لا تخف من ذاكرة البلاد الغارقة في نفق
الإنكسار
بل كن قريباً من دفاتر الرعاة
و صياح الباعة المتجولين
و صراخ أطفال الشوارع...
كن بعيدا عن صمت الحياد
و اخضرار العشب قبل الغروب..
لست وحدك هنا
الكل يسال عن ورقات الرحيل
و إنفتاح المرء على فضاءات
الدهشة....
انت الآن هنا
وحيد مثل زقاق قديم
يبحث عن...
إلى روح ناجي العلي
فتيان الحي العتيق هنا
على خاصرة الدهشة قابعون
يدخنون سيجارة تلو أخرى
بستلذون يقتل احلامهم على ضفاف
الصمت
كاني باحفادهم لا يعرفون الهوان
اتهرب عن يدك عنقود السقوط ؟
حين ارتوى الطقس بماء الانتباه
و الفتاة التي خفية غازلتك
تمتد جسرا لعبور الظلال
و الفتى المسكون بالصحوة النادرة...
قبل هطول مطر يناير
كانوا يمدحون الظلال
اخذتهم خطاهم إلى مدن الثلج
و الرماد
ليس في دفاترهم حكايا الرحيل المباغت
للملكوت
اصواتهم تجاوزت الشرفات
قبل مجيء الغروب ٫ يأتي الغرباء
ذاهلين تراهم عيون العسس
حالمين بالافق و التلال البعيدة
كانها منارة امراء الحرب قبل ضياع
الفريسة
هنا وصايا الولد العنيد...
في الكتب القديمة إشراقات و هواجس
و في البيت المفعم بالحنين
صيحات و رؤى
لم تكن القوافل الآتية من بعيد
ذاهلة
و الفيافي صامتة
ليس لهم من خيار سوى الذهاب
إلى السراب قبل مغيب المرحلة
ليس لهم دفاتر يكتبون على صفحاتها
هروبهم من العاصفة
و ارتماء الجسد في النهر المتاخم
للضباب
هنا كانوا يسالون القوافل
عن...