البشير عبيد

رغم سنوات الجمر و خديعة المخاتلين العاشقين للجسد العاري و الطاولات المزهوة بالثمار والموسيقى كان الرجل الشريد يرمم بيوتا تداعت وصارت مزارا للقادمين من زمن بعيد ربما ضاعت خطاه في الفلوات و صار الصوت قريباً من بهاء البريق كم من طريق ترهلت فيها الخطى و الديار التي هاجرتها الأهالي لم تبح باسرارها...
البشير عبيد شاعر تونسي مكتنز اللغة والادوات، صاحب قضية سخّر لها قلمه الرشيق- لما هو يراه حقا وعدلا وانصافا وانتصاف- شعرا محلقا او تنظيرا ومقالات . كاتب تطاوعه المفردة والايقاع، ناشط غزير حرفه متدفق لا يهدأ باكثر من نص بث او كرر (بقصدية) اشارات عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر ؛ الهروب،...
لا تخف من ذاكرة البلاد الغارقة في نفق الانكسار بل كن قريباً من دفاتر الرعاة و صياح الباعة المتجولين و صراخ أطفال الشوارع... كن بعيدا عن صمت الحياد و اخضرار العشب قبل الغروب.. لست وحدك هنا الكل يسال عن ورقات الرحيل و انفتاح المرء على فضاءات الدهشة.... انت الآن هنا وحيد مثل زقاق قديم يبحث عن...
أن الحلم بالمدينة الفاضلة مثلما هو متعارف عليه في الثقافة العربية الاسلامة يستدعي بالضرورة رؤية فكرية متناسقة٫منهجا و مضمونا٫ و هذا العمل الفكري التنظيري لا تقوم عقول شغلها الوحيد الغذاء و الجنس و جمع المال من كل حدب و صوب٫بل هذا العمل الشاق تقوم به عقول راجحة لها من التفكير النقدي و السفر و...
ورقات الغيم / البشير عبيد - تونس ربما غاب عن العيون صهيل الخيول و نام الرجل الشريد على رصيف الحكاية لم تكن البلاد التي اسمها الخضراء تبحث عن الينابيع في عز الظهيرة بل كانت القوافل الاتية من اقاصي الشمال ترمم أخر ما تبقى من القلاع... اسراب من حمام حضرموت يحلق...
يرحلون بإتجاه الغيم الآتي من ذاكرة القرى الهاربة من التيه يحملون حقيبة تلو أخرى ذاهلين من جدار عتيق تداعى و احلام فتية تبعثرت في الروابي لم تكن الشفاه جاهزة للهمسات في الخامس من تشرين تاخذنا الخطى إلى ينابيع الظلال و الشيخ الضرير يباغتهم بالحكمة الباذخة: باقون هنا كالشجر السامق في الجنوب...
في الوقت الذي كانت فيه أذن المتلقي واسطة بينه وبين النص الشعري العمودي الحافل بمسيقاه الصاخبة، تجده الآن أمام نصٍ مُخاتل تعجز المقاربة السمعية عن إدراك مكوناته الإيقاعية، حيث تتوارى الأوزان العروضية، وتختفي أو تكاد القافية ويخفت الرنين الخارجي "الموسيقى" بيد إن ثمة موسيقى داخلية وإيقاع هادئ...
قبل هبوب الرياح اللواقح باغتني الولد الكسيح بالسؤال الفصيح: سيبقون يتباكون على ضياع الفريسة المشتهاة قد لا تعود و تضيع الخطى هنا و في الاقاليم البعيدة كم من العمر مضى و صار بامكان الفتى ان ينام وحيدا قرب الرخام العتيق هذا هو الطريق الوحيد لاعلان البيان اليتيم هي بلادي أم ماذا؟ يسالني الشيخ...
هل يستطيع المتابع لآخر إفرازات الحركة الشعرية العربية المعاصرة أن يتغاضى عن اسم كبير ظلت إسهاماته الأدبية تلقي بظلالها و تمنح الحرف قيمة عليا نتيجة اشتغاله المكثف على اللغة وتقنيات الكتابة و أبعادها الجمالية.. هذا الاسم اللامع و المحرك للسواكن و المشاكس للمشهد الثقافي العربي، و هو بلا منازع...
بالمفهوم العام يقال ان الشاعر هو الناقد الأول لقصيدته، طيّب هذا كلام سليم، وبما ان الشعر تغلب عليه الخصّيصة الذاتية النابعة من الوجدان والأحاسيس والآلام تجاه الآخر، لذا فأنه ارتبط بقارئ أول وناقد أول. ولولا اقتناع الشاعر بقصيدته لما تجرّأ ونشرها، اذن سلطة القارئ تولد مع القصيدة، فسلطة القراءة لا...
البعض من "كتبة"هذا الزمن اللعين يمعن في تحبير بعض الصفحات اليتيمة الفاقدة للشروط الضرورية تقنيا و جماليا لتصير هذه "النصوص"قريبة من بهاء الكيان الأدبي -شعرا و سردا- هؤلاء يتملكهم عشق أسطوري للهذيان و تبعاً لهذا المسار تصير عملية مسك القلم و تحبير بعض الكلمات في غياب تام لخلفية فكرية و جمالية...
شتاء القرى ثلوج و صقيع و البلاد التي هاجرها الفتيان صار بامكانها الان نشر الغسيل قبل مغيب المرحلة هنا الصبايا الحالمات بيوم جديد لا ياس فيه و لا خذلان الحرس القديم يدق نواقيس الخطر و الأقاليم البعيدة تباغتها العربات بلا مياه أو موسبقى شتاء المدن اضواء و ضجيج و انفتاح المرء على مرايا الروح ليس...
"مثقفو الفنادق ! اليوم في اتحاد ادباء ميسان كانت جلسة حوارية للرد على مؤتمر ،، طنجة ،، الأمازيغي الذي انتحل اسم و وصف مشروعنا الفكري و تم التأكيد على حقيقة أنّ ( المستغربين ) و المستشرقين وجهان لعملة فاسدة ." بهذه الفقرة الموجزة و الغارقة في الترميز و كثافة المعنى/ الفكرة ٫ يكتب مؤسس مشروع...
البعض من "رعايا" هذا البلد الجريح يتوهم ان لديه موهبة خارقة في الكتابة و الثقافة و الفن ٫ و الحال ان رصيدهم من اللغة و بلاغتها و مفرداتها و جمالياتها لا يتعدى معرفتهم كتابة الاسم واللقب و ربما تحرير رسالة حب بسيطة لامراة تعيش خارج الزمان و المكان...الواهم هنا هو مريض بازمات نفسية مزمنة و الأمر...
ورقات الغيم / البشير عبيد - تونس ربما غاب عن العيون صهيل الخيول و نام الرجل الشريد على رصيف الحكاية لم تكن البلاد التي اسمها الخضراء تبحث عن الينابيع في عز الظهيرة بل كانت القوافل الاتية من اقاصي الشمال ترمم أخر ما تبقى من القلاع... اسراب من حمام حضرموت يحلق بعيدا و الاجنحة لا تخاف من رايات...

هذا الملف

نصوص
44
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى