تعاظم قوة تيار الصهيونية الدينية الفاشية التي يمثلها بن غفير وسموتريتش ليست حاله مستجدة في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني ضد الاستعمار الصهيوني الاحلالي لفلسطين ، فالصهيونية الدينية المتطرفة تطرح نفسها ، كوريث ومكمل لطريق تيار الصهيونية العلمانية بوصفها التيار المؤسس للحالة الاستعمارية في فلسطين، والذي هيمن لسنوات طويلة على مؤسسات الدولة الناشئة عنها وقادها دون منازع.
ويقود هذا التيار الديني – القومي الفاشي الذي تخلف عن المرحلة الأولى في المشروع الاستيطاني الصهيوني، الذي أسفر عن إقامة " دولة إسرائيل " في حدود الـ48، يقود المرحلة الاستيطانية الثانية التي يعتبرها استمرارا وتتويجا لهذا المشروع في الضفة الغربية، باعتبارها "أرض الآباء" الحقيقية التي لن تُستَوفى دونها أرض إسرائيل الكاملة.
ولا تكتفي الصهيونية الدينية ببناء دولة "إسرائيل الثانية" في الضفة الغربية، بل هي تسعى لاحتلال "إسرائيل الأولى" وتصحيح "الخطأ التاريخي" و"إعادة التوازن" الذي يجب أن يقوم بين الأهداف الدينية للحركة الصهيونية التي تقوم على فكرة "الإنقاذ" و"أرض الميعاد" و"جمع الشتات"، وبين القيادة الدينية لهذه الحركة، وهي تتقدم على هذا الصعيد بخطوات كبيرة.
يقول جدعون ليفي في مقاله بعنوان " من بن غوريون حتى بن غفير.. هكذا صفقت إسرائيل لجرائم الصهيونية " ويسرد في مقاله " بن غفير هو الصهيونية. ربما هو تعبير قاس وفظ لها، لكن مواقفه هي مواقفها. عندما يكون بن غفير مع طرد العرب والموت للإرهابيين والتفوق اليهودي وتهجير الفلسطينيين، فإنه يمثل مواقف الصهيونية على حقيقتها. المسافة بين دافيد بن غوريون وايتمار بن غفير أقل مما قالوا لنا وأقل مما نتخيل. بن غفير هو الصهيونية وصهيونية 2022 هي بن غفير. يصعب الاعتراف بذلك، ولكن لا يمكن إنكاره.
في مقال نشره رئيس "المنتدى العلماني"، رام بروفمان في صحيفة "هآرتس" مؤخرا، حاول تتبع الخط الواصل بين بن غوريون وبن غفير، ليصل إلى نتيجة مفادها أن بن غفير لا يمثل حالة انحراف للحركة الصهيونية عن مسارها "العلماني الليبرالي" وصولا إلى هذه الخلطة الدينية القومية العنصرية التي يمثلها، كما يريد أن يعتقد بعض العلمانيين الصهيونيين، بل إن الطريق التي رسمها بن غوريون، والتي تبنت الأسطورة اليهودية الدينية وأمَّمَتها، بمعنى علمتنها وتحويلها إلى أسطورة قومية، هي التي ربطت العلاقة غير القابلة للفصل اليوم بين بين الدين والقومية.
وما جرى لم يقتصر، برأيه، على محاولة تأميم الأسطورة فقط، بل إنه أعطى شرعية للتوجه "المسيحاني" و"الإنقاذي" الموجود عميقا في قلب الدين. بن غوريون رأى بنفسه وبرفاقه "مُخَلِّصين" أنقذوا شعب إسرائيل من عذاباته، وكجزء من "المسيحانية" التي ميزتهم، فقد حَوّلوا التوراة إلى المطرقة المركزية للصهيونية، وفي هذا السياق فإن بن غفير وغيره من الخلف الصهيوني الديني، هو محاولة لتسوية التناقض الداخلي للصهيونية العلمانية.
كان من الواضح، كما يقول بروفمان، أن هذا المنتج الهش المتمثل بحركة ليبرالية علمانية قائمة على أساس ديني، إشكالي، إذ تتجذر مسيحيانيته عميقا في قلب رؤيتها القومية. كان من الواضح أن تناقضا داخليا بهذا العمق والذي عبر عنه المؤرخ أمنون راز جيدا بقوله إن "الله غير موجود لكنه وعدنا بهذه الأرض"، سيقود إلى الانهيار ولن يصمد طويلا، وسيفضي انهياره إلى نشوء وتعاظم التيار "القومي الديني" الذي يقترح إزالة العلمانية من الصهيونية، لحل تناقضها الداخلي والإبقاء على الأساس الديني للقومية.
" وبدون شك، فإن تعاظم قوة إيتمار بن غفير، الذي يمثل الاختراع الجديد لهذا التوجه، هو براي محللين اسرائيليين ليس من قبيل الصدفة، لأنه يحل عدة مشاكل كانت تعيق تطور "الصهيونية الدينية"، فهو "شرقي" و"متزمت دينيا" يرتبط تدينه بالقومية، بمعنى أنه يستطيع التوجه إلى المتدينين التقليديين الذين يرون بحزب "نوعم" وحتى ببتسلئيل سموتريتش متطرفين دينيا، ويمكنه أيضا (بن غفير)، التوجه للحريديين المعنيين بالخروج من "الغيتو" والاندماج بالإسرائيلية، لأن خروجهم سيعتبر عندها تعبيرا عن رغبة للمشاركة في القومية، وليس رغبة للمشاركة في الليبرالية، أي أن بن غفير يحقق رغبتهم في اندماج قومي، بمعنى قومية عنصرية.
الكلمات السامية في وثيقة الاستقلال التي تتحدث عن “المساواة الكاملة في الحقوق الاجتماعية والسياسية لكل مواطني الدولة بدون تمييز في الدين والعرق والجنسي” بالتأكيد هي ليست بلغة بن غفير، لكنها أيضاً بالتأكيد لم تطبق يوماً ما. هذه أيضاً تتجاهل، بحكم الظروف، ملايين الرعايا الفلسطينيين الذين لا يمكنهم أن يكونوا مواطني الدولة التي تحكمهم منذ 55 سنة وهم يعيشون تحت حذائها، الذين تعد كلمة مساواة بالنسبة لهم كلمة ميتة، والصهيونية هي كلمة المفتاح لكارثتهم. صحيح أن الخطاب الصهيوني كان ذات مرة أكثر ليونة ونعومة على الأذن من خطاب بن غفير، ولكن بماذا يزيد هذا أو ينقص. " ( جدعون ليفي )
نحن العرب الفلسطينيين أصحاب الحق الشرعيين " المستعمرين " (بفتح العين)، فإن واقع ما تعايشه بسبب الاحتلال الاستعماري " ألإحلالي " وممارساته العنصرية وتوغله في القتل واستباحته الدم الفلسطيني ومصادرة الأراضي والاستيطان غير الشرعي هو الإرهاب الصهيوني وهي حالة استعماريه مستمرة من بن غوريون إلى بن غفير و لن يغير من واقعنا كثيرا ولن يخيفنا بن غفير مثلما لم يخيفنا بن غوريون.
ويقود هذا التيار الديني – القومي الفاشي الذي تخلف عن المرحلة الأولى في المشروع الاستيطاني الصهيوني، الذي أسفر عن إقامة " دولة إسرائيل " في حدود الـ48، يقود المرحلة الاستيطانية الثانية التي يعتبرها استمرارا وتتويجا لهذا المشروع في الضفة الغربية، باعتبارها "أرض الآباء" الحقيقية التي لن تُستَوفى دونها أرض إسرائيل الكاملة.
ولا تكتفي الصهيونية الدينية ببناء دولة "إسرائيل الثانية" في الضفة الغربية، بل هي تسعى لاحتلال "إسرائيل الأولى" وتصحيح "الخطأ التاريخي" و"إعادة التوازن" الذي يجب أن يقوم بين الأهداف الدينية للحركة الصهيونية التي تقوم على فكرة "الإنقاذ" و"أرض الميعاد" و"جمع الشتات"، وبين القيادة الدينية لهذه الحركة، وهي تتقدم على هذا الصعيد بخطوات كبيرة.
يقول جدعون ليفي في مقاله بعنوان " من بن غوريون حتى بن غفير.. هكذا صفقت إسرائيل لجرائم الصهيونية " ويسرد في مقاله " بن غفير هو الصهيونية. ربما هو تعبير قاس وفظ لها، لكن مواقفه هي مواقفها. عندما يكون بن غفير مع طرد العرب والموت للإرهابيين والتفوق اليهودي وتهجير الفلسطينيين، فإنه يمثل مواقف الصهيونية على حقيقتها. المسافة بين دافيد بن غوريون وايتمار بن غفير أقل مما قالوا لنا وأقل مما نتخيل. بن غفير هو الصهيونية وصهيونية 2022 هي بن غفير. يصعب الاعتراف بذلك، ولكن لا يمكن إنكاره.
في مقال نشره رئيس "المنتدى العلماني"، رام بروفمان في صحيفة "هآرتس" مؤخرا، حاول تتبع الخط الواصل بين بن غوريون وبن غفير، ليصل إلى نتيجة مفادها أن بن غفير لا يمثل حالة انحراف للحركة الصهيونية عن مسارها "العلماني الليبرالي" وصولا إلى هذه الخلطة الدينية القومية العنصرية التي يمثلها، كما يريد أن يعتقد بعض العلمانيين الصهيونيين، بل إن الطريق التي رسمها بن غوريون، والتي تبنت الأسطورة اليهودية الدينية وأمَّمَتها، بمعنى علمتنها وتحويلها إلى أسطورة قومية، هي التي ربطت العلاقة غير القابلة للفصل اليوم بين بين الدين والقومية.
وما جرى لم يقتصر، برأيه، على محاولة تأميم الأسطورة فقط، بل إنه أعطى شرعية للتوجه "المسيحاني" و"الإنقاذي" الموجود عميقا في قلب الدين. بن غوريون رأى بنفسه وبرفاقه "مُخَلِّصين" أنقذوا شعب إسرائيل من عذاباته، وكجزء من "المسيحانية" التي ميزتهم، فقد حَوّلوا التوراة إلى المطرقة المركزية للصهيونية، وفي هذا السياق فإن بن غفير وغيره من الخلف الصهيوني الديني، هو محاولة لتسوية التناقض الداخلي للصهيونية العلمانية.
كان من الواضح، كما يقول بروفمان، أن هذا المنتج الهش المتمثل بحركة ليبرالية علمانية قائمة على أساس ديني، إشكالي، إذ تتجذر مسيحيانيته عميقا في قلب رؤيتها القومية. كان من الواضح أن تناقضا داخليا بهذا العمق والذي عبر عنه المؤرخ أمنون راز جيدا بقوله إن "الله غير موجود لكنه وعدنا بهذه الأرض"، سيقود إلى الانهيار ولن يصمد طويلا، وسيفضي انهياره إلى نشوء وتعاظم التيار "القومي الديني" الذي يقترح إزالة العلمانية من الصهيونية، لحل تناقضها الداخلي والإبقاء على الأساس الديني للقومية.
" وبدون شك، فإن تعاظم قوة إيتمار بن غفير، الذي يمثل الاختراع الجديد لهذا التوجه، هو براي محللين اسرائيليين ليس من قبيل الصدفة، لأنه يحل عدة مشاكل كانت تعيق تطور "الصهيونية الدينية"، فهو "شرقي" و"متزمت دينيا" يرتبط تدينه بالقومية، بمعنى أنه يستطيع التوجه إلى المتدينين التقليديين الذين يرون بحزب "نوعم" وحتى ببتسلئيل سموتريتش متطرفين دينيا، ويمكنه أيضا (بن غفير)، التوجه للحريديين المعنيين بالخروج من "الغيتو" والاندماج بالإسرائيلية، لأن خروجهم سيعتبر عندها تعبيرا عن رغبة للمشاركة في القومية، وليس رغبة للمشاركة في الليبرالية، أي أن بن غفير يحقق رغبتهم في اندماج قومي، بمعنى قومية عنصرية.
الكلمات السامية في وثيقة الاستقلال التي تتحدث عن “المساواة الكاملة في الحقوق الاجتماعية والسياسية لكل مواطني الدولة بدون تمييز في الدين والعرق والجنسي” بالتأكيد هي ليست بلغة بن غفير، لكنها أيضاً بالتأكيد لم تطبق يوماً ما. هذه أيضاً تتجاهل، بحكم الظروف، ملايين الرعايا الفلسطينيين الذين لا يمكنهم أن يكونوا مواطني الدولة التي تحكمهم منذ 55 سنة وهم يعيشون تحت حذائها، الذين تعد كلمة مساواة بالنسبة لهم كلمة ميتة، والصهيونية هي كلمة المفتاح لكارثتهم. صحيح أن الخطاب الصهيوني كان ذات مرة أكثر ليونة ونعومة على الأذن من خطاب بن غفير، ولكن بماذا يزيد هذا أو ينقص. " ( جدعون ليفي )
نحن العرب الفلسطينيين أصحاب الحق الشرعيين " المستعمرين " (بفتح العين)، فإن واقع ما تعايشه بسبب الاحتلال الاستعماري " ألإحلالي " وممارساته العنصرية وتوغله في القتل واستباحته الدم الفلسطيني ومصادرة الأراضي والاستيطان غير الشرعي هو الإرهاب الصهيوني وهي حالة استعماريه مستمرة من بن غوريون إلى بن غفير و لن يغير من واقعنا كثيرا ولن يخيفنا بن غفير مثلما لم يخيفنا بن غوريون.