د. محمد عباس محمد عرابي - لا تحطمك التوافه واستعن بالله ولاتعجز

البعض منا يحزن ويصيبه الهم والغم والاكتئاب لمرض أو لوفاة أم أو قريب وصديق أو لرسوب أو لفشل في تحقيق هدف أو لكيد لكائد وحقد حاقد أو لخسارة في مسابقة أو خسارة مالية ،أو لديون لا يستطيع سدادها ،فتنقلب أفراحه أحزانا ،ويجلب الهم والغم لنفسه .
والأمر سهل بسيط لايصل لاكتئاب أو التفكير في انتحار؛ فهكذا هو حال الدنيا لا تخلو من الشدائد والصعاب ولا تصف لأحد ،والعاقل الأريب يصبر ويحتسب ويفوض أمره إلى الله في كل أموره .
أقول هذا لأن البعض يصمد أمام شدائد الحياة وصعابها ومشكلاتها ، ولكن يلين أمام التوافه شأنه كشأن شجرة ظلت 500عاما ما كسرتها الأعاصير ولا الرياح بل صمدت ،ولكن الذي قضى عليها السوس الذي نخر في جذعها
يقول الدكتور القرني صاحب الكتاب الشهير "لا تحزن": "لا تحطمك التوافه، ولا تعطِ المسألة أكبر من حجمها، واحذر من تهويل الأمور والمبالغة في الأحداث"
ويقول :" كثيـرة هي العقبات التي تعترض طريقك كل يوم:خلاف مع آخر .. سماع كلمة جارحة .. إخفاق في مهمة..
تعطيها كل وقتك .. و جهدك .. و تفكيرك .. و عقلك ..
فالعقل الذكي يسد باب الهم والغم والحزن من أمامه سدا
ويلجأ إلى الله يقول يقول الإمام جعفر: وعجبت لمن اغتم ولم يفزع إلى قول الله سبحانه وتعالى "لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" فإنى سمعت الله بعقبها يقول “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ”
وعجبت لمن مكر به -أي كاد الناس له، والإنسان لا يقوى على مواجهة كيد الناس وائتمارهم فيفزع إلى رب الناس- ولم يفزع إلى قول الله تعالى “وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ”، فإنى سمعت الله بعقبها يقول “فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا”.
وعجبت لمن طلب الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قول الله “مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه”، فإني سمعت الله بعقبها يقول “إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا، فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ”.
وليكثر من أدعية دفع الهم والغم والكرب: "حسبي الله لما أهمّني، حسبي الله لمن بغى علي، حسبي الله لمن حسدني، حسبي الله لمن كادني بسوء، حسبي الله عند الموت، حسبي الله عند الصراط، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم».
(اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ، القَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا).
اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر )) رواه البخاري.
وحري بكل مسلم أن يستعين بالله ولا يعجز :" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أنِّي فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدَّر الله وما شاء فعل، فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان ))
[HEADING=3]ولنتذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) لابن عباس :" يا غلامُ ! إني أُعَلِّمُكَ كلماتٍ ، احفظِ اللهَ يَحْفَظْكَ ، احفظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ ، وإذا استَعَنْتَ فاستَعِنْ باللهِ ، واعلم أنَّ الأُمَّةَ لو اجتمعت على أن ينفعوكَ بشيءٍ ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروكَ بشيءٍ ، لم يضروكَ بشيءٍ إلا قد كتبه اللهُ عليكَ ، جَفَّتِ الأقلامُ ورُفِعَتِ الصُّحُفُ" رواه البخاري [/HEADING]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى