المحامي علي ابوحبله - حل الدولتين لم يعد قائم في ظل برنامج حكومة اليمين الفاشي برئاسة نتنياهو القادمه

تسريبات ألصحافه والإعلام العبري عن ملامح الاتفاقيات الائتلافية التي تشكلت بموجبها الحكومة الجديدة ، وتشمل إجراءات لتعزيز سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية المحتلة وتنفيذ حكم الإعدام بحق الفلسطينيين من منفذي العمليات ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه ، وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإنه خلال المفاوضات الائتلافية، تمكن رئيس حزب "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش، من الحصول على تعهد من نتنياهو، بالدفع قدما بعملية ضم أراض فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وفرض "السيادة الإسرائيلية" عليها.

هذا الاتفاق بين نتنياهو وائتلاف أحزاب اليمين الفاشي يقضي على أي أمل لتحقيق السلام وعودة مسيرة المفاوضات ، فقد ولّى الزمن الذي كانت فيه عملية السلام تقع في صُلب أولويات الرؤساء الأميركيين .

فقد اكتفى بإيدن أثناء زيارته للشرق الأوسط بتجديد التزامه الباهت بحل الدولتَين باعتباره السبيل لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، في إطار "إعلان القدس" بشأن الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل الذي وقّعه كلٌّ من الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق . وتُغدق هذه الوثيقة المديح على إسرائيل وتمنحها ضمانات أمنية من دون أن تأتي مرةً على ذكر انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها ضد الفلسطينيين. كذلك، لم تتضمّن هذه الوثيقة التزامًا إسرائيليًا بحل الدولتَين، بل أشار بايدن قائلًا: "أُدرك أن " هذا الحل " لن يتحقّق في المدى القصير". لكن دعم واشنطن المتواصل للاتفاقات الإبراهيمية التي تعزّز دمج إسرائيل في المنطقة من دون الحاجة إلى تحقيق السلام مع الفلسطينيين، سيحول دون إمكانية تطبيق حل الدولتَين في المدى البعيد أيضًا.

أدّى إحجام إدارة بايدن عن توجيه انتقادات، وإن طفيفة، إلى الاحتلال إسرائيلي إلى تبديد آمال الرأي العام العربي خصوصًا بأن الولايات المتحدة سوف تولي قيمها الأولوية نفسها التي تعطيها لمصالحها. فقد أدلى بايدن في بداية ولايته في شباط/فبراير 2021 بتصريح حول مكانة أميركا في العالم، مفاده: "يجب أن نبدأ بانتهاج دبلوماسية متجذّرة في القيم الأميركية التي نعتزّ بها أيما اعتزاز، والمتمثّلة في الدفاع عن الحرية، ودعم تكافؤ الفرص، وصون الحقوق العالمية، واحترام سيادة القانون، ومعاملة كل شخص بكرامة".

لكن إدارة بإيدن أخلّت بهذه المبادئ في تعاملها مع الشرق الأوسط. ويرى معظم الفلسطينيين والعرب عمومًا، أن السياسة الأميركية تجاه الصراع العربي-الإسرائيلي لم تشهد تغييرًا يُذكر مقارنةً مع النهج الذي اتّبعته إدارة ترامب، إلا على المستوى الخطابي. وإذا كانت واشنطن عاجزة حتى عن إعادة فتح قنصليتها في القدس الشرقية، التي أغلقتها إدارة ترامب في العام 2019، فهل من أمل للفلسطينيين بأنها ستعمل جدّيًا على إعادة إحياء عملية تُتوَّج بحل الدولتَين؟

الحقيقة المرّة اليوم هي أن حل الدولتَين قد مات، بيد أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يرفضان الاعتراف بهذا الواقع. وجُلّ ما تفعله واشنطن، من خلال تكرار التزامها بهذا الحل من دون أن تحاول حتى إعادة إطلاق المسار الدبلوماسي الكفيل بتحقيقه، هو منح إسرائيل متّسعًا من الوقت لبناء المزيد من المستوطنات والقضاء على أي أمل بإعادة إحياء حل الدولتَين.

وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في خطابه ، أمام أحد الجمعيات اليهودية في الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل يصرح أن " احتمالات حل الدولتين تبدو بعيدة". و تعهد ، بتحسين حياة الفلسطينيين ضمن مفهوم الاقتصاد مقابل الأمن

موقف بلينكن، جاء ليحسم موقف إدارة بإيدن بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ويؤكد عدم تحقق رؤيا الدولتين ، وتصريحاته بمثابة قرع لجرس الإنذار تقود لصحوة وطنيه فلسطينيه وعدم الرهان على تغير في السياسات الامريكيه ، وإذا أرادت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي العمل جدّيًا من أجل التوصّل إلى حلّ للقضية الفلسطينية، فعليهما التخلّي عن الحديث الفارغ عن حل الدولتَين والبدء بمعالجة تداعيات الاحتلال الإسرائيلي. فالسبيل الوحيد لإحراز أي تقدّم فعلي على مستوى الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي يتمثّل في تبنّي نهج قائم على تبني قرارات الشرعية الدولية وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى