجموعات الإرهابية “تحظى بدعم سياسي وبقيادة أيديولوجية وتدعم استخدام السلاح”.