بين يدي مجموعتين قصصيتين براقتين ينِسجُ الكاتب في فضائها آراء كوكبة من زملاء المهنة سواء كان قاضٍ، أو وكيل نيابة، فهما وليدتي التجارب الانسانية التي مر بها الكاتب مع زملائه في أروقة المحاكم. إحدى المجموعتين تحكي عن يوميات قاضٍ، والأخرى عن يوميات وكيل نيابة.
عند قراءة الإهداء، لكلا المجموعتين، يلج بالنفس حزن دفين ذاتي إنساني، حيث وجّه الكاتب إهداءه في إحداهما إلى أمّه، وفي الأخرى لكلّ مَن تسوّل نفسه ارتكاب جرم أو حماقة. من هنا وبين ثنايا الإهدائين يظهر الحنوّ العاطفيّ عند الكاتب. فالذات المُبدعة عنده يتقاسمها طرفان؛ أحدهما إنساني موضوعي، والآخر فنى شكلى، ولا يمكن فصل إحداهما عن الأخرى، فالتجربة الإنسانية تظل حبيسة فى وعى صاحبها إن لم تجد صياغة فنية يزين بها لغته، والتي تتمثّل بالسّرد الموضوعي الذي تعايش المبدع فيه مع لغته، وقدمها لنا من خلال رؤيته لذاته أو للحياة بصفة عامة وذلك من أجل أن نتعظ. وبذلك يكون الهدف من كتابتها هو بثّ رسائل توعية لكل جاهل وتحذير لكل لصٍ مجرم.
مشاعر عميقة بدأ الكاتب سردها مُسنِدًا حكاياته إلى عناوين أرجعها إلى الزمن الماضي، لكن الحكايا قد تُسند دلالتها لزمن مضارع، أو زمن المستقبل، ولا أدري لمَ أسند الكاتب الكثير من عناوينه إلى الجار والمجرور، مبتدأ وخبره، ربما لأن الكاتب لا يودّ إنكار ذاته ومهنته اللذان لا يستطيع التجرد منهما في حكايات تم الفصل فيها في أروقة المحاكم، لكننا في المقابل نجد أنه اختار كلمة واحدة لعناوين بعض حكاياته مثل “زوجان” “التعليمات” هذه العناوين تجعلك تفكر وتتطلع إلى فك رموزها فالزوجان يشكلان وطن هش، والاختيار فهي تُسند إلى حِركية القسوة في تنفيذها، وفي “اختيار” يجعلك العنوان مرغم على التفكير بين الهجر والغربة أو التفريق بين زوجين، أو الصديقين أو الأخوين أو الأسوأ والأصعب حين الذي يقع بين الأم وولدها. بينما في عنوان التعليمات فإنه يوحي إلى القسوة الصارمة في تنفيذ القوانين وتعليماتها حتى لو كانت على حساب الأجيال، وهنا ترآى لي أنّ موت الطفل يعني موت أجيالنا القادمة… هكذا كان الكاتب يُحدث الدهشة في تأويل شفافيته المستقاة من محبته للوطن من خلال مصداقيته مع ما يقدمه للمجتمع والوطن. ومع تخصيصه للمهنة، سواء كانت في يوميات قاضٍ أو وكيل نيابة، فإنه يُؤكد انتماء الممتهن وبعده الاجتماعي والسياسي سواء كان قاضٍ أو وكيل نيابة بشكل عام دون ذكر وتحديد شخص معين، وإن كان قد كتب استهلال إحداها بضمير المتكلم. وبهذا يكون قد أكد لنا أنّ المهنة لا بدّ وأن يكون صاحبها نزيهًا وعادلًا ومحبًا لمجتمعه ووطنه.
يربط الكاتب بين المعنى الظاهر للعناوين والموضوع الخفي لكل قصّة بخيط الوقائع في الزمن الماضي والتي قد لا يتقبلها العقل أو يستحضرها الخيال، فتظهر حنكة غزل الحروف في ظل كلمات بسيطة وسرد سلس، بالتأكيد ما دفع الكاتب إلى الكتابة ليست الجريمة، أو المجرم وضحيته، الذي تعثر به في أروقة المحاكم، بل كان الموت يتجلى ودلالاته في التضاد بين الأشياء في الحياة.
إحساسه بالموت كلما اقترب من الضحية، أنبت في نفسه بذور الأسى والحزن، لكنّه في نفس الوقت زرع فيه القوة لمواجهة الظالم لتحقيق العدالة ليس فقط في أحكامه بل في الكتابة بغية تنوير كلّ فرد وقع في غياهب الاحتضار الإنساني، فكان نجدة لكل من صرخت وا شرفاه، وعدو لكل لؤلؤة أوقعت ضحاياها في أفق السّواد. العدالة هي الأمل المنشود لكل قاضٍ. يرسم الكاتب بقلمه ملامح الشخصية الشريرة والمحبة للقتل وسفك دماء الآخرين، ويصوّر مشاهد الموت بقلم شامل من أجل أن يعيد وجود الإنسان في كلّ بقاع الوطن، يقتل الجبروت والقسوة في نفوس من تسول لهم أنفسهم ارتكاب الجرم. ويسدل ستار اللوم والعتاب والتأنيب والعقاب على كل مجرم أو قاتلٍ، ومع هذا كان لكل قاض ضجيج استفهام في الذهن، يجعله يتردد بين النفي والإثبات ويتوقف عن الحكم، إلى أن يتمكن الدليل من قناعته بتثبيت الجرم القاطع للقاتل أو السارق. قصص مختلفة كثيرها يحكي عن لعنة شفيقة ومتولي القديمة، والتي مازالت تتجلى ثقافتِها الفكرية في أفراد شعبه! مشاعر مختلطة أراد كاتبنا أن يفصل بينها لنرتقي في علاقتنا العاطفية فالحب، أساس الوجود الإنساني، لهذا بدأ الكاتب تمرده الظاهري وأنهى قصصه بتمرد باطني حيث لجأ إلى تصوير واقع التشرد واللجوء والذل والسخط والفقر حيث لمع رمز الموت هنا بفكرة منطقية وأسدل الكاتب ستار الموت بإعدام القتلة لتنتصر مشاعره الوجدانية والإنسانية.
وعلى الرغم من أن القاص قام بتسجيل وقائع الأحداث والتقط شخصياته من مكانها وزمانها ومعاناتها الحقيقية، فإنه حاول أن يجعل من هذه الشخصيات نماذج إنسانية تصارع الفقر والجهل على طريقتها وذلك من خلال أسلوبه وآلياته ، وتوظيف التقنيات السردية الحديثة لنقل تجربته الشعورية بقصد التأثير في المتلقين.
لا شك أن فكرة سرد الوقائع الحية فكرة مشرقة إذ يجعلنا ندرك أن لديه حس وطني وانتماء عاطفة دينية يستند فيها على الأخلاق والفضيلة. وقد جسد الكاتب دور المحقق الذي يريد فضح الممارسات الاجرامية وينقل صدى جريمة القتل والعقاب ليتعظ الجميع
يبدو أنّ الكاتب يطوع لغته وعلمه الأدبي باستخدام علوم النحو ببراعة حيث استخدم في عناوينه مختلف الأفعال والظروف والجمل الفعلية والاسمية من مبتدئها وخبرها والجار والمجرور، ففي قصة لا تكتب استخدم في عنوانها فعل الأمر باستخدامه أداة جزم ونهي وهي “لا” وكان العنوان لا تكتب. لقد بينت أحداث القصة أنها جزء من سيرة ذاتية، وأنّ هذا العنوان هو فعل النهي عن الكتابة ونشر هذه اليوميات. وهنا كان لوكيل النيابة النزيه معركة بين أناه الأدبية ووظيفته القضائية، فكلاهما أمران محببان، ولأن العدل شاء أن ينصف الأنا القضائية والأدبية تمّ له نشر هذه اليوميات والتي لاشك أنها تؤكد سيرة ذاتية مغلّفة بأدب قضائي ومهني.
كما أنه استخدم في قصته عنوان “على هامش قصاص” الجار والمجرور والمتعلقان بفعل الإثم وكأنّه خصّص المضاف إليه، ليُسندهُ إلى الفعل.
وفي قصته “حتى لا يناله أحدًا: إن استخدامه لحرف الغاية حتى، يشي أنه هناك فعل غواية.
ونجد حنكته في استخدام أفعال الاستمرار في عنوان قصته “ومازال الجرجاوي حياً” حيث أشاد إلى استمرار وقائع الشرف إلى يومنا هذا.
كما ويتعمد الكاتب إظهار التوافق والانسجام في ظرف الزمان في عنوان قصته عندما يرعَى الذئاب، والقصد بظرفية كلمة عندما هنا هي الوقت الذي يرعَى. وهذا ما أراد أن يؤكد في سرده أيضًا حين قال في أحد قصصه: “نظرها حيناً بعين إنسان يرقب إنساناً، وكم يبلغ مقصده في ظرفية الزمان لكلمة حيناً؟
وكلّما توغّلت عيناي في قراءة هذه القصص أجد أنه بارع في تطويع لغته فقد تمكن في استخدام الرمزية بالعنوان واكتفى بكلمة واحدة كعنوان، مثل الممثل، الوجدان، طماعون وإلى آخره.
في نهاية المطاف نجد أن الكاتب أطلق الخصوصي في العموم من حيث الفعل والفاعل، والمبتدأ وخبره كما أنه أَطلق العموم في ثورته الباطنية، حيثُ لم يحدد على ماذا تمرّد، هل تمرّد على مهنته؟ أم تمرّد على موهبته؟ أم تمرّد على واقعه؟ أم تمرّد على يأسه ونفسه؟ لكنه أخيرا استطاع أن يوضّح لنا أنه انتصر بولادة هذه اليوميات. وهنا نتساءل ترى على ماذا انتصر بالتحديد؟!
أخيرًا وعلى الرغم من أن حكاياته مستقاة من الواقع إلا أنه قدمها بسرد متقنٍ ولغة نثرية جميلة في تراكيبها، حيث اعتمد في كثير من صوره على الايحاء والايقاع الحسي الحركي فهي تارة توحي باليأس، وأخرى بالأمل والتفاؤل.
#سفيربرس _ بقلم : سمر الكلاس
عند قراءة الإهداء، لكلا المجموعتين، يلج بالنفس حزن دفين ذاتي إنساني، حيث وجّه الكاتب إهداءه في إحداهما إلى أمّه، وفي الأخرى لكلّ مَن تسوّل نفسه ارتكاب جرم أو حماقة. من هنا وبين ثنايا الإهدائين يظهر الحنوّ العاطفيّ عند الكاتب. فالذات المُبدعة عنده يتقاسمها طرفان؛ أحدهما إنساني موضوعي، والآخر فنى شكلى، ولا يمكن فصل إحداهما عن الأخرى، فالتجربة الإنسانية تظل حبيسة فى وعى صاحبها إن لم تجد صياغة فنية يزين بها لغته، والتي تتمثّل بالسّرد الموضوعي الذي تعايش المبدع فيه مع لغته، وقدمها لنا من خلال رؤيته لذاته أو للحياة بصفة عامة وذلك من أجل أن نتعظ. وبذلك يكون الهدف من كتابتها هو بثّ رسائل توعية لكل جاهل وتحذير لكل لصٍ مجرم.
مشاعر عميقة بدأ الكاتب سردها مُسنِدًا حكاياته إلى عناوين أرجعها إلى الزمن الماضي، لكن الحكايا قد تُسند دلالتها لزمن مضارع، أو زمن المستقبل، ولا أدري لمَ أسند الكاتب الكثير من عناوينه إلى الجار والمجرور، مبتدأ وخبره، ربما لأن الكاتب لا يودّ إنكار ذاته ومهنته اللذان لا يستطيع التجرد منهما في حكايات تم الفصل فيها في أروقة المحاكم، لكننا في المقابل نجد أنه اختار كلمة واحدة لعناوين بعض حكاياته مثل “زوجان” “التعليمات” هذه العناوين تجعلك تفكر وتتطلع إلى فك رموزها فالزوجان يشكلان وطن هش، والاختيار فهي تُسند إلى حِركية القسوة في تنفيذها، وفي “اختيار” يجعلك العنوان مرغم على التفكير بين الهجر والغربة أو التفريق بين زوجين، أو الصديقين أو الأخوين أو الأسوأ والأصعب حين الذي يقع بين الأم وولدها. بينما في عنوان التعليمات فإنه يوحي إلى القسوة الصارمة في تنفيذ القوانين وتعليماتها حتى لو كانت على حساب الأجيال، وهنا ترآى لي أنّ موت الطفل يعني موت أجيالنا القادمة… هكذا كان الكاتب يُحدث الدهشة في تأويل شفافيته المستقاة من محبته للوطن من خلال مصداقيته مع ما يقدمه للمجتمع والوطن. ومع تخصيصه للمهنة، سواء كانت في يوميات قاضٍ أو وكيل نيابة، فإنه يُؤكد انتماء الممتهن وبعده الاجتماعي والسياسي سواء كان قاضٍ أو وكيل نيابة بشكل عام دون ذكر وتحديد شخص معين، وإن كان قد كتب استهلال إحداها بضمير المتكلم. وبهذا يكون قد أكد لنا أنّ المهنة لا بدّ وأن يكون صاحبها نزيهًا وعادلًا ومحبًا لمجتمعه ووطنه.
يربط الكاتب بين المعنى الظاهر للعناوين والموضوع الخفي لكل قصّة بخيط الوقائع في الزمن الماضي والتي قد لا يتقبلها العقل أو يستحضرها الخيال، فتظهر حنكة غزل الحروف في ظل كلمات بسيطة وسرد سلس، بالتأكيد ما دفع الكاتب إلى الكتابة ليست الجريمة، أو المجرم وضحيته، الذي تعثر به في أروقة المحاكم، بل كان الموت يتجلى ودلالاته في التضاد بين الأشياء في الحياة.
إحساسه بالموت كلما اقترب من الضحية، أنبت في نفسه بذور الأسى والحزن، لكنّه في نفس الوقت زرع فيه القوة لمواجهة الظالم لتحقيق العدالة ليس فقط في أحكامه بل في الكتابة بغية تنوير كلّ فرد وقع في غياهب الاحتضار الإنساني، فكان نجدة لكل من صرخت وا شرفاه، وعدو لكل لؤلؤة أوقعت ضحاياها في أفق السّواد. العدالة هي الأمل المنشود لكل قاضٍ. يرسم الكاتب بقلمه ملامح الشخصية الشريرة والمحبة للقتل وسفك دماء الآخرين، ويصوّر مشاهد الموت بقلم شامل من أجل أن يعيد وجود الإنسان في كلّ بقاع الوطن، يقتل الجبروت والقسوة في نفوس من تسول لهم أنفسهم ارتكاب الجرم. ويسدل ستار اللوم والعتاب والتأنيب والعقاب على كل مجرم أو قاتلٍ، ومع هذا كان لكل قاض ضجيج استفهام في الذهن، يجعله يتردد بين النفي والإثبات ويتوقف عن الحكم، إلى أن يتمكن الدليل من قناعته بتثبيت الجرم القاطع للقاتل أو السارق. قصص مختلفة كثيرها يحكي عن لعنة شفيقة ومتولي القديمة، والتي مازالت تتجلى ثقافتِها الفكرية في أفراد شعبه! مشاعر مختلطة أراد كاتبنا أن يفصل بينها لنرتقي في علاقتنا العاطفية فالحب، أساس الوجود الإنساني، لهذا بدأ الكاتب تمرده الظاهري وأنهى قصصه بتمرد باطني حيث لجأ إلى تصوير واقع التشرد واللجوء والذل والسخط والفقر حيث لمع رمز الموت هنا بفكرة منطقية وأسدل الكاتب ستار الموت بإعدام القتلة لتنتصر مشاعره الوجدانية والإنسانية.
وعلى الرغم من أن القاص قام بتسجيل وقائع الأحداث والتقط شخصياته من مكانها وزمانها ومعاناتها الحقيقية، فإنه حاول أن يجعل من هذه الشخصيات نماذج إنسانية تصارع الفقر والجهل على طريقتها وذلك من خلال أسلوبه وآلياته ، وتوظيف التقنيات السردية الحديثة لنقل تجربته الشعورية بقصد التأثير في المتلقين.
لا شك أن فكرة سرد الوقائع الحية فكرة مشرقة إذ يجعلنا ندرك أن لديه حس وطني وانتماء عاطفة دينية يستند فيها على الأخلاق والفضيلة. وقد جسد الكاتب دور المحقق الذي يريد فضح الممارسات الاجرامية وينقل صدى جريمة القتل والعقاب ليتعظ الجميع
يبدو أنّ الكاتب يطوع لغته وعلمه الأدبي باستخدام علوم النحو ببراعة حيث استخدم في عناوينه مختلف الأفعال والظروف والجمل الفعلية والاسمية من مبتدئها وخبرها والجار والمجرور، ففي قصة لا تكتب استخدم في عنوانها فعل الأمر باستخدامه أداة جزم ونهي وهي “لا” وكان العنوان لا تكتب. لقد بينت أحداث القصة أنها جزء من سيرة ذاتية، وأنّ هذا العنوان هو فعل النهي عن الكتابة ونشر هذه اليوميات. وهنا كان لوكيل النيابة النزيه معركة بين أناه الأدبية ووظيفته القضائية، فكلاهما أمران محببان، ولأن العدل شاء أن ينصف الأنا القضائية والأدبية تمّ له نشر هذه اليوميات والتي لاشك أنها تؤكد سيرة ذاتية مغلّفة بأدب قضائي ومهني.
كما أنه استخدم في قصته عنوان “على هامش قصاص” الجار والمجرور والمتعلقان بفعل الإثم وكأنّه خصّص المضاف إليه، ليُسندهُ إلى الفعل.
وفي قصته “حتى لا يناله أحدًا: إن استخدامه لحرف الغاية حتى، يشي أنه هناك فعل غواية.
ونجد حنكته في استخدام أفعال الاستمرار في عنوان قصته “ومازال الجرجاوي حياً” حيث أشاد إلى استمرار وقائع الشرف إلى يومنا هذا.
كما ويتعمد الكاتب إظهار التوافق والانسجام في ظرف الزمان في عنوان قصته عندما يرعَى الذئاب، والقصد بظرفية كلمة عندما هنا هي الوقت الذي يرعَى. وهذا ما أراد أن يؤكد في سرده أيضًا حين قال في أحد قصصه: “نظرها حيناً بعين إنسان يرقب إنساناً، وكم يبلغ مقصده في ظرفية الزمان لكلمة حيناً؟
وكلّما توغّلت عيناي في قراءة هذه القصص أجد أنه بارع في تطويع لغته فقد تمكن في استخدام الرمزية بالعنوان واكتفى بكلمة واحدة كعنوان، مثل الممثل، الوجدان، طماعون وإلى آخره.
في نهاية المطاف نجد أن الكاتب أطلق الخصوصي في العموم من حيث الفعل والفاعل، والمبتدأ وخبره كما أنه أَطلق العموم في ثورته الباطنية، حيثُ لم يحدد على ماذا تمرّد، هل تمرّد على مهنته؟ أم تمرّد على موهبته؟ أم تمرّد على واقعه؟ أم تمرّد على يأسه ونفسه؟ لكنه أخيرا استطاع أن يوضّح لنا أنه انتصر بولادة هذه اليوميات. وهنا نتساءل ترى على ماذا انتصر بالتحديد؟!
أخيرًا وعلى الرغم من أن حكاياته مستقاة من الواقع إلا أنه قدمها بسرد متقنٍ ولغة نثرية جميلة في تراكيبها، حيث اعتمد في كثير من صوره على الايحاء والايقاع الحسي الحركي فهي تارة توحي باليأس، وأخرى بالأمل والتفاؤل.
#سفيربرس _ بقلم : سمر الكلاس